أحمد إدريس
الحوار المتمدن-العدد: 8429 - 2025 / 8 / 9 - 20:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(بِخصوص الفيديو الذي وضعتُ رابطه بالأسفل.)
لِكي نستطيع مُقاومة و التصدي لظاهرة انتشار الإلحاد بفَعالية - هنا أتحدث عن بلداننا - يَنبغي الإصغاء بصدق و اهتمام إلى كلام هذه الفتاة الجزائرية. و هي قطعاً و بكل تأكيد - ستُقر بذلك إن كُنتَ مُسلماً صادقاً مع نفسك - مُحقة في بعض ما تقول. طبعاً إن لم تكُن من اللعَّانين الشتَّامين لأمثالها فمِن حقك أن تدعو لها بالهداية، لكنْ أرجو ألاَّ يكون ذلك بنَوع من الإستعلاء و أن تدعو أيضاً لنفسك بالهداية… تذكَّر كذلك أنك رُبما كُنت ستفرح و تبتهج و تأخذ على محمل الجِد كل ما يُقال في الفيديو لو كان هذا الأخير يروي رحلةَ خروج فتاة عربية أو غربية من الديانة المسيحية…
و أنت تستمع إليها حاول استحضار البشارة القرآنية : « بَشِّر عبادي الذين يستمعون القَوْل فيَتَّبعون أحسنه. »
أشخاص كهذه الفتاة الجزائرية هم اليوم كُثر في مجتمعاتنا المُسماة إسلامية. فضلاً عن الأعداد الغير قليلة من الذين ليست عندهم مثل هذه الجُرأة للحديث بوجه مكشوف و الإفصاح عما في بَواطنهم من شُكوك مُزعجة و تساؤلات حائرة… و الإستمرارُ في تبنِّي سياسة النعامة بهذا الصدد، لن يحُل المشكلة على الإطلاق بل سيُفاقم الأمر. ذلك لأن المسألة الدينية ليست بالبساطة التي قد يتصوَّرها بعضُ المؤمنين، أقصد الذين تلقوا دينهم بالوراثة و لم يحدُث أنْ أعملوا بشأنه الفكرَ النقدي…
« إنه حيث يَخِف الفكر و يرجِح الهوى فارتقاب الإسلام عبث. لا دين مع ضعف العقل، و غِش القصد، و إن طال الصيام و القيام. » (محمد الغزالي، "عِلل و أدوية"، 1984)
« الإنسان الذي لا يُفارق بيئته التي نشأ فيها و لا يقرأ سوى الكُتب التي تدعم مُعتقداته الموروثة، لا تنتظر منه أن يكون مُحايداً في الحُكم على الأمور. إن معتقداته تُلَوِّن تفكيره حتماً و تُبعده عن جادَّة البحث الصحيح. » (علي الوردي، "مهزلة العقل البشري"، 1959)
« أنْ يصِفك المُحيطون بك بـ"الكافر" و أنت تبحث عن الحقيقة، هذا خير لك من أن يصفوك بـ"المؤمن" و أنت تُقلِّد جهلهم المُقدَّس… » (عبد الرزاق الجبران - بتصرُّف طفيف)
لم أقرأ منذ سنوات أبلغَ و أعمقَ من المقولة الأخيرة.
https://www.youtube.com/watch?v=ccNVF0GuD98
#أحمد_إدريس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟