أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - على اهل لبنان العودة الى أبناء الجنوب وليس العكس















المزيد.....

على اهل لبنان العودة الى أبناء الجنوب وليس العكس


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 03:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ادهشني حديث احد ساسة لبنان وهو يقول يجب ارجاع المكون الشيعي اللبناني الى أحضان لبنان بعد خسارة حزب الله معركته مع الكيان الصهيوني . الرجل كان يتحدث وكانه ليس موطنا لبنانية وانما من خارجها وهو يسدل النصائح للبنانيين كيف يعيشون وكيف يتعاملون .
وانا لست لبنانيا , ولكن من خلال قراءتي لتاريخ لبنان وجدت ان المكون الشيعي هو المكون الاقدم في لبنان , حيث ان جذور اغلبهم من العشائر العربية التي نزحت من الجزيرة العربية واليمن . يقول المؤرخون " في القرن الثالث قبل الميلاد وقعت حادثة سيل العرم وانهار سد مارب و ضاعت مملكة سبأ فهاجرت قبيلة عاملة بن سبا يشجب بن قحطان من اليمن الى اطراف الشام فيها عرف لاحقا بجبل عامل " وهم من اقدم من سكن لبنان . اما تشيع اهل الجنوب , فقد بدء في زمن معاوية بن ابي سفيان بعد نفي الصحابي أبا ذر الغفاري لها .ويقول الناشط السياسي السابق في حركة القوميين العرب و رجل الأعمال الصيداوي عدنان الزيباوي، "إن المرحلة التي تلت الهدنة عام 1949 في جنوب لبنان لم تنفصل عن الموضوع الفلسطيني أبداً، أولاً بسبب ما تعرض له جنوب لبنان من اعتداءات إسرائيلية قبل الهدنة عام 1948، وهجوم العصابات الصهيونية وارتكابها مجزرة حولا في الـ31 من أكتوبر 1948، البلدة التي كانت تدور في أجواء يسارية قريبة من الحزب الشيوعي اللبناني، وثانياً احتضان الجنوب للجوء الفلسطيني أو التهجير بالقوة للفلسطينيين من أراضيهم إلى جنوب لبنان، مما شكل حضوراً جنوبياً مستمراً في الخضم الفلسطيني".
اذن . ان مشكلة القوم هي رفضهم للمعتدي ونصرتهم للمظلوم و عدم تهادنهم مع الخونة والمحتلين . فقد قاتل اهل الجنوب معارك كثيرة مع جيش الاحتلال الصهيوني وبكل بسالة . انهم قاتلوا أولا من اجل نصرة المظلوم ومن اجل لبنان ووحدته والتي استفاد منه جميع مكونات الشعب اللبناني , ولكن كما يقول المثل العربي او العراقي " يتعب أبو كلاش و يأكل أبو جزمه ", بمعنى يتعب الحفاة والاغنياء يحصدون تعبهم . وهكذا , اصبح المكون الشيعي في لبنان الافقر, في اخر عربات القطار , ولم يسمع له صوت في السياسة اللبنانية الا بعد ظهور " حزب الله".
وقد يخطا من يقول ان الهجمات الإسرائيلية بدأت بعد تشكيل حزب الله , والحقيقة ان الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان كانت قبل ولادة هذا الحزب , ففي سنة واحدة سجل 2000 اعتداء إسرائيلي على لبنان. وكان على جميع اللبنانيين بغض النظر عن ديناتهم و قومياتهم وطوائفهم الوقوف صفا واحدا امام التغطرس الإسرائيلي وعدم ترك حزب الله وحده في الميدان . لا عذر لأي مواطن لا يدافع عن وطنه لان الوطن ليس فندقا يتركه النزيل متى ما رغب ذلك . الوطن هو بيت يتربى فيه الأولاد والصبايا , فلابد لهذا البيت من حماية , وهذا يأخذنا الى العراق , حيث هب جميع مكونات الشعب العراقي لمحاربة داعش بعد ان تمدد هذا التنظيم واراد الدخول بغداد . لقد خرج بعض المدافعين الى جبهات القتال وهم لا يملكون حتى مصاريف طعام الطريق.
المكون الشيعي في لبنان هو ليس مجتمع طارئ على لبنان جاء افراده من خلف البحار او لملوم من دول الشمال ولابد من احتوائه , وانما هذا المكون كان المضيف للذي جاء من بعده . وعلى بقية مكونات الشعب اللبناني العودة اليه وليس العكس. اهل الجنوب ضحوا بأولادهم واموالهم وبمستقبل ابناءهم ليس من اجل شيء , الا من اجل ان يبقى لبنان حرا ذات سيادة ودولة محترمة بين الدول . واذا لم يتعاون بعض من مكونات الشعب اللبناني معهم , فهذا ليس مشكلتهم وانما مشكلة الاخرين الذين يرون الاستسلام للكيان الصهيوني سيجري لهم انهر من عسل ولبن و خمرا لذة للشاربين . هذا غير صحيح , والبرهان هو حال الدول المطبعة الاقتصادية مع الكيان الصهيوني. الكل عرف المحنة الاقتصادية التي تعيشها مصر الى درجة انه يخرج احد ساسة إسرائيل ليطالب الولايات المتحدة حث حلفائها بشطب 150 مليار دولار من ديونها مقابل إدارة غزة 15عاما. حال المغرب ليس احسن من حال مصر العربية , فيما ان دولة السودان غارقة حتى اذنيها في حرب أهلية . ان ازدهار دول الخليج المطبعة مع إسرائيل لم يأتي بسبب التطبيع وانما الشكر والثناء الى بيع النفط .
ان من يعول على المعونات الاوربية والأمريكية لجعل الدول المطبعة تعيش في سعادة ونعيم في خطا كبير , لان هذه الدول هي الأخرى تعاني مشاكل اقتصادية كبيرة وان المناظر الخلابة والعمارات العالية التي نشاهدها في عواصم دول أوروبا ما هي الا إنتاج الحقبة الاستعمارية , وتأكدوا لا قوة لهم الان على مصاريف مثل ما بنوه في الماضي . بكلام اخر , لبنان سوف لن تكون بديلا لسويسرا ولا سوريا بديلا لبودابست . أوروبا عندما تمنح مساعدة مقدارها مليون دولار تأخذ بدلها مليونين بطريقة غير مباشرة .
الدول المحترمة تعول على إرادة شعوبها , وعلى ساسة لبنان احترام إرادة شعبهم , لا اخذ الأوامر من الخارج, لان احترام إرادة شعبهم كفيلا ببقاء لبنان موحدا ارضا وشعبا ومحترما بين شعوب الأرض . واذا اخفق العرب تقديم كل الدعم لهذا البلد المغوار , فان هذا الإخفاق سيحب على العرب وليس على اهل لبنان .
لا احد في راسه مخ يفضل الحرب على السلام . جميعنا يحب السلام , وبدون شك شعب جنوب لبنان الذي عانى الكثير من ويلات الحروب هو الاخر يحب السلام . ولكن اذا كان هناك سلام , فليكون هذا السلام مشرفا , لا ان يكون على حساب كرامة اهل لبنان .
ان الحملة الظالمة التي يقودها المطبعين ضد حزب الله و التشديد على نزع سلاحه بدون مطالبة إسرائيل باسترجاع الأرض اللبنانية المسلوبة , انما هو استسلام للكيان الصهيوني , ولو طالبوا إسرائيل الانسحاب من الأراضي المحتلة لما اصر حزب الله على عدم تسليم سلاحه . ان مطروح على الطاولة هو إعطاء الحق لإسرائيل العبث بارض وسماء لبنان دون رادع .
من يحب لبنان يجب عليه التعاون وترك الخلافات الايدولوجية , لان إسرائيل و الغرب عموما يحترمون القوي الأمين. و لان العرب قد تفرقوا , أصبحت قضاياهم الملحة تحل بدونهم . اخر الاخبار تقول ان الرئيس دونالد ترامب يريد وقف الحرب في غزة . ولكن كيف ؟ لم يأخذ استشارة لا من دولة العربية ولا من دولة إسلامية , أي تجاهل 57 دولة , تماما مثل ما فعل في وقف حرب أوكرانيا , تباحث مع فلاديمير بوتين بدون صاحب الأرض فولوديمير زيلينسكي . ترامب يبحث عن سلام في غزة باستشارة زوج ابنته اليهودي المتعصب جاريد كوشنر, و استشارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر, دون استشارة دولة عربية او إسلامية , وانه " لا يعارض الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة والذي وصفته اغلب دول العالم ومنظمات دولية بحرب إبادة غير مسبوقة".



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ولبنان .. النفط مقابل الخدمات
- في السليمانية .. شجار بين أبناء العم بالأسلحة الثقيلة
- تجاهل مريب لقضية مقبرة -الخسفة- العراقية من قبل مراكز التواص ...
- لا بواكي على أطفال غزة
- قالوا وقالوا في عملية تجويع غزة
- الى الطبقة المثقفة من أصحاب القلم .. بعد التحية عتاب
- مجزرة جامع الخطوة في البصرة
- انتفاضة خان النص .. اول انتفاضة شعبية ضد نظام صدام حسين
- العراق يجب ان يخاف من حرب نهروان لا صفين
- سلام في الشرق الأوسط وفق الشروط الإسرائيلية
- الاتفاق التجاري الأمريكي – الأوروبي .. اتفاق ام تبعية ؟
- ما هي الديمقراطية الاستبدادية وهل ان العراق في خانتها ؟
- التعريفة الجمركية .. من الرابح ومن الخاسر منها ؟
- جذور حملة ترامب الضريبية على التجارة الخارجية
- الفوضى الخلاقة لم تدخل على بسطات مدينة الكاظمية من بغداد بعد
- اسد يتجول في بغداد !
- فاجعة الهايبر مول في محافظة واسط في العراق ليست من صنع الله
- فاينانشال تايمز تشبه نمو الدين الحكومي الأمريكي ب - المرض ال ...
- دبخانة الكاظمية تغلق أبوابها .. والسبب السيد ترامب !
- الإرهاب في سوريا هو عينه كان في العراق ولكن بأدوات مختلفة


المزيد.....




- لحظة نادرة.. الزعيم الصيني يُحيي الرئيس الروسي بحماسة
- بعبارات ترامب.. هكذا هنأت سفارة واشنطن في الرياض ولي العهد ا ...
- ميرتس يدق ناقوس الخطر ـ انتهاء الدولة الاجتماعية في ألمانيا! ...
- مقتل المئات وإصابة ما لا يقل عن ألف شخص إثر زلزال قوي ضرب شر ...
- كيف تشتعل الحرب الأوروبية في أفريقيا؟
- هل يتمكن الباحثون من ابتكار أول مضاد فيروسات واسع الطيف؟
- قمة منظمة شنغهاي: الرئيس الصيني يدين -عقلية الحرب الباردة- و ...
- بريطانيا تغلق سفارتها في القاهرة -مؤقتاً- بعد إزالة السلطات ...
- إدانات لقصف استهدف مستشفى شهداء الأقصى، وانطلاق أسطول كسر ال ...
- مؤسسة هند رجب تكشف تسلسل المجزرة الإسرائيلية بمستشفى ناصر


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - على اهل لبنان العودة الى أبناء الجنوب وليس العكس