أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - ما حاجة الامة العربية للقمة ؟!!















المزيد.....

ما حاجة الامة العربية للقمة ؟!!


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 18:11
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لا افهم ما هي الحاجة للقمة التي انعقدت في بغداد يوم 17 أيار . المواطن العربي يعرف من زمن طويل ان القمم العربية ما هي الا اجتماعات ود واحاديث وقضاء سهرات فنية وقرارات لا تطبق , واذا كانت قرارات القمم السابقة لم تطبق , فمن الذب يضمن تطبيقها هذه المرة ؟ ومن ثم ما هي المواضيع المهمة التي ستبحث في هذه القمة بعد ان وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسس الشرق الأوسط الجديدة في زيارته الأخيرة الى المنطقة ؟
بالحقيقة , القضية الفلسطينية انست الدول العربية التنمية الاقتصادية وكيفية البدء بها , لان معظم وقت القمم كانت تتمحور حول القضية الفلسطينية. كانت قرارات القمة تتمركز حول تحرير فلسطين أولا , ومن ثم تراجعت وأصبحت تتمركز حول دعم القضية الفلسطينية , واصبحنا هذه الأيام ننظر الى الفلسطينيين وهم يبادون ولا من ناصر لهم. وفي الأخير أضاع العرب الصاية والصرماية ( الهيبة و رأسمال ) حسب المثل العراقي , حيث لم يتمكنوا من تحرير شبرا واحدا من الأرض المغتصبة ولم يستطيعوا انتشال اقتصادهم الى مستوى يليق بالمواطن العربي , بالوقت الذي استطاعت أمم من ان تتقدم زراعيا وصناعيا وتكنولوجيا مع فقرهم للموارد الطبيعية.
لقد ذكرت لم يبقى موضوع مهم يخص الامة العربية او خطرا يداهمها بعد ان كانت القضية الفلسطينية هي القضية التي تجمعهم . تركيا اخذت حصتها من سوريا . حزب العمال الكردستاني الذي كان يشكل خطرا على تركيا وايران وسوريا والعراق حل نفسه . ايران لم تشكيل أي خطر على الامة العربية منذ اليوم الأول للثورة , حيث منذ انبثاق الثورة الإيرانية لم تتدخل في شان أي دولة عربية , وما الحرب الذي اعلنها صدام حسين عليها الا من اجل قتلها خوفا من تمددها الى بقية الدول العربية والإسلامية. إسرائيل أصبحت حدودها مؤمنة بعد ان اعترفت بها كلا من مصر والأردن وفي الطريق سوريا ولبنان . قوى المجابهة انتهت او في طريقها الى التخلي عن سلاحها . التنظيمات الإرهابية انحسرت بعد ان خسرت تمويلاتها وقتل قادتها , وامريكا أصبحت الدولة المهيمنة على الشرق الأوسط . وعليه فان من يحل مشاكل الشرق الأوسط الكبيرة ليست قمة عربية وانما البيت الأبيض .
نعم هناك مشاكل بين الدول العربية وبينها وبين جيرانها ولكن مشاكل لا تتطلب اجماع عربي لحلها . ما شغل حكومة جلالة الملك المغرب محمد السادس بن الحسن عندما يعاني العراق من نقص المياه القادمة من تركيا ؟ وماذا ستعمل حكومة جلالة ملك الأردن عبد الله بن الحسين في الخلاف المصري الاثيوبي على سد النهضة ؟ وما شغل موريتانيا بمشاكل اليمن الداخلية ؟ و ما شغل تونس بالمشاكل الحدودية بين لبنان وسوريا ؟ او ما علاقة ليبيا بالخلافات الحدودية بين العراق والكويت ؟ كل هذه المشاكل لا تحتاج الى قمم عربية وانما تحتاج الى رغبة صادقة من حكومات المنطقة لحل مشاكلها .
واذا كانت دول الاتحاد الأوربي تتجمع سنويا من اجل البت في قضايا دولهم , لان لديهم اكبر شراكة اقتصادية في العالم , ولهم تأثيرات سياسية واقتصادية على كثير من دول العالم , ولديهم اقتصاد موحد وعملة موحدة , ومصالح متداخلة يجب التأكد من استمراريتها وتطويرها نحو الاحسن , وهذا ما لا تجده في المنطقة العربية . التعاون الاقتصادي او السياسي او الاجتماعي يكاد يكون غائبا بينهم . المواطن الفرنسي يستطيع دخول المانيا بلا جواز سفر او فيزا ان لم يرغب العمل في بلاده . هناك شركات صناعية لها حرية الانتقال الى أي مكان ضمن حدود الاتحاد . في الوطن العربي لا توجد مثل هذه التسهيلات . تعامل مطار بغداد مع المواطن الأردني لا يفرق كثيرا من تعامله مع زائر هندي او دنماركي . العالم العربي فشل فشلا ضريعا في مشاريع التعاون العربي الى درجة اصبح المواطن العربي لا يثق بما تتحدث به الجامعة العربية .بالحقيقة , علاقة دول المنطقة مع الدول الأجنبية اكبر واقوى من أي علاقة عربية – عربية . العرب لا يتاجرون بينهم وانما يتاجرون مع الغرباء . عندهم السياسة فوق الاقتصاد , ولا يمكنهم التحضر و مواكبة التقدم العربي الا عندما يضعون الاقتصاد فوق السياسة . الصين دولة شيوعية ولكن الضرورة الاقتصادية جعلتها تتبنى قيم اقتصاد السوق او ما يسمى الاقتصاد الحر . هل سمعت ان مواطن صيني مات غرقا محاولا الهرب من بلده الى احد دول أوروبا عبر البحر ؟ البحر الأبيض يبتلع المئات من العرب و الافارقة سنويا من الذين يحاولون الهرب الى أوروبا من اجل العيش الكريم. الجامعة العربية لم تنجح بخلق مناخ اقتصادي عربي يوفر فرص عمل تحمي كرامة المواطن , ولهذا السبب الكثير من أبناء الامة العربية يطالبون بإلغائها والبحث عن مؤسسة أخرى تحفظ العرب من الضياع وسط تنافس اقتصادي عالمي لا يرحم.
متى تحتاج الامة العربية الى قمة عربية ؟ الامة سوف تحتاج الى قمة عربية كل عام عندما يوجد هناك تكامل اقتصادي بينها , معمل بتروكيماوي في المملكة العربية السعودية يغذي معمل لصنع الادوية في المغرب و الأسمدة الكيماوية في مصر و معمل انسجة في الأردن . وان هناك مزارع في السودان توفر الحبوب لمصر والمغرب والسعودية . وان هناك معامل لصناعة الألبسة في تونس يغطي المنطقة العربية منه . عندما يصل العالم العربي الى هذه الدرجة من التكامل يصبح له تأثير دولي مسموع ويصبح مثلا تحتذي به مناطق أخرى من العالم و يحتاج الى قنة .
ومع هذا يجب الاعتراف ان تجمع قادة الدول العربية تحت سقف واحد وفي يوم واحد ظاهرة جيدة , لان الصداقة احسن من الزعل , وعلى الأقل يستطع الواحد منهم التحدث عما في صدره من حديث , ويعرف الواحد مشاكل الاخر. وفي القضية العراقية , فان انعقاد المؤتمر فيه يعطي برهان اخر, وهو ان البلد يسير نحو الاستقرار السياسي و الأمني , حيث ان الأمين العام للأمم المتحدة و الاتحاد الأوربي والأمين العام للجامعة العربية اشادوا بما لاحظوا من تغيير في بغداد . لا انسى عندما وضعت مجلة التايم الأمريكية على وجه المجلة صورة لخارطة العراق وهي تحترق , في إشارة الى ان العراق قد انتهى و سيرفع من على وجه الكرة الأرضية , ولكن للمرة الالف اثبت العراقي بان المحن لا تقهره و يستطيع الوقوف على رجليه وهو جريح و مكسور القلب من جفاء اخوانه



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الشرق الاوسط الجديد انتصر الدولار على السيف
- خسر العرب وربح ترامب
- سورية في طريقها الى الحكم المدني الموحد
- لماذا لا يسمح نظام السوق تدخل الدولة بشؤونه ؟
- كيف وصف الراحل مصطفى الشكعة الطائفة الدرزية ؟
- الرئيس ترامب يخرق معاهدة القسطنطينية
- لن يجوع العراق مرة اخرى
- ما المشكلة مع الركود التضخمي ؟
- ما هي قاعدة De Minimis الجمركية ؟
- ليس من مصلحة ترامب اشعال حرب مع ايران
- جريمة قتل في حرم جامعة تكريت !!
- فتوى اقتصادية لإفلاس الحاج كريم
- متى يرفع العرب شعار - العرب أولا- ؟
- ضرائب ترامب الجمركية ستلاحق جيوب العرب أيضا
- أبناء غزة يقتلون ويجوعون في أيام عيد الفطر
- ضرائب ترامب الجمركية ستنشر الفقر حول العالم
- هل ستعود أوروبا صاغرة الى الحضن الأمريكي ؟
- العرب لا يستحقون كل هذا الذل
- فتنة ملعب كرة القدم الأردني
- وقاية الامراض الخطرة بالمناطق الخضراء


المزيد.....




- أسد جبل يفاجىء مصورًا بحركات غريبة أمام كاميرا سرية في الغاب ...
- الحملة العسكرية البرية -عربات جدعون-... هل ستنجح إسرائيل في ...
- مصر: هبوط الدولار إلى أدنى مستوى منذ 6 أشهر.. خبراء يكشفون ا ...
- روبيو: الولايات المتحدة لم تتوقف عن إمدادات الأسلحة إلى أوكر ...
- تصعيد دبلوماسي بين لندن وتل أبيب: بريطانيا تعلق مفاوضات التج ...
- وزير الخارجية الأمريكي: لا حدود لخبث النظام الكوبي وجبنه
- نوال الدجوي.. سرقة بقيمة 6 ملايين دولار من منزل سيدة الأعمال ...
- -منطقة ممنوعة على المسلمين-.. مضامين عنصرية في ملصقات علقت ب ...
- إعلان -اتصالات- لنادي الأهلي المصري يغضب جماهير الزمالك
- روبرت فورد: -طُلب مني إخراج أحمد الشرع من عالم الإرهاب لعالم ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - ما حاجة الامة العربية للقمة ؟!!