أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - هل ان من مصلحة العراق حل الحشد الشعبي ؟














المزيد.....

هل ان من مصلحة العراق حل الحشد الشعبي ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انقسم العراقيون على قضية تشكيل الحشد الشعبي ما بين محب ومبغض له. المحب للحشد يعتبره حشدا يستحق كل التقدير والاحترام لما قدمه من تضحيات جسام وهو يحارب تنظيم داعش الذي استولى على ثلث ارض العراق وقتل عشرات الالاف من العراقيين من جميع الأديان والمذاهب والهويات . والحقيقة , لولا الحشد الشعبي لكان سقوط بغداد سهلا ميسورا , وهو ما صرح به أبو بكر البغدادي والذي قال لولا "الرافضة " لكنا في بغداد , في إشارة الى هوية الحشد الشعبي .
المبغض له , يقول بان الحشد ايرانيا شكلته ايران من اجل تمددها داخل العراق , وانه قتل الكثير من أبناء السنة والجماعة , وانه دخل المدن السنية ليس محررا وانما سارقا للدجاج والثلاجات المنزلية , بدلا من الشكر والثناء له بعد تحرير مدنهم . وفي الأخير يريدون الغاء الحشد او دمجه بوزارة الدفاع.
والحقيقة , وحسب اعتقادي ان المبغضين للحشد الشعبي , انما يبغضون التغير السياسي برمته في العراق, حيث ان أسماءهم معروفة ومكان تواجدهم معروف , واتجاهاتهم الفكرية معروفة . وعلى قول المثل العراقي " تعرف الشجرة من ثمارها", هؤلاء يسكنون في مناطق بعيدة عن يد السلطة الاتحادية , وبذلك سمحوا لأنفسهم الحديث كيفما شاءوا , والهدف هو رفض كل قرار يخرج من القيادة العراقية لخدمة مستقبل العراق وامنه وسلامته .
وللقارئ الذي ليس عنده معلومات كافية عن تشكيل الحشد , فان الحشد لم يشكل من اجل مقاتلة مكون معين , وانما تشكل بعد دخول داعش مدينة الموصل وتقدمه الى بغداد و تهديده بتدمير كربلاء والنجف , المدينتين المقدستين عند المكون الشيعي , حيث قبر الحسين في المدينة الأولى وقبر الخليفة الرابع في الثانية.
المكون الشيعي عند سماعه بخطط تنظيم داعش بتدمير البلدتين خرج , بعض الاخبار تقول 3 ملايين, الى ساحات المواجه , البعض منهم خرج حاملا سلاحه الشخصي والبعض الاخر بدون نقود , تاركين الاهل والعيال والاعمال من اجل حماية العراق والعراقيين , وكانوا على صواب , حيث ان الجميع عرف ما جرى من محن تخجل منها الإنسانية على المكون الايزيدي , الشيعة في امرلي وتلعفر , وسنة اهل الموصل والانبار.
قادة المكون السني والكردي يرفضون الحشد ويعدونه حشدا معاديا لهم , ويرفضون تمرير قانون تقاعد لهم في مجلس النواب . فكل مرة يضم جدول اعمال مجلس النواب العراقي المشروع , يتغيب عنه الكرد والسنه وبعض الشيعة أيضا. اخبار تقول ان موظفي السفارة الامريكية في بغداد قد حثتهم على عدم المشاركة في نقاش القانون , و السبب , فيقولون ان الإدارة الامريكية تعتبر الحشد الشعبي العراقي يد ايران في العراق , ولابد من قطع هذه اليد .
الشيعة مصرون على تمرير القانون باي كلفة , مما قد يجعلهم هدفا مستقبلا للولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل . ولكن هل من مستفيد من ضربة الحشد الشعبي ؟ الجواب . . سيخسر العراقيون جميعا . انا لا قول ان الحشد الشعبي القوة التي لا تقهر ولا أقول ان له القدرة على مصارعة أمريكا او إسرائيل , ولكن أقول ان وجود الحشد الشعبي في العراق اصبح اسم تخافه جميع التنظيمات الإرهابية . لا وجود للإرهاب بوجود الحشد الشعبي وله الفضل في استقرار مناطق عراقية كانت تعد من المناطق " الخطرة". تنظيم داعش تنظيم عقائدي , فلابد من تنظيم عقائدي يقابله .
هذا لا يعني التقليل من قوة وشجاعة القوات المسلحة العراقية بشقيها الدفاع والداخلية , ولكن وجود قوة داعمة لهذه التشكيلات تعد قوة اضافية وقت الحاجة . الحشد كان له الفضل بحماية العراق بعد انهيار القوات المسلحة العراقية في صيف 2014 . الحشد اعطى الوقت الكافي للقوات العراقية بالتشكيل مرة ثانية و الوقوف بقوة امام التنظيم . الحشد يعد حصن إضافي لحماية المناطق الشمالية من العراق والغربية منه .
تذكر , ان خطة الكيان الصهيوني الجديد , الشرق الأوسط الجديد , هي خطة لتفتيت الأوطان , جميع الاوطان في الشرق الأوسط بدون استثناء , وان الكيان الصهيوني ليس له القدرة في دخول حرب مع كل بلدان الشرق الأوسط من اجل تنفيذ خطته , وانما سوف يستعين بقوى الإرهابية موجودة في كل بلد , مثل ما كشفته حرب 12 يوما مع ايران . هذه القوات الإرهابية هي من سيمهد الطريق للكيان الصهيوني في تنفيذ خطته , من النيل الى الفرات , وان عدم وجود قوى عقائدية إضافية سيكون نجاح الكيان الصهيوني اكثر ضمانا .
ورجوعا الى الحشد الشعبي العراقي , فان حل هذا الحشد بالقوة سيكون عقابا جماعيا الى جميع مكونات الشعب العراقي , لان في الحشد المسلم والايزيدي والمسيحي , السني والشيعي , والكردي والعربي. ان حل الحشد الشعبي بقوة السلاح يعطي السبب بان الولايات المتحدة تقطع يد من قدم المساعدات القتالية لها في الحرب على داعش بين أعوام 2014 و2017, وان العراق ودول المنطقة سوف لن يكونوا اكثر امانا بدونه . وحل الحشد الشعبي يعد انتصارا لكل من أراد الشر بالعملية السياسية , وان حل الحشد قد يساهم بتعميق الانقسام الطائفي في العراق وليس العكس , وحل الحشد يعد خطرا على المصالح الامريكية في العراق ومنطقة الخليج . الاضطرابات الأمنية في أي بلد في الشرق الأوسط لا يخدم مصالح أمريكا في المنطقة ويضيف كلفة عليها .
هذا وان كلفة حل الحشد الشعبي المالية ستكون اعظم من عدم حله . حله يضيف اعداد هائلة الى ما هو موجود من العاطلين عن العمل , والذي يعني ان الدولة العراقية سوف تتحمل مصاريفهم بدون انتاج , بالوقت الذي يستخدم الحشد الشعبي في بناء الكثير من المشاريع الاستراتيجية , بأجور متواضعة .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على اهل لبنان العودة الى أبناء الجنوب وليس العكس
- العراق ولبنان .. النفط مقابل الخدمات
- في السليمانية .. شجار بين أبناء العم بالأسلحة الثقيلة
- تجاهل مريب لقضية مقبرة -الخسفة- العراقية من قبل مراكز التواص ...
- لا بواكي على أطفال غزة
- قالوا وقالوا في عملية تجويع غزة
- الى الطبقة المثقفة من أصحاب القلم .. بعد التحية عتاب
- مجزرة جامع الخطوة في البصرة
- انتفاضة خان النص .. اول انتفاضة شعبية ضد نظام صدام حسين
- العراق يجب ان يخاف من حرب نهروان لا صفين
- سلام في الشرق الأوسط وفق الشروط الإسرائيلية
- الاتفاق التجاري الأمريكي – الأوروبي .. اتفاق ام تبعية ؟
- ما هي الديمقراطية الاستبدادية وهل ان العراق في خانتها ؟
- التعريفة الجمركية .. من الرابح ومن الخاسر منها ؟
- جذور حملة ترامب الضريبية على التجارة الخارجية
- الفوضى الخلاقة لم تدخل على بسطات مدينة الكاظمية من بغداد بعد
- اسد يتجول في بغداد !
- فاجعة الهايبر مول في محافظة واسط في العراق ليست من صنع الله
- فاينانشال تايمز تشبه نمو الدين الحكومي الأمريكي ب - المرض ال ...
- دبخانة الكاظمية تغلق أبوابها .. والسبب السيد ترامب !


المزيد.....




- محلل عسكري لـCNN: رئيس الصين -يتلاعب- ببوتين.. وهذه نصيحتي ل ...
- ميكروفون مفتوح يكشف محادثة سرية بين بوتين والرئيس الصيني
- أدلة متزايدة.. تداعيات -الكيماوي- الكارثية في السودان
- خلال أيام.. ترامب يعتزم إجراء محادثات بشأن أوكرانيا
- المغرب - تونس: أزمة دبلوماسية صامتة بعد سلسلة من الحوادث وال ...
- القضاء الأميركي يحكم بعدم قانونية إلغاء ترامب منح جامعة هارف ...
- ماذا تعرف عن القاتل الأعمى الإسرائيلي الموجه لإبادة غزة؟
- نتنياهو: وصلنا إلى مرحلة الحسم في غزة
- ترمب يتعهد وضع حد للجريمة في شيكاغو ويصفها بـ-أخطر مدينة-
- لجنة نيابية أميركية تنشر دفعة أولى من -وثائق إبستين-


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - هل ان من مصلحة العراق حل الحشد الشعبي ؟