فتنة ملعب كرة القدم الأردني

محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8297 - 2025 / 3 / 30 - 21:41
المحور: عالم الرياضة
    

الفيديو غير مفبرك كما زعم اتحاد القدم الأردني . المشجعون في مباراة العراق- فلسطين رددوا هتافات مسيئة للشعب العراقي لا تنم عن روح الرياضة و لا عن روح الاخوة والجيرة .
الهتافات السالبة ضد فريق الخصم , حالة عادية في جميع الألعاب الرياضية , ولكنها لا تخرج عن حدود الاخلاق والادب . الهتافات في الأردن ضد الفريق العراقي خرجت عن حدود الاخلاق والدين والإنسانية , ولابد للمسؤولين الأردنيون محاسبة المسؤولين عن إدارة الملعب وعدم تكرارها مرة أخرى.
لقد اعتبرت ان حادثة الإساءة الى الفريق العراقي في الأردن " فتنة" نظرا لقوة العلاقات الأردنية العراقية قبل وبعد تغيير 2003. تأسس الاتحاد الهاشمي بين البلدين في الفترة الملكية في العراق , وبنى صدام حسين علاقة متينة مع ملك الأردن الراحل الحسين بن عبد الله الى درجة شارك الملك الراحل مع صدام حسين برمي قذيفة مدفع تجاه ايران في الحرب العراقية الإيرانية . وبعد التغيير أصبحت الأردن مكانا امنا لجميع من رفض التغيير في العراق الامر الذي يفسر لماذا اتخذ الأردنيون موقف غير ودي تجاه العراق وأصبحت العلاقة بين البلدين تمر بالمد والجزر, ولكن على العموم مقبولة والشاهد هو كثرة زيارة مسؤولي البلدين ومتانة العلاقات الاقتصادية .
ولهذا السبب فاني أقول يجب على قادة البلدين ترميم الصدع بأسرع وقت ممكن لان القضية خرجت من يد المسؤولون العراقيون وأصبحت حديث العشائر و البيت والمقهى والشارع . ودخل على الخط الشعراء والبوذيات العراقية التي الهبت مواقع التواصل الاجتماعي , وبكل تأكيد هناك ناس يريدون استخدام هذه الواقعة للعبث بالعلاقات التاريخية بين البلدين وزرع الحقد والكراهية بين أبناء البلديين.
لقد قراءة خبر اتصال وزير الخارجية الأردني بوزير الخارجية العراقية وهو يعتذر عما جرى في الملعب, ويتمنى ان لا تؤثر القضية على العلاقات بين البلدين . هذا غير كافي , ويجب على القيادات الشعبية الأردنية الدخول على الخط من اجل تهدئة الشارع العراقي . هناك اخبار ان الشاحنات المحملة بالنفط للأردن أصبحت هدفا للغاضبين , وان الاستمرار هذه العداوة تضيف تمزق اخر في المنطقة , لا احد يربح منها الا الكيان الصهيوني. الشعب الأردني عنده كفاية من المشاكل الداخلية , فيما ان الفلسطينيون ليس لهم شغل بكرة القدم وهم يحصون شهدائهم كل يوم .
ارجوا من مسؤولي البلدين العمل على هدم الفجوة حتى لا يعطوا المجال للمشاغبين من نشر احقادهم بين الشعبين . وعلى الشعب الأردني ان يعلم ان مصلحته هو بناء علاقة طيبة مع العراق , وان يرفع عنه الطائفية المقيتة وان نعتهم ب " الرافضة" غير مقبول وغير أخلاقي . الخلافات المذهبية موجودة حتى داخل المذهب الواحد , وما سموا ب " الرافضة" الا لانهم رفضوا الظلم وهضم الحقوق . الشعب الأردني يحتاج ان يتجاوز عقبة الطائفية , حتى يستطع التعايش مع المجتمعات الأخرى .
اخر من الأردن خرج ليقول , ان الشعب العراقي معروف بشجاعته وكرمه وفزعته , ولكن يجب ان يرجع الى اصله العربي ! وان يبني علاقة طيبة مع السعودية والامارات العربية ! ما علاقة الموضوع ببناء علاقة طيبة مع السعودية و الامارات ؟ هناك اعتداء جرى على الفريق العراقي , ومن حق كل عراقي ليس الدفاع عن فريقه فحسب وانما عن شرفه الذي طعنه اخوته الأردنيون . واذا خرج صوت من العراق يندد بما جرى ضد فريقه , لا يعني ان هذا المتحدث هو ضد الامة العربية و تطلعاتها . العراق سيبقى جمجمة العرب والرافض للعدوان والداعم للحقوق , وهذا السبب في استهداف الظالمين له باستمرار .
مرة أخرى , المنطقة لا تتحمل المزيد من التمزيق والتشرذم , وعلى الخيرين من كلا البلدين الوقوف أولا على أسباب هذا التشنج من جانب المشجع الأردني ضد العراق والعمل بكل جهد وإخلاص على إصلاحها .

#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل