أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رضا عباس - العرب لا يستحقون كل هذا الذل














المزيد.....

العرب لا يستحقون كل هذا الذل


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8300 - 2025 / 4 / 2 - 06:28
المحور: حقوق الانسان
    


استحضرتني قصة سفانة بنت حاتم الطائي الذي اسرها امير المؤمنين علي بن ابي طالب في غزوته على بني طي وفرار قومها الى الجبال خوفا من السيف . جاءت الرسول وهي منكسرة قائلة له " يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك " , وبعد ان بينت للرسول صفات والدها الإنسانية كان جوابه هو اطلاق سراحها وسراح جميع افراد عشيرتها و العفو عن اخيها عدي الذي هرب الى الشام , و ارجع جميع ما سلب من العشيرة اكراما لها ولوالدها الذي اشتهر بالكرم وحماية الضيف و كسوة العريان. حتى ان المؤرخون ارجعوا مقولة " ارحموا عزيز قوم ذل" لها.
لم يذل الرسول سفانة , وانما عطف عليها و اكرمها لأنها من أبا " لم يسمع ان هناك من هو في كرب الا و فرج عنه , و هي حالة لا يفهمها الكيان الصهيوني ومن هو خلفه من الدول . الكيان الصهيوني ومن وراءه من دول لا يحترمون تاريخ الأمم والى ما قدموه من إضافات عظيمة للعالم , وان أبناء المنطقة هم ورثة تلك الحضارات التي لم تشهد البشرية مثلها .
الغرب اذل دول المنطقة ولم يقدر عراقتهم الحضارية . لقد بدء اذلال منطقة الشرق الأوسط منذ سيطر الأجنبي على مقدراتها , وتعاظم بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية وتقاسمها بين الأوروبيين .
المحتل واعوانه اصروا على تغييب تاريخ المنطقة عن سكانه حتى يكونوا مهزومين و طعما سهلا لهم , وفلحوا الى حدا بعيد. أولا عملوا على تخلفهم , ومن ثم تنصيب قادة تابعين لهم , فكانت النتيجة تخلف حضاري و تراجع اقتصادي في المنطقة , بدون امل للمستقبل .
وفي نفس الوقت زرعوا الكيان الصهيوني ليكون مصد لأي تقدم في المنطقة , وبذلك أصبحت إسرائيل المثل الأعلى تعيش في وسط منطقة تحكمها التقاليد العتيقة و لعشائرية والفقر كما يزعمون, واعطوا الحق لأنفسهم بالدفاع عن الكيان الصهيوني بالمال والسلاح والاعلام , الذي صور للعالم همجية أبناء المنطقة واستحقاقهم للموت . انهم ناس لا يعرفون التحضر ولا يقبلوا به , واخر الدواء الكي.
القارئ لا يحتاج الى برهان , لان كل يوم يوجد برهان على هذا الكي. ويا ليت الكي فقط , وانما الموت . دعنا عن الجرائم التي ارتكبت بحق الفلسطينيين قبل السابع من تشرين الأول ,و لننظر كم جريمة ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني بعد السابع من تشرين الأول . عشرات الالاف من الضحايا , ولكن هذه الاعداد لم تعد تهم احد ولم تهز وجدان انسان , خاصة وان بين الضحايا أطفال رضع .
أصبحت المنطقة , كل المنطقة هدف لإسرائيل وانصارها , تقتل البشر وتدمر المدن بالوقت والمكان الذي يختارونه . اليوم لبنان , غدا في سوريا , وغدا في بغداد , واليمن .دماء شعوب هذه الدول أصبحت مشاعة متى ما يريدون اراقتها . اكثر من 100 شهيد سقطوا بالهجوم الجوي الأمريكي - البريطاني على مدن اليمن , هل سمعت أحدا يندد بالهجوم؟ صدقني لو قتل عشرة من جنود الكيان الصهيوني لسمع بها أبناء جزر المحيط الهادئ . اما قتل اكثر من 100 مدني من اليمن في ضربة جوية واحدة , فلا احد يسمع عنها.
ونحن أطفال كنا نسمع ان الاستعمار في الوطن العربي جاء لنهب ثرواته , ولكن هذه الأيام نسمع من الرئيس الأمريكي ترامب انه يريد طرد الغزاويين من ارضهم , ومازالت ادارته تبحث عن وطن يستضيفهم على قدم وساق. بدون خجل من تاريخ و قانون دولي يريدون طردهم مرة الى الأردن ومصر , ومرة الى صحراء العراق , ومرة الى الصومال والسودان . انهم لا يتعاملون مع بشر يملكون من العواطف ما يملكه المواطن في لندن وباريس ونيويورك , وانما يتعاملون مع معدن رخيص يباع لمن يريده .
بعد 7 تشرين الأول خرجت تصريحات مخلة بحقوق الانسان من افواه معظم قادة الكيان الصهيوني , ولكن هل سمعت ان أحدا من الدول " المتحضرة " اعترض عليها او ندد بها؟ لم اسمع او اقرا ان أحدا من قادة الدول ان ندد بتصريح سفير إسرائيل في النمسا ديفيد رويت الذي اقترح اعدام القصر من الفلسطينيين في قطاع غزة , وان أوروبا ستكون مجنونة " بما يكفي لاستثمار الأموال مرة أخرى في غزة , لأنه اذا فعلت , فسنضطر لتدميرها في المرة المقبلة".
قبل أيام طالبت السفارة البريطانية والأمريكية رعاياهما مغادرة سوريا حالا وباي طريقة ؟ هذا الإعلان سوف يتكرر ما لم تنتبه أمريكا و اوروبا الى المنطقة . أبناء منطقة الشرق الاوسط ناس لهم احلامهم مثل ما يحلم أبناء أوروبا وامريكا . انهم بشر , يحزنون اشد الحزن على قتلاهم , لأنه اذا كانت تربية طفل حتى يصبح شابا في أمريكا صعبا , فان تربية طفل ليصيح شابا في المنطقة اصعب. واذا كان والد أوروبي يحلم بمستقبل زاهر لأولاده , فان الإباء في المنطقة عندهم نفس الطموح . وان بقاء المنطقة غارقة بالتدخلات الخارجية لا ينتج عنه الا استمرار الاضطرابات الأمنية , لان الانكسار يولد رد فعل , وفي هذه الحالة تصبح المنطقة بأجمعها خطرا على كل من يدخل لها , حتى لو كان بدرجة القديسين .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتنة ملعب كرة القدم الأردني
- وقاية الامراض الخطرة بالمناطق الخضراء
- خطاب حالة الامة العراقية
- تطبيع على الطريقة الامريكية
- يريدون عراقا مقطوع الراس
- لقد اختفى الهلال الشيعي , فاين القمر السني؟
- رسالة الى العرب من مواليد 2050
- الاعلام العربي لم يكن منصفا مع مذبحة العلويين
- سوريا .. تغير النظام وبقى الاعلام !
- لعنة شهداء العلويين تلاحق رجب طيب اردوغان
- هل ستصمد اتفاقية قسد مع احمد الجولاني ؟
- العلويون يذبحون في سوريا , فهل من منقذ ؟
- وتبين ان حرب أوكرانيا , حرب أمريكية – روسية
- معاوية
- كم ستكلف غزة الولايات المتحدة الامريكية ؟
- أوروبا تقاوم - التبعية السعيدة-
- بين زعل بوش الاب وزعل ترامب
- السياحة الداخلية دعم للوحدة الوطنية
- سلام المعادن النادرة
- عربدة إسرائيلية في سماء ملعب بيروت


المزيد.....




- برنامج الأغذية العالمي: الحرب أدخلت السودان في أكبر كارثة جو ...
- حملات أمنية واعتقالات تطال العشرات في أشرفية صحنايا
- الإمارات تدين -إساءة- استخدام القوات المسلحة السودانية لمنصا ...
- الأمم المتحدة: 92% من الرضّع في غزة محرومون من الغذاء الأساس ...
- روسيا: لا بديل عن عمل الأونروا في غزة
- العفو الدولية تدعو سلطات مالي للتراجع عن مقترح حل الأحزاب
- الأمم المتحدة تدعو الأطراف الليبية للتركيز على مسار توافقي ل ...
- آثار خنق وتعذيب وأعضاء مفقودة.. تحقيق يكشف ما حلّ بصحفية أوك ...
- تركيا تأمر باعتقال 15 شخصا بتهمة التلاعب بالبورصة
- الأونروا تصف حصار غزة بـ-الفضيحة الحقيقية-، ومحكمة العدل الد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رضا عباس - العرب لا يستحقون كل هذا الذل