أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - احمد الشرع .. من إرهابي خطير الى ثائر كبير !














المزيد.....

احمد الشرع .. من إرهابي خطير الى ثائر كبير !


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8354 - 2025 / 5 / 26 - 04:49
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


قبل أيام خرج تصريح من وزير الخارجية الامريكية ماركو روبيو يقول فيه " ان الولايات المتحدة قيمت ان الحكومة الانتقالية في سوريا ربما تكون على بعد أسابيع , وليس شهورا كثيرة , من الانهيار المحتمل واندلاع حرب أهلية شاملة". لا تصدق . احمد الشرع بعد يومين من التصريح كان يقود سيارته في احد شوارع دمشق غير مكترث ,وهي حالة لا يستطع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السودني القيام بها حتى بعد تغيير عمره 22 عاما. هذا وان التغيير في كلا البلدين وقع على يد اجنبية . العراق على يد أمريكا والثاني على يد أمريكا وتركيا وإسرائيل.
في احد مقالاتي ذكرت ان سوريا في طريقها نحو الحكم المدني المستقر , واليوم اقولها للمرة الثانية ان سوريا في طريقها الى التعافي , و سأكون ليس مغالى اذا قلت بانها سوف تنافس الدول الخليجية خلال العشرة سنوات القادمة .
النظام استلم صك الغفران واصبح رئيسه شخصية ربما في قادم الأيام ينافس مانديلا و غاندي و شارل ديغول في الاعلام الدولي , بعد ان وصفة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ب " الرائع والشاب الجذاب وقوي البنية".
"الشاب الجذاب" دخل في دروس تأهيلية على كيفية التعامل مع الاسياد وهو ما غاب عن المسكين محمد شياع السوداني الذي يحكم شعب " لا يعجبه العجب حتى الصيام في رجب". السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد اعلنها امام العالم اجمع , بانه " احد الذين دربوا الجولاني ( احمد الشرع) لاستلام السلطة في دمشق بطلب من بريطانيا ", وان " اختيار هيئة تحرير الشام لاستلام السلطة جاء بقرار اممي ودولي , بعد وصول المفاوضات مع نظام الأسد لطريق مسدود".
ماذا تتوقع من التأهيل هذا عدا التزام الشرع بتعليمات اسياده التي تضمن بقاءه على راس السلطة واستقرارها وتقدمها ؟ الشرع قبل شروط بقاءه على راس السلطة , فيما ان ابن الخائبة بشار الأسد رفض " فخرج منها خائفا يترقب".
كان على راس التأهيل هو موافقة الشرع على السلام مع إسرائيل حتى لو ضربت إسرائيل قفاه ! وهذا ما اثبته كلا من النائبين الأمريكيين وستوتزمان و ميلز خلال اجتماعاتهما المنفصلة مع الرئيس الشرع . ووفقا لستوتزمان فان الزعيم السوري لم يحدد ما اذا كان الانضمام الى اتفاقيات ابراهام مشروطا باستعادة الجولان , لكنه اشترط ببساطه " الوصول الى اتفاق ما". ونقل مليز عن الشرع قوله " نحن منفتحون ليس للاعتراف بإسرائيل , ولكن لمحاولة الانضمام الى اتفاقيات ابراهام لكن يجب يتوقفوا عن القصف داخل بلدنا". وأضاف مليز " هذا مهم للغاية , انت تتحدث عن إمكانية تحقيق استقرار مستمر في المنطقة وفريد في الاعتراف بحماية إسرائيل العظمى".
ودافع النائب الأمريكي ستوتزمان عن قرار الشرع بالاعتراف بإسرائيل بالقول " طول حياتي كانت سوريا تحت حكم نظام الأسد . ذكر الشرع انه طرد بالفعل حزب الله والإيرانيين من سوريا ويتحدث مع القطريين والسعوديين والاماراتيين لتعزيز التجارة , سيكون بطلا إقليميا اذا تمكن من تحقيق الرؤية التي يملكها لسوريا".
وهكذا عندما زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المملكة السعودية فان لقاء الشرع بترامب كان لا يحتاج وساطة سعودية او تركية , حيث كان ترامب يعرف ما بداخل الشرع من خطط تقارب مع إسرائيل , الامر الذي أضاف له شروط أخرى وهي التوقيع على اتفاقيات ابراهام مع إسرائيل , مطالبة جميع الإرهابيين الأجانب بمغادرة سوريا , ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين , مساعدة الولايات المتحدة على منع عودة داعش. و طبعا كانت إجابة الرئيس الشرع ب " نعم , نعم , نعم , ونعم". فكان مكافئة ترامب على " نعم " هو رفع أمريكا جميع العقوبات المفروضة على سوريا . وبالتزامن مع رفع العقوبات الامريكية , اكد الاتحاد الأوروبي المضي بشكل رسمي رفع جميع العقوبات الاقتصادية المفروض على سوريا " بهدف مساعدة الشعب على بناء البلاد ". واكد وزير الخارجية الأمريكي استعداد بلاده لدعم السلام والاستقرار في سوريا مشددا على أهمية وجود شركاء اقليميين لتحقيق ذلك بمن فيهم تركيا , وأشار الى وجود شركاء اقليميين مثل تركيا والسعودية والامارات و قطر على استعداد للمساهمة في ذلك التحول.
وعلى ضوء رفع العقوبات الامريكية والأوروبية عن سوريا , انهالت على الشرع الزيارات والتبريكات الرسمية وغير الرسمية لشخصيات عربية وغير عربية , وانهالت على سوريا العروض لدفع اقتصادها نحو الامام . تركيا فتحت علاقاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع حكومة سوريا , البنك الدولي وضع خطة لمنح سوريا الملايين من الدولارات لإعادة الاعمار, غرفة تجارة الأردن أعلنت عن خطة " لبحث تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين مما يحقق المصالح المشتركة التي انقطعت منذ عام 2011" . وردا للجميل على رفع العقوبات , اعلنت مجموعة تايغر العقارية اطلاق مشروع " برج ترامب" من 45 طابقا واسم ترامب مطبع بالذهب على قمته.
أتمنى من كل قلبي التوفيق للشعب السوري الذي عانى الكثير , ولكن قصة سوريا تصلح ان تكون درسا يعمم على جميع جامعات العالم , من انه لا توجد صداقات دائمة ولا عدوات دائمة طالما هناك تنازل من الضعيف للقوي . احمد الشرع تنازل عن حق عربي معروف وهو , القضية الفلسطينية , فانهالت عليه التهاني و التبريكات , فيما ان الرئيس بشار الأسد لو قبل بنصف شروط ترامب لكان موجود الان في قصره و يأكل الكبة بلبنية . لقد كان الاعلام العالمي يعظم كل جرم صغير يقع في سوريا تحت الأسد , ولكن القتل الذي مازال جاري على قدم وساق على المكون العلوي لا احد يسمع عنه , حيث يقول رجل مسن من الطائفة العلوية بعينين غائرتين يعيش بين احد مقابر بلدة الحيص اللبنانية " كل واحد عنده قصة رعب وصلتو لهون".



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تعامل العالم مع احتلالين ؟
- ما حاجة الامة العربية للقمة ؟!!
- في الشرق الاوسط الجديد انتصر الدولار على السيف
- خسر العرب وربح ترامب
- سورية في طريقها الى الحكم المدني الموحد
- لماذا لا يسمح نظام السوق تدخل الدولة بشؤونه ؟
- كيف وصف الراحل مصطفى الشكعة الطائفة الدرزية ؟
- الرئيس ترامب يخرق معاهدة القسطنطينية
- لن يجوع العراق مرة اخرى
- ما المشكلة مع الركود التضخمي ؟
- ما هي قاعدة De Minimis الجمركية ؟
- ليس من مصلحة ترامب اشعال حرب مع ايران
- جريمة قتل في حرم جامعة تكريت !!
- فتوى اقتصادية لإفلاس الحاج كريم
- متى يرفع العرب شعار - العرب أولا- ؟
- ضرائب ترامب الجمركية ستلاحق جيوب العرب أيضا
- أبناء غزة يقتلون ويجوعون في أيام عيد الفطر
- ضرائب ترامب الجمركية ستنشر الفقر حول العالم
- هل ستعود أوروبا صاغرة الى الحضن الأمريكي ؟
- العرب لا يستحقون كل هذا الذل


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مهددة بالانقراض بعد اصطدامها بقارب في فلوريدا
- العقوبات الأوروبية الجديدة ضد روسيا لا تلقى قبولا أمريكيا
- الدول الاسكندنافية تستعد للحرب مع روسيا
- مشروع لفرض رسوم جمركية تبلغ 500% على روسيا ومن يتعاون معها
- يلقّحون سوريا ضد الانقلاب
- كيف تحول عدوى فيروسية مفاصلك إلى مصدر للألم المزمن؟
- الدفاعات الروسية تسقط عشرات المسيرات الأوكرانية
- ترامب يصف بوتين ب-المجنون- بعد هجوم روسي على مدن أوكرانية أد ...
- استقالة مفاجئة لمدير -مؤسسة غزة الإنسانية- وسط تحديات توزيع ...
- ترامب يعبر عن استيائه من بوتين ويطلب من زيلينسكي الصمت


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - احمد الشرع .. من إرهابي خطير الى ثائر كبير !