أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد رضا عباس - الواجب الشرعي والإنساني يدعوان الى تأجيل اضحية العيد هذا العام















المزيد.....

الواجب الشرعي والإنساني يدعوان الى تأجيل اضحية العيد هذا العام


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 22:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا احد من العرب ينام جائعا , ولكن أبناء غزة يناموا وهم جياع . اخر الاخبار تقول انهم بدأوا يطحنون أوراق الشجر طعاما لهم . لا احد من العرب ينام خائفا من الموت بطائرات " كايد كوبتر " المخصصة لقتل المدنيين في غزة , ولكن أبناء غزة يقتلون وهم نيام خمسون منهم بالمعدل يوميا. مستشفيات أطفالهم تقصف حتى غدا يجمعون الأطفال في غرفة واحدة خوفا عليهم من قنابل المريض نتنياهو . هل رأيتم صورة طفلة لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات مصابة بمرض السرطان بوجه اصفر وعيون غائرة وهي جالسة تبكي بجوار باب المستشفى والتي أعلنت عن نضوب دوائها ؟
تعود العالم على انزال العلم الوطني مع اعلان وفاة رئيسا لدولة و تلغى الاحتفالات , فلماذا لا نلغي احتفالات عيد الأضحى هذا العام ؟ لماذا لا يصبح هذا العيد , عيد الأضحى , مناسبة لتدريس أطفالنا قضية فلسطين ومعاناة شعبها تحت الاحتلال الصهيوني ؟ مصاب الفلسطينيين يجب ان لا ينسى وان يدرس في جميع المراحل الدراسية في الدول العربية وغير العربية حتى لا تتكرر الكارثة . هذه المناسبة تعلم البنات والبنين تاريخ بلادهم , أسماء قادتهم , الطريق الى استقلالهم , على كيفية الحفاظ على استقلال البلد , وحماية بلادهم من أي غريب مغتصب.
ان تعيين يوما خاصا تناقش به القضية الفلسطينية في البيت و المدرسة و المصنع و المجالس تزرع في قلب المستمع حب الوطن , حمايته , والتضحية من اجله . انها تعلم المستمع بان الحرية ليست سلعة مجانية وانما غالية الثمن , وثمنها الأرواح . من قراء قصة "ذهب مع الريح" للكاتبة الامريكية مارغريت ميتشل يكتشف ان الحرية التي يتمتع بها المواطن الأمريكي لم تكن بدون تضحيات جسام , ومن يقرا قصة " البؤساء " لفكتور هيجوا يفهم ان الحرية التي يتمتع بها الفرنسيون الان جاءت بعد ان قطعت رقاب كثيرة , وان الحرية التي يتمتع بها العراقيون " شويه منفلته" جاءت على جثث مئات الالاف من الشهداء . الحرية تأخذ و لا تعطى بالمجان.
المناسبة سوف تكشف مخالفة زعماء دول الغرب قواعدهم الفكرية التي ما انفكوا يبشرون ويدعون العالم لتبنيها . لقد دعوا الى حماية حقوق الانسان , احترام العهود والمواثيق, الحرية للشعوب , والديمقراطية في اختيار القادة . والمناسبة كشفت عن ضعف الوكالات العالمية التي تأسست لخدمة الانسان امام التغول الصهيوني , وأصبحت وكالات بلا معنى . والا ما معنى وجود منظمة حقوق الانسان والقوات الإسرائيلية تقصف المدنيين وتقتلهم بالجملة ؟ وما معنى ان معظم قتلى غزة هم من الأطفال والنساء ؟
وحبذا لو كان الموت وحده , فهو يهون , ولكن جرح الكرامات سوف لن يهون . الإسرائيليون جرحوا وجدان العرب والعالم بأجمعه من خلال تصريحات قادتهم بلا خجل ولا خوف .قادة الكيان الصهيوني اصبحوا يطلقون عبارات وتصريحات خارجة عن سياق الإنسانية . فهذا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يدعو الى عودة المستوطنين اليهود الى غزة ويطالب " تشجيع " فلسطيني غزة البالغ عددهم 2.4 مليون على مغادرة القطاع , ومرة يصرح ان تجويع سكان غزة قد يكون امرا " أخلاقيا" حتى إعادة الرهائن , بالوقت الذي تعلن الأمم المتحدة الى ان المجاعة انتشرت في جميع انحاء القطاع وان إسرائيل تشن " حملة تجويع متعمدة و مستهدفة" والتي وصف بيان الأمم المتحدة بانها " شكل من اشكال العنف الابادي".
وهذا وزير الامن القومي ايتمار بن غفير , يطالب نتنياهو بوقف دخول المساعدات الإنسانية الى غزة , ويعتبر ادخال المساعدات " قرار كارثي"! وان هذا الوزير قد طالب ببناء كنيس في المسجد الأقصى وهو طلب يستهدف كرامة كل مسلم يمشي على هذا الكوكب . القيادة الإسرائيلية أصبحت لا تسمع الاستهجان العالمي , حتى من قبل حماتها ,ضد عملياتهم العسكرية في غزة , حيث ان اخر تصريح لوزير الدفاع كاتس هو اصدار تعليمات للجيش بمواصلة التقدم في غزة دون الالتفات الى أي مفاوضات .
ان مثل هذه التصريحات وان كشفت معدن الكيان الصهيوني المعادي للأعراف الإنسانية , الا انها جاءت بعد سكوت الغرب عن جرائمه في غزة . لقد وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حملته الانتخابية بانه سيوقف الحرب في غزة وقلنا يا الله , ولكن تردده وعدم وضوح استراتيجيته هو الذي اطال عمر الحرب واكثر من عدد شهداء غزة , واخرها قتل اكثر من 30 شخصا و اصابة 150 اخرين اثناء توجههم لاستلام مساعدات في رفح. ان غياب خطة أمريكية لوقف الحرب والاعلان عن الدولتين هي التي دعت السفير الأمريكي في إسرائيل ان يصرح , بان " يمكن لفرنسا اقتطاع جزء من أراضيها اذا كانت تريد دولة فلسطينية". اذن , لا يوجد قرار امريكي بوقف القتال او انقاذ الشعب في غزة من الإبادة او التفكير بدولة فلسطينية تلم شعث الفلسطينيين.
لقد أصبحت الإدارة الامريكية وهي مرة تدعوا بتهجير أبناء غزة الى مصر والأردن . ومرة الى افريقيا وإندونيسيا , ومرة طرد أبناء غزة بحجة إعادة بناءها وقبول عودة 200 الف منهم بعد الاعمار ,لا تليق ببلد يدعوا الى السلام العالمي و الى الحرية والديمقراطية وحماية حقوق الانسان . لقد طالب دونالد ترامب, ضمن حل قضية غزة بشطب غزة وتحويلها الى ريفيرا العرب ؟ هل غزة هي مدينة تابعة الى الولايات المتحدة ام الى فلسطين ؟ وهل ان الأوطان تباع وتشترى مثل عقار يباع ويشترى في ولاية فلوريدا الامريكية ؟ اليس من واجب الرئيس الأمريكي ان يدافع عن أبناء غزة وهم يقاتلون جيش يحتل ارضهم ؟ ما زالت أمريكا شعبا وحكومة تحتفل بيوم 4 تموز وهو يوم الاستقلال الأمريكي , والذي لم تتكرم بريطانيا منحه للأمريكان وانما جاء بعد حرب دموية قادها جورج واشنطن .فلماذا يعتبر واشنطن محررا و قادة فلسطين ارهابيون؟
ان الغاء احتفالات عيد الأضحى هذا العام دعما الى أبناء غزة انما يعيد للامة العربية والإسلامية بعض من كرامتهما التي ضاعت , ويعيد جزء من احترام المواطن العربي والمسلم لحكوماتهم التي وقفت تتفرج بدون صراخ بوجه المحتل. انه يدعم روح الصبر و عدم الاستسلام لأبناء غزة , ويشعرهم انهم ليس وحدهم في معركتهم المصيرية وهم يقاتلون المحتل بالصبر والثبات , وان الدم العربي ليس رخيصا , وان من يقتل يترك وراءه اهل ينحبون ويطالبون بالثأر . وفوق كل هذا هو اشعار الداعمين للكيان الصهيوني ان ما يفعله الكيان بفلسطين و بأبناء غزة عمل مرفوض يجب وقفه قبل انفجار الشارع على سياستهم .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة قادم
- العزوبية ليست اختيارا في العراق
- ماهي تجارة تاكو (Taco) ؟
- يا ساسة من فضلكم .. اتركوا الاقتصاد للاقتصاديين
- احمد الشرع .. من إرهابي خطير الى ثائر كبير !
- كيف تعامل العالم مع احتلالين ؟
- ما حاجة الامة العربية للقمة ؟!!
- في الشرق الاوسط الجديد انتصر الدولار على السيف
- خسر العرب وربح ترامب
- سورية في طريقها الى الحكم المدني الموحد
- لماذا لا يسمح نظام السوق تدخل الدولة بشؤونه ؟
- كيف وصف الراحل مصطفى الشكعة الطائفة الدرزية ؟
- الرئيس ترامب يخرق معاهدة القسطنطينية
- لن يجوع العراق مرة اخرى
- ما المشكلة مع الركود التضخمي ؟
- ما هي قاعدة De Minimis الجمركية ؟
- ليس من مصلحة ترامب اشعال حرب مع ايران
- جريمة قتل في حرم جامعة تكريت !!
- فتوى اقتصادية لإفلاس الحاج كريم
- متى يرفع العرب شعار - العرب أولا- ؟


المزيد.....




- لغز يحيّر زوار اليابان.. ما سبب غياب حاويات القمامة؟
- الحجاج يبدؤون رمي الجمرات في أول أيام عيد الأضحى
- مسيّرات وصواريخ روسية تضرب مناطق عدة في أوكرانيا وتتسبب بإصا ...
- روسيا.. تطوير طلاء للطائرات يقلص كثرة الإصلاحات بنسبة 40%
- المركبة اليابانية Hakuto-R تفشل في الهبوط على سطح القمر
- مصر.. حادث مروع يودي بحياة 3 أشخاص من أسرة واحدة ليلة عيد ال ...
- 130 وسيلة إعلام ومنظمة تطالب إسرائيل بإتاحة دخول المراسلين ا ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي للرئيس اللبناني: بيروت لن تنعم بالهدو ...
- للمرة السابعة هذا العام.. إسرائيل ترفض تسليم الحرم الإبراهيم ...
- هدايا لا تقدر بثمن متبادلة بين -الردع- و-اللواء 444- في ليبي ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد رضا عباس - الواجب الشرعي والإنساني يدعوان الى تأجيل اضحية العيد هذا العام