أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة قادم














المزيد.....

الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة قادم


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8362 - 2025 / 6 / 3 - 07:52
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ايران لا تريد الحرب , لأنها تعرف كلفته ومشقته على النظام السياسي وعلى المجتمع الإيراني . هذا لا يعني ان ايران تخاف من الحرب وعدم قدرتها على رد أي عدوان , ولكن القيادة الإيرانية تريد السلام من خلال تامين وتطوير قدرتها القتالية . وهذا ما تم لها ذلك , لقد خرجت من حرب العراق بخسائر مالية وبشرية هائلة , ومقاطعة دولية ما زالت قائمة لحد الان , ولكنها لم تستسلم , وانما عملت على تعويض ما خسرته في الحرب من سلاح و معدات عسكرية عن طريق صناعته محليا واخر مستورد . فقد جاء في تصريح الرئيس الإيراني مسعودي بزشكيان في 27 أيار 2025 ان بلاده تعتمد على نفسها ولا تحتاج الى احد , وهذا حتى لو لم يتم التوصل الى اتفاق نووي ".
وعلى الرغم من إصرار القيادة الامريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب نزع قدرة ايران النووية , الا ان , ترامب , يعرف جيدا مع من يتعامل , ففي الوقت الذي يسمح لبعض أعضاء حكومته بأطلاق التهديدات لإيران , الا انه بالوقت نفسه لم ينقطع من دعوة ايران الى مفاوضات تقود الى فتح علاقات دبلوماسية , وهو ما يريده الإيرانيون ايضا, حيث جاءت تصريحات من كبار الإيرانيون بانهم يرحبون بالاستثمارات الأمريكية ولاسيما في قطاع الطاقة والبنى التحتية .
لقد عرفت ايران منذ البداية استحالة انتاج سلاح نووي في ظل رفض عربي واسرائيلي مدعوم من الولايات المتحدة الامريكية . ان انتاج قنبلة ذرية إيرانية كان سيكون فرصة لتوازن الرعب في منطقة الشرق الأوسط , كما هو موجود في شبه القارة الهندية , ولكن العرب فضلوا التبعية لأمريكا بدلا من التوازن في المنطقة , وهكذا أصبحت إسرائيل الدولة المهيمنة على الشرق الأوسط عسكريا.
يضاف الى ذلك , ان القيادة الدينية في ايران , المتمثلة بالسيد علي الخامنئي , تحرم انتاج هذا النوع من السلاح , وهذا ما أكده جميع قادة البلاد سابقا ولاحقا . فقد جاء في تصريح المبعوث الأمريكي الى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف " لقد حددنا موقفنا . لا يمكن للإيرانيين امتلاك قنبلة نووية . وقد ردوا بانهم لا يريدون ". كما وان ايران قد اقترحت على الامريكان , ان " يتضمن الاتفاق المرتقب إعادة التأكيد على حقها في تطوير برنامج نووي مدني , الى جانب التزام واضح بعدم السعي نحو امتلاك أسلحة نووية". وفي يوم 22 أيار 2025 صرح وزير خارجية ايران عباس عراقجي , انه " اذا كان هدف الولايات المتحدة منع ايران من التوجه نحو السلاح النووي فالاتفاق ممكن لان لا مكان للسلاح النووي في عقيدتنا الدفاعية". ونقلا عن وكالة رويترز , فان السيد الخامنئي قد منح وزير خارجية ايران عباس عراقجي " الصلاحيات الكاملة " في المحادثات . أي ما تحدث به وزير الخارجية هو تمام يريده السيد الخامنئي .
لقد وصلت المفاوضات الإيرانية الامريكية الى خمس جلسات , اخرها في روما , وان تصريحات كلا الطرفين تبشر بحلحلة المشاكل , كما جاء بتصريح الرئيس الأمريكي ترامب يوم 26 أيار 2025 , " أجرينا محادثات جيدة للغاية مع ايران امس واليوم , ولنرى ما يحدث . لكنني اعتقد اننا قد نشهد اخبارا سارة على الصعيد الإيراني", ومن جانبه قال عباس عراقجي عقب الجولة الخامسة من المفاوضات , بانها " من اكثر الجولات احترافية حتى الان . لقد اوضحنا موقف ايران , وهو واضح للغاية . اعتقد ان الجانب الأمريكي بدا يفهم موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل افضل".
إسرائيل لا تريد نجاح المفاوضات لان ايران امست الدولة الوحيدة تدعم القضية الفلسطينية في المنطقة وان إسرائيل تتمنى انهيار النظام في ايران كما حدث في سوريا او كما حدث في لبنان بعد انهيار حزب الله . انها تريد ايران ضعيفة مقسمة , وبذلك تستطيع فرض شروطها عليها وعلى منطقة الشرق الأوسط . الا ان الشعب الإيراني معروف بنزعته القومية , فهو قد يختلف مع حكومته , ولكنه لا يختلف عند الدفاع عن بلده .
ان توصل الى اتفاق بين ايران والولايات المتحدة الامريكية سوف يخفف من شعور الاندحار عند قوى المقاومة وخاصة الشيعة في مواجهة إسرائيل ,استقرار الاقتصاد العالمي , يعزز استقرار المنطقة, يزيد من التعاون الاقتصادي و السياسي والثقافي بين دول المنطقة , ويفتح المجال بإعادة اعمار المنطقة والتي تجاوزت خسائرها مبلغ 650 مليار دولار. اكثر من ذلك فان الاتفاق سوف يشجع دول المنطقة على اتخاذ سياسة موحدة تجاه إسرائيل تشكل درع ضد أي مغامرة لها في المستقبل , وبنفس الوقت فان الاتفاق النووي سوف يحول إسرائيل من دولة " عظمى" الى دولة " غير عظمى" , لان تأكد دول المنطقة من افراغ ايران من الترسانة النووية سوف يزيل المخاوف منها و سيكون التقارب بين بلدان المنطقة اسهل . ومع وجود تعاون وتفاهمات مع دول المنطقة , وخاصة مع القوية منها وهي مصر وتركيا والسعودية , يكون موقف بنيامين نتنياهو في تحريض بلدان المنطقة على ايران بسبب برنامجها النووي قد انتهى ولم يعد احد الاستماع الى اكاذيبه , و ستجد إسرائيل نفسها وسط منطقة متحدة وبيئة غير صديقة لها ان لم تعلن عن تنازلها من اطماعها القديمة وهي انشاء إسرائيل الكبرى , من النيل الى الفرات .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العزوبية ليست اختيارا في العراق
- ماهي تجارة تاكو (Taco) ؟
- يا ساسة من فضلكم .. اتركوا الاقتصاد للاقتصاديين
- احمد الشرع .. من إرهابي خطير الى ثائر كبير !
- كيف تعامل العالم مع احتلالين ؟
- ما حاجة الامة العربية للقمة ؟!!
- في الشرق الاوسط الجديد انتصر الدولار على السيف
- خسر العرب وربح ترامب
- سورية في طريقها الى الحكم المدني الموحد
- لماذا لا يسمح نظام السوق تدخل الدولة بشؤونه ؟
- كيف وصف الراحل مصطفى الشكعة الطائفة الدرزية ؟
- الرئيس ترامب يخرق معاهدة القسطنطينية
- لن يجوع العراق مرة اخرى
- ما المشكلة مع الركود التضخمي ؟
- ما هي قاعدة De Minimis الجمركية ؟
- ليس من مصلحة ترامب اشعال حرب مع ايران
- جريمة قتل في حرم جامعة تكريت !!
- فتوى اقتصادية لإفلاس الحاج كريم
- متى يرفع العرب شعار - العرب أولا- ؟
- ضرائب ترامب الجمركية ستلاحق جيوب العرب أيضا


المزيد.....




- كتائب محمد الضيف: ماذا نعرف عن الفصيل المجهول الذي تبنى إطلا ...
- وزير الداخلية السوري: ضم ضباط سابقين لم ينشقوا عن النظام الب ...
- البرلمان الألماني يطرد نائبة لارتدائها قميصًا مكتوبًا عليه - ...
- فلتان أمني متواصل في دمشق.. العثور على 5 جثث لعمال بعد اختفا ...
- مساعد بوتين: ترامب يأمل بمساعدة روسية في المفاوضات مع إيران ...
- روسيا تتهم.. أوروبا شريكة بالهجمات الأوكرانية
- مستوطنون إسرائيليون يشنون هجوما واسعا في بلدة دير دبوان شرق ...
- رغم المعارضة والجدل.. وزير الخارجية الألماني يعلن استمرار تز ...
- -دون الحاجة إلى زراعة!-.. علاج جديد يستهدف تليف الكبد القاتل ...
- للمرة الثانية.. مصر تسترد آثارا مهربة من نيويورك بينها إناء ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة قادم