أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد رضا عباس - اسد يتجول في بغداد !














المزيد.....

اسد يتجول في بغداد !


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 08:17
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


ما أقوله صحيح 100%, اسد حرا بدون صاحب كان يتجول في بغداد , ولكن هذا الأسد كان رحيما على من حوله من البشر , فعندما جاع, لم يهجم على انسان قريب منه , وانما هجم على احد الخراف لاحد باعة الخرفان , وما اكثرهم في بغداد هذ الأيام , وبدء هذا الحيوان الشفوق على بني البشر التهام الخروف امام اقرانه من الخرفان . انه جوعان وربما هرب من بخل صاحبه .
ظاهرة بيع الحيوانات البرية غير الاليفة أصبحت ظاهرة عادية في العراق , فهناك متعهدين لجلب أي حيوان سواء من افريقيا او الأمازون او من ادغال الهند او من سيبيريا . كل شيء بثمن طالما وان هناك مشتري . ولكن من هو المشتري الذي يشتري الفهد او الذئب او الأسد من محلات بيع الحيوانات في مدينة الاعظمية او في سوق الغزل ؟ تأكد اغلبهم بل كلهم من الطبقات الفقيرة , ومن لم يملك حتى حديقة من 10 امتار مربعة لتوفير ابسط الرعاية لهذه الحيوانات المظلومة. أتذكر ان احد الأشخاص من بغداد اشترى اسد وبيته ليس فيها حديقة فوضعه في قفص على سطح الدار واصبح هذا الأسد ينظر الى المارة من سطح البيت من خلال ثقب في جداره (تيغه) وهو مكسور الخاطر , حتى توفاه الاجل .
الا ان هذه الحادثة لم تحرك مسؤول في الدولة العراقية عن كيفية وصول هذا الأسد المسكين الى هذا الدار ومن اين اشتراه وكيف دخل العراق و هل ان بيع هذا الحيوان الجميل والخطير بنفس الوقت بدون شروط وقواعد ؟ العراق ليس الهند او بنغلادش او كينيا والذي تعيش الحيوانات البرية فيها , ومن المتوقع ان يتورط احد الحيوانات بدخول مدينة , ومع هذا فان السلطات في المدن المجاورة للبرية مجهزة بالأدوات والخبرات للتعامل مع الحيوان الهارب . اما في العراق فلا يوجد مثل هذه الترتيبات واذا دخل حيوان غير محظوظ حدود العراق فان مصيره القتل كما حدث لدب في محافظة الانبار والأخر في أربيل .
المشكلة في العراق انه لا توجد ثقافة العطف على الحيوان , واسهل طريقة للتخلص منه هو القتل . أتذكر مرة دخل دولفين مياه شط العرب , فما على النشامى الا توجيه أسلحتهم بكل أنواعها الى هذا الحيوان الذي يتمنى عشاق الطبيعة مناظر قفزه من الماء وبحركات جميلة .وهل اتاك حديث طائر الفلامنكو الذي اصبح وجبة ثريد لبعض العراقيين , وما على هذا الطائر الجميل الا هجرة العراق خوفا لان يكون وجبة عشاء لأبو جاسم, وبذلك خسرت المنطقة باب رزق , حيث ان حضور طائر الفلامنكو في بعض المناطق من العالم اصبح مصدر جذب لأبناء المدينة وخارجها .
في بعض الأحيان اتحير من قادة العراق الجديد . 90% منهم عاش خارج العراق أيام حكم حزب البعث . البعض منهم عاش في الولايات المتحدة , المملكة المتحدة , وبقية الدول الأوروبية . جميع هذه الدول تضع حماية الحيوانات البرية في اعلى درجات اهتماماتها , فكلما كان البلد حريص على عافية الحيوانات البرية كلما اعتبر هذا البلد اكثر تقدما ورقيا . وان هذه البلدان تحرم على سكان المدن من تربية أي حيوان عدا القطة والكلب . نعم اذا كان المواطن يعيش خارج حدود المدينة يستطع تربية أنواع محددة من الحيوانات , وبالتأكيد الأسد ليس من ضمنها .
واذا كان احد المواطنين من أمريكا او من كندا يعيش معه دب او اسد , فان هؤلاء لا يعيشون داخل المدن ولا حتى في الريف وانما في الغابات البعيدة عن السكان مع اخذ الاحتياطات التي تقررها حكومة المنطقة . اما ان يسوق احد سيارته والأسد من خلفه ينظر الى المارة فلا تجد هذا المنظر الا في العراق.
واذا اردت ان تشتري أي حيوان من حيوانات البرية فما عليك الا زيارة سوق الغزل في بغداد يوم الجمعة . في هذا السوق يباع كل حيوان محرم بيعه . لقد شاهدت في زيارتي الأخيرة طائر البوم يباع بابخس الأسعار , الغريري وهو من الحيوانات الخطيرة جدا وهو يعاني من الجوع وقهر السجان , وشاهدت طائر مالك الحزين مكبل وحزين , وشاهدت شاهين ولا افهم من هو الذي يربي هذا الطير والذي يبلغ ارتفاعه المتر والنصف , والأسوء شاهدت الصقر مكبل وبمنظر محزن وهو رمز العراق , حيث لا تخلوا ورقة حكومية الا وصورة هذا الطائر في اعلاها. و لا ازيدكم علما اذا قلت ان الصقر يعتبر من الحيوانات المقدسة في الولايات المتحدة والسبب لأنه يرمز الى عظمة الولايات المتحدة الامريكية ولا يجوز لاحد اقتنائه الا الحدائق الوطنية . والأكثر من ذلك فان لهذا الحيوان حماية خاصه تحميه من الانسان والمرض وهم في البرية.
اكرر ما قلته في احد مقالاتي السابقة والتي طالبت فيها الدولة العراقية مراقبة أسواق الحيوانات التي تبيع الحيوانات العراقية وغير العراقية . منع أي حيوان بري يشكل خطرا على حياة الانسان دخوله العراق , الا بأذن خاص مثل حدائق الحيوانات . اما بالنسبة للحيوانات التي تعيش في البيئة العراقية فيجب منع اصطيادها . هذه الحيوانات ليس لها مالك ليحميها , وبذلك تصبح حياة هذه الحيوانات تحت رحمة الصياد و مصيرها الانقراض . هناك مثل اقتصادي يقول " Public goods are everybody goods” " معناه ان السلعة التي ليس لها مالك تصبح ملك الجميع . أي من مصلحتك صيد اكبر عدد من الأسماك من البحيرة القريبة من بيتك والا ستكون من حصة صياد اخر .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاجعة الهايبر مول في محافظة واسط في العراق ليست من صنع الله
- فاينانشال تايمز تشبه نمو الدين الحكومي الأمريكي ب - المرض ال ...
- دبخانة الكاظمية تغلق أبوابها .. والسبب السيد ترامب !
- الإرهاب في سوريا هو عينه كان في العراق ولكن بأدوات مختلفة
- مؤامرة تطبخ باسم اهل الجنوب العراقي
- أمريكا لا تفاوض الضعفاء
- موت مجاني في العراق اسمه حوادث المرور
- شهداء الحرب الأخيرة على ايران وشهداء 6 حزيران عام 1967
- نصيحة للنخبة الذهبية في العراق
- ماذا علمتنا الحرب على غزة وايران ؟
- هل يستطع نتنياهو تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد؟
- يريدون تحييد المجتمع العراقي من خلال التلويح بقطع الارزاق
- شرق أوسط جديد ام سايكس-بيكو جديد ؟
- رسالة أمريكية غير ودية الى الشعب العراقي
- هل هي حرب شيعية – إسرائيلية ؟
- على العالم العربي التدخل القوي لإنقاذ المنطقة من هذه الحرب ا ...
- من ذاكرة التاريخ : مجزرة عيد الأضحى في اربيل
- انه الاقتصاد .. معركة دونالد ترامب و ايلون موسك , وان ايلون ...
- بين العراقي الراحل احمد الجلبي والسوري الحاضر احمد الشرع
- تعامل العرب مع التغيير السياسي في العراق و سوريا


المزيد.....




- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...
- أناقة بطابع معماري.. هكذا تمزج مصممة أزياء بين الشرق والغرب ...
- هزيمة قاسية.. الائتلاف الحاكم في اليابان يخسر الأغلبية في ان ...
- بدء خروج عائلات البدو المحتجزة في السويداء بعد الاتفاق على إ ...
- -قدرات محليّة-.. إيران تستبدل الدفاعات الجوية المتضررة في ال ...
- الجيش الإسرائيلي يفرض حظراً على ارتداء قناع الوجه في الضفة ا ...
- استخبارات ألمانية: -روسيا تكثف التجسس في ألمانيا كما بالحرب ...
- السودان: البرهان ورئيس وزرائه في الخرطوم وكلفة إعادة إعمار ا ...
- مباحثات بين رئيسي الجزائر وزيمبابوي تتوّج بالتوقيع على اتفاق ...
- مرض الكبد الدهني.. ما هو وكيف يتم علاجه؟


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد رضا عباس - اسد يتجول في بغداد !