أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد إدريس - بخُصوصِ العمَليَّة التي سُمِّيت «طوفان الأقصى» و ما يَحوم حَولها من تساؤُلات…















المزيد.....

بخُصوصِ العمَليَّة التي سُمِّيت «طوفان الأقصى» و ما يَحوم حَولها من تساؤُلات…


أحمد إدريس

الحوار المتمدن-العدد: 8489 - 2025 / 10 / 8 - 14:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


« في مُعظم الأحيان، نحن نُصدِّق ما نريد أن نُصدِّقه، و نُشكِّك في مِصداقية ما لا نريد أن نُصدِّقه. » (عبد الله الخنجي)

أبدأ بطرح سؤال : لَو أنَّ تلك العملية انتُقِدتْ و اعتَرَضتْ عليها قناة الجزيرة، ما هي نِسبة مَن كانوا سيفرحون بها و يُباركونها في الأُمة ؟

أنا لست من الذين صفَّقوا و ابتهجوا و باركوا العملية المُسماة "طوفان الأقصى" و المأساة الهائلة التي نجمت عنها زادتني ثقة بِصَوابِية موقفي… « أفلا تعقلون ؟ »، « أفلا تبصرون ؟ »، « أفلا تتفكرون ؟ » : هذه توبيخات و تقريعات قرآنية. أُمة القرآن المزعومة، للأسف لا تعقل و لا تُبصر و لا تتفكر، ماذا أصاب هذه الأمة ؟ أُمتنا الضالة الضائعة يبدو كأنها تحمل في أحشائها بل جيناتها بذور فنائها، أمتنا الكافرة بكل ما يبني حضارة لديها قدرة استثنائية على التدمير الذاتي : واضح أننا قَوم قاصرو الوعي و في الغالب عاجزون عن رؤية الأشياء على حقيقتها، و تحكم تصرُّفاتِنا اللاَّعقلانيةُ و العواطف و الإنفعالات المُنفلتة، الأمر الذي جعل التاريخ يُكرِّر نفسه عندنا بصورة كوميدية و دراماتيكية في آن واحد… الأُمم الناضجة تُدرك أن الشعارات العاطفية و الخطابات الشعبَوِية لا تُحقِّق نصراً و لا تبني وطناً و أنها عندما تُغلَّف بالدين تُصبح وسيلة لتخريب الأُمم.

الفوضى المُدمِّرة و القاتلة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط حالياً، هي من تداعيات "الربيع العربي"، و نتيجة لهذه الحادثة الجسيمة التي انجر عنها طوفان خراب و موت. هل نعرف ما الذي جرى حقاً، خلال ما سُمي بـ"طوفان الأقصى"، هل نعرف مُلابساته الحقيقية ؟… لقد انقشع الغبار منذ زمن و بانت و انْجلَت الحقيقة، فلِمَ الإستمرار من معظمنا في الهروب من الحقيقة ؟ قَوم ينفُرون إلى هذا الحد من الحق لا يحِق لهم أن يَتوَقعوا نصراً من الله. نعشق الحق بأفواهنا و نكرهه بأفعالنا، ثُم نتبجح و نتباهى في صَلَف مُعلنين : نحن مسلمون و غيرنا كفار !

« حتى السَّراب الذي نَخدع به أنفُسنا، لا نملك نحن صُنعه، و إنما يُفرض علينا. » (يوسف السباعي)

« الحقيقة مهما كانت مُؤلِمةً أفضلُ كثيراً من الوهم. و الجراح تبرأ بعد حين، أما الإستمرار في تجاهُل الحقيقة فلا عائدَ له في النِّهاية إلاَّ الضياع ! » (محمد عبد الوهاب مطاوع)

الله القادر على أن يُخرج الحي من الميِّت كما يذكر القرآن، هو قادر على أن يُخرج أشياء إيجابية جداً من هذه المأساة : لا أزال أتشبث بهذا الأمل ! هذا لا يعني أن الحادثة، في اعتقادي، قد تمَّت بمُباركةٍ من الله. الله أذِنَ و سمح بحدوث ذلك قطعاً و بكُل تأكيد، و إلاَّ لما حصل بطبيعة الحال، لكنْ أن يُقرِّر أفرادٌ معدودون المُقامرة بشعب : كيف يمكنني أن أتصوَّر ذلك مقبولاً و مُؤيَّداً من الله ؟ لقد كانت مغامرة عَبَثِيَّة و عَدَمِيَّة بجميع المقاييس… إنها خيانة بِحق فلسطين، و معها مجموع هذه الأُمة. ألَمْ يكونوا يُدركون أن ما سيُقْدِمون عليه سيُنقذ من سقوط أكيد و مُحقَّق حكومةَ نتنياهو ؟ ألَمْ يكونوا يُدركون أن ما سيفعلونه سيَتوَلَّد عنه على الأرجح نكبة تاريخية لسُكان غزة ؟ الغريب في الأمر أنهم يتناسون أنه عشية العملية، لم يكُن يوجد جُندي صهيوني واحد بغزة، التي احتُلتْ بالكامل من جديد بسبب تلك العملية. أُلاحظ أنهم باغتوا الأُمة و وضعوها أمام الأمر الواقع، و هي التي ما تعافت بَعدُ مِما أصابها من جرَّاء ربيع الخراب العربي، ثُم راحوا يتهمون شعوبَها و قادتَها و جيوشَها بالخِذلان : هل هذا تصرُّف يصدر عن مُقاومين لهم عقول راجحة، أشخاصٍ يُقدِّرون الحياة و يُقدِّسونها، حصيفين واعين مُتبصِّرين و يَتحلَّوْن بروح المسؤولية ؟ هنالك أيضاً إمكانية أنه حصل تَواطُؤ و تنسيق مع العدو على مُستوى ما… بدون أدنى شك كلامي هذا سيصدم البعض و خاصة الذين تحكُمهم العاطفة، و لكِني أتحدث عن احتمالٍ بات مِن الصعب استبعادُه هكذا بسهولة، إذا أخذنا بِعَيْن الإعتبار المعلومات المُؤكَّدة المُتوَفِّرة حالياً بشأن تلك العملية. كما أنني لن أنسى أو أتجاهل أبداً أنه بِسبب بل بِفضل هذه الأخيرة، سوريا هي الآن تحت رحمة نتنياهو، و أمَّا أسود ثَورتها المزعومة فقد تحَوَّلوا إلى فئران أمام هذا الأخير. و إلى الله المُشتكى.

هذه الأُمة، المُتآمرة على نفسها بلا كلل، أُمة مُحيِّرة. هي أُمة مُحيرة، لأنها بِمَحض إرادتها و اختيارها، هي أُمة تنتحر. اللهم اهدِ هذه الأُمة المُحيِّرة سُبلَ السلام و الرشاد و الوعي الصحيح و الفهمِ السليم للأمور، اللهم اهدِ هذه الأُمة المُحيِّرة سُبلَ الإستقامة السلوكية و الفكرية و كلِّ ما يمنعُها من الإنتحار. أيُّها المُعترِض على كلامي إحذر فقط أن تكون مِمَّن قال فيهم القرآن بأنهم « جحدوا بها و اسْتيْقنتها أنفُسهم ظُلماً و عُلُواً » لأن هؤلاء هم وحدهم مَن يستحِقون بالفعل أن يُطْلَق عليهم وَصفُ الكفار. كفانا ادعاءاتٍ فارغة ! مِن غير اعتراف شجاع و صريح بالأخطاء لن يحصل أي انفراج… لا مهرب من ذلك لِكَي نصل إلى رؤية عاقلة مُستنيرة تُعيننا على تجاوُز أزمات الحاضر و تُنير لأُمتنا الهائمة في بَيداء الحياة طريق المُستقبل. المستقبل الذي نُريد و نرجو بُلوغَه لن تصنعه الأوهام بل الحقيقة. أقصد الحقيقة التي بإمكاننا كَبشر الوصولُ إليها و الإتفاقُ حولها، إذا تَوفَّرت لدى جميع الأطراف النِّيةُ الخالصة و الإرادةُ الصادقة. متى يجيء اليوم الذي تقوم حياتُنا فيه على التَّواصي بالحق و الصبر عليه، فذلك بالتأكيد من أهم و أعظم معالِم المُؤمنين الصادقين المُطمَئنين إلى الله ؟

« و العصر إنَّ الإنسان لفي خسر، إلاَّ الذين آمنوا، و عمِلوا الصالحات، و تواصوا بالحق، و تواصوا بالصَّبر. » (قرآن)

« ليست البطولة في هذا الزمان أن يحمل الإنسان سلاحاً، و لكن البطولة الحقيقية أن يحمل الإنسان الأعزل ضميراً ! » (أحلام مستغانمي)

« الرأي السائد في مجتمع القطيع يجعل أفراده لا يَثِقون بعقولهم بعيداً عن ذلك الرأي الجَمعي، فيُكذِّبون حتى أعينهم إذا حكمتْ برؤية تتناقض مع رؤية القطيع. و هكذا ترتدي الأوهام لباس الحقيقة عبر العصور. » (عقيل ناظم عبد الهادي)

مُلحَق

أنصح بقراءة مقال مَوجود على الإنترنت، نُشر بتاريخ 05 يونيو/جوان 2025، كتبه مُستشار سياسي سابق للمرحوم هنية : الدكتور أحمد يوسف. عنوان المقال : "ما قبل القرار : لو كنتُ مستشاراً للسنوار !" يقصد : ماذا كنتُ سأقول له لَو طلب مشورتي قبل اتخاذه قرار إطلاق عملية طوفان الأقصى… تقريباً لا أحد يذكر هذا المقال الجاد و الرَّصين : حقاً نحن نعيش في زمن يُحتفى فيه بالكاذب و يُتجاهل الصادق فكيف ستُفلح هذه الأُمة ؟

« عندما تحكم العاطفة العرب، الغرب يصنع بهم السياسة ! » (ردوان كريم)

إذا كنتَ إخوانياً أو مُتعاطفاً مع هذه الجماعة فإليك ما يلي : « ألجِموا نَزوات العَواطف بِنَظرات العقول. » (حسن البنا)

https://www.youtube.com/watch?v=iqm_mVHwji0



#أحمد_إدريس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإلحاد آخِذ في الإنتشار في أرجاء الأمة
- ربيع أُمتنا المُنتحِرة، الحقيقي، تصنعُه ثَورة الوعي
- تُريد الخلاص لأُمَّتك يا مُسلم ؟
- الأُمة الآن في مُفترَق طُرق، و لَيْس لها إلاَّ خِيار الصَّحْ ...
- من نتائج تكفير فُقهاء الدين الإسلامي للغالبية العُظمى من بني ...
- الذين يُفبركون أخباراً كاذبة لأغراض تخريبية مُجرمون ضد الإنس ...
- هذا أفضل ما يُمكنني فعله لفلسطين
- النبي لم يكُن سلفياً
- هل هذا الفكر «الديني» يساعد الأمة ؟
- عن اغتيال إسماعيل هنية رحمه الله : أين الخلاص ؟
- هيهات لأدعية أنانية أن تُستجاب !
- تقديس و تقليد «السلف الطالح» مرفوض قطعاً !
- داعش… و ما أدراك ما داعش !
- لست المهدي المنتظر
- « لِمَ هذا الخذلان ؟ نحن لسنا كفاراً، نحن مسلمون ! »
- تحيَّة لإنسان عظيم
- تعليق بريء على دعاء…
- سنة جديدة طيِّبة للجميع
- شتان بين -الكونفوشِيُوسِيين- و -المُحمَّدِيين- مع الأسف !
- «يحرم و لا يجوز الترحُّم على غير مسلم» : كيف يصدر هذا عمَّن ...


المزيد.....




- تحليل.. نعم ترامب يمكنه حقًا الفوز بجائزة نوبل للسلام.. إليك ...
- حركة قام بها ماكرون عقب استقالة رئيس وزرائه تثير تفاعلًا وتك ...
- شركة محاماة أمريكية تضم عملاء سياسيين تتعرض للاختراق بقضية ت ...
- جائزة نوبل للكيمياء لثلاثة باحثين أحدهم من أصل عربي
- ميزانية فرنسا 2025: هل ينجح رئيس الوزراء في تجنب حل البرلمان ...
- القاهرة تتهم: سوء إدارة إثيوبيا لسد النهضة أدت لفيضانات استث ...
- احتجاجات -جيل زد- متواصلة في مدغشقر ضد الفقر والفساد
- نوبل للكيمياء تُمنح للياباني سوسومو كيتاغاوا والأردني الأمري ...
- أوليفييه فور بعد لقائه مع لوكورنو: -لا يوجد أي ضمان- لتعليق ...
- السعودية.. مطاردة أمنية تتسبب بحادث سير مروع في الرياض


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد إدريس - بخُصوصِ العمَليَّة التي سُمِّيت «طوفان الأقصى» و ما يَحوم حَولها من تساؤُلات…