أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - انتظروا دولة شرق الشام العظمى !















المزيد.....

انتظروا دولة شرق الشام العظمى !


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8489 - 2025 / 10 / 8 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمة " العظمى" من عندي , ولكن بقية العنوان صحيح ليس نكته او حزوره او كلام مقاهي يقضي شيابنا أوقاتهم فيها , حيث ان أصحاب هذا المشروع الطائفي لهم أدبياتهم وكتبوا للمشروع مبادئ واهداف وان أصحابه معروفين بطائفيتهم , ومطلوبين للعدالة في بغداد بتهم الفساد والارهاب. هذه الدولة المزمع تأسيسها , على الرغم من لغة بيانها رقم واحد المزين بكلمات الحرية والتعايش و الرفاة , والذي كرهه العراقيون منذ الستينيات من القرن الماضي , فانه يحمل في طياته كلمات شؤم ورغبة في انتهاك الاستقرار السياسي و الأمني في العراق.
الاسم الكامل لهذا الحراك هو " جبهة الاستقلال للحرية والسلام " , وشعاره خارطة العراق والتي تشمل المناطق ذات الأكثرية السنية بما فيها إقليم كردستان ! الجبهة زفت البشرى " عن توحيد القوى الداعمة الى الإقليم السني حسب بيان رقم 2 وهم :
الإقليم العربي الجامع – علي عاشور النعيمي
إقليم وسط وغرب العراق – عبد الرزاق الشمري
المكتب السياسي للإقليم السني في واشنطن -عمر النعيمي
الحراك العراقي في واشنطن- ايهم السامرائي
جبهة الاستقلال للحرية والسلام- المظلة الجامعة للعربي السني في امريكا.
اذن , الشجرة تعرف من ثمارها , هذه الجبهة تريد انفصال المكون السني من العراق والتخلص من " المد الفارسي الشيعي العراقي الإيراني المتطرف المتغلغل في أراضي إقليم شرق الشام ( إقليم سنة العراق الحديث) وإقامة إقليم او دولة للأراضي التي احتضنت العصر الذهبي العربي". لم يتحدث بيان رقم واحد كيف اخترق المد الفارسي المزعوم أراضي إقليم شرق الشام , الا اللهم اعتبروا القوات العراقية التي تقف على الحدود السورية لمنع تدفق الإرهابيين منها , من قوم فارس .
دولة شرق الشام ستشمل بغداد وديالى والانبار ونينوى وصلاح الدين و الحويجة وجرف الصخر , فيما سيكون جيرنها الجنوبي "العراق العجمي ". أصحاب هذا المشروع لم يكتفوا برسم خارطة هذا الإقليم على طريقة أطفال روضة , فضموا لها كلا من المناطق ذات الأكثرية السنية في العراق , جميع ارض سوريا والأردن ولبنان وفلسطين نزولا الى ممر السويس . لقد شكلوا خارطة دائرية الشكل غير منتظمة تبدء من تكريت والفلوجة وتمر باللاذقية وبيروت والقدس نزولا الى قناة السويس .
هذه الاشكال هي التي تسوق لمشروع الشرق الأوسط الجديد لدعم سياسة الكيان الصهيوني . هؤلاء من يريدون مسح الهوية الوطنية للعراق وشطب تاريخه , وينصبون انفسهم ممثلين لمكونهم , بالوقت الذي لا يعترف بهم احد . هؤلاء يريدون تنفيذ مشروع خطير من وراء الحدود ولا يحسبون ان اقرب المقربين لهم سوف يجن جنونه , الرئيس التركي رجب طيب وردغان الذي يرفض التقسيم في الدول المجاورة الى دولته. انهم يريدون التحرير ! ولكن التحرير من اين؟ وينادون بحق تقرير المصير , فهل بغداد دولة مستعمرة لهم. ان حق تقرير المصير هو حق للشعوب المستعمرة من دول اجنبية , لا يعني الانفصال من دولة الام .
الوطنيون الشرفاء أصحاب المطالب الحقة هم أولئك الذي يجابهون السلطان بصدورهم , لا بواسطة بيانات خرقاء محشوه بكلمات تعب المواطن العراقي من سماعها ورفضها ولا يريد سماعها مرة أخرى , وانهم اصبحوا من الديناصورات التي من الاحسن عرضهم في جام خانات متاحف التاريخ الطبيعي . هؤلاء , بدلا من طرح مطالبهم امام الحكومة العراقية , اختاروا تعيين لابيات(lobby) في الولايات المتحدة الامريكية من اجل الضغط على بعض أعضاء الكونغرس للتحدث باسمهم مقابل ملايين الدولارات , وهي أموال سرقوها من افواه أبناء مكونهم .
قادة هذه الجبهة من الذين يعيشون في زمن الملل والنحل , لا في عصر تذوب فيه العنصرية والطائفية الدينية . هؤلاء يريدون تأسيس دولة سنية للعرب السنة في العراق بقرار " ثوري" , ولكن السؤال هو لماذا ضمت خارطتهم إقليم كردستان ؟ ان الأكثرية السكانية في الإقليم هم الاكراد , فلماذا وضعتم الإقليم جزء من خارطتكم الرسمية ؟ هل اخذتم اذن من قادة الإقليم ليكون الإقليم جزء من هذه الدولة المذهبية بامتياز , بالوقت الذي يعرف عن الإقليم ان قيادته علمانية؟ بل هل اخذ هؤلاء من ابناء المكون السني العراقي اذن بتأسيس دولة سنية ؟ اعرف جيد ان عبد الرزاق الشمري والذي كان احد قادة الحراك السني عام 2013 والذي فتح المجال لتنظيم داعش دخول الفلوجة ستة اشهر قبل دخوله الموصل عام 2014 , قد نادى بالإقليم السني الا ان أهالي الانبار الكرام رموه بقناني المياه والنعلان مما اضطر الى تركه وهروبه من العراق .
هؤلاء لا يفقهون الديمقراطية ولا المفاوضات والنقاشات , لانهم يعرفون حجمهم الصغير وغير المؤثر في الوسط العراقي والسني ولهذا يجيدون الانقلابات العسكرية والتآمر من خارج الحدود . الدستور العراقي واضح ولا يحتاج خريج من جامعة السوربون لقراءته وفهم مواده . هناك باب كامل يتحدث عن تشكيل الأقاليم والتي تتطلب تقديم طلب من ثلث أعضاء مجلس المحافظة او المحافظات التي تروم تأسيس الإقليم او تقديم طاب من عشر 10% الناخبين في كل محافظة . ولكن من يطالبون بالإقليم السني او الدولة السنية مواطنين عراقيين , لكنهم يعيشون خارج حدود العراق . انهم يريدون الفيدرالية عن طريق المراسلة , لانهم يعرفون ان مكونهم سيطردهم .
خريطة هذه الجبهة تذكرنا بخارطة حزب البعث العراقي والتي تمتد من الخليج الى المحيط ( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) , بالوقت الذي رفض العرب حزب البعث وصدام حسين , وبالوقت الذي تقلصت هذه الخارطة بقرية صغيرة وهي مسقط راس صدام تسمى العوجة. الجبهة مثل حزب البعث , البعث ضم الدول العربية في خارطة واحدة دون اخذ مشورة سكانها والجبهة تبنت خارطة للمدن ذات الكثافة السنية بدون اخذ اذن منهم .
أصحاب هذا المشروع يفتقرون الى فهم ابسط ملتزمات تأسيس إقليم او دولة . بالإضافة الى كونهم يريدون تأسيس الإقليم عن طريق المراسلة , وانهم رسموا خريطته وهو رسم لا يصعب حتى على طلاب الخامس ابتدائي , الا انهم لم يفكروا من سيحمي حدود هذا الإقليم او الدولة المزعومة , من سيصرف رواتب موظفيه , كيف يطوروا مدنه , ماهي سياستهم الزراعية و الصناعية , تنظيم علاقتهم بدول الجوار , مقبوليتهم من قبل الجوار , ومن سيقود هذا البلد . بكل تأكيد ستنشب صراع دموي بين رجال بيان رقم 2 , حيث كل واحد منهم يريد ان يكون القائد .
هؤلاء يريد تأسيس الدولة السنية من خلال تقديم الولاء والطاعة الى الولايات المتحدة وتحت شعار محاربة التمدد الإيراني في العراق , وهي دعوة باطلة , لان حب الإيرانيون للعراق نابع من حبهم لآل الرسول و تشوقهم لزيارة اضرحتهم والتبرك بها ولهذا السبب احبهم العراقيون بعد ان حاول الإرهاب ومازال يهدد بتخريب كربلاء والنجف . أمريكا تعلم جيدا ان الإيرانيون ليس لهم مصلحة في العراق الا زيارة المدن المقدسة فيها وحماية حدودها الغربية من الإرهاب , حيث من المعلوم ان حدود ايران مع العراق تتجاوز 1200 كيلو متر .
هذه الجبهة تريد ان تضم بغداد ذات التسعة ملايين نسمة في دولتها , فهل اخذوا راي مدينة الثورة او الشعلة او الحرية او التاجي او الإسكان ؟ وهذه الدولة تستكثر على اهل الجنوب عروبتهم الضاربة بعمق التاريخ وتعتبرهم " عجم" او إيرانيون , وهذه الدولة غير المباركة تريد " تحرير السنة من الحكم الشيعي العراقي في الخارطة التي صنعها المستعمر البريطاني" . لقد حكم العراق حكومات محسوبة على أبناء المكون السني منذ تأسيس اول حكومة عراقية وحتى سقوط صدام حسين , هل تحدث احد بان السنة يريدون دولة لوحدهم ؟ لقد ولدت وانا اسمع بالوحدة الوطنية و الوحدة العربية والاخوة العربية الكردية و شعب واحد . لقد تبين ان الاولين ليس اقل مكرا من الاحقين .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضي الامر الذي فيه تستفتيان .. دماء الشهداء اثمرت في فلسطين
- منافع رفع البسطات من شوارع العراق ليس صفرا
- المشاركة في الانتخابات العراقية القادمة حق يجب ان لا يختطف
- قصرBiltmore في بابل العراق
- وتبين ان العراق ليس عربيا !
- شكرا سيد قرداحي
- ارجوك لا تلطم الخدود .. العراق بخير
- من قتل الشيخ عبد الستار سلمان القرغولي ؟
- عملية - يوم الحساب- رسالة إسرائيلية وقحة - لكل الشرق الأوسط-
- اطمئن وارتاح .. حكومة السوداني سوف لن تسقط
- أيها العراقيون : الانتخابات اداة وحدة وليس فرقه
- هل ان من مصلحة العراق حل الحشد الشعبي ؟
- على اهل لبنان العودة الى أبناء الجنوب وليس العكس
- العراق ولبنان .. النفط مقابل الخدمات
- في السليمانية .. شجار بين أبناء العم بالأسلحة الثقيلة
- تجاهل مريب لقضية مقبرة -الخسفة- العراقية من قبل مراكز التواص ...
- لا بواكي على أطفال غزة
- قالوا وقالوا في عملية تجويع غزة
- الى الطبقة المثقفة من أصحاب القلم .. بعد التحية عتاب
- مجزرة جامع الخطوة في البصرة


المزيد.....




- كحبيبين سابقين ودودين.. جينيفر لوبيز وبن أفليك معًا مجددًا ع ...
- ماذا قال نتنياهو في الذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر؟
- المدن الداعمة للديمقراطيين في مرمى ترامب.. الحرس الوطني ينتش ...
- غرق قارب مهاجرين قبالة جزيرة ليسبوس ومصرع أربعة أشخاص
- بعد عامين على هجوم 7 أكتوبر... ترامب يرى -فرصة حقيقية- لإنها ...
- ما الجديد الذي يحمله المبعوث الأميركي في زيارته إلى سوريا؟
- -ما وراء الخبر- يناقش اتفاق حكومة دمشق و-قسد-
- الجنرال بريك: إذا لم يُوقَّع الاتفاق ستكون العواقب وخيمة على ...
- مسيّرات تضرب العمق الروسي وبوتين يستخف ويباهي بمكاسبه في أوك ...
- 12 شهيدا في غزة والاحتلال يواصل غاراته على القطاع


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - انتظروا دولة شرق الشام العظمى !