أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - العراق يجب ان يخاف من حرب نهروان لا صفين















المزيد.....

العراق يجب ان يخاف من حرب نهروان لا صفين


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8428 - 2025 / 8 / 8 - 08:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معركة صفين حدثت بين الامام علي بن ابي طالب و والي الشام معاوية بن ابي سفيان عام39 هجرية او 657 ميلادية , واصبح معاوية خليفة للمسلمين في حيلة رفع المصاحف. حرب نهروان وقعت بين جيش على بن ابي طالب والخوارج الذين كانوا من أنصاره حتى انشقوا عنه في معركة صفين.
هذه الأيام بدأت أصوات شيعية تحذر الحكومة والشعب العراقي من ان هناك قوى سياسية مسلحة بقوة 65 الف مقاتل تتحضر لدخول بغداد من الجهة السورية , تماما مثلما دخل داعش الى العراق عن طريق الموصل واقترب على بعد كيلو مترات من بغداد. هؤلاء يدعمون تحذيراتهم بعد ان قررت حكومة سوريا بقيادة احمد الشرع من دمج قوات غير سورية واغلبهم من جنسيات تركمانية وايغور الى وحدة عسكرية تحت مسمى فرقة 85 ومركزها قرب الحدود العراقية – السورية.
المحذرون من هذه العملية يدعون ان السيد رجب اردوغان اجتمع مع وفد سياسي من المكون السني مؤخرا وان السيد اردوغان صرح بالقول انه الشيعة يجب ان ينزاحوا من حكم العراق , وان يكون أبناء المكون السني هم قادة البلاد في المستقبل . بل ذهب أصحاب " مؤامرة اسقاط بغداد " بالقول ان الرئيس رجب اردوغان قد ارسل مبعوثا خاصا للالتقاء بالسيد محمد شياع السوداني , رئيس الوزراء, وقدم له قائمة من عشرة طلبات ومنها تسليم الحكم الى السنة ومنها أيضا الغاء الحشد الشعبي , ولكن رئيس الوزراء رفض رفضا شديدا , الامر الذي أدى بالسيد اردوغان وقف تصدير النفط العراقي عبر تركيا وتخفيض حصة العراق المائية .
وطبعا ارفق أصحاب هذه النظرية كلمات مخيفة تذكر العراقيين بما صنع بهم تنظيم داعش من دوس حقوقهم وكرامتهم , حيث جاء التحذير يقول " من لم يقتل بالسيف .. سيقتل بالعطش , سيقتل بالجوع , بقطع عنه الكهرباء , يمنع من السفر , و يطرد من عمله ", " ومن لم تهدم مدينته .. سيهدم تاريخه , ينسف تراثه , يزور مذهبه , و يربى اطفاله على ( بغض ال محمد)".
ويرى أصحاب هذا المخيم ان المحافظة والعناية بقوات الحشد الشعبي يعد واجبا مقدسا , لان طالما وان فرقة 85 فرقة عقائدية , هدفها قتال الشيعة , فيجب ان تقاتلها قوة عقائدية صلبة ترى الشهادة هي الحياة . ويحذر هذا المخيم ان المبالغ التي ستصرف على الانتخابات العراقية القادمة ستكون بحدود 2 ترليون دينار عراقي او ما يقارب المليارين دولار وهو مبلغ يزيد على مصاريف الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة , الامر الذي يقلقهم ويستنتجون منه , ان امرا مهما يراد من هذه الانتخابات , خاصة وان أبناء المكون السني متحمسون في المشاركة , فيما ان أبناء المكون الشيعي متقاعسون عنها , ولهذا السبب فان أصحاب هذا المخيم يطالبون أبناء المكون الشيعي بدخول الانتخابات بكل ثقلهم , والا سوف يخسرون مواقعهم الحكومية الى اخرين .
لا اتفقد مع هذا السناريو ,لأنه يصف الجو العام في العراق بانه جو مشحون , وان القيادات السياسية تريد اكل الواحد الاخر , وان وحدة العراق هي هدف الشيعة دون المكونات الأخرى , وان هناك قوى سياسية تريد اقصاء الشيعة من قيادة الحكومة العراقية , وان أي تغيير في أشخاص القيادية للمكون الشيعي يعني اقصاء المكون من إدارة الحكم . هذا غير صحيح , لأنه من فضائل النظام الديمقراطي هو التجديد. وما المانع ان يكون رئيس الحكومة سني او كردي او مسيحي اذا استحق المنصب. لا توجد فقرة في الدستور العراقي تقول يجب ان يكون رئيس الوزراء شيعيا , وانما يقول او المحكمة الاتحادية تقوا , يختار رئيس الوزراء من الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي. واذا اختارت الكتلة الكبرى شخصية غير شيعية فما هو العيب او الخوف من ذلك؟ هذا واني اعتقد , ان الشيعة سوف لن يخسروا منصب رئيس الوزراء طالما وان الانتخابات في العراق تجرى ليس على أساس البرامج وانما على أساس المذهب والقومية . ما زال المواطن الكردي يختار سياسي كردي , والسني يختار سياسي سني , والشيعي يختار سياسي شيعي.
ثم ان من يقول ان الحكومة في بغداد حكومة شيعية هو ليس صحيحا . لا يصدر قرار او قانون في العراق الا بموافقة جميع ممثلي مكونات الشعب العراقي . هناك برلمان ومن خلاله تصدر القوانين ولا يستطع رئيس الوزراء من عدم تنفيذها . بالحقيقة ان الدستور العراقي قد كبل منصب رئيس الوزراء في قراراته حسب استقلالية المؤسسات الثلاث التنفيذية والقانونية والتشريعية . بمعنى ما للسلطة التشريعية هو لها لا يشاركها غيرها .
من حق الشيعة الخوف من سقوط النظام السياسي الذي انصفهم , ومن اجل إزالة هذا الخوف انهاء التوترات السياسية بينهم . انا اتحدث بينهم , بين قادة الشيعة السياسيين, وليس مع الاخرين . الشحن السياسي بينهم اصبح الان على أوجه , و من واجب الاخيار من جميع المكونات العراقية وقفه لا الصمت او الوقوف على التل , لان هذه التوترات سوف تحرق الجميع حتى من وقف على التل .
معركة صفين سوف لن تعود , لان الطرف الاخر لا يملك الامكانية والنفوس والاقتصاد والخبرة , العراق يجب ان يخاف من "معركة نهروان" جديدة ,حيث يقاتل الشيعي اخوه الشيعي . هناك مشاكل حقيقية في مناطق الوسط والجنوب لم تحل لحد الان , ومنها تداعيات تظاهرات تشرين و خلاف الاطار الشيعي مع التيار الصدري والذي زاد من الشحن هذه الأيام , وان استخدام السلاح بدلا من الهتافات اصبح ليس من المستبعد بين المتخاصمين خاصة وانهم مدججون بالسلاح وكلهم أصحاب خبرة في القتال وكلهم يملكون المال ليدخلوا في معركة يخسر منها الجميع . اذن على جميع الكتل الشيعية هو التزام اعلى درجات ضبط النفس وعدم السماح لبعض أنصارها الى استفزاز الطرف الاخر مهما كانت الحجج.
انا اتفق في نقطة واحدة من كل هذه الارهاصات وهو دعوة العراقيين الى المشاركة في الانتخابات العامة القادمة . هذه الدعوة محترمة و تثقف المواطن العراقي ان ثمن الحرية والديمقراطية هو المشاركة لا المقاطعة , وان المقاطعة سوف تجذر الفساد المالي والإداري والمحاصصة و منح الوظائف المهمة الى الرجل – المراءة غير المناسب . ان احد أسباب ضعف المشاركة في الانتخابات العامة الماضية كانت هي السبب في بقاء سياسيين غير صالحين على راس السلطة في العراق.
البعض من العراقيين يتعكز بالقول انه لا يذهب الى المراكز الانتخابية حتى لا يعطي صوته للفاسدين , ولكن عدم مشاركته في الانتخابات هو الذي يسمح للفاسدين بالبقاء لفترات طويلة على راس السلطة. وبالمناسبة , ان النظام العراقي والذي يعد او محسوب على النظم الديمقراطية سوف لن يستطع القضاء على الفساد المالي والإداري في الزمن المنظور, والسبب هو ان هذا النظام وبعكس النظم الديكتاتورية بالقانون وليس بقطع الرقاب كما هو في النظم الديكتاتورية . وخير دليل على ذلك هو ان الفساد المالي والإداري ما زال موجودا في اعرق الديمقراطيات في العالم.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام في الشرق الأوسط وفق الشروط الإسرائيلية
- الاتفاق التجاري الأمريكي – الأوروبي .. اتفاق ام تبعية ؟
- ما هي الديمقراطية الاستبدادية وهل ان العراق في خانتها ؟
- التعريفة الجمركية .. من الرابح ومن الخاسر منها ؟
- جذور حملة ترامب الضريبية على التجارة الخارجية
- الفوضى الخلاقة لم تدخل على بسطات مدينة الكاظمية من بغداد بعد
- اسد يتجول في بغداد !
- فاجعة الهايبر مول في محافظة واسط في العراق ليست من صنع الله
- فاينانشال تايمز تشبه نمو الدين الحكومي الأمريكي ب - المرض ال ...
- دبخانة الكاظمية تغلق أبوابها .. والسبب السيد ترامب !
- الإرهاب في سوريا هو عينه كان في العراق ولكن بأدوات مختلفة
- مؤامرة تطبخ باسم اهل الجنوب العراقي
- أمريكا لا تفاوض الضعفاء
- موت مجاني في العراق اسمه حوادث المرور
- شهداء الحرب الأخيرة على ايران وشهداء 6 حزيران عام 1967
- نصيحة للنخبة الذهبية في العراق
- ماذا علمتنا الحرب على غزة وايران ؟
- هل يستطع نتنياهو تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد؟
- يريدون تحييد المجتمع العراقي من خلال التلويح بقطع الارزاق
- شرق أوسط جديد ام سايكس-بيكو جديد ؟


المزيد.....




- رصدتها كاميرا بتقنية الفاصل الزمني.. حريق سريع الانتشار يشتع ...
- ما الذي يحدث في مدينة الفاشر السودانية؟
- هل يسمح حزب الله للحكومة اللبنانية بحسم ملف السيادة لصالح ال ...
- رفض دولي لخطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة
- نائب الرئيس الأمريكي يؤكد عدم وجود خطط لدى واشنطن للاعتراف ب ...
- هآرتس: الصمت أمام كابوس غزة استسلام
- خبير عسكري: هذا خيار المقاومة بعد إقرار احتلال غزة
- لماذا يحذر الخبراء من خطة نتنياهو احتلال كامل لقطاع غزة؟
- تقرير يكشف آثار حرب الإبادة بغزة على الرياضيين الإسرائيليين ...
- رسوم ترامب تدفع الهند لوقف صفقة أسلحة أميركية


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - العراق يجب ان يخاف من حرب نهروان لا صفين