أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد رضا عباس - تجاهل مريب لقضية مقبرة -الخسفة- العراقية من قبل مراكز التواصل الاجتماعي















المزيد.....

تجاهل مريب لقضية مقبرة -الخسفة- العراقية من قبل مراكز التواصل الاجتماعي


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 17:42
المحور: الصحافة والاعلام
    


تعودت مراكز التواصل الاجتماعي في العراق تغطية كل شاردة وواردة , حيث ما ان ينطلق مركز معين بالحديث عن قضية معينة حتى استنسختها المراكز الأخرى , وفي يوم واحد لا يبقى صغيرا ولا كبير لا يعرف عن الموضوع بعض شيء . اما اذا كان الموضوع يخص الحكومة مثل توريد الكهرباء او حديث سياسي خرج من فم سياسي معين فلك ان تحكم على حجم الحديث عنه او التعليق عليه. واذا اتهم سياسي من أبناء الجنوب العراقي في قضية معينة فلك ان تحسب عدد البرامج التي ستتعامل مع قضيته , حتى لو ينزل كتاب من السماء يعلن تبرئته .
اعتقد ان هذه احد المشاكل التي تعاني منها النظم الديمقراطية , حيث أصبحت مراكز التواصل الاجتماعي تماما مثل فاكهة التفاح , ففي المعتقد المسيحي ان اكل التفاحة مفيدة للجسم ولكنها بنفس الوقت هي التي أخرجت ابونا ادم من الجنة . وعليه يجب الحذر من استخدام معلومات هذه المراكز , خاصة وان هدف البعض منها هو التخريب ونزع الثقة من قلوب المواطنين بالنظام السياسي الحاكم في العراق . انهم يتجاهلون أي موضوع يخص المجتمع العراقي , ولكنهم ينسجون القصص عندما يكون الموضوع ضد فرد او حزب معين او حتى ضد موظف معين .
احد المواضيع المهمة والتي اهملتها مراكز التواصل الاجتماعي والتي تهم جميع أبناء المجتمع العراقي , ولا تهم مكون عراقي معين ,هو تجاهلهم تغطية موضوع نشر الحزن واثكل الإباء والامهات لعشرات الالاف من العوائل العراقية في طول البلاد وعرضها , الا وهي " مقبرة الخسفة" في الموصل والتي استخدمها تنظيم داعش كمقبرة يرمي جثث من اعدمهم فيها.
هذه المقبرة الجماعية تختلف عن جميع المقابر الجماعية التي اكتشفت في العراق بعد السقوط كونها حوت على رفات من جميع مكونات المجتمع العراقي بلا استثناء او تمييز , فيما ان المقابر الجماعية التي ورثها العراق بعد سقوط نظام صدام حسين كان تحوي رفات مكون معين من مكونات المجتمع العراقي , فكانت هناك مقابر جماعية لأبناء المكون الشيعي , وكانت هناك مقابر جماعية للأكراد , وحسب انتمائهم الى الحزب الديمقراطي الكردستاني او الاتحاد الوطني الكردستاني . المقبرة عبارة عن حفرة طبيعية يسميها اهل المنطقة المجاورة لها " الخسفة" , عمقها حوالي 150 متر و قطرها حوالي 110 متر وتبعد عن مدينة الموصل حوالى 15 كيلو متر .
في الخسفة رميت جثامين الضحايا من العرب والكرد , المسلم والمسيحي والايزيدي , الشيعي والسني , وبذلك أصبحت هذه الخسفة الرهيبة عراقا مصغرا اجتمع في قعرها كل مكونات العراق. تضاربت الانباء عن عدد الضحايا في هذه الحفرة , فمنهم من يضع عددهم 15 الف ومنهم من وضع الرقم 20 الف ضحية. وهو عدد المغيبين من اهل الموصل حسب ما جاء في تصريح السيد محافظ نينوى والتي عاصمتها الموصل , حيث صرح , بان " المقبرة تضم ضحايا من مختلف محافظات العراق وليس من الموصل فقط , وهناك شهداء من جنوب العراق , من الناصرية والسماوة و الديوانية مدفنين في هذه المنطقة أيضا " لافتا الى ان " عدد المفقودين في نينوى يتجاوز 20 الف شخص لا نعرف مصيرهم حتى الان".
اما عن طريقة قتل الضحايا , فيقول سكان القرى المجاورة للخسفة بان التنظيم كان يعدم فيها العشرات يوميا وعلى مدى سنوات . ويقول المحافظ ان داعش اعدم في يوم واحد 2080 شخصا , كان منهم 600 شخص من حي وادي حجر وان عملية قتلهم سجلت على قرص تم العثور عليه وسلم الى المحاكم المختصة في الموصل. ويقول مسؤول اخر, ان " مئتي ايزيدي من كبار السن تم جلبهم من سنجار, مركز تواجدهم , واعدموا في هذه الحفرة" , وذكر مسؤول اخر من الموصل بان التنظيم اعدم 280 شخصا معظمهم من منتسبي وزارة الداخلية عام 2016 , اعدموا جميعا في يوم واحد. ووصفت احدى الصحف عملية قتل داعش للضحايا في الموصل بالقول , ان " بين عامي 2014 و2017، استخدمت العصابات وسائل إعدام وحشية، من بينها الإلقاء من المباني العالية، مثل بناية "شركة التأمين الوطنية"، والإعدام المباشر، أو الرمي في "الخسفة"، بالإضافة إلى المقابر الجماعية، والدفن أحياءً، والحرق عن بُعد."
في الاجمال خلف تنظيم داعش 201 مقبرة جماعية , اكتشف منها 130 مقبرة في سنجار و تلعفر وجنوب الموصل , فيما بقى 71 منها بانتظار التنقيب.
اعتقد ان الموضوع هو من الحجم الكبير وقابل لان يكون حديث مهم ليس فقط لبرامج التواصل الاجتماعي في العراق فحسب وانما للفضائيات العربية أيضا , حيث ان تثقيف المواطن العربي عن ممارسات تنظيم داعش الاجرامية ضد الأبرياء اصبح مهما جدا, حيث ما زال الكثير من الشباب العربي يعتقد ان تنظيم داعش يريد بعودة المجتمع الإسلامي الى عهد الرسالة , وهو حلم جذاب لمن يريد ان يعيش مع صحابة رسول الله . الا ان حلم العودة الى عهد الرسالة جلب الكوارث على الامة وما على القارئ الا ان يتحدث مع من اكتوى من جرائم من يسوق الى هذا المشروع , مشروع العودة الى زمن الرسالة, من اهل الصومال, العراق, نيجيريا , أفغانستان , باكستان , سوريا , الجزائر , ومالي. هذه دول إسلامية قتل تنظيم داعش من أبنائها مئات الالاف , وسهل الطريق الى القوى الاستعمارية بتواجد على اغلبها بحجة حمايتها من التنظيم.
صحيح , ان مراكز التواصل الاجتماعي تتنافس من اجل الحصول مواضيع ذو اثارة من اجل كسب اكبر عدد من المشاهدين او المشتركين , ولكن موضوع " مقبرة الخسفة " هو الاخر موضوع يثير اهتمام المشاركين , حيث انه يهم المواطن السني والشيعي , ويثير اهتمام المسلم وغير المسلم , ويثير اهتمام الكردي والعربي . على الأقل سيعلم المستمع بان تنظيم داعش لا دين له الا دين من يدفع له . انه شركة عابرة للحدود . المشاهد لهذه البرامج على الأقل سيعرف المحن التي مرت باهل الضحايا , مستقبل الأزواج والأطفال , خطرهم على مسيرة التقدم والرقي , خطرهم على الامن والاستقرار , وكيف ان أي مواطن يعيش تحت تعاليمهم يفقد التحضر والعيش الكريم. اسال اهل الفلوجة , كم من شاب ضرب ظهرة بالسياط بسبب تدخين سكاره في الطريق . لا اعتقد ان شخص سوي يقبل بمثل هذه الأفعال.
اعتقد ان تجاهل مراكز التواصل الاجتماعي لهذا الموضوع المهم والخطير وعدم إعطاء الوقت الذي يستحقه من التغطية يعود الى عقلية مديري هذه المراكز الطائفية والعرقية , خاصة وان بعض مراكز التواصل في العراق أصبحت مملوكة لأحزاب ذات ايدولوجيات مختلفة ولا تتحرك بتغطية موضوع معين الا بعد موافقة ارباب عملهم . وصدقني لو كان من في المقبرة من مكون عراقي واحد لاشتعلت جميع المراكز في التغطية , ولكن طالما وان في المقبرة رفات من جميع مكونات الشعب العراقي , لم يبقى شيء للمؤثرين للتحدث عنه . وصدقني لو لم يكن هذا الحدث على يد داعش وانما على يد قوة أخرى لكانت التغطية بدون انقطاع . أتذكر جيدا عندما قتل داعش شباب سبايكر خرج بعض المؤثرين بنظرية لا يتحملها الا من امثالهم , يقول ان نوري المالكي هو الذي ارسل داعش الى تكريت وقتل طلاب سبايكر من اجل ان يفجر حرب طائفية ! والسبب ان هؤلاء لم يكونوا يحبون المالكي ولا التغيير السياسي في العراق. في الأخير , ان النازلين في هذه الحفرة الرهيبة ظلموا مرتين , قتلهم على يد اتعس خلق الله , والثانية تجاهل أصحاب الالسن الطويلة قضيتهم.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا بواكي على أطفال غزة
- قالوا وقالوا في عملية تجويع غزة
- الى الطبقة المثقفة من أصحاب القلم .. بعد التحية عتاب
- مجزرة جامع الخطوة في البصرة
- انتفاضة خان النص .. اول انتفاضة شعبية ضد نظام صدام حسين
- العراق يجب ان يخاف من حرب نهروان لا صفين
- سلام في الشرق الأوسط وفق الشروط الإسرائيلية
- الاتفاق التجاري الأمريكي – الأوروبي .. اتفاق ام تبعية ؟
- ما هي الديمقراطية الاستبدادية وهل ان العراق في خانتها ؟
- التعريفة الجمركية .. من الرابح ومن الخاسر منها ؟
- جذور حملة ترامب الضريبية على التجارة الخارجية
- الفوضى الخلاقة لم تدخل على بسطات مدينة الكاظمية من بغداد بعد
- اسد يتجول في بغداد !
- فاجعة الهايبر مول في محافظة واسط في العراق ليست من صنع الله
- فاينانشال تايمز تشبه نمو الدين الحكومي الأمريكي ب - المرض ال ...
- دبخانة الكاظمية تغلق أبوابها .. والسبب السيد ترامب !
- الإرهاب في سوريا هو عينه كان في العراق ولكن بأدوات مختلفة
- مؤامرة تطبخ باسم اهل الجنوب العراقي
- أمريكا لا تفاوض الضعفاء
- موت مجاني في العراق اسمه حوادث المرور


المزيد.....




- -تمت السيطرة عليه سريعًا-.. حريق في فيلا محمد صبحي
- قمة أوكرانيا: هل يمكن لأوروبا الاعتماد على الولايات المتحدة؟ ...
- خبير عسكري: تدمير غزة يتطلب أكثر من عام وسط تحديات إستراتيجي ...
- الاحتلال يقتلع مئات أشجار الزيتون بالضفة ومئات يقتحمون الأقص ...
- ساعر: على أوروبا أن تختار بين إسرائيل وحماس
- كاتب بمعاريف: هذا هو المرض المزمن الذي يهدد إسرائيل
- النرويج تدعو لبناء تحالفات قوية ضد إسرائيل وترفض تصريحات ساع ...
- حقيقة فيديو بيان مشيخة عقل الدروز بعد -عزل حكمت الهجري-
- شاطئ أبو تلات بالإسكندرية: كيف انتهت رحلة تدريب طلاب، بكارثة ...
- بحضور رئيس الوزراء الكندي.. زيلينسكي في يوم استقلال أوكرانيا ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد رضا عباس - تجاهل مريب لقضية مقبرة -الخسفة- العراقية من قبل مراكز التواصل الاجتماعي