أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - سورية في طريقها الى الحكم المدني الموحد














المزيد.....

سورية في طريقها الى الحكم المدني الموحد


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 18:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خرجت عدد من السيناريوهات حول مستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد , ومنه هو البقاء على وحدة البلاد بضمانات دولية , اعتماد الفيدرالية المقيدة مثل العراق بحكومتين مركزية وإقليمية , تقسيم فعلي مدعوما من الخارج , يعني دولة لكل مكون , واخرها الفوضى المتمددة او الممنهجة والتي تضيع فيها سوريا وتتحول الى ارض بلا سيطرة او راعي.
لا اعتقد سوريا سوف تنحدر نحو النموذج الافغاني , ولا نحو النموذج الكونفدرالي , وانما ستبقى سوريا موحدة ارضا وشعبا وتحكم حسب نموذج الدولة المدنية الى حدا كبير مثل النظام العراقي الحالي , والذي يعتمد النظام الفيدرالي مع وجود مركزا قويا يدير الدفاع والداخلية والخارجية والمال .
مستقبل سوريا ليس بيد احمد الشرع وحكومته وليس بيد القوى المعارضة ولا القوى التي احتفلت بسقوط نظام بشار , وانما مستقبل سوريا تماما هو بيد القوى الإقليمية والدولية " المتشابكة على الأرض السورية".
سوريا تعاني من خصومات مذهبية وقومية داخلية , انهيار اقتصادي , انهيار امني , وعدم اتفاق سياسي بين الفرقاء .
ولكن لحسن الحظ , ان لسورية أهمية جغرافية واقتصادية يصعب على القوى الإقليمية والدولية تجاوزها . تركيا ولبنان والعراق لا يسمحوا بتقسيم سوريا لان عدوى التقسيم سوف تنتقل سريعا الى هذه البلدان والتي تمتاز بالتنوع السكاني . كما لا يمكن تطبيق نظام أفغانستان على سوريا لان المجتمع السوري وما حوله يغلب عليه العلمانية ولا مكان للقوى الإسلامية المتشددة .نتنياهو يرفض قيام أي خلافة على شاطئ المتوسط , ولا احد من جيرانه له المعدة يتجاوز رغبته . كما لا يسمح للبلد الدخول في الفوضى لان هذه الفوضى سرعان ما تتمدد وتجرف من حولها . لقد قالها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بكل وضوح وكذلك العراق بانهما لا يسمحان بتقسيم سوريا ولا يسمحان بانتشار الفوضى فيه. فقد جاء في احد تصريحات اردوغان "نرفض بشكل قاطع استخدام ذريعة مكافحة الإرهاب لتبرير تقسيم سوريا، وأي محاولة لبثّ الفوضى ستُقابل بردّ قوي وحاسم من تركيا"، في إشارة الى رفض الهجمات الإسرائيلية على اهداف عسكرية سورية بحجة محاربة المتشددين.
كيف ستصل سوريا الى نظام مدني مستقر وبعيدا عن التقسيم ؟ لان هذا النظام المدني الموحد هو النظام الذي ترغب به كلا من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. وان هذه الدول هي التي دفعت بأحمد الشرع وقواته غير النظامية الى احتلال دمشق خلال ثمان أيام على الرغم من وجود قوات سورية نظامية جرارة , وتحت قيادتها مئات الطائرات الحربية و الالاف المركبات العسكرية . ومن اجل السير الى نهاية الطريق مع توجهات هذه الدول الثلاث فلابد لأحمد الشرع ان يضع اولياته بما توافق مع الرؤية الامريكية , وطبعا على راس هذه الأولويات هو التخلي عن القضية الفلسطينية .
هذا التخلي عن القضية الفلسطينية من قبل قادة سوريا الجدد جاء على لسان المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف في مقابلة مع الصحفي تاكر كارلسون , حيث قال " اعتقد انه بإمكان لبنان تطبيع العلاقات مع إسرائيل , حرفيا من خلال ابرام معاهدة سلام بين البلدين , وهذا ممكن حقا. وينطبق الامر نفسه على سوريا". وهذا ما كشفه أيضا عضو الكونغرس الأميركي مارلين ستوتزمان عقب لقائه بالشرع في دمشق،. حيث كشف النائب الأمريكي عن رغبة الشرع بالانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية المتعلقة بالتطبيع مع تل أبيب، مع طرحه مطالب أساسية تتعلق بوقف القصف الإسرائيلي للأراضي السورية, والحفاظ على وحدة البلاد، والتوصل إلى تفاهم حول الوجود الإسرائيلي في مناطق مثل جبل الشيخ والمنطقة العازلة.
لم يأتي تكذيب للخبر الذي اذاعه النائب الأمريكي من الطرف السوري , وانما تبعه تأكيدات متكررة من اعلى القيادات السورية الجديدة . حيث جاء في تصرح الرئيس السوري أحمد الشرع ، بأن دمشق تخوض مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء من أجل تهدئة الأوضاع وعدم فقدان السيطرة في المنطقة. وأشار الشرع إلى أن "التدخلات الإسرائيلية عشوائية وقد صرحنا بأن سوريا ملتزمة باتفاق فض الاشتباك عام 1974". وذكر الرئيس السوري في لقاء مع مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، أن الإدارة الجديدة في دمشق أبلغت الأمم المتحدة في أول يوم لها بعد السيطرة على العاصمة التزامها باتفاق عام 1974 مع إسرائيل، واستعداد الإدارة لاستقبال قوات الأمم المتحدة لفض الاشتباك. وبعد تصريح الشرع خرجت عدد من التصريحات من مسؤولين سوريين كبار تذهب بالانفتاح وعدم التصعيد مع إسرائيل , ومن هؤلاء وزير خارجية سورية أسعد الشيباني، الذي اكد بان "سوريا لن تكون مصدر تهديد لأي دولة، بينها إسرائيل"، مشددًا على ضرورة الاحترام المتبادل للأمن , فيما خرج محافظ دمشق مبددا المخاوف الإسرائيلية من السلطات الجديدة بدمشق، ومؤكدًا أن بلاده ليست لديها أي مشكلة مع إسرائيل، داعيًا الولايات المتحدة إلى المساعدة في تهيئة السلام بين البلدين.
اذن , قضى الامر الذي فيه تستفتيان. حكومة الشرع رفعت علم عداوتها لإيران وعلم صداقتها لإسرائيل , وهي الطبخة الشهية التي يحبها الغرب والمطبعين العرب , وبهذا رجعت سوريا الى الحضن العربي و الى الغرب , فاتحتا " نافذة جديدة" للسلام في الشرق الأوسط . وبهذا الإعلان انفتح العالم على سوريا وانهالت على احمد الشرع قبلات العرب وغير العرب. واما اهل فلسطين فلهم رب يضمد جراحاتهم .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يسمح نظام السوق تدخل الدولة بشؤونه ؟
- كيف وصف الراحل مصطفى الشكعة الطائفة الدرزية ؟
- الرئيس ترامب يخرق معاهدة القسطنطينية
- لن يجوع العراق مرة اخرى
- ما المشكلة مع الركود التضخمي ؟
- ما هي قاعدة De Minimis الجمركية ؟
- ليس من مصلحة ترامب اشعال حرب مع ايران
- جريمة قتل في حرم جامعة تكريت !!
- فتوى اقتصادية لإفلاس الحاج كريم
- متى يرفع العرب شعار - العرب أولا- ؟
- ضرائب ترامب الجمركية ستلاحق جيوب العرب أيضا
- أبناء غزة يقتلون ويجوعون في أيام عيد الفطر
- ضرائب ترامب الجمركية ستنشر الفقر حول العالم
- هل ستعود أوروبا صاغرة الى الحضن الأمريكي ؟
- العرب لا يستحقون كل هذا الذل
- فتنة ملعب كرة القدم الأردني
- وقاية الامراض الخطرة بالمناطق الخضراء
- خطاب حالة الامة العراقية
- تطبيع على الطريقة الامريكية
- يريدون عراقا مقطوع الراس


المزيد.....




- لمنحها -بداية جديدة-.. ترامب: أمريكا -قد تخفف- العقوبات المف ...
- جولة ترامب تكشف التغييرات في الشرق الأوسط.. نظرة على أسباب ز ...
- -فورين أفيرز-: نهاية حقبة التحالف الأوروبي الأمريكي
- يونيو المقبل: بدء محاكمة المحامي الحقوقي إبراهيم متولي في قض ...
- أزمةٌ تتفاقم... الجزائر تتجه لطرد المزيد من الدبلوماسيين الف ...
- أمين عام -حزب الله-: نستنكر استنكارا عظيما العدوان الإسرائيل ...
- هل تعاطيا مخدرات؟.. جدل بالمنصات حول فيديو ماكرون وميرتس
- هل يفضي إفراج حماس عن الجندي -الأميركي- إلى مفاوضات أوسع؟
- ترامب: قطر ستمنحنا طائرة في لفتة عظيمة
- آبل تبحث رفع أسعار هواتف آيفون الجديدة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - سورية في طريقها الى الحكم المدني الموحد