أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - تحيَّة لإنسان عظيم















المزيد.....

تحيَّة لإنسان عظيم


أحمد إدريس

الحوار المتمدن-العدد: 7911 - 2024 / 3 / 9 - 04:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(عن ضرورة تغيير نظرتنا تجاه الآخَرين بعد أن أحرق أحدهم نفسه احتِجاجاً على مذبحة غزة.)


أيُّها الطيار الأمريكي الحُر، أيا صاحب الضمير الحي : ألف رحمة على روحك الشريفة النبيلة. البعض يُحرِّمون الترحُم عليك، ليس لأنك انتحرت في رأيي و بالطبع أنا هنا لستُ بصدد تمجيد ما قُمتَ به أو الحث عليه، و لكنْ لأنهم يَصفونك بالكافر.

قد ينتحر مشايخنا و مُتطرِّفونا الذين يُطْلقون على جُل سكان العالَم هذه الصفة، لو أُصيبوا بمرض عُضوي يمنعهم من التلذُّذ بالتلفُّظ بمِلْء أشداقهم بهذه الكلمة… لأنها الساطور الذي به يقتلون مادياً أو معنوياً كل مَن لا تروقهم أفكارُه و نظرتُه للحياة. من أفاعيل مشايخ التكفير : لقد كفَّروا مُسلمين أسوِياء الفِطرة يسعون من غير ادعاء للعِصمة في نشر الوعي و تنوير العقول، مع إدراكهم بأن تكفيرهم لهُم رُبما يُؤدِّي لإزهاق أرواح هؤلاء الأشخاص المُسالمين أو على الأقل سوف يُعرِّضهم للنَّبذ الإجتماعي على المُستوَيَيْن الرسمي و الشعبي، و ما كفَّروا مُتأسلمين مُفسدين في الأرض يُمارسون دون أيِّ إحساس بوَخْز الضمير قطعَ الرؤوس.

الأُمة المُسماة إسلامية بِسَبب تعطيل هؤلاء القوم و إتلافِهم لِمَلَكة التفكير لدى الكثير من أبنائها، تفعل أمراً عجيباً و مُحيِّراً و غريباً للغاية فهي تُطْلق صِفة الكفر على نقيضَيْن مُطلَقَيْن في دُنيانا : على ذلك الكيان الغاصب الظالم المُحتل و المُرتكِب للمجازر و على الدولة التي رفعت ضِده دعوى أمام محكمة العدل الدولية. هو كافر و هي كافرة ! و كل مَن لا يقول بهذا فهو أيضاً كافر في منظومتهم، بمُقتضى قاعدة وضعوها تُعلن و تقرِّر بدون مُواربة : « مَن لا يُكفِّر الكافر فهو كافر » !

لن أكُف عن التأكيد بأنه لن تُشرق شمس الخلاص على الذين يُسمَّون بالمسلمين، ما دام هؤلاء ينعَتون و يُنادون الغالبية العُظمى من سكان هذا الكوكب بالكافرين. أي يَصِفونهم حَرفِياً بالكاتِمين و المُخفِين و الجاحِدين عن عمد و بِوَعي للحق. و هُم لاشُعورياً يقولون لكل المُختلفين عنهم في الديانة بما فيهم أنقياء السيرة و السريرة : خالق الكون و الحياة لا يُحبكم على الإطلاق، و لقد أعد لكم جميعاً إقامة مُؤبَّدة في النيران ! « إنه لا يُحب الكافرين »، « عُقبى الكافرين النار » : يقرؤون هذا في القرآن. التصريحات القاسية بشأن "الكافرين" كثيرة جداً في نص القرآن. مثلاً نقرأ فيه أنَّ الكافر، يوم القِيامة، يتمنى أنْ لو كان تُراباً…

علينا بمُصارحة غيرنا دون لف و دوران : نعتقد جازمين أن الإله، يا معاشر الكفار و يا كفرة و يا أُمم الكفر، لا يُحبكم على الإطلاق. و عقباكم يا كفار، الخلود في جهنم. لا فرق بين أخياركم و أشراركم بهذا الصدد. قرآننا صريح و واضح بخُصوص مصيركم الأُخروي و هو تعاسة لامُنتهية من خلال إقامةٍ دائمةٍ بنار أهوالُها تفوق الخيال.

فعلاً ما أكثر التصريحات القاسية في القرآن بخُصوص "الكافرين" و قد استقر في مُعتقَدنا و عقلنا الجَمعي أن "الكافرين" هم مَن سِوانا قاطبة و ذلك نِتاج لتلقينات فُقهاء هذه الأمة. ثُم نغضب و نشعر بالحيف عندما يلجأ أحدهم إلى إحراق نُسخة قرآن، علانية، ربما كردِّ فعل و احتجاجاً منه على هذه الخاصية المُلفِتة لكتاب القرآن : بماذا يشعر المواطن العربي الغير مسلم القاطن على مقرُبة من مسجد، العارف بأننا نصِفه بالكافر، عندما تصل إلى سمعه تلك التصريحات عَبْر مُكبِّرات صَوت المسجد ؟ و فيما يتعلق بحوادث حرق المُصحف أسأل : مَن الأكثر إساءة للقرآن، مَن الأكثر جُرماً بحق القرآن، مَن الأكثر انتهاكاً للقرآن : الذين أحرقوا أوراقه أم الذين أطفأوا أنواره ؟ الذين مزَّقوا صحائفه أم الذين حرَّفوا تعاليمه ؟ لماذا لا نستفيد و نأخذ العِظة و العِبرة، بعيداً عن رَدات الفعل العاطفية التي أتفهمُها، من حوادث حرق المصحف علناً، التي رُبما تحتوي رسائل تَوبيخ ربانية لهذه الأمة ؟

لا أبالغ إن قُلت : تكفير الأعم الأغلب من الآدَمِيين، هو جريمة مَعنوية ضد الإنسانية. مهما ادَّعى و تلاعب بالألفاظ و زعم الذين شَرْعنوا هذه الجريمة الفظيعة الفادحة و هم بالطبع فُقهاء الأمة، أنَّ تكفيرهم لفرد ما أو قوم مُعيَّنين لا يعني جزمهم بأن المصير الأُخروي لهؤلاء هو إقامة مؤبدة في جهنم. مُتناسين متجاهلين أنَّ كل ما هو مطلوب منا خلال حياتنا على هذه الأرض، أنْ نعامل الجميع بالحُسنى و نتحلى بالعدل و لا نُجرِّح أحداً بدون وجه حق. الله خلقنا ليَبلُوَنا أيُّنا أحسن عملاً، هذا ما يُقرره و ينُص عليه القرآن. إذن لا يستوي بأي حال عند الله : "المُسلم" الشِّرير الفاسد المُفسد في الأرض و "الكافر" الصالح المُصلح و النافع لِخلق الله. إذن مَن هو "المُسلم" و مَن هو "الكافر" يا أهل العقل ؟

بخصوص رؤيتي الدينية الحالية : أَوصلتني إليها قراءات و تجارب كثيرة على مدى سنين طويلة و كذلك مُعايشةُ بشر مِن أصول و مشارب ثقافية مُتعدِّدة، و أما مَن بدا لي مُخطئاً أو مُجافياً للصواب في مسألة الإعتقاد حتى لو أنكر وجود خالق لهذا الكون، فأنا لا أُعطي لنفسي الحق في أنْ أُشكِّك بنزاهته العقلية و أحكم عليه و أقولَ له أنت كافر و مآلُك الأُخروي جهنم، خالداً مُخلَّداً فيها أبداً، بل أترك ذلك لربه و مَولاه فهو وحده يعلم ظروف كل إنسان و المُؤثِّرات التي تعرض لها في مُختِلف مراحل حياته، و بَواطنَه و بَواعثَه الحقيقية لا سِيَّما و أنَّ مِن أعظم و أخطر أسباب هجر بشرٍ كثيرين للدين، الدجالون المُتستِّرون تحت عباءة هذا الأخير الذين سطوا على ضمائر الناس بعد أنْ نصَّبوا نفوسهم وُكلاء عن خالق الكون. « ليس عليكم جُناح فيما أخطأتُم به و لكنْ ما تعمدت قلوبُكم و كان الله غَفوراً رحيماً. » هذا كلام الله في القرآن.

في القرآن آية تُعلن : « مَن كفر فعليه كُفره و مَن عمِل صالحاً فلأنفسهم يَمهَدون. » واضح تماماً أن هذه الآية القرآنية المُحكمة، بِحَسَب سِياقها، تتحدث عن مصائر العباد في الدار الآخرة. أدعو المشايخ إلى إمعان النظر في هذه الآية فإني أراها صريحة و قاطعة في نفي صفة الكفر عن أي من أهل الصلاح و ذوي النية الصادقة الطيِّبة الخالصة و أصحاب المسلك الراشد في الحياة. أما مَن كان على النقيض مِن ذلك، أعني ميِّت القلب و معدوم الضمير، فهو آخِر مَن يستحق تسمية مسلم. و هذا بنص القرآن : « أفنجعل المسلمين كالمجرمين ؟ ما لَكُم كيف تحكمون ؟ ». ما قال الله : « أفنجعل المسلمين كغير المسلمين ؟ ». فبِأي حق نَصِم معظم مُعاصرينا بالكفر ؟ كفروا بماذا حتى نَنعَتَهم بالكفار : بحقيقة واضحة جلِية مثل الشمس ؟

يستحيل علي أن أُجاري أُمتي في ما أرى أنه يُجافي الحق و العدل بالكامل و يحول دون التعايش السلمي و الأخوي مع الآخَرين : صحيح أن أمتنا تتعرض منذ أمد لظلم كبير و عدوان مُتكرر من طرف خصومها التقليديين - نحن أيضاً إرتكبنا الكثير من الشرور فيما بيننا و بحق غيرنا و لا ينبغي لنا أن نتناسى ذلك - لكن هذا لا يُعفينا بأي حال من الإلتزام بالعدل و الإنصاف في الفعل و القول تجاه الآخَرين. لذا وجب علينا إعادة بناء مفهوم الكفر من أجل الإرتقاء النوعي بفلسفتنا الدينية. هذه القضية تشغل بالي و تفكيري منذ فترة طويلة. هذا الموضوع هو بالنسبة لي قضية أساسية و جَوهرية، مسألة لها أولوية قُصوى في عملية تجديد فكرنا الديني.

فكرُنا الديني المُتداوَل إنْ لم يتجدَّد، فإنَّ أحلامنا بمستقبل أفضل ستتبدَّد. متى نُفيق من سُباتنا العميق و نُولي اهتماماً جاداً لقضايا و مسائل يَتوقَّف عليها مستقبلُ هذه الأُمة و حتى مصيرُ دينها - دينها الذي تعتز به و تعتقِد في مُجملِها أن الخَلق قاطبة مُطالَبون بإعتناقه فَوراً و إلاَّ فلن تكُف أبداً عن مُناداتهم بالكفار ؟ سؤال أُوجِّهه لمَن يُسمَّون بالمشايخ أو الفقهاء في هذه الأُمة : يا مشايخ ماذا لو فجأة صار غيرُنا يصِموننا كُلَّنا بلفظ "الأوغاد" عِلماً بأن هذا الأخير هو في وِجداننا و بالنسبة لنا أهونُ بكثير في سَلبِيته و قُبحه من وَصف "الكفار" الذي نُطلقه عليهم بشكل مُتواصل و دونما أدنى تحرُّج : هل كُنا سنرضى أو نقبل بذلك و نجدُه لائقاً و مُستساغاً و منطقياً للغاية، يا مَن تتباهون دَوماً بأن ديننا مُتوافق في كُل تعاليمه مع المنطق السليم ؟ لن يستقيم لنا حال و ستزداد أوضاعنا سوءاً ما دُمنا مُواظبين على سب و تحقير غيرنا عَبْر وَصمهم جميعاً دونما تمييز بلفظ الكفار.

مطلوب منا اليوم توطيد و غرس و تعميق قِيَم التسامح و السلام و مبادئ التعايش و الإنسجام مع الجميع، في أُمتنا، و ذلك بالإنفتاح المتبصِّر على كل الآخَرين و ثقافاتهم و الكفِّ نهائياً عن ازدرائهم و تَعييرهم بلفظ الكفار. أمثلة استِعمال كل الألفاظ المُشتقَّة من مُصطلح "الكفر" في مَعرِض التعيير و الإزدراء لِلغير بلا حصر.

يا مَن في أُمتنا تدَّعون تمثيل الإسلام، ألم يَأْنِ لكم أنْ تستجيبوا لأمر القرآن : « اتقوا الله و قولوا قولاً سديداً » ؟ تَوقفوا عن استعمال لفظ "الكفار" في حديثكم عن الآخَرين. هذا غير معقول تماماً و مُجحِف و بالتالي هو قطعاً مرفوض، فنحن إزاء مُصطلَحٍ يعني في مدلوله اللغوي الأصلي، تغييبَ و إخفاء و كَتمَ ما نعلم بِيَقين في قرارة أنفُسنا أنه حق : إذن بأي حق نَصِم أغلب مُعاصرينا بِلَفظ الكفار ؟ نَصِم به حتى الناس الرائعين من غيرنا الذين يدعمون بِتفانٍ عجيب القضية التي تشغل بالنا جميعاً في الوقت الراهن. نُطالب الآخَرين بتقديرنا و احترامنا و نحن لَسنا عادلين تُجاههم بالقدر الواجب… نعشق الحق بأفوَاهنا و نكرهُه بأفعالنا، ثم نتبجَّح و نتباهى في صَلَف مُعلنين : نحن مسلمون و غيرنا كفار.

لا خلاص لنا من المشاكل المُستعصية و التناقُضات الصارخة المُلازمة لأمتنا منذ أمد طويل و التي لها علاقة وثيقة برُؤانا الدينية إلاَّ بإعادة النظر في بعض القضايا، أعني مجموعة من المفاهيم و التصوُّرات استقرَّت و بسطت هَيمنتَها على الجميع بِحَيث لم يعُد ممكناً مساءلتُها و تناوُلُها بعقلية نقدية مخافة الوقوع تحت طائلة التكفير : إنها فريضة يُحتِّمها واقع الأُمة و هذا العالَم، و توجبها ضرورة تجديد بل إنقاذ هذا الدين. مفهوم الكفر بالذات يأتي في مُقدمة هذه المفاهيم. لا محيد عن إعادة بِناء و تأصيل مفهوم الكفر. ليس مُجافِياً للحق القولُ بأن فهمنا التقليدي المُستقر مُنذ قرون عديدة و الذي تتوارثه هذه الأمة على مر الأزمنة و الأجيال لمسألة الكفر، قد سبَّب و برَّر و زيَّن بل أضفى القداسة و الشرعِية قديماً و حديثاً على كمٍّ هائل من المُمارسات العدوانية و الجرائم و الأفعال القبيحة.

المُعتقَد الذي عليه ألقى الله : لا يستحق فعلاً وصف الكافر إلاَّ الشخص صاحب الإرادة السيِّئة - و في النهاية، الحقيقة الكاملة بهذا الشأن هي عند الله ؛ لا يستحق فعلاً وصف المسلم إلاَّ الشخص صاحب الإرادة الخيِّرة - و في النهاية، الحقيقة الكاملة بهذا الشأن هي عند الله. لا يدخل في الإعتبار العُنوان الديني، الذي قُدس على حساب جَوْهر الدين. بل صار صنماً يُعبد من دون الله و تُقدَّم له القرابين البشرية…

العاقل يعلم أنه لا قيمة للعناوين عندما تغيب و تزول المضامين. العناوين الدينية أقصد و التي لا اختيارَ إرادياً حقيقياً فيها للبشر، عدا أفراد قِلة سمحتْ ظُروفُهم بذلك و من هذه الأخيرة أنهم وُلدوا في بيئات تكفُل حرية الإعتقاد و تمنح للجميع إمكانيةَ البحث الهادئ و الإطلاع و الدراسة الموضوعية لِكُل الفلسفات و العقائد، و لا تُكلَّف نفس إلاَّ وُسعَها كما هو مُقرَّر حَرفِياً في نص القرآن. و في القرآن أيضاً : « لا يُكلِّف الله نفساً إلاَّ وُسعها. » أما بشأن المصير الأُخروي لِأَيٍ كان، فأُذكِّر بني قومي بما ورد في القرآن : « يوم تأتي كل نفس تُجادل عن نفسها و تُوَفَّى كُل نفس ما عملت و هُم لا يُظلمون. » إذن كل إنسان سيُجادِل عن نفسِه بين يدي الرب، و الظلم مُنعدم تماماً في المحكمة الإلهية ؛ و لا جدوى من التباهي بالعناوين الدينية، لأن كُلَّ واحد مِنا سيُحاسَب على أفعاله و حسب. العِبرة عند أسوِياء الفِطرة و ذوي الرشاد بصفاء القلب و نُبل المبادئ و المقاصد و صلاح الأخلاق و الأفعال و نقاء السِّيرة، الكافر هو فقط الشخص صاحب الإرادة السيِّئة أو الشخص مَعدوم الضمير، و كُل ذلك مَوجود في القرآن الكريم و لكنْ مَن يَتدبَّر حقاً أي بعُمق و بعقل مُتحرِّر مِن وِصاية أي مخلوق هذا الكتاب الفريد ؟ و هكذا فلا فضل لأحد على أحد إلاَّ بحُسن العمل !

يا أيها الذين تُسمون أنفسكم بالمسلمين، متى إذن ترجعون عن ضلالكم المبين ؟ و الأقبح من هذا القدح و الطعن اللامُنقطع في الآخَرين، عبر لفظة تعني حَرفِياً الكاتِمين و المُخفِين و الجاحِدين عن عمد و بِوَعي للحق، هو الزعم الكاذب بأن غيرنا بدورهم ينعَتوننا بالكافرين. أدخِلوا هذه اللفظة في مُحرِّك بحث على الإنترنت : الذي يصادف مَوقعاً واحداً لمجموعة دينية من غير المسلمين، فيه إطلاق بشكل إعتباطي لمُسمَّيات الكفرة و الكفار و الكافرين على كافة المختلفين عنها في المعتقد، أطلبُ منه أن يرسل لي رابطه و له مني كل الشكر و الإمتنان. من جهتي لم أجد. نحن وحدنا نفعل ذلك. و لقد فعلنا ما هو أفظع ! اللفظة التي نعتقد و نتوقَّع أن تكون مكتوبة بين عيني الكائن الإسكاتولوجي المُلقَّب بـ"المسيح الدجال" كعلامة تُميِّزه و تدُل عليه وَفْق ما تعلمناه من جمهرة الشيوخ و الأئمة و رجال الدين : نطلقها دون أن يَرِف لنا جَفْن على السَّواد الأعظم من عباد الله. لفظة "كافر" أعني. ثم نشكو من الإسلاموفوبيا. إلى متى هذه الوقاحة ؟ يا لَشناعة رؤيتنا للآخَر : كل مَن لم يحظَ عند الوِلادة بلقب "مسلم"، و لو كانت روحُه تتوهَّج بالخير، و لو كان ملاكاً في هيئة إنسان، للأسف تربَّينا على إعطائه لقب "كافر". كيف ستعيش في سلامٍ و تناغُمٍ مع كل الآخَرين، أُمة هكذا تنظر لمن يُشاركونها كوكب الأرض ؟

كفانا ادعاءاتٍ فارغة ! الإعتراف الشجاع و الصريح بالأخطاء هو بالتأكيد ‫الخطوة الأولى نحو الإنفراج. الخطوة الأولى للوصول إلى رؤية عاقلة جادة مستنيرة تعيننا على تجاوز أزمات الحاضر و تنير لأمتنا الهائمة في بَيداء الحياة طريق المستقبل.


« نحن الآن بِحاجةٍ إلى ثورة دينية بِكُل ما تعنيه الكلمةُ من معنى، يَقودها الأحرارُ من العُلماء و المُفكِّرين و أساتذةِ الجامعات، لتقديم قراءةٍ جديدةٍ لكتاب الله، و رُؤيةٍ جديدةٍ للإسلام تُمثِّل حقيقة الإسلام كما هو في كتاب الله و تُقدِّمه للناس كافةً بِصُورته العالَمية، و ما لم نفعل ذلك سنبقى مطرودين من رحمة الله، و سنبقى في ذَيْل القافلة و سنبقى من الذين ضل سَعيُهم في الحياة الدنيا و هم يَحسِبون أنهم يُحسنون صُنعاً. » (الدكتور محمد الفقيه)

« المشكلة الأكبر و الأعمق بالنسبة للعرب و المسلمين هي مشكلة لاهوتِية. الفُقهاء هم المسؤولون عن إنغلاقاتنا و الفهم القائم على التكفير و الإقصاء، و نحن لا نستطيع العيش في عصر العَولمة مع الشعوب الأُخرى و نحن نعتنق فكراً يُكفِّر أربعة أخماس البشرية. التراث العربي الإسلامي فيه كنوز عظيمة و لكنها مُغيَّبة من قِبَل التيار الظلامي. الإسلام التنويري سوف يستيقِظ، و سيَحُل الإسلام مشكلتَه و انسِدادَه التاريخي. إسلام الأنوار هو طريق الخلاص لِكَي يتصالح العرب و المسلمون مع أنفُسهم و مع العالَم. » (الدكتور هاشم صالح)



#أحمد_إدريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق بريء على دعاء…
- سنة جديدة طيِّبة للجميع
- شتان بين -الكونفوشِيُوسِيين- و -المُحمَّدِيين- مع الأسف !
- «يحرم و لا يجوز الترحُّم على غير مسلم» : كيف يصدر هذا عمَّن ...
- عنصرية حتى في الدعاء !
- أخشى أن يكون أكثرُنا للحق كارهاً !
- لا بد من إعادة الأمور إلى نصابها مهما كلف ذلك…
- آن الأوان !
- الإرهاب التكفيري : أسبابه و علاجه
- أقترح على المبشِّر صاحب البرنامج القديم «سؤال جريء» أن يتناو ...
- جوهر المشروع التنويري الأصيل
- عاجلاً أو آجلاً، الصدق محمود العواقب ؛ عاجلاً أو آجلاً، الكذ ...
- فليسقطْ حُكم الرِّدة المُجرم !
- إسلام الأنوار هو طريق الخلاص
- ضرورة أن ننتقل من نقد يُكرِّر نفسه و مُوغل في السَّلبية إلى ...
- نحو ثورة في الفكر الديني
- تَحرَّرُوا من العبودية الطَّوْعِية !
- عن وفاة القرضاوي
- الوهم الأخطر على الإطلاق : وهم امتلاك الحقيقة المطلقة
- فهمنا الحالي للإسلام لا يُعين كثيراً الحياة


المزيد.....




- مع بدء الانتخابات.. المسلمون في المدينة المقدسة بالهند قلقون ...
- “سلى أطفالك واتخلص من زنهم” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الج ...
- جونسون يتعهد بـ-حماية الطلاب اليهود- ويتهم بايدن بالتهرب من ...
- كيف أصبحت شوارع الولايات المتحدة مليئة بكارهي اليهود؟
- عملية -الوعد الصادق- رسالة اقتدار وردع من الجمهورية الإسلامي ...
- تردد قنوات الأطفال علي جميع الاقمار “توم وجيري + وناسة + طيو ...
- -بالعربي والتركي-.. تمزيق 400 ملصق للحزب الديمقراطي المسيحي ...
- اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية تصدر بيان ...
- حدثها اليوم وشاهدوا أغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- السعودية.. فيديو تساقط أمطار غزيرة على المسجد النبوي وهكذا ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - تحيَّة لإنسان عظيم