أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - شكرا سيد قرداحي














المزيد.....

شكرا سيد قرداحي


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 20:16
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


وزير الاعلام اللبناني السابق جورج قرداحي كشف للعالم قضية في غاية الأهمية وهي تنازل العرب عن حقوقهم امام الأقوياء , وهي ظاهرة لم تكن معروفة عندهم . العرب حاربوا الدخلاء بكل شجاعة واقدام حتى وان كان عدوهم يفوقهم عدة وعدد . لقد دخلوا في معارك كبيرة و مشرفة منذ تأسيس الخلافة الراشدية وحتى خروج اخر مستعمر من أراضيهم . الامر تغير الان , حكومات تريد العافية وافراد, عاديين و مسؤولين, من شعوب عربية تشجب بالفم المليان الحركات التحررية ولا تراها الا شر مطلق . اكيد ان كل من يقرا هذه الصفحة عنده بعض الأمثلة والتي أصبحت تطرح بالعلن بدون خوف وخجل من على صفحات التواصل لاجتماعي .
أتذكر جيدا كيف ان دول الخليج العربية هاجت وماجت ونددت واستنكرت تصريح السيد جورج الذي قال فيه ان حرب السعودية على اليمن هي حرب "عبثية" في خريف 2021. وعلى الفور استدعت السعودية سفيرها في لبنان للتشاور , وكذلك طلبت من سفير لبنان لدى المملكة المغادرة خلال 48 ساعة . وحذت حذو السعودية مملكة البحرين , الكويت والامارات العربية , فيما ادانت قطر واليمن تصريحات الوزير قرداحي .
وبالحقيقة لم تكتفي السعودية بطرد السفير اللبناني وانما أوقفت استيرادها من لبنان , منع مواطنيها السفر الى لبنان , اغلاق مجموعة MBC جميع مكاتبها في لبنان بشكل نهائي وانتقالها بكامل معداتها الى الرياض . لقد حوصرت لبنان اقتصاديا ودبلوماسيا في وقت كانت لبنان في اشد الحاجة الى وقفت العرب في محنتها الاقتصادية . لقد اعتبر الخليج تصريح السيد جورج تعدي ليس بعده تعدي , قنبلة ذرية , على كرامتهم وسمعتهم , حيث جاء في تغريده تركي ال الشيخ " لا تحارش المملكة العربية السعودية او السعودي .. اوزن كلامك زيين قبل تقوله او افعالك .. السعودية و قيادتها وشعبها خط احمر .. والي ما يعرف حجمه الأيام تعلمه حجمه". اذن , السعودية صورت قرداحي لا يزن الكلام , ومن اجل هذا استنفرت جميع دول الخليج العربية طاقتها لتعلم السيد قرداحي كيف يتكلم!
الغريب ان رد الفعل الخليجي تجاه قصف إسرائيل حي سكني في الدوحة يوم 9 أيلول من اجل قتل أعضاء وفد حماس التفاوضي , لم يكن حتى معشار رد الفعل على تصريحات قرداحي والتي قالها عندما كان مواطنا عاديا وليس وزيرا . احب ان اركز على هذه النقطة , وهي ان تصريح قرداحي بعبثية الحرب على اليمن لم يكن وقت قيادته وزارة الاعلام اللبنانية وانما قبلها , و بالتأكيد كان لا يعلم بانه سيصبح وزيرا في حكومة السيد نجيب اوقاتي . ومع هذا أحرقت دول الخليج جميع الجسور مع لبنان ولم تنطفئ نيرانه الا بعد استقالة السيد قرداحي.
نفهم جدا , ان دول الخليج ليست قادرة على رد العدوان على الدوحة , بالرغم من امتلاكها ما يقارب 500 طائرة حربية , وقدرات مالية هائلة , وقضية عادلة تجمع حولها شعوب العالم بأجمعها. دول الخليج اكتفت بأصدار بيانات شجب وتنديد وهو ما يريده بنيامين نتنياهو و لا اكثر.
هل لدى دول الخليج أدوات فاعلة لوقف أي عدوان إسرائيلي مرتقب وإعطاء درس لنتنياهو لا ينساه ؟ نعم , ليست بالضرورة صواريخ بالستية و طائرات بدون طيار , وانما على سبيل المثال سحب سفراء الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني , وقف أي مباحثات تطبيع وسلام , منع البواخر الإسرائيلية الارساء في الموانئ العربية , منع أي سفينة إسرائيلية او غير إسرائيلية تحمل سلاح او مواد غذائية الى الكيان الصهيوني في الموانئ العربية , قطع المساعدات المالية الى أي دولة لها علاقة مع إسرائيل , وقف الاستثمارات المالية مع الشركات الصهيونية , منع عبور الطائرات المدنية والعسكرية الأجواء العربية , دعم المقاومين من اهل غزة بالمال , فضح ممارسات الكيان الصهيوني في غزة والضفة الغربية من عمليات إبادة جماعية امام المجتمع الدولي , تقوية علاقاتها مع المنظمات الاوروبية التي تدين العدوان على الفلسطينيين , دعم ساسة أوروبا وامريكا الداعمين للحق الفلسطيني , و إشارات لاستخدام النفط كسلاح ضد الدول التي تدعم الكيان الصهيوني.
الضربة الجوية الإسرائيلية للعاصمة الدوحة اثبتت للعالم اجمع ان مصلحة الولايات المتحدة الامريكية هي مع إسرائيل وليس مع العرب . كنا نعتقد ان وجود اضخم قاعدة أمريكية في قطر على الأقل تحمي البلد برا وبحرا وجوا , ولكن الواقع كشف غير ذلك , الولايات المتحدة الامريكية كانت تعرف بالضربة الجوية على الرغم من انكار السيد ترامب ذلك . أمريكا اخبرت قطر بالضربة في وقت الهجوم وليس قبل الهجوم بساعة او حتى نصف ساعة , لان قطر ودول الخليج الأخرى غير مهمة للولايات المتحدة وتعتبرها مجرد محميات تابعة لها , ومقابل حمايتها من الانقلابات الداخلية , عليها قبول و تنفيذ قراراتها, والا ما معنى ان يصرح وزير خارجية الولايات المتحدة ماركو روبيو , بان قطر " شريكا مهما و مفيدا " للولايات المتحدة وفي نفس الوقت يؤكد الوزير ,أن الاختلاف بشأن الهجوم الإسرائيلي على قطر "لن يغير" الدعم الأمريكي لإسرائيل.
الوزير روبيو لم يطلق عبارة واحدة تندد بالضربة الإسرائيلية على حليف له يقول عنه " شريكا مهما و مفيدا" ! بل ان هذا الوزير برر القرارات الإسرائيلية ببناء مستوطنات جديدة , بانه جاء كرد فعل إسرائيلي على " اعتراف دول بالدولة الفلسطينية " وان الرئيس ترامب حذر هذه الدول من احتمال رد فعل إسرائيلي على هذه الخطوة . اين الحق الفلسطيني وأين القانون الدولي وأين احترام شعور العرب والمسلمين وهم ينظرون الى أبناء غزة يبادون ؟
لقد وصلت وقاحة نتنياهو , الطفل المدلل لترامب, ان يعيد تهديده لدولة قطر وكل دولة تستضيف قيادات حماس بعد يومين من هجوم طائرته على الدوحة . ومرة ثانية , لم يكن هناك رد فعل امريكي ضد التصريح وامام هذا التجاهل الأمريكي وعدم المبالات اضطرت السعودية بعقد شراكة دفاعية مع باكستان , وكان الاحرى بقطر تخطي خطوة السعودية , ولكنها خيبت امال الجميع عندا أصدرت بيانا جاء فيه "إن الشراكة الأمنية والدفاعية بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية أقوى من أي وقت مضى وستستمر في النمو".



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارجوك لا تلطم الخدود .. العراق بخير
- من قتل الشيخ عبد الستار سلمان القرغولي ؟
- عملية - يوم الحساب- رسالة إسرائيلية وقحة - لكل الشرق الأوسط-
- اطمئن وارتاح .. حكومة السوداني سوف لن تسقط
- أيها العراقيون : الانتخابات اداة وحدة وليس فرقه
- هل ان من مصلحة العراق حل الحشد الشعبي ؟
- على اهل لبنان العودة الى أبناء الجنوب وليس العكس
- العراق ولبنان .. النفط مقابل الخدمات
- في السليمانية .. شجار بين أبناء العم بالأسلحة الثقيلة
- تجاهل مريب لقضية مقبرة -الخسفة- العراقية من قبل مراكز التواص ...
- لا بواكي على أطفال غزة
- قالوا وقالوا في عملية تجويع غزة
- الى الطبقة المثقفة من أصحاب القلم .. بعد التحية عتاب
- مجزرة جامع الخطوة في البصرة
- انتفاضة خان النص .. اول انتفاضة شعبية ضد نظام صدام حسين
- العراق يجب ان يخاف من حرب نهروان لا صفين
- سلام في الشرق الأوسط وفق الشروط الإسرائيلية
- الاتفاق التجاري الأمريكي – الأوروبي .. اتفاق ام تبعية ؟
- ما هي الديمقراطية الاستبدادية وهل ان العراق في خانتها ؟
- التعريفة الجمركية .. من الرابح ومن الخاسر منها ؟


المزيد.....




- -رحاليستا- الليبي يتحدث لترندينغ عن رحلته في صنع المحتوى وزي ...
- إفتهان المشهري .. اغتيال مسؤولة يمنية رميا بالرصاص في وضح ال ...
- محمد قبنض.. اختطاف منتج مسلسل باب الحارة السوري من دمشق والد ...
- اتفاق أمني متوقع بين إسرائيل وسوريا برعاية أمريكية وخريطة لت ...
- من السلام البارد إلى التصعيد العلني: العلاقات المصرية - الإس ...
- لبنان: توجه لتسجيل الطلاب السوريين في المدارس الحكومية لعام ...
- علماء مناخ طردهم ترامب يواصلون المشوار
- وزارة الداخلية الفرنسية تطلب من البلديات عدم رفع العلم الفلس ...
- هل تغيّر الاتفاقية السعودية - الباكستانية معادلة الأمن في ال ...
- روبرت ريدفورد أيقونة الأناقة الكلاسيكية يودع هوليود


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - شكرا سيد قرداحي