أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - سنة جديدة طيِّبة للجميع














المزيد.....

سنة جديدة طيِّبة للجميع


أحمد إدريس

الحوار المتمدن-العدد: 7850 - 2024 / 1 / 8 - 19:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أتمنى لك سنة جديدة طيبة أيها القارئ. إسمح لي أن أدعوك إلى الإنتباه لِما يلي :

الحياة تقوم على قوانين قد تتسامح أو تتغاضى إلى حد ما و تغفر بعض التجاوُزات أو الأفعال التي تُعتبر غير لائقة لكنها لا تغفر التحايل على الواقع و خيانة الضمير بإخفاء و تغييب الحقيقة. و خيانة الضمير بإخفاء و تغييب الحقيقة هي "الكفر" المُستفظَع و المستقبح بشكل لافت في القرآن. لكن الأُمة المحسوبة على هذا الكتاب و التي أنتسب إليها تَصِم به زوراً و ظلماً جُل الآدميين، معظم الخلق، بما فيهم أُناساً رائعين يدعمون بتفان عجيب القضية التي تشغل بالنا جميعاً في الوقت الراهن.

لِيكون هذا العام طيباً، مُبارَكاً على الجميع، يجب أن نكون طيبين. و إن كُنت تقول عن نفسك إنك مسلم فسأقول لحضرتك : « إذا لم تَكُن، أيها المسلم، في قلبك و فكرك و عملك، رحمة للعالمين، فأنت على طريق غير طريق رسولك محمد - صلَّى الله عليه و سلَّم -، فقد قال له ربه الذي أرسله : "و ما أرسلناك إلاَّ رحمة للعالَمين" » (عصام العطار). المسلم الحق لا يمكن إلاَّ أن يسعى في هذه الحياة ليكون رحمة للعالَمين. الرحمة صفة مُلازمة له فلا تنفك عنه أبداً، هي صِبغة راسخة في سلوكه الراقي و هي عُنوان روحانيَّته الأصيلة العالية، و السِّمة الأولى التي يُعرف بها بين الأنام. حتى المخلوقات الغير آدمية - حيوانات و نباتات و جمادات - تطالُها و تشملها هذه الرحمة. حتى و هو يُقاوم الظلم أو الفساد، و وسط ظروف يُصبح فيها من الصعب أنْ يُحافظ المرءُ على إنسانيته كالحرب مثلاً، المسلم القرآني الحق يبقى رحيماً… المسلم الحقيقي إذن ينبغي أن يكون رحمة للمخلوقات قاطبة، في كُل ما يصدر عنه، و مع ذلك يطلُع علينا بَيْن الحين و الآخَر شيخ يُفتي للمسلمين : « حذار و إياكم أن تطلُبوا من إله الكون الرحيم، الرحمة لصالح مَوتى غيركم من بني الإنسان » ! ضلال ما بعده ضلال : الترحُّم على موتى نُظراء لنا في الخَلق، سيجلِب علينا غضب مَن إسمُه الرحيم… لذا صِرنا أغرب أُمة أُخرجت للناس : يموت الطالح مِن قومنا، فليس مُستبعَداً أن نجد مَن يُفتي عندنا، و لو أن هذا الذي مات قد أمضى حياته في ارتكاب جميع المنكرات و الأفعال الشريرة الحِسية و المعنوية : « يجوز أنْ ندعو له بالرحمة و المغفرة لأنه مات مُسلماً » ؛ يموت الصالح مِن غيرنا، فبكل تأكيد سنجد مَن يُفتي عندنا، و لو أن هذا الذي مات قد نذر حياته لِخدمة قضايانا و أفنى عُمره في إطعام فُقرائنا و الدفاع عن جميع المقهورين في العالَم : « يَحرُم الدعاءُ له بالرحمة لأنه مات كافراً »… أيُعقل أن يُوصفَ شرير بالمسلم و مُحسن بالكافر يا معاشر الشيوخ ؟ متى ترتقي فلسفتكم الدينية إلى مُستوى « و ما أرسلناك إلاَّ رحمة للعالَمين » ؟ هل ما أنتم عليه هو السبيل الذي مَن سلك غيره في هذه الدُّنيا فحتماً و قطعاً سيخسر الآخرة، كما يُوحي ظاهرُ آية قرآنية يفهمُها أغلبكم و أتباعكم على نَحوٍ سطحي و ضيِّق يدعو للرِّثاء ؟ هالة الطهرانية و القداسة و النَّزاهة التي تُحيطون بها أنفسَكم، زَيفُها تجلَّى بِوُضوحٍ لا لَبْس فيه و ما عادت تنطلي على أحد. فمُستوى الوعي العام يتنامى بشكل مُتواصل و مُتسارع مع مُرور الزمن في أَوساطٍ مُجتمَعية و فكرية واسعة بين ظَهرانَيْ المسلمين. فيما يخُصني : إنتقلتُ منذ زمان من ضيق دين الشيطان، الذي أرى أن مشايخ كُثر و أتباعاً لهم ما زالوا به مستمسكين و لأصنامه عابدين، إلى رحاب و سَعة و سماحة دين الرحمان.

فاستمع بصدق لكلامي، أخي المسلم، فإني لك من الناصحين : كُف عن تلقيب و مناداة المختلفين عنك في الديانة الظاهرية بـ"الكفار" و ستكون قد وضعت قدمك على الطريق الصحيح و المستقيم. و بكل تأكيد سيكون بِوُسعك أن تكون رحمة للعالَمين. أنت مُدرك بأن أمتنا بحاجة إلى تغييرٍ كبير. أوَّل ما يجب أن نعمل على تغييره، بِحزمٍ، هو طريقة تفكيرنا و نظرتُنا للعالَم. تنصلح الأمور و الأحوال عندما تنصلح العقول و الأفكار. إصلاح التفكير و تصحيح التصوُّرات هو أساس البناء الحضاري السليم للأمة. هكذا يُبنى الإنسان السَّوي المستقيم، الذي يَبني حضارةَ الرحمة الشاملة.

« قيمة الإنسان هِي ما يُضيفه إلى الحياة بَيْن ميلاده و موته » (مصطفى محمود) : قد تكون هذه الإضافة مُجرَّد كلمة أو فكرة جيِّدة نَزرعُها في حقول الحياة، فينتُج عنها خير عظيم كأنْ ترفعَ مستوى الوعي لدى الكثير من بني البشر…



#أحمد_إدريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتان بين -الكونفوشِيُوسِيين- و -المُحمَّدِيين- مع الأسف !
- «يحرم و لا يجوز الترحُّم على غير مسلم» : كيف يصدر هذا عمَّن ...
- عنصرية حتى في الدعاء !
- أخشى أن يكون أكثرُنا للحق كارهاً !
- لا بد من إعادة الأمور إلى نصابها مهما كلف ذلك…
- آن الأوان !
- الإرهاب التكفيري : أسبابه و علاجه
- أقترح على المبشِّر صاحب البرنامج القديم «سؤال جريء» أن يتناو ...
- جوهر المشروع التنويري الأصيل
- عاجلاً أو آجلاً، الصدق محمود العواقب ؛ عاجلاً أو آجلاً، الكذ ...
- فليسقطْ حُكم الرِّدة المُجرم !
- إسلام الأنوار هو طريق الخلاص
- ضرورة أن ننتقل من نقد يُكرِّر نفسه و مُوغل في السَّلبية إلى ...
- نحو ثورة في الفكر الديني
- تَحرَّرُوا من العبودية الطَّوْعِية !
- عن وفاة القرضاوي
- الوهم الأخطر على الإطلاق : وهم امتلاك الحقيقة المطلقة
- فهمنا الحالي للإسلام لا يُعين كثيراً الحياة
- عن الفكر النقدي و استخدامه في عملية التجديد الديني
- أليس فيكم رجل رشيد، يا فُقهاء و أئمة الإسلام ؟


المزيد.....




- متى موعد عيد الأضحى 2024/1445؟ وكم عدد أيام الإجازة في الدول ...
- تصريحات جديدة لقائد حرس الثورة الاسلامية حول عملية -الوعد ال ...
- أبرز سيناتور يهودي بالكونغرس يطالب بمعاقبة طلاب جامعة كولومب ...
- هجوم -حارق- على أقدم معبد يهودي في بولندا
- مع بدء الانتخابات.. المسلمون في المدينة المقدسة بالهند قلقون ...
- “سلى أطفالك واتخلص من زنهم” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الج ...
- جونسون يتعهد بـ-حماية الطلاب اليهود- ويتهم بايدن بالتهرب من ...
- كيف أصبحت شوارع الولايات المتحدة مليئة بكارهي اليهود؟
- عملية -الوعد الصادق- رسالة اقتدار وردع من الجمهورية الإسلامي ...
- تردد قنوات الأطفال علي جميع الاقمار “توم وجيري + وناسة + طيو ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - سنة جديدة طيِّبة للجميع