أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - في الشرق الاوسط الجديد انتصر الدولار على السيف















المزيد.....

في الشرق الاوسط الجديد انتصر الدولار على السيف


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 04:50
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في رحلة عودته بعد جولة خليجية شملت السعودية و قطر و الامارات , طرح صحفي سؤالا على الرئيس الأمريكي ترامب قائلا " هل تشعر بخيبة امل من مستوى الوفد الذي ارسله الروس الى تركيا ؟", فرد ترامب بالقول " لا اعرف شيء عن الوفد . انا لست محبطا من أي شيء ! لماذا اشعر بخيبة امل ؟ لقد حصلنا للتو على 4 ترليون دولار". في إشارة الى العقود التي تم التوصل اليها بين الولايات المتحدة والدول المضيفة : السعودية وقطر والامارات.
ذكر ترامب الأربعة تريليونات افقدت توازن الكثير من العرب على المواقع التواصل الاجتماعي وتمنوا ان تصرف هذه الأموال في الوطن العربي خاصة وان اكثر من نصف سكانه يعانون الحاجة والفقر , وان ترامب رجع الى بلاده ولم يستطع وقف الإبادة البشرية في غزة . فقد كتب احدهم " سبحان الله !!! أربعة تريليونات دولار من أموال المسلمين الذي استخلفكم الله عليها تعطونها لهذا الكافر ومئات الملايين من فقراء المسلمين يتضرعون جوعا وفقرا وعوزا !", وكتب اخر " 4 ترليون دولار ... !! وما هو المقابل ؟؟ حتى وقف النار في غزة ودخول المساعدات لم نحصل عليه!!", واخر " فلنقرا الفاتحة على روح وجسد وكرامة الامة العربية و لنترحم على رحيل النخوة والشهامة والمبدأ ولا نستنكر قبول الذل والمهانة والعبودية والرجوع الى الكفر مرة أخرى", واخر كتب يقول " رحماء على الكفار اشداء بينهم".
والحقيقة , ان المواطن العادي فهم ان هذه الأربعة ترليون دولار هدية لوجه الله من الدول الثلاث الى الرئيس دونالد ترامب . انها ليست هدية لوجه الله , وانما استثمارات مالية اختارت الدول الثلاث استثمارها في الولايات المتحدة الامريكية , لان هذا البلد معروف باستقراره السياسي و الأمني والاقتصادي . ومع اختيار المكان المناسب لوضع هذه الأموال , فان الدول الثلاث سوف تجني منها منافع كبيرة مالية وسياسية وامنية واقتصادية وثقافية و تكنلوجيا . هذه المبالغ سوف تأخذ المنطقة الى عالم جديد من التقدم والتحضر والاستقرار, يضاف الى ذلك استفادة الاقتصاد الأمريكي منها . شراء دولة قطر 150 طائرة للنقل الركاب من طراز بوينك سوف يوفر لأمريكا على الأقل 150 الف فرصة عمل في السنة الواحدة و حوالي مليون فرصة عمل طيلة فترة انتاجها . بالمقابل , فان استخدام 150 طائرة لنقل الركاب سوف يضيف فرص عمل هائلة لدولة قطر و تعطيها مركز مواصلات مهما في المنطقة.
ولكن الامر الذي لم ينتبه له المواطن العربي من هذه الزيارة , هو ان زيارة السيد ترامب الى الدول الثلاث حولت الشرق الأوسط من مرحلة الى مرحلة أخرى جديدة . الزيارة قضت على مرحلة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وفتحت تاريخ جديد وهو هيمنة الدول الخليجية على القرار العربي.
من هو في عمري يتذكر جيدا ان قرارات منطقة الشرق الأوسط كانت تهيمن عليها دول ثلاث وهي العراق ومصر وسوريا , ولا يمكن اصدار أي قرار للمنطقة بدون موافقة هذه الدول الثلاث عليها . هذه الدول والتي كان بيدها قرار الحرب والسلام , لم يعد لها تأثير على الواقع العربي الجديد ! او قل انزوت بعد ظهور دول ذات مكانة مالية عظيمة و علاقات متينة مع الولايات المتحدة الامريكية.
القوة المصرية لم يعد لها اثر بعد ان وقع الرئيس محمد أنور السادات اتفاقيات كامب ديفيد
القوة العراقية انتهت بعد قرارات صدام حسين المتهورة , حرب ايران واحتلال دولة الكويت و اسكات شعبه بالدم والحديد وانتشار الفقر في البلاد من جراء الحصار العالمي على العراق.
القوة السورية تراجعت كثيرا بسبب المعارضة المسلحة التي قادها المتشددين بمساعدة دول خارجية , وما بقى من سلاح بعد رحيل بشار الأسد دمرته الطائرات الإسرائيلية , و توجه القيادة الجديد لبناء علاقات صداقة مع إسرائيل .
اذن , رحلت القوة والسيف من المنطقة برحيل الدول الثلاث وحل محلها دول ابلها تحمل أطنان من الورق الأخضر , الدولار, وانتقل معها قرار المنطقة .
ما المشكلة ؟
لا مشكلة اذا استخدمت هذه الدول أموالها في خدمة التنمية الاقتصادية العربية, تماما مثل مشروع مارشال الأمريكي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية . جميع دول المنطقة ترحب بالاستثمارات العربية ومن بينها العراق ومصر والجزائر والسودان والأردن . وبكل تأكيد ان عائد الاستثمارات من هذه الدول هو اكبر بكثير من عائدات الاستثمارات من خارج المنطقة . مطابخ العالم العربي تعتمد على الاستيرادات , وان الاستثمار الزراعي في السودان سوف يضمن للعرب على الأقل اكل عشاءهم من الإنتاج أيديهم .
المشكلة ان دول الخليجية عندها المال وليس البشر , مما يجعها تعتمد على الحماية الخارجية , وطبعا هذه الحماية ليست مجانا . أي حتى تضمن دول الخليج العربية الحماية الدولية عليها ان تنفذ ما تريد منها الدول الحامية لها . وهكذا , عندما طلبت أمريكا دول المنطقة الاعتراف بإسرائيل ,لم تعترض على الطلب , بل أصبحت هي التي تسوق للاعتراف بالكيان الصهيوني كما ذكرت وكالات الانباء بان قطر و الامارات تعمل على بناء علاقة سياسية بين سوريا الجديدة والكيان الصهيوني. وهذا ما يرفضه القسم الأعظم من أبناء الوطن العربي .
ان تنفيذ دول الخليج الإرادة الامريكية في المنطقة لا يساعد على نشر السلام فيها , لان المصالح الامريكية في بعض الأوقات قد لا تتطابق مصلحة المنطقة . أمريكا تريد ان تكون إسرائيل هي المهيمنة عسكريا على المنطقة , فيما ان شعوب المنطقة ترفض ذلك . أمريكا تريد طرد ايران من المنطقة وهذا ما لم تقبله الكثير من دول المنطقة نظرا لثقل ايران السياسي والديني والاقتصادي , وامريكا تريد ولاء المنطقة الكامل لها , وهذا ما لم يتعود عليه المجتمع العربي .
صحيح ان انهيار حماس في غزة وحزب الله في لبنان و انصار الله في اليمن , وأخيرا انهيار النظام السوري قد خفف الضغط السياسي والعسكري على السعودية والدول الخليجية , وان الساحة السياسية في المنطقة أصبحت لصالحهم , الا ان هذا لا يعفيهم بالعمل الجاد بالتواصل مع الدول العربية الأخرى والعمل لحل مشاكلهم السياسية والاقتصادية . الوطن العربي مزدحما بالفرص الاستثمارية وان صرف أربعة او خمسة مليارات من الدولارات فيه سوف يساعد على خفض اعداد العاطلين عن العمل و استقرار المنطقة. وان الانفتاح على ايران ومساعدتها للتوصل الى حل مرضي في برنامجها النووي مع أمريكا يعد ربحا لجميع دول المنطقة , لان عدم مشاركة دول الخليج في حل هذا الموضوع سوف يخسر الجميع . تذكر الحرب الأوكرانية – الروسية . أوروبا لم ترغب بحل السلمي للقضية الأوكرانية , فكانت كلفت الحرب عليها بالمليارات الدولارات .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خسر العرب وربح ترامب
- سورية في طريقها الى الحكم المدني الموحد
- لماذا لا يسمح نظام السوق تدخل الدولة بشؤونه ؟
- كيف وصف الراحل مصطفى الشكعة الطائفة الدرزية ؟
- الرئيس ترامب يخرق معاهدة القسطنطينية
- لن يجوع العراق مرة اخرى
- ما المشكلة مع الركود التضخمي ؟
- ما هي قاعدة De Minimis الجمركية ؟
- ليس من مصلحة ترامب اشعال حرب مع ايران
- جريمة قتل في حرم جامعة تكريت !!
- فتوى اقتصادية لإفلاس الحاج كريم
- متى يرفع العرب شعار - العرب أولا- ؟
- ضرائب ترامب الجمركية ستلاحق جيوب العرب أيضا
- أبناء غزة يقتلون ويجوعون في أيام عيد الفطر
- ضرائب ترامب الجمركية ستنشر الفقر حول العالم
- هل ستعود أوروبا صاغرة الى الحضن الأمريكي ؟
- العرب لا يستحقون كل هذا الذل
- فتنة ملعب كرة القدم الأردني
- وقاية الامراض الخطرة بالمناطق الخضراء
- خطاب حالة الامة العراقية


المزيد.....




- تسبب ذلك في حجب شهادته.. شاهد ما قاله طالب عن غزة خلال تخرجه ...
- -بدون تعليق-.. مسؤول بالبيت الأبيض ينشر فيديو يقارن استقبال ...
- السعودية.. فيديو ضبط مقيم مصري بعد كشف محاولته نقل مخالفين
- قتيلان وجرحى في إطلاق نار بصالة ألعاب رياضية في لاس فيغاس (ف ...
- صحيفة: لن تنجح محاولة قادة أوروبيين لإقناع ترامب بتغيير موقف ...
- كيم يشرف على تدريبات جوية ويدعو لرفع حالة التأهب القتالي للج ...
- -نيويورك تايمز-: إدارة ترامب تعتزم نشر تسجيل صوتي لبايدن خلا ...
- عسكري أمريكي متقاعد: شركات عسكرية خاصة مارست قتل المدنيين ال ...
- قتل للمسلمين وحالة حرب مستمرة في الهند
- عاجل | رويترز عن الجيش الأوكراني: 8 قتلى بقصف روسي استهدف حا ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - في الشرق الاوسط الجديد انتصر الدولار على السيف