أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - فاينانشال تايمز تشبه نمو الدين الحكومي الأمريكي ب - المرض الهولندي - , فما هذا المرض؟














المزيد.....

فاينانشال تايمز تشبه نمو الدين الحكومي الأمريكي ب - المرض الهولندي - , فما هذا المرض؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 07:08
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ابتلت معظم الدول المصدرة للثروات الطبيعية بهذا المرض . هذا المرض ليس بالجسم وانما بالاقتصاد الوطني .ظهر هذا مصطلح بعدما أصاب هولندا بعد ان اكتشفت كميات هائلة من الغاز الطبيعي في مقاطعة جرونينجن في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي . هذه الثروة رسمت الضحكة في وجوه الهولنديين والفرحة في قلوبهم حيث اعتبر هذا الاكتشاف هدية من السماء .
لم تدم الفرحة طويلا , حيث ان هذا الاكتشاف أدى الى ارتفاع عملة هولندا التي جعلت من السلع الهولندية المصدرة مرتفعة الثمن واقل قدرة على المنافسة في الأسواق العالمية , مما أدى الى تدهور قطاع الصناعة في هذا البلد وكثرة نسبة العاطلين عن العمل فيه.
دول كثيرة أصيبت بهذا المرض ومنها العراق . كانت مشاركة القطع الزراعي في الإنتاج الوطني هي الأعلى حتى من الإنتاج النفطي حتى عام 1952 . ولكن مع زيادة انتاج النفط وزيادة موارده دارت الدولة وجهها عن قطاع الزراعة والصناعة وبمرور السنوات اصبح العراق يستورد ما يقارب 70% من طعامه , وهو البلد الذي بإمكانه يغذي دول الشرق الأوسط بأجمعها .تدفق أموال النفط عليه جعلته لا يفكر في تأسيس قطاع صناعي رصين , وترك الفلاح ارضه بسبب اهمال الدولة له , وأصبحت دوائر الدولة المصدر الأكبر للعمل .
الفانيانشال تايمز حذرت الولايات المتحدة من الإصابة بالمرض الهولندي بسبب تراكم ديونها وهي على حق . أمريكا بدلا من ان تصدر ثروات طبيعية صارت تصدر دولارات ! انها تدفع ما يقارب 2 ترليون دولار كفوائد على قروضها الداخلية والخارجية .
ما معنى تراكم الديون على دولة معينة ؟ الجواب هو ان قدرتها المالية لا تكفي لتغطية حجم مصاريفها , وبذلك تضطر الى الاقتراض من الداخل والخارج . طبعا ان الاقتراض بحجم معقول مقبول جدا , تماما مثل مواطن له دخل معين يقترض من بنك لشراء بيت. ان دخل هذا المواطن يسمح بدفع أقساط القرض الشهرية فقط , واذا ذهب واقترض قرض اخر لشراء سيارة مرسيدس وسفرة الى أذربيجان , فان هذا المواطن يقع في مشكلة عدم قدرته على دفع كل هذه الأقساط.
ديون المترتبة على الولايات المتحدة وصلت الى 36.213 ترليون دولار حتى 2 تموز من هذا العام , وهو رقم يعادل 124% من حجم الناتج المحلي الإجمالي . وهو رقم اصبح يقلق جميع المراقبين لحجم مخاطرة على الاقتصاد الأمريكي والعالمي .
أولا . ان العجز المالي وهو الفجوة بين الإيرادات المالية للخزينة الامريكية وحجم مصاريفها اصبح مزمنا ويكشف ان لازدهار الاقتصادي في هذا البلد يعتمد على الاقتراض الخارجي والداخلي وبذلك اصبح هذا الاقتصاد لا يختلف كثيرا عن اقتصاد العراق الذي يعتمد على صادراته النفطية.
ثانيا. وطالما وان الاقتصاد الأمريكي لم يستطع غلق الفجوة بين الإيرادات المالية القليلة والمصاريف المالية الكبيرة , فان استمرار ازدهاره مربوط بقدرته على الاقتراض , تماما مثلما لا يستطع الاقتصاد العراقي الازدهار بدون صادرات النفط .
ثالثا. ان المبلغ الكبير الذي تدفعه الخزينة الامريكية على شكل فوائد لأصحاب الديون , حوالي 2 ترليون دولار, يقلص قدرة الحكومة الاتحادية على الاستثمار ولاسيما على البنى التحتية للبلاد والذي أصبحت بعض شوارع المدن فيه لا تختلف عن أي دولة من دول العالم الرابع .
رابعا. اصبح المجتمع الأمريكي لا يعيش على ما يصنع وانما على ما يصنعه الاخرين , وبذلك اصبح هذا المجتمع تماما مثل ما يعيش المواطن العراقي على الاستيرادات . نظرة واحدة داخل أسواقWalmart, توضح المعنى . في هذا السوق السواد الأعظم من بضائعه مصنعة خارج الولايات المتحدة الامريكية. بكلام اخر الولايات المتحدة سوف تستمر بالاقتراض من اجل سد حاجات المجتمع الأمريكي. وان الاستمرار على هذا الحال , فان على الإدارة الامريكية التعامل مع زيادة العاطلين عن العمل . البلد اصبح بدلا من ان ينتج لسد حاجة المجتمع , اصبح يستوردها من خارج. في العراق مواد استهلاكية كثيرة يستوردها من الأسواق الخارجية بالوقت الذي يستطع ابناءه صناعتها اذا توفر لهم رأسمال.
خامسا . هناك خطر على الاقتصاد العالمي من تراكم الديون الكثيرة على الولايات المتحدة في حالة عدم قدرة البلد على سداد المستحقة منها . البلد يستخدم الديون لدفع الفوائد المستحقة . أي عندما يدفع مبلغ 500 مليون دولار كفوائد على قروضه , في هذه الاثناء يقترض مبلغ 500 مليون دولار وهكذا كلما تزداد عليه الفوائد ,كلما تزداد حاجة البلد من الديون . وفي حالة وضع الكونغرس الأمريكي حد اعلى للاقتراض , فان الخزينة قد لا تجد دولارات كافية لسد ديونها المستحقة . ولهذا السبب يتراكض القادة الجمهوريين والديمقراطيين في هذا الوقت الى الغاء الحد الأعلى للاقتراض , أي تسمح لوزارة الخزانة الامريكية الاقتراض بدون حدود .
ولكن الغاء الحد الأعلى للاقتراض له مشاكله أيضا. الإلغاء يعني اطلاق يد السياسيين بالاقتراض دون الاكتراث بدعم الاقتصاد الوطني مما يعني زيادة في نسبة التضخم المالي في زمن الرخاء . وفي زمن الانكماش الاقتصادي (ركود) تقل الواردات المالية للدولة ويصبح من الصعب عليها الاقتراض من اجل نقل الاقتصاد من حالته , وهو امر عانت منه اليابان لعقد كامل من الزمن وسمي بعد ذلك " العقد الضائع".



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دبخانة الكاظمية تغلق أبوابها .. والسبب السيد ترامب !
- الإرهاب في سوريا هو عينه كان في العراق ولكن بأدوات مختلفة
- مؤامرة تطبخ باسم اهل الجنوب العراقي
- أمريكا لا تفاوض الضعفاء
- موت مجاني في العراق اسمه حوادث المرور
- شهداء الحرب الأخيرة على ايران وشهداء 6 حزيران عام 1967
- نصيحة للنخبة الذهبية في العراق
- ماذا علمتنا الحرب على غزة وايران ؟
- هل يستطع نتنياهو تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد؟
- يريدون تحييد المجتمع العراقي من خلال التلويح بقطع الارزاق
- شرق أوسط جديد ام سايكس-بيكو جديد ؟
- رسالة أمريكية غير ودية الى الشعب العراقي
- هل هي حرب شيعية – إسرائيلية ؟
- على العالم العربي التدخل القوي لإنقاذ المنطقة من هذه الحرب ا ...
- من ذاكرة التاريخ : مجزرة عيد الأضحى في اربيل
- انه الاقتصاد .. معركة دونالد ترامب و ايلون موسك , وان ايلون ...
- بين العراقي الراحل احمد الجلبي والسوري الحاضر احمد الشرع
- تعامل العرب مع التغيير السياسي في العراق و سوريا
- الواجب الشرعي والإنساني يدعوان الى تأجيل اضحية العيد هذا الع ...
- الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة قادم


المزيد.....




- تقلبات المناخ تضرب إنتاج الكاكاو غرب أفريقيا
- النفط يرتفع مع تحسّن المعنويات والدولار يضغط على الذهب
- إسرائيل تسرّع إنتاج منظومة دفاعية لاعتراض الصواريخ الباليستي ...
- بلجيكا تأمر بوقف نقل الصادرات العسكرية لإسرائيل
- 200 مليون دولار خسائر هجوم إيران على مصفاة حيفا في إسرائيل
- اليابان تسجل فائضا تجاريا بنحو مليار دولار الشهر الماضي
- هل يخفت زخم صفقات الاستحواذ والدمج بالولايات المتحدة؟
- 4 مليارات دولار أرباح نوفارتس بالربع الثاني.. نمو بـ24%
- من أبوظبي.. الاتحاد للطيران تعيد رسم خريطة السفر الجوي
- التضخم في منطقة اليورو يرتفع إلى 2% خلال يونيو


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - فاينانشال تايمز تشبه نمو الدين الحكومي الأمريكي ب - المرض الهولندي - , فما هذا المرض؟