أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ : مجزرة عيد الأضحى في اربيل














المزيد.....

من ذاكرة التاريخ : مجزرة عيد الأضحى في اربيل


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8371 - 2025 / 6 / 12 - 04:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كان مكان المجزرة مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني و في صباح اليوم الأول من شهر شباط , أثناء استقبال المهنئين بمناسبة عيد الأضحى. فقد فجر الانتحاريان نفسيهما في قاعتي الاستقبال بمقري الحزبين حيث تجمع المئات من المهنئين بمناسبة العيد.
لقد كان العدد النهائي للشهداء في هذه المجزرة 101 شهيد و 235 جريح يمثلون كافة قطاعات المكون الكردي , و وفاءا لدماء هذا العدد الكبير من الشهداء اقامت حكومة إقليم كردستان نصب تذكاريي لهم في متنزه الشهيد سامي عبدالرحمن (احد شهداء الجريمة الارهابية وكان يشغل وقتئذ منصب نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان) بأربيل .
‏وعلى اثر المجزرة هرع عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق آنذاك , ورئيس الحزب ‏ ‏الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الى اصدار بيان يندد بالعملية الاجرامية ويطالب على ضرورة مكافحة الارهاب في العراق متعهدا ‏ ‏وحزبه على القيام بذلك.‏ ‏ ودعا برزاني في بيان خاطب فيه العراقيين وجماهير كردستان وكافة الاحزاب والقوى الوطنية العراقية الى ‏ ‏توحيد صفوفها بأسرع ما يمكن لنقوم بتطهير العراق من الارهاب وادانته .‏ ‏ وذكر برزاني انه في الايام القليلة الماضية ارتكب الارهابيون عددا من الجرائم ‏ ‏البشعة ضد مواطني العراق في مدينتي الموصل وبغداد فضلا عن الحوادث في المدن ‏ ‏الاخرى واننا نعد جرائم اربيل جزء منها وانها سلسلة ‏ ‏من العمليات الارهابية والتخريبية تشمل ارجاء العراق.‏ ‏ ووصف زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني هذه الاعتداءات بانها "محاولة لزعزعة ‏ ‏صفوف الشعب العراقي".‏ ‏ واستعرض برزاني اسماء القياديين والوزراء من حزب البارتي من شهداء الانفجارين ‏ ‏وهم (سامي عبد الرحمن سكرتير المكتب السياسي نائب رئيس مجلس الوزراء لإقليم ‏ ‏كردستان وشوكت شيخ يزدين وزير شؤون مجلس الوزراء عضو اللجنة المركزية للحزب ‏ ‏الديمقراطي الكردستاني وسعد عبد الله وزير الزراعة والري عضو المكتب السياسي ‏ ‏للحزب الديمقراطي الكردستاني واكرم منتك محافظ اربيل ومحمود هالو وكيل وزارة ‏ ‏المالية والاقتصاد ومهدي خوشناو نائب محافظ اربيل رئيس فرع اربيل لاتحاد الادباء ‏ ‏الكرد واحمد روزبياني قائم مقام مدينة اربيل والعميد نريمان مدير شرطة اربيل).‏ ‏ واضاف "بهذه المناسبة والى جانب التعبير عن حزننا ومشاركتنا تجرع المأساة مع ‏ ‏ذوي شهداء هاتين الكارثتين ومع ابناء شعبنا كافة نقول ان الارهابيين لن يتمكنوا ‏ ‏من ايقاف مسيرة نضال شعب كردستان والشعب العراقي عموما بل على العكس فان العراق ‏ ‏جميعا ومعهم شعب كردستان مصرون على تأسيس نظام فيدرالي ديمقراطي برلماني وترسيخ ‏ ‏الامن والسلم وتعمير البلاد والتطور".‏
بدخول اول عيد أضحى بعد سقوط نظام صدام حسين , يكون العراق اصبح بجميع مناطقه ملك للتنظيمات الإرهابية , حيث اصبحوا هم من يقرر المكان والزمان لعملياتهم وكذلك الأهداف, مدرسة , مسجد , مستشفى, شارع عام , كازينو, او سوق . اذن , المواطن العراقي اصبح مستهدف من قبل التنظيمات الإرهابية أينما يكون , وبذلك قرر المواطن البقاء في البيت , و اجل ما تعود عليه وهو زيارة قبور موتاهم في اليوم الأول من عيد الأضحى , وكذلك خسر الأطفال عيدياتهم , بعض النقود تعطى الى الأطفال من أقاربهم . في هذا المجال , كتب مراسل صحيفة الشرق الأوسط شيرزاد شيخاني وهو يصف بغداد في العيد بالقول : شوارع العاصمة العراقية بدت شبه مهجورة، وكذلك الملاعب القليلة التي خاطر اصحابها بفتحها في هذه الظروف الامنية المتردية بكل المقاييس رغم وجود المئات من دوريات الشرطة وانتشارها على ابواب تلك الملاعب لمشاركة الاطفال فرحتهم، وكان هناك قلة قليلة من الاطفال الشجعان والمغامرين الذين اصروا على ممارسة طقوسهم الاحتفالية. كان مجيد عثمان، 51 سنة، في غاية الغضب وهو يعلق على البداية الدامية للعيد: "الله يأمرنا بذبح الاضاحي تقربا منه وايفاء بالنذور، وهنا ينحرون الناس ويدمعون عيون الاطفال والنساء في احلى مناسبة دينية عند المسلمين، فاين هم من الاسلام ودين الله الذي يدعو الى السلام والمحبة والتسامح؟". حتى الملاعب الخاصة بالأطفال بدت خالية من ضحكات الاطفال وصخبهم البريء، وكان وصف ناظم عبد الحميد، 48 سنة، دقيقا الى حد كبير عندما قال "اطفالنا شاخوا مبكرا واصبحوا مثلنا محرومين من متع الحياة لا يبالون بهذه المناسبة التي كانت بالنسبة لهم ذروة ايام الفرح والسرور من ايام السنة، فالعيد في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العراق لا يختلف عن بقية الايام.. الخوف من الخروج الى المناطق المزدحمة تحسبا من وقوع تفجيرات.. لعنهم الله اولئك الذين يحرمون اطفالنا من ابهج ايام عمرهم". وحين استوقفنا ليلى سليمان بصحبة زوجها واطفالها الثلاثة (وسن، 15 عاما، وانس، 10 اعوام، وهدى، 4 اعوام) قالت: "اخذت اولادي معي لمعايدة اهلي ويدي على قلبي من الخوف من وقوع انفجار رغم خلو الشوارع كما ترى في اول ايام العيد، وانا راجعة الان الى البيت ولا اسمح لأطفالي بالخروج رغم ان ذلك من حقهم في هذه المناسبة.. لقد افسدوا علينا الفرحة وبخاصة على اطفالنا المحرومين من كل شيء". سألناها: من هم؟ قالت: "الذين لا يحترمون الانسان ولا دين الله فيقتلون الناس في هذا اليوم العظيم ويجعلون الاطفال والنساء يبكون."
كانت مناظر الملاعب الخاصة بالأطفال بمراجيحها ودواليبها وهي خالية حتى من حراسها، مؤلمة للغاية، خاصة ان هذه الملاعب كانت تغص بالأطفال في السنين السابقة. وكان ثائر عبد المهدي محقا في تساؤلاته: "ماذا حدث لنا؟ اين يذهب اطفالنا؟ ولماذا يحرمون من البسمة؟ والى متى هذا الوضع الامني القاتل للإنسان؟ ماذا يريد الارهابيون المأجورون منا؟ لماذا ينقلون ثاراتهم الى بلدنا فيحرموننا من جميع متع الحياة؟.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انه الاقتصاد .. معركة دونالد ترامب و ايلون موسك , وان ايلون ...
- بين العراقي الراحل احمد الجلبي والسوري الحاضر احمد الشرع
- تعامل العرب مع التغيير السياسي في العراق و سوريا
- الواجب الشرعي والإنساني يدعوان الى تأجيل اضحية العيد هذا الع ...
- الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة قادم
- العزوبية ليست اختيارا في العراق
- ماهي تجارة تاكو (Taco) ؟
- يا ساسة من فضلكم .. اتركوا الاقتصاد للاقتصاديين
- احمد الشرع .. من إرهابي خطير الى ثائر كبير !
- كيف تعامل العالم مع احتلالين ؟
- ما حاجة الامة العربية للقمة ؟!!
- في الشرق الاوسط الجديد انتصر الدولار على السيف
- خسر العرب وربح ترامب
- سورية في طريقها الى الحكم المدني الموحد
- لماذا لا يسمح نظام السوق تدخل الدولة بشؤونه ؟
- كيف وصف الراحل مصطفى الشكعة الطائفة الدرزية ؟
- الرئيس ترامب يخرق معاهدة القسطنطينية
- لن يجوع العراق مرة اخرى
- ما المشكلة مع الركود التضخمي ؟
- ما هي قاعدة De Minimis الجمركية ؟


المزيد.....




- بمقولة خليفة أموي بعد الضربة الإسرائيلية في إيران.. مبعوث تر ...
- وكالة: البيت الأبيض يوعز بإجراء تدقيق على العقود الحكومية مع ...
- هل ما يحدث بين إسرائيل وإيران -حرب- فعلاً؟ ومتى نطلق هذه الت ...
- +++تواصل الغارات المتبادلة بين إسرائيل وإيران وسط دعوات للته ...
- أمريكا: احتجاجات -لا ملوك- ضد استعراض ترامب العسكري
- هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل على المدى الطو ...
- الجيش الإسرائيلي: مقاتلات سلاح الجو أكملت هجوما على المنشأة ...
- دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية تضرب وسط إسرائيل وسقوط عدد ...
- الإسعاف الإسرائيلية: مقتل إسرائيلي في الرشقة الصاروخية الإير ...
- صحيفة: واشنطن تقوم بتفعيل صواريخ باتريوت خلال الهجوم الإيران ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ : مجزرة عيد الأضحى في اربيل