أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - يريدون تحييد المجتمع العراقي من خلال التلويح بقطع الارزاق














المزيد.....

يريدون تحييد المجتمع العراقي من خلال التلويح بقطع الارزاق


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 20:12
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ظهر على اليوتيوب قبل أيام وزير عراقي سابق يحضر نفسه للانتخابات النيابية القادمة بتصريح اضحكني , واعتبرته مجرد تصريح يريد به كسب بعض الأصوات على اعتباره انه نصير موظفي الحكومة العراقية ولا يحب ان يرجعوا الى أيام القحط , أيام الحصار الاقتصادي الذي ضربته الأمم المتحدة على العراق بعد غزوه دولة الكويت الشقيقة . مفاد تحذير السابق يقول فيه ان الحرب القائمة بين دولة ايران الإسلامية والكيان الصهيوني قد يتمدد الى ضرب ميناء الفاو , مما يؤدي الى رفض بواخر تحميل النفط مغامرة شحن النفط العراقي , يتبعه افلاس خزينة الدولة العراقية , يتبعها عدم قدرة الدولة دفع رواتب الموظفين , مما يؤدي الى مجاعة في العراق والتي بدورها تدعوا المواطنين الخروج الى الشارع العراقي احتجاجا , ليتبعه سقوط العملية السياسية. بهذه البساطة !
التصريح اعجبني واضحكني في نفس الوقت . اعجبني تصريح سيادة الوزير السابق لأنه وضع تأثير او نتائج انقطاع تصدير النفط العراقي الى الأسواق العالمية في سلسلة من التأثيرات المتتالية من انقطاع التصدير الى ثورة في الشارع العراقي . التصريح مقنع ولاسيما للذين لم يسعفهم الحظ دراسة موضوع الاقتصاد او يجهله , ولاسيما الشريحة العراقية التي لم يسعفها الحظ اكمال الإعدادية . هذه الشريحة ستجد خطاب السيد الوزير مقنع , ولاسيما وان الاقتصاد العراقي يعتمد على النفط وبدونه يكون العراق في مشكلة عظيمة .
التصريح اضحكني , لان قائله , وهو وزير سابق, ادخل نفسه في موضوع ليس من اختصاصه , وكان احرى به ان يختار موضوع اخر لكسب بعض الأصوات . هذا وسبق وان حذرت الساسة بعدم الولوج في موضوع الاقتصاد والاحسن بهم تركه الى المختصين .ان ما حذر منه السيد الوزير لا يمكن ان يكون . العراق غير محاصر وليس طرفا في النزاع الإيراني الإسرائيلي .
لا افهم السبب الذي دعا السيد الوزير تحذير العراقيين من ضربة ميناء الفاو , هل أراد مثلا بتحذير الحكومة بأخذ الاحتياطات اللازمة لمنع مثل هذا الهجوم ؟ هل أراد الوزير الطلب من الحكومة الوقوف على التل بعيدا من غضب دونالد ترامب , او كان الهدف من تصريحه هو ابعاد المواطن من اهتماماته بالحرب الدائرة بين ايران وإسرائيل ؟ نعم في بعض الأوقات تخرج اشاعات ليس لها أساس لأشغال المجتمع عما يدور من حوله , واذا كنت عراقيا تتذكر " أبو طبر" الذي استخدمته المخابرات العراقية لقتل عوائل كاملة في بيوتهم من اجل اشغال اهل بغداد بأخبار هذا القاتل.
رجوعا الى الموضوع . هل سيجوع الموظف او غير الموظف في العراق اذا انقطع تصدير النفط الخام الى الأسواق الخارجية ؟ الجواب لا . المواطن العراقي سوف لن يمر بتلك الأيام التي جاع فيها , ولأسباب :
أولا : طالما وان الغرب يعتمد اعتمادا يكاد يكون كليا على نفط الشرق الأوسط , فان احتمال ضرب ميناء الفاو او أي ميناء يصدر النفط في المنطقة احتمال يكاد يكون قريبا من الصفر. حتى ايران , المعتدى عليها , سوف لن تقدم على هذه المغامرة والتي سوف ينقلب العالم عليها,
ثانيا : الحرب القائمة الان سوف لن تطول كثيرا , حيث ان هناك اجتماعات سرية بين ايران والولايات المتحدة للوصول الى حل وسط يحل المشكلة . ليس من مصلحة ايران ولا إسرائيل الاستمرار بالحرب الى ما لا نهاية. في هذه الحالة حتى وان تعرض ميناء الفاو الى ضربة جوية , فان تصليح تأثير الضربة سيكون سريعا.
ثالثا: للعراق تاريخ جيد مع المقرضين . في حالة تعرض الميناء الى تدمير وعدم قدرة العراق على شحن نفطه لفترة محددة , يستطع العراق الاقتراض من مصادر كثيرة, داخلية وخارجية . اما من يقول ان العراق لا يستطع تغطية مصاريفه حتى في ظل استمرار تصدير النفط وان نفقاته اكثر من إيراداته النفطية , أقول لهؤلاء المهتمين او المرعوبين , عدد الدول التي لا تعاني من العجز المالي لا تتعدى أصابع اليدين . حتى المملكة العربية السعودية تضطر لتمويل ميزانيتها في بعض السنوات.
رابعا: الدولة ليست شركة او بقال في فضوة الشيخ ال ياسين . الدولة تستطع استخدام وضعها القانوني في طبع النقود . نعم طبع النقود اكثر من قدرة الاقتصاد الوطني قد ينجم عنه ارتفاع في الأسعار ( تضخم) و انهيار بالعملة الوطنية , ولكن طبع نقود تحت ظروف استثنائية وفترة قصيرة ممكن استيعابه او تحمله من قبل الاقتصاد الوطني .
خامسا : قدرة الدولة على فرض الضرائب , حيث من المعروف ان الدولة لها القدرة على فرض الضرائب على دخل الافراد والشركات . بالحقيقة هذا المورد يعد الأهم في ميزانيات معظم دول العالم .
الغريب ان تحذير الوزير ظهر أيضا في احد وكالات الاعلام العراقية في يوم 20 حزيران ولكن بشكل موسعو إضافات جديدة , حيث كان عنوان المقال " ما علاقة مضيق هرمز برواتب العراق؟" لقد أضاف المقال الى تصريح السيد الوزير السابق مخاطر أخرى قد تنتج من الحرب القائمة بين ايران وإسرائيل ومنها تعرض البلاد لضربات إسرائيلية , الخشية من انخراط الفصائل بالحرب وامتدادها الى ارض العراق , وكذلك الخشية من تحركات داخلية لجهات معارضة ضد النظام السياسي . وفي الأخير يستنتج المقال استنتاجا بهلوانيا ومضحكا يقول فيه ان حاجة العراق الشهرية من الإيرادات هي 8 ترليون دولار , وبعد اغلاق مضيق هرمز سوف لن يستطع العراق جني اكثر من ترليون دينار يعني من يبلغ راتبه مليون دينار شهريا " سيكون عليه ان يعيش بمبلغ 120 الف دينار حينها لتسيير الحال , أي تقليص الرواتب الموظفين اكثر من 90% ".
مثل هكذا تصريحات لا يشم منها الا رائحة العداوة للعراق وشعب العراق وإظهار العراق الى العالم بمظهر لا يليق به ولا بنظامه المتميز في المنطقة . حرية التعبير مضمونة ولكن على صاحبها احترام العقل العراقي.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرق أوسط جديد ام سايكس-بيكو جديد ؟
- رسالة أمريكية غير ودية الى الشعب العراقي
- هل هي حرب شيعية – إسرائيلية ؟
- على العالم العربي التدخل القوي لإنقاذ المنطقة من هذه الحرب ا ...
- من ذاكرة التاريخ : مجزرة عيد الأضحى في اربيل
- انه الاقتصاد .. معركة دونالد ترامب و ايلون موسك , وان ايلون ...
- بين العراقي الراحل احمد الجلبي والسوري الحاضر احمد الشرع
- تعامل العرب مع التغيير السياسي في العراق و سوريا
- الواجب الشرعي والإنساني يدعوان الى تأجيل اضحية العيد هذا الع ...
- الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة قادم
- العزوبية ليست اختيارا في العراق
- ماهي تجارة تاكو (Taco) ؟
- يا ساسة من فضلكم .. اتركوا الاقتصاد للاقتصاديين
- احمد الشرع .. من إرهابي خطير الى ثائر كبير !
- كيف تعامل العالم مع احتلالين ؟
- ما حاجة الامة العربية للقمة ؟!!
- في الشرق الاوسط الجديد انتصر الدولار على السيف
- خسر العرب وربح ترامب
- سورية في طريقها الى الحكم المدني الموحد
- لماذا لا يسمح نظام السوق تدخل الدولة بشؤونه ؟


المزيد.....




- عيار 21 اتحرك لكام؟! أسعار الذهب في الإمارات اليوم الأحد 202 ...
- دليلك الشامل للشراء والاستثمار.. أسعار سبائك الذهب في الإمار ...
- زيلينسكي يطالب الغرب بتخصيص 0.25% من الناتج المحلي لدعم إنتا ...
- فوربس تحذر من انهيار وشيك في الأسواق بسبب ترامب
- تصاعد حرب إسرائيل وإيران يزيد تأهب المستثمرين ويصعد بالنفط و ...
- صواريخ إسرائيل الاعتراضية ترهق ميزانيتها ومخاوف من نفادها
- ترامب يعود لانتقاد رئيس الاحتياطي الفدرالي ويهدد بإقالته
- أسوأ أداء للدولار منذ 40 عاما.. 5 ركائز مؤثرة
- مفاعل آراك النووي منشأة إيرانية لإنتاج الماء الثقيل
- حيفا في مرمى صواريخ إيران.. ماذا نعرف عن مركز الثقل الاقتصا ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - يريدون تحييد المجتمع العراقي من خلال التلويح بقطع الارزاق