أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - ماهي تجارة تاكو (Taco) ؟














المزيد.....

ماهي تجارة تاكو (Taco) ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 10:09
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


لا نتحدث عن اكلة المكسيك التقليدية والتي تباع في اغلب مدن العالم وهي عبارة عن رغيف خبز صغير مصنوع من طحين الذرة يضع عليه الباقلاء (الفول) المهروسة مغطى بلحم البقر او الدجاج او السمك , وتقدم السندويشة مصحوبة بسلطة سلسة والفلفل الحار و الافوكادو و الكواكامول والكزبرة والبصل والخس. في الولايات المتحدة تباع هذه السندويشات عند سلسلة مطاعم تاكو .
ولا نتحدث عن نسبة تاكو (TACos) الخاصة بقياس العلاقة بين المصاريف على الدعاية والاعلان و المبيعات (total advertising cost of sale ), فكلما كانت النسبة واطئة كلما كانت المصاريف على الدعاية والاعلان تؤدي واجبها في حث المشترين للشراء , وارباح كثيرة للبائع.
نتكلم عن تاكو التي اغضبت الرئيس الأمريكي ترامب والتي افقدت اعصابه عندما سئلته مراسلة سي ان بي سي ميغان كاسيلا الرئيس حول تجارة تاكو والتي تحدث عنها الكاتب روبرت ارمسترونغ (Robert Armstrong) في صحيفة الفايننشال تايمز(Financial Times) . الرئيس الأمريكي اعترف بانه لم يسمع او يعرف عن هذا المصطلح الجديد, والذي اصبح متداولا في أسواق المال , و يعرفون رواده بالضبط ما معناه والذي معناه الدقيق هو تراجع الرئيس ترامب عن قراراته بما يخص فرض الضرائب على الاستيرادات الامريكية من العالم. الكاتب ارمسترونغ اعتبر الرئيس ترامب جبان (Trump Always Chickens out), وهو مثل يتداوله الامريكان عندما يصاب احد بذعر من موقف معين . الرئيس ترامب تراجع اكثر من مرة عن قراراته الضريبية .
ففي البداية هدد الرئيس الأمريكي بفرض ضرائب على البضائع المستوردة من كندا والمكسيك , ولكنه في النهاية اجلها . وفي نيسان فرض ضرائب على عشرات الدول , ولكنه بعد أسبوع تراجع وأعطى مهلة لهم 90 يوما للوصول الى اتفاق على نسبة معينة.
وقد فرض الرئيس على بضائع الصين ضرائب بمقدار 145% , ولكنه تراجع وأعطى مهلة للصين 90 يوما يتم خلالها فتح محادثات تجارية بين الطرفين .
ومؤخرا صرح الرئيس بانه سيفرض ضرائب على السلع الاوربية بمقدار 50% اعتبارا من شهر حزيران , ولكن بعد أيام اجل الرسوم الى 9 تموز .
ما المشكلة مع قرارات الرئيس في التراجع ؟ لقد كانت أسواق البورصة تصعد وتنزل حسب قرارات الرئيس . تنخفض أسعار الأسهم عندما يقرر رفع الضرائب حيث يتراكض المستثمرون بيع ما يملكون من اسهم تجنبا من ارتفاع الأسعار وظهور التراجع الاقتصادي وتراجع أرباح الشركات . وعندما يقرر الرئيس الغاء او تأجيل الضرائب ترجع أسواق البورصة الى عافيتها , حيث تصعد ارقام جميع مؤشرات الأسهم , وهكذا بدا المستثمرون والمراقبون لأسواق الأسهم يتوقعون ان قرارات الرئيس غير ثابته وقد يتراجع عنها في النهاية ,و ان ما يقوله ليس كلام الله الذي لا يتغير.
الرئيس الأمريكي لا ينظر الى تراجعه عن قراراته ب " الجبن" , انما طريقا لفتح حوارات او تفاهمات بينه وبين الدول المصدرة الى الولايات المتحدة . انه يعتقد وضع ضرائب عالية سوف تفرض على الدول المصدرة للولايات المتحدة الركض نحو التفاوض . الرئيس الأمريكي انتفض منزعجا من سؤال المراسلة قائلا " لم اسمع بذلك من قبل . هل تقصدي انني خفضت نسبة الرسوم الجمركية على الصين من 145% الى 100% , ثم الى رقم اخر , وقلت عليكم فتح بلادكم بالكامل؟". و أضاف الرئيس وهو غاضبا " ام لأنني فرضت على الاتحاد الأوروبي رسوما جمركية بنسبة 50% , فاتصلوا بي وقالوا , لنلتقي الان , هل تسمى هذا تراجعا؟". ثم شرح الرئيس طريقة طلب الأوربيون التفاوض بالقول " اتصلوا بي وقالوا : من فضلك دعنا نلتقي الان . فأجبت : حسنا , سأعطيكم مهلة حتى تموز , لانهم لم يكونوا جاهزين للاجتماع , ولكن بعد ان نفذت تهديدي , قالوا : سناتي متى تريد , وحددنا 9 تموز كموعد نهائي . فهل تسمون ذلك تراجعا ؟".
ثم عطف الرئيس بالهجوم على إدارة سابقه الرئيس جو بايدن , بالقول " قبل ستة اشهر , كان هذا البلد في حالة يرثى لها , كان لدينا بلد ميت , كان بلد لم يعتقد الناس انه سينجو , وانت تسالين سؤالا بغيضا كهذا ". ثم تحول الرئيس توضيح لماذا يتراجع مع كل قرار يخص الضرائب على الاستيرادات , لأنه يفرض ضرائب عالية جدا , واذا انخفض الرقم قليلا من خلال التفاوض فان الرابح يبقى الرئيس ترامب , معتبرا عدم تغيير النسبة قليلا , تضر البائع والمشتري , المصدر والمستورد , وينتهي العالم الى حروب تجارية يخسر فيها الجميع.
اذا غاية الرئيس ترامب هو الحصول على اكبر قدر من الضرائب على السلع المستوردة ولكن بموافقة الدول المصدرة , وهي طريقة كان يتعامل بها السابقون في أسواق الجملة . البائع يفرض سعرا عاليا , ليضطر المشتري شراءها بتخفيض قليل .
ولكن الرئيس ترامب استطاع في قضية الضرائب على الاستيرادات جذب انتباه الاعلام الأمريكي والعالمي لفترة لا تقل عن أربعة اشهر , وهو ما غاب عن إدارة جو بايدن الذي اشغلتها الحرب في أوكرانيا . ربما لا يحصل الرئيس ترامب على كل ما يريد , ولكن قراراته الأخيرة ارجعت صورة أمريكا كعنوان رئيسي في اغلب وسائل الاعلام العالمية . الكل اصبح يتحدث عن أمريكا , وهو ما تريده إدارة ترامب .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا ساسة من فضلكم .. اتركوا الاقتصاد للاقتصاديين
- احمد الشرع .. من إرهابي خطير الى ثائر كبير !
- كيف تعامل العالم مع احتلالين ؟
- ما حاجة الامة العربية للقمة ؟!!
- في الشرق الاوسط الجديد انتصر الدولار على السيف
- خسر العرب وربح ترامب
- سورية في طريقها الى الحكم المدني الموحد
- لماذا لا يسمح نظام السوق تدخل الدولة بشؤونه ؟
- كيف وصف الراحل مصطفى الشكعة الطائفة الدرزية ؟
- الرئيس ترامب يخرق معاهدة القسطنطينية
- لن يجوع العراق مرة اخرى
- ما المشكلة مع الركود التضخمي ؟
- ما هي قاعدة De Minimis الجمركية ؟
- ليس من مصلحة ترامب اشعال حرب مع ايران
- جريمة قتل في حرم جامعة تكريت !!
- فتوى اقتصادية لإفلاس الحاج كريم
- متى يرفع العرب شعار - العرب أولا- ؟
- ضرائب ترامب الجمركية ستلاحق جيوب العرب أيضا
- أبناء غزة يقتلون ويجوعون في أيام عيد الفطر
- ضرائب ترامب الجمركية ستنشر الفقر حول العالم


المزيد.....




- Infinix تعلن عن حاسب لوحي بمواصفات منافسة
- تقليص مفاجئ لأحد مكاتب البنتاغون.. ما علاقة -القبة الذهبية-؟ ...
- الروبل الروسي بين العملات الثلاث الأولى التي ارتفعت مقابل ال ...
- تطور مفاجئ يهدد برنامج -القبة الذهبية-.. هيغسيث يغلق مكتب ال ...
- طوكيو تؤكد إحراز تقدم في محادثات التعريفات الجمركية مع واشنط ...
- وزير دفاع أمريكا يغلق المكتب المشرف على اختبار -قبة ترامب ال ...
- الجزائر.. محاكمة متهمين بما يعرف بـ -فضيحة الذهب في 18 يونيو ...
- مصر.. قرار جديد بشأن أسعار غاز المنازل
- أميركا اللاتينية تميل إلى الصين في خضم الحرب التجارية
- سدي جوعك في أي وقت بتحضير كفتة البطاطس الاقتصادية بألذ خلطة ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - ماهي تجارة تاكو (Taco) ؟