أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - دبخانة الكاظمية تغلق أبوابها .. والسبب السيد ترامب !














المزيد.....

دبخانة الكاظمية تغلق أبوابها .. والسبب السيد ترامب !


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 20:33
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الدبخانه هي معامل تنظيف جلود الحيوانات ومعاملتها قبل تحويلها الى جلود قابلة للاستخدام . اشتهرت مدينة الكاظمية من بغداد في هذه الصناعة , وكان اغلب انتاج هذه المصانع يذهب الى الأسواق العالمية بالأخص تركيا .
بعد قرار السيد ترامب فرض ضريبة على استيرادات أمريكا من البضائع غير النفطية من العراق نسبة 30%, خرج افراد محسوبين على علم الاقتصاد يحذرون من تأثير هذا القرار "الخطير" على الاقتصاد العراقي وللعراقيين بالويل والثبور وعظائم الأمور .
لا تصدق انها نكته لئيمة , اقتصاد العراق لا يمكن ان يتراجع , حسب ما يصوره " خبراء الاقتصاد العظام" بسبب ضريبة ترامب على الصادرات العراقية . كل الامر وما فيه ان هناك بعض الأشخاص المحسوبين على علم الاقتصاد يفصلون شؤون الاقتصاد حسب قياساتهم . حب واحجي واكره واحجي حسب المثل العراقي الدارج.
انهم يرعبون العراقي المسكين بتأثير قرار الرئيس ترامب بدون أي سبب علمي او حسب قول الاقتصاديين المحترمين " التحقيق" , ولو صرفوا نصف ساعة من وقتهم على المعلومات الإحصائية التي تتحدث عن الاقتصاد العراقي لما وقعوا في هذا المطب الذي يشوه سمعتهم و يرفضهم مجتمعهم . هؤلاء " الاقتصاديون " كان المفروض بهم بدلا من زرع القلق والخوف في صدور العراقيين على مستقبلهم الاقتصادي ان يطمئنوا العراقيين الذين اتعبهم الدهر وكتاب التواصل الاجتماعي على مستقبلهم الاقتصادي , ولكن بدلا من ذلك , واذا يقف جماعة من " الاقتصاديين" يبكون بدون دموع على العامل الذي سيخسر عمله والفلاح الذي سيتلف انتاجه بسب ضريبة ترامب البالغة 30%.
الامر ليس هكذا . اقتصاد العراق ليس اقتصاد الصين او كوريا الجنوبية او اليابان او كندا والذي يعتمد اعتمادا كبيرا على صادراته . هذه الصادرات توفر فرص عمل للعمال و تجلب العملات الصعبة , وتسمح لهذه البلدان الاستيراد ما تحتاجه من سلع وخدمات . ولهذا السبب عندما اعلن الرئيس ترامب قراراته الضريبية على الاستيرادات اتخذت الدول المصدرة الى الولايات المتحدة موقفا صارما مع السيد الترامب , و انذروه بان المعاملة ستكون بالمثل . فمثلما يفرض ترامب 50% ضرائب جمركية على استيرادات السلع من الصين , فان الصين هي الاخرى سوف تفرض ضريبة جمركية قدرها 50% على السلع المستوردة من الولايات المتحدة , الامر الذي أدى تراجع ترامب من قراره.
رجوعا الى العراق . الإنتاج المحلي الإجمالي للعراق كان يساوي 279.64 مليار دولار عام 2024 بعد ان كان 267.89 في عام2023 . تشكل مجموع صادراته حوالي 108.4 مليار دولار لنفس العام . ولكن ما نوع الصادرات العراقية الى العالم ؟ الجواب هو النفط الذي شكل 91.8% من مجموع صادرات العراق , والباقي 8.2% هي سلع وخدمات . وأين كانت وجهة هذه الصادرات ؟ كانت وجهتها ليس الى الولايات المتحدة الامريكية وانما تذهب الى مجموعة من الدول وهي الصين 22% من هذه الصادرات , تركيا 18%, الامارات 15%, و كوريا الجنوبية 7%. وما نوع السلع التي يصدرها العراق الى العالم ؟ احجار كريمة ومعادن ثمينة , الدهون والزيوت والشمع الحيوانية والنباتية ,الفواكه والمكسرات , النحاس, الطائرات والمركبات الفضائية , لب الخشب , الألمنيوم , البلاستك والمنتوجات البلاستيكية و جلود الخام , جلود غير فراء و جلود تامة الصنع. وما قيمة تصدير الجلود الى الخارج ؟ لقد كانت بقيمة 15 مليون دولار , واغلب هذه المادة لا تذهب الى أمريكا وانما الى تركيا. أي ان دبخانة الكاظمية بخير , وأبو حيدر سوف يستمر بالذهاب لها في كل صباح .
اذن , ان فرض السيد ترامب ضريبة بمقدار 30% على السلع العراقية سوف لن يكسر ظهر الاقتصاد العراقي , بل سوف لن يكسر ظهر معمل دبس النخيل او معامل دباغة الجلود في دبخانة الكاظمية . في اسوء الأحوال , في حالة ارتفاع أسعار البضائع العراقية في السوق الامريكية ( ان وجدت) بسبب الضرائب عليها يستطع المصنع لها العثور على سوق اخر لها و بكل سهولة , والله يحب المحسنين .
من يخاف على اقتصاده من ضرائب السيد ترامب ليس العراق , وانما الصين . هذا البلد صدر الى الولايات المتحدة سلع وخدمات قيمتها 440 مليار دولار عام 2024. حتى لو انخفضت صادرات الصين بقيمة 20% فان هذه ال 20% سوف تمثل ما قيمته 88 مليار دولار من السلع والخدمات , ويعني خسارة الالاف من العمال أعمالهم , الامر الذي حدا بالصين بإعلان فرض ضرائب جمركية تعادل الضرائب الامريكية على السلع الامريكية الامر الذي ارعب السيد ترامب , لان اذا كان العامل الصيني لا يستطع التظاهر في شوارعها لتوفير فرصة عمل له , فان الأمريكي لا يخشى النزول الى الشارع ومطالبة الحكومة باسترجاع عمله الذي ضاع بسبب ضرائبه .
اخذت الأرقام من :
https://www.worldstopexports.com/iraqs-top-10-exports/



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب في سوريا هو عينه كان في العراق ولكن بأدوات مختلفة
- مؤامرة تطبخ باسم اهل الجنوب العراقي
- أمريكا لا تفاوض الضعفاء
- موت مجاني في العراق اسمه حوادث المرور
- شهداء الحرب الأخيرة على ايران وشهداء 6 حزيران عام 1967
- نصيحة للنخبة الذهبية في العراق
- ماذا علمتنا الحرب على غزة وايران ؟
- هل يستطع نتنياهو تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد؟
- يريدون تحييد المجتمع العراقي من خلال التلويح بقطع الارزاق
- شرق أوسط جديد ام سايكس-بيكو جديد ؟
- رسالة أمريكية غير ودية الى الشعب العراقي
- هل هي حرب شيعية – إسرائيلية ؟
- على العالم العربي التدخل القوي لإنقاذ المنطقة من هذه الحرب ا ...
- من ذاكرة التاريخ : مجزرة عيد الأضحى في اربيل
- انه الاقتصاد .. معركة دونالد ترامب و ايلون موسك , وان ايلون ...
- بين العراقي الراحل احمد الجلبي والسوري الحاضر احمد الشرع
- تعامل العرب مع التغيير السياسي في العراق و سوريا
- الواجب الشرعي والإنساني يدعوان الى تأجيل اضحية العيد هذا الع ...
- الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة قادم
- العزوبية ليست اختيارا في العراق


المزيد.....




- اشتري والبسي .. استقرار سعر الذهب اليوم الموافق 14 من يوليو ...
- الدينار العراقي يرتفع مقابل الدولار في مستهل تعاملات الأسبوع ...
- الإيكونوميست: تعثر قطاع البناء الأميركي أزمة كبرى أمام ترامب ...
- الاتحاد الأوروبي: لن نتخذ إجراءات للرد على الرسوم الأميركية ...
- سوريا توقع اتفاقا بـ800 مليون دولار لدعم البنية التحتية للمو ...
- «قوة لا نهائية بين يديك» طريقة شحن شدات ببجي 2025.. بأسعار ل ...
- لا استعلاء بعد اليوم.. هل تغيرت قواعد لعبة استغلال المناجم ف ...
- الرابحون والخاسرون من تعديل قانون الإيجارات في مصر
- مخيم المليارديرات في صن فالي.. نخبة الذكاء ترسم مستقبل العال ...
- الرسوم الأمريكية تفتح باب الشراكة: العراق يدعو لتفعيل الاتفا ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - دبخانة الكاظمية تغلق أبوابها .. والسبب السيد ترامب !