أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - تَحرَّرُوا من العبودية الطَّوْعِية !














المزيد.....

تَحرَّرُوا من العبودية الطَّوْعِية !


أحمد إدريس

الحوار المتمدن-العدد: 7392 - 2022 / 10 / 5 - 10:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


« أحرص على تحرير تلامذتي و أبنائي من العُبوديات، بدءاً بِتحريرهم من العبودية لي. » (عبد الجبار الرفاعي)

أيا لَيْت شيوخنا اتبعوا نهجك أيها المُفكر الرائع النبيل الفذ !

الذين أعلنوا للعالَم خبر وفاة الشيخ القرضاوي نَسُوا الدعاء له بالمغفرة، و كأن الرجل مهما كان مقامه ما اقترف ذنباً واحداً من المهد إلى اللحد ! ها هي التغريدة التي أذاعت خبر الوفاة : « انتقل إلى رحمة الله سماحة الإمام يوسف القرضاوي الذي وهب حياته مُبيِّناً لأحكام الإسلام، و مُدافعاً عن أُمته. نسأل الله أن يرفع درجاتِه في عِلِّيين، و أن يُلحقه بالنبيين و الصِّديقين و الشهداء و الصالحين، و حَسُن أولئك رفيقاً. و أن يجعل ما أصابه من مرض و أذى رفعاً لدرجاته. اللهم آمين. »

https://twitter.com/alqaradawy/status/1574344096843698177?ref_src=twsrc%5Etfw


أين الدعاء له بالمغفرة ؟ إذ على الأقل كان ينبغي أن يُختم نَعْيُه بالطلب من ربه و خالقه أن « يجعل ما أصابه من مرض و أذى تكفيراً لذُنوبه و رفعاً لدرجاته. » هذا ما يوصل إليه التقديس الأعمى. ألم يُدرِّسونا أن الرسول كان يستغفر الله و يتوب إليه في كل يوم سبعين مرة ؟ اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع. ذلِكُم هو توحيدهم النَّقِي الخالص لله الذي يضمن لهم الخلودَ في الجنة… القرآن الكريم في وصفه لهذه الجنة المَوْعودة يقول بأن عَرْضَها السماوات و الأرض لَكِنَّ هؤلاء القوم قرَّروا، و بعد ذلك نَجِدُهم يُسَمُّون كُفراً أيَّ استقباح لهذا الزَّعم السخيف، قرَّروا أنه لن يسكُنَها إلاَّ هم و الإمَّعة الذين عطَّلوا عقولَهم و وضعوها في ثلاجة و سايَرُوهم في غيِّهم المَهول… هؤلاء المُوَحِّدون الأطهار الميامين يُنادون معظم مَن يُرافقوننا في هذا العالَم بالمُشركين و الكفار. هم العاجزون عن الإقرار بأشياء مشهودة و ملموسة يعتبرون "كفرةً مُستحقين لعذابٍ لامُتناهٍ" مَن يُنكرون أو لا شأن لهُم بما هو عندنا حقائقُ غيبية مَوروثة : متى ننتهي عن هذا الخبل ؟

« سيفتح الحب قلبك لكل خلق الله فتُحبهم جميعاً، فقد خلق الله الإنسان لكي يحب، فإذا زادوا في كراهيتهم زد في حُبك، و ذات يوم قد يعلمون أن الإسلام هو الحب. » (ثروت الخرباوي)


دعاء للشيخ التاريخي للمدينة التي وُلدت بها بالجزائر : « إلهي، يا مَن لا تنقطع رحمتُه عمَّن غلبَتْ عليه غفلتُه و مَلكَتْه شهواته، أيقِظ قلوبَنا من غفلتها، و حرِّر عقولَنا من أسرها، و زكِّ نفوسنا أنت خير مَن زكَّاها. » (زبير إدريس)

حرِّر عقولنا من أسرها : ما أعظمه من مطلب ! أيا شيخنا الكريم إن تحرير العقل من أسره و أغلاله لن يتنزَّل علينا كالمطر من السماء، فهو يَتطلَّب مُمارسة عميقة و شاملة و مُضنِية لما يُعرف عندنا تحت مُسمَّى جهاد النفس.

سُّنة إلهية لا تعرف التبديل و لا التغيير في هذه الآية القرآنية : « إن الله لا يُغيِّر ما بِقَوْم حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم. » أوَّل ما يَجِب أن نعمل على تغييره، بِحزمٍ، هو طريقةُ تفكيرنا و نظرتُنا للعالَم. تنصلح الأمور و الأحوال عندما تنصلح العقول و الأفكار. هذا بطبيعة الحال لا يكفي، فلا بد أيضاً أن تنصلح الضمائر و النفوس، و لكنه أكثر من ضروري. فَمِن غير إصلاحٍ فكري جاد و جذري، مُحال أن تنصلح أحوال البلاد و العباد. إصلاح التفكير و تصحيح التصورات هو أساس البناء الحضاري السليم للأمة. هكذا يُبنى الإنسان السَّوِي المستقيم، الذي يَبني حضارة الرحمة الشاملة : « و ما أرسلناك إلاَّ رحمة للعالَمين » (قرآن كريم).


و الله العلي العظيم أنا لا أشمَت أبداً بالشيخ الراحل (هذا ليس من أخلاقي) و إنما أسعى فقط لِيَخرُج من هذا الحدث خير للأُمة.

« إنني لم أُعكِّر صَفْوَ حياتهم أبداً، إنني فقط أُخبرهم بالحقيقة، فَيَرونها جحيماً. » (هاري ترومان)

« الحق أحق أن يُتَّبع، و العدل أولى أن يُلتزم، بِغَض النظر عن عواطف الحُب و مشاعر البُغض، و هذا ما تفتقر إليه مجتمعاتُنا : الرجال الذين يُقيمون العدل و لو على أنفسهم، و يعترفون بالخطأ إذا أخطأوا، لا يمنعُهم من إعلان ذلك كِبر و لا هوى و لا خجل، و هذه هي الشجاعة الأدبية، و هي الأمانة حقاً. » (الشيخ يوسف القرضاوي، على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، 21 آذار/مارس 2019)

« الناس يُحبون الحق بأقوالهم و يكرهونه بأفعالهم. » (علي الوردي)


أشرقي علينا يا شمس الرحمة ! ابزُغ يا فجر الخلاص و الإنعتاق فقد طال الإنتظار !

يا إلهي اهدِنا سُبل الرشاد في كل الأمور، لا سِيَّما تلك التي تملأنا حيرة و تساؤلات. و ألهِمنا الصَّوَاب في القول و العمل.



#أحمد_إدريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن وفاة القرضاوي
- الوهم الأخطر على الإطلاق : وهم امتلاك الحقيقة المطلقة
- فهمنا الحالي للإسلام لا يُعين كثيراً الحياة
- عن الفكر النقدي و استخدامه في عملية التجديد الديني
- أليس فيكم رجل رشيد، يا فُقهاء و أئمة الإسلام ؟
- ما اضطُررت لفعله قبل فترة في سعيي لكي ينتصر التنوير
- و لَسَوف تعرفون الحقيقة…
- من الأَوْلى بِوَصف كافر : الذي ينكر غيبيات أم الذي ينكر مرئي ...
- أنا موجوع يا الله !
- هذه هي قِصتي
- جريمة عُظمى ارتُكِبتْ بحق الإسلام : تشريع فُقهائه السابقين ل ...
- المسلمون سيظلُّون على وضعهم الحالي المُؤسف ما داموا ينعَتون ...
- يجب أن تتغيَّر نظرتُنا للعالَم، لِنُسهم فِعلاً في خلاص العال ...
- خلاصة القول
- بدون الحقيقة لا خلاص للبشرية
- حتى نكون رحمة للعالَم، أو حتميَّة إعادة بِناء مفهوم الكفر في ...
- أغبى أمة أُخرجت للناس
- ضرورة تمجيد و تفعيل ثقافة التسامح و المحبة
- لا بد من ثورة فكرية يحمل لواءَها رجال دين !
- الخطوة الأولى على طريق الإصلاح


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - تَحرَّرُوا من العبودية الطَّوْعِية !