أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - اطمئن وارتاح .. حكومة السوداني سوف لن تسقط















المزيد.....

اطمئن وارتاح .. حكومة السوداني سوف لن تسقط


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 19:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دائما وابدا كنت أقول ان ادارة العراق من اصعب الإدارات في العالم , نظرا لتعدد دياناته , قومياته , اختلاف مذاهبه , واختلاف ايدولوجيات احزابه . وانا طفل صغير كنت اسمع عن الاقتتال بين الاكراد والقوات العراقية , وعند دخول عمري الخمسة عشر عاما بدأت أعيش الصراع الدموي بين انصار الحزب الشيوعي العراقي والقوى القومية , حتى انتصرت الثانية على الأولى في انقلاب 14 رمضان ( 8 شباط) عام 1963 , وبعد ذلك استفحل مرة ثانية الاقتتال بين القوى الكردية و القوات المسلحة التي كانت ترسلها بغداد الى شمال العراق , حيث مكان تركز المكون الكردي. وفي عام 1975 , انهارت الحركة الكردية بعد ان وقع صدام حسين وشاه ايران اتفاقية الجزائر بوساطة الرئيس الجزائري هواري بن مدين , ومع هذا الانهيار لم يستقر العراق سياسيا , بعد ان بدء صدام حسين بتصفية المعارضة جسديا للتحضير لحرب ايران التي طالت ثمان أعوام.
كان بمقدار جميع من قادة العراق إنقاذه من التشرذم والطائفية والنزاعات السياسية والتي كلفت العراق أرواح مئات الالاف من أبنائه لو سمحوا مشاركة جميع مكوناته في إدارة الحكم وفسح المجال للأحزاب العراقية العمل وفق القانون . ان الذي جرى هي الوراثة السياسية من زعيم الى اخر حتى وان تغير نوع الحكم . لم تتغير قواعد الحكم التي كانت سائدة في العهد الملكي في النظم الجمهورية , والحقيقة كانت النظم الجمهورية اكثر تشددا في تركيز السلطة من النظام الملكي الامر الذي ابعد الحكومات عن الشعب.
وهكذا عندما دخلت القوات الامريكية الى العراق , وجدت الوصول الى بغداد سهلا ميسورا . لقد استخدم العراقيون قول الذي نسمعه هذه الأيام من المتخاذلين عن القضية الفلسطينية " اللهم اضرب الظالمين بالظالمين". العراقيون وجدوا ان الامريكان ان لم يكونوا خيرا من صدام فلن يكونوا اسوء منه. اتركوا صدام حسين واعوانه يتعاملون مع الامريكان , فكان سقوط بغداد ذات الكثافة السكانية والتي كانت آنذاك اكثر من سبعة ملايين بدبابتين فقط.
سقط نظام صدام حسين , ولكن أنصاره مازالوا يحنون الى تلك الحقبة السوداء التي غطت العراق لفترة 35 عاما . اصطف مع هؤلاء قوة جديدة من الذين يختلفون مع الأحزاب الحاكمة وهم من شيعة وسنة , البعض يقول بانهم مدعومون من سفارات اجنبية او أحزاب معارضة للنظام واصبحوا أداة تخريب عقل المواطن العراقي. والحقيقة , كما اخبرني احد معارفي وهو يعيش في بغداد , بانه هذه الأيام , يتوقع ان يستيقظ من النوم ويرى نظاما جديدا من كثرة ما يسمع ليلا ما يقوله معارضو النظام من احاديث تسقيطية من على مواقع التواصل الاجتماعي . ولكنه يكتشف في الصباح ان شرطي المرور ما زال في نقطة تواجده اليومية , وما زال العمال يسارعون نحو اعمالهم , والموظف يركض من اجل الوصول الى محل وظيفته, والطالب الى مدرسته , وام براء في طريقها الى بقال حارتها . المعارضون , وبكل غباء , يتحدثون بان النظام ايل الى السقوط وان هناك قوات مسلحة تنتظر لحظة الانطلاق من المناطق الغربية لأسقاط بغداد وتغيير النظام , وان أمريكا على وشك اسقاط محمد شياع السوداني , وان إسرائيل في طريقها الى ضرب 16 موقعا للحشد الشعبي , وان أمريكا في طريقها لحجز أموال النفط من اجل تجويع العراقيين وتسهيل اسقاط الحكومة بأسرع وقت . انها أحلام , او قل ارتزاق . انهم يتحدثون بهذه اللغة من اجل الراتب الشهري ليس الا , مثل ما يستلم الموظف الحكومي راتبه الشهري هؤلاء يستلمون معونات من الداخل او الخارج تحت اسم " منظمة مجتمع مدني" او تحت اسم " مكتب بحثي" .
حكومة السيد محمد شياع السوداني سوف لن تسقط , على الرغم من قصر الفترة الزمنية المتبقية لحكومته , وللأسباب التالية:
1. ان حكومة السيد السوداني ما زال البعض يسميها على انها محسوبة على القوى الإسلامية الشيعية , تعلم جيدا انها اخر حكومة تحكم البلاد محسوبة على الشيعة ان لم تقدم شيء للمجتمع العراقي , وان السيد السوداني قدم كل ما لديه , حتى وصل الامر بمحافظ نينوى بالقول ان السيد السوداني " دلل " الموصل.
2. كانت الحكومات ما قبل السيد السوداني مشغولة بمحاربة أعداء العملية السياسية و تعلم بالحديث بان الشيعة ليسوا رجال حكم , ولكن السيد السوداني اثبت ان أي زعيم وطني يستطع الحكم اذا كان هناك سلام اهلي و مشاركة . الحقيقة , ان الشيعة لم يستلموا بغداد وهي في حلة الشارقة او أبو ظبي او نيويورك , وانما استلموا بغداد مخربة .
3. ان السيد محمد شياع السوداني من اهل محافظة العمارة , وهي محافظة معروفة بفقرها واهوارها واقتصادها الذي يعتمد على زراعة الحنطة , ولكن قيادة السيد السوداني للعراق اثبت ان القيادة لا يحددها الأصل والفصل و الإرث والمذهب وانما العمل الجاد والوطنية .
4. ومن قدرة السيد السوداني هو التحمل وعدم التصريح حول كل شاردة وواردة . كثيرة هي الاحداث التي مرة في زمنه ولكنه فضل عدم التحدث عنها لمعرفته تفاهة الموضوع وعدم إعطاء المجال لمنصات التواصل الاجتماعي ان تكون مصدر حديث لها.
5. التغيير السياسي دون رغبة المواطن العراقي اصبح صعبا ان لم يكن مستحيلا . لقد ولت تلك الأيام التي كان بعض العسكريين يخططون للانقلاب وهم يكرعون عرق زحلة في نادي الجيش ليلا . الان , اذا سقطت بغداد على يد قائد عسكري معين سوف لن يجد اذن صاغية في محافظة الحلة او الكوت او الناصرية او البصرة.
6. حتى عن عدد القوات المسلحة التي تقودها المعارضة والتي تتجمع في الجهة الغربية من البلاد كما يزعم بعض الافراد ليس لها القوة ولا الجراءة في مواجهة فوج عراقي مسلح . القوات المسلحة العراقية دخلت وادي حوران , ذلك الوادي الذي لم تستطع أي قوة عسكرية عراقية دخوله من قبل.
7. السيد ترامب لا يحب العراق , وهذا معروف . ولكن السيد ترامب ليس من السذاجة ان يطلق حملة لأسقاط النظام القائم بحجة عدم تعاونه مع أمريكا او بحجة عدم موافقة النظام العراقي بتوقيع معاهدة صلح مع إسرائيل او الانضمام الى الاتفاقية الإبراهيمية. السيد ترامب يعرف حجم العراق ويعرف جيدا مدى تأثيره على المنطقة , ويتفهم حتى علاقة العراق وايران المتجذرة . ان زيارة السيد السوداني الى مسقط جاءت " لمنع أي مخاطر إقليمية قد تحصل في أي لحظة ", وان هناك اتفاق " على بذل كل الجهود والمساعي من اجل ابعاد كل ما يخشاه العراق والمنطقة من مخاطر".



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها العراقيون : الانتخابات اداة وحدة وليس فرقه
- هل ان من مصلحة العراق حل الحشد الشعبي ؟
- على اهل لبنان العودة الى أبناء الجنوب وليس العكس
- العراق ولبنان .. النفط مقابل الخدمات
- في السليمانية .. شجار بين أبناء العم بالأسلحة الثقيلة
- تجاهل مريب لقضية مقبرة -الخسفة- العراقية من قبل مراكز التواص ...
- لا بواكي على أطفال غزة
- قالوا وقالوا في عملية تجويع غزة
- الى الطبقة المثقفة من أصحاب القلم .. بعد التحية عتاب
- مجزرة جامع الخطوة في البصرة
- انتفاضة خان النص .. اول انتفاضة شعبية ضد نظام صدام حسين
- العراق يجب ان يخاف من حرب نهروان لا صفين
- سلام في الشرق الأوسط وفق الشروط الإسرائيلية
- الاتفاق التجاري الأمريكي – الأوروبي .. اتفاق ام تبعية ؟
- ما هي الديمقراطية الاستبدادية وهل ان العراق في خانتها ؟
- التعريفة الجمركية .. من الرابح ومن الخاسر منها ؟
- جذور حملة ترامب الضريبية على التجارة الخارجية
- الفوضى الخلاقة لم تدخل على بسطات مدينة الكاظمية من بغداد بعد
- اسد يتجول في بغداد !
- فاجعة الهايبر مول في محافظة واسط في العراق ليست من صنع الله


المزيد.....




- في لمح البصر.. شاهد شاحنة صهريج وقود تصطدم بسيارة إسعاف بحاد ...
- محادثات نووية في مصر بين وزير خارجية إيران ومدير وكالة الطاق ...
- خطة ديرمر: هل تُجبر حماس على الرضوخ وتمنح إسرائيل مكاسب سياس ...
- مقتل 4 جنود إسرائيليين في غزة.. ونتنياهو يُحذر السكان: غادرو ...
- 12 وفاة و30 حالة مشتبه بها.. محاكمة طبيب فرنسي بتهمة تسميم م ...
- فرنسا: الجمعية الوطنية تطيح بفرانسوا بايرو وأزمة سياسية جديد ...
- الرئيس البرازيلي يندد بالانتشار العسكري الأميركي بالبحر الكا ...
- صحفية أميركية تكسب قضية تشهير ضد ترامب وتحصل على 83.3 مليون ...
- أعادت الأمل للطلبة.. مساحات تعليمية في غزة رغم الحرب
- مع العودة للمدارس.. كيف نتجنب أخطاء المذاكرة ونضمن التفوق ال ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - اطمئن وارتاح .. حكومة السوداني سوف لن تسقط