أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - أيها العراقيون : الانتخابات اداة وحدة وليس فرقه















المزيد.....

أيها العراقيون : الانتخابات اداة وحدة وليس فرقه


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8456 - 2025 / 9 / 5 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما تقترب الانتخابات العراقية العامة يوما واحدا , يزاد الشحن الطائفي والقومي اكثر بين قادة الأحزاب والكتل السياسية حتى غدت مواقع التواصل الاجتماعي ليس لها موضوع تتحدث عنه الا موضوع واحد وهو التسقيط , والاتهام المتبادل والتي لا تزيد العراقيين الا فرقة وكراهية وانغلاق , وهو امر يضر بالعراقيين جميعا.
العراق ليس ملك لمكون واحد , وانما للجميع ,وان غرق سفينته فسوف تغرق الجميع , وهذا ما عرفه ابائنا . لقد عاش ابائنا واجدادنا بسلام واحترام منذ مئات السنين على الرغم من فقر الثقافة في ذلك الوقت . علمنا المرحوم الوالد بالمثل الشائع في العراق وهو " عيسى بدينة وموسى بدينه " , أي الاحترام المتبادل للعقائد والتقاليد .
والحقيقة , يخطا من يقول ان الطائفية والقومية جاءت مع المحتل وخير الدليل على ذلك هو تقسيم الراسات الحكومية على المكونات العراقية الكبيرة فأعطت الحكومة بيد رئيس وزراء شيعي , واعطت رئاسة الجمهورية الى مواطن كردي , ومجلس النواب الى مواطن سني.
كان سبب أعطاء هذه المناصب على هذا الشكل , هي السياسية الطائفية للحكومات المتعاقبة التي حكمت العراق , فأهملت المكون الشيعي والكردي والايزيدي والمسيحي , الامر الذي خلق علاقات متوترة و مستمرة مع المركز حتى سقوط النظام البعثي في ربيع 2003 . واذا كانت سياسة الحكومات ما قبل مجيء حزب البعث الى السلطة في تموز عام 1968 هو اقصاء المكونات غير العربية السنية من المناصب الحكومية الرفيعة , فان صاحب شعار " امة عربية واحدة .. ذات رسالة خالدة" حمل شعار الحرب بلا هوادة على أبناء بلده من الشيعة والكرد , ولهذا السبب كانت القوى المعارضة للنظام قد قررت في اجتماعاتها قبل السقوط , الغاء الحكم راسي الى حكم برلماني , على فرض ان النظام الأخير يضعف من ديكتاتورية رئيس الحكومة , وثانيا اتفقوا على ان يكون مجلس الحكم المؤقت من كل المكونات العراقية وليس من مكون واحد ليطمئن الجميع , واتفقوا أيضا على توزيع الراسات على أبناء المكونات من اجل طمأنتهم بالمشاركة في الحكم وعدم إعطاء أي امل لعودة الديكتاتورية الى البلاد .
ولكن الخوف من الاقصاء والتهميش بقى يعيش في داخل أبناء المكونات بعد التغيير , الامر الذي استثمره الساسة . فبدلا من العمل بكل قواهم على طمأنة الشارع العراقي من عدم العودة الى زمن الاقصاء والتهميش وان جميع العراقيون متساوون بالحقوق والواجبات , الا ان عملهم تركز على "حماية المكون" , أي الحصول على اعلى المكاسب لأبناء مكونهم حتى لو كان على حساب المكون الاخر وهو خيار اثبت فشله وخسر جميع المكونات العراقية بسببه. الحكومات المتعاقبة لم تنجح في إدارة ملف الخدمات , القضاء على البطالة , القضاء على مشكلة السكن , وملفات اقتصادية وثقافية واجتماعية كثيرة, فكانت نتيجة هذه الإخفاقات هو تراجع عدد المشاركين في الانتخابات . المواطن العراقي لم يرى الطحين .
هذه المرة , المكون السني والكردي متحمسان بدخول الانتخابات القادمة بكثافة , الامر الذي أخاف قادة الشيعة السياسيين من ضياع مكتسباتهم وبدأوا بحث مكونهم المشاركة الكثيفة أيضا. ولكن الحث على المشاركة في الانتخابات سواء كان الكردي او العربي الشيعي او العربي السني ليس بوعود القضاء على ازمة الكهرباء او شحة الماء او السكن او الرعاية الصحية او التعليم , وانما سبقت حملة الدعاية الانتخابية حملة واسعة من قبل مراكز التواصل الاجتماعي وهي تنشر الاتهامات و تزرع الخوف في قلوب المواطنين .
بعض منصات التواصل الاجتماعي ذات التوجهات السنية تتحدث عن خطط لأسقاط الانظام الديمقراطي في العراق ان لم يكن على طريقة احمد الشرع , فانه سيكون عن طريق الانتخابات القادمة . وتأتي منصات المكون الشيعي وتذكر أبناء المكون بجرائم داعش وما حدث لهم أيام صدام حسين , ولماذا يجب عليهم الذهاب بكثافة للفوز في الانتخابات القادمة.
وبطبع لا احد من المكونات العراقية يستطع الاستئثار بالسلطة على حساب المكونات الأخرى طالما وان هناك دستور . أي حتى لو استلم مواطن سني راسة الحكومة فان هذا الرئيس لن ولا يمكنه ان يكون ديكتاتوريا , حيث لا قدرة له بتشريع القوانين كما كان صدام حسين يتمتع بها . وحتى المراهنون على مساعدة الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل على اسقاط النظام الحالي ما هو الا هراء ( انظر الى المقال الأخير للدكتور محمد رياض حمزة تحت عنوان " الواقع يكذب تنبؤات التغيير العسكري في العراق , 19 نيسان 2025 على هذا الموقع ) , حيث ان العقود الاقتصادية بين الولايات المتحدة والعراق أصبحت كثيرة , يضاف ان السيد محمد شياع السوداني قد لزم العصا من الوسط , فلم يميل الى ايران او الى الولايات المتحدة في حرب 12 يوم. ومن يحذر بعودة حزب البعث , فان حزب البعث قد مات ودفن , ومن يحذر بدخول قوات تنظيم داعش من ناحية سوريا , فان سوريا ليس له القوة التي تقف امام القوات العراقية , خاصة وان القوات العراقية قد دخلت وادي حوران لأول مرة منذ تأسيس الجيش العراقي.
النظام الديمقراطي ليس النظام الأمثل في العالم , ولكنه على الأقل يعطي الحق لكل مواطن المشاركة في تقرير نظامه السياسي. ان طريقة الانتخابات المطروحة في العراق في الوقت الحاضر لا تساعد على وحدة العراقيين وانما تفرقهم , حيث ان كل فريق يحفز قواعده للمشاركة في الانتخابات العامة القادمة ليس من اجل دعم برامج مشاريع تخدم العراق , وانما من اجل ليي يد الطرف الاخر . وفي الأخير تنتهي الانتخابات والشعب العراقي غير موحد , وهذا هو السبب الذي نلاحظه من خلال تعطيل مشاريع مهمة في البرلمان العراقي , وهذا السبب استمرار التجاذبات بين الأحزاب السياسية .
المشكلة هو ان المواطن العراقي ما زال لا يفهم اللعبة الديمقراطية و وينحاز بكل ثقله الى ما يقوله سياسيو مكونهم , مما يولد الكراهية بين المكونات بدون مصلحة احد عدا الساسة الذين يطمحون في البقاء أطول وقت ممكن. ان توعية المواطن العراقي , وهي وظيفة مواقع التواصل الاجتماعي الوطنية والغير منحازة, على اختيار السياسي الذي يخدم العراقيون وليس طائفة واحدة , كفيل بوضع البلد على السكة الصحيحة , السكة التي تقود البلد الى المحبة بين المكونات والى التقدم الاقتصادي والاجتماعي والعيش سوية بلا منغصات .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ان من مصلحة العراق حل الحشد الشعبي ؟
- على اهل لبنان العودة الى أبناء الجنوب وليس العكس
- العراق ولبنان .. النفط مقابل الخدمات
- في السليمانية .. شجار بين أبناء العم بالأسلحة الثقيلة
- تجاهل مريب لقضية مقبرة -الخسفة- العراقية من قبل مراكز التواص ...
- لا بواكي على أطفال غزة
- قالوا وقالوا في عملية تجويع غزة
- الى الطبقة المثقفة من أصحاب القلم .. بعد التحية عتاب
- مجزرة جامع الخطوة في البصرة
- انتفاضة خان النص .. اول انتفاضة شعبية ضد نظام صدام حسين
- العراق يجب ان يخاف من حرب نهروان لا صفين
- سلام في الشرق الأوسط وفق الشروط الإسرائيلية
- الاتفاق التجاري الأمريكي – الأوروبي .. اتفاق ام تبعية ؟
- ما هي الديمقراطية الاستبدادية وهل ان العراق في خانتها ؟
- التعريفة الجمركية .. من الرابح ومن الخاسر منها ؟
- جذور حملة ترامب الضريبية على التجارة الخارجية
- الفوضى الخلاقة لم تدخل على بسطات مدينة الكاظمية من بغداد بعد
- اسد يتجول في بغداد !
- فاجعة الهايبر مول في محافظة واسط في العراق ليست من صنع الله
- فاينانشال تايمز تشبه نمو الدين الحكومي الأمريكي ب - المرض ال ...


المزيد.....




- عنزة قزمة تثير الرعب في حي سكني بأمريكا.. شاهد كيف
- نباتات تتوهّح في الظلام.. ما سر هذا الجدار العجيب؟
- هل يشعل نزع سلاح حزب الله فتيل صراع جديد في لبنان؟
- هل يُهدد -فرض السيادة الإسرائيلية- على الضفة، اتفاق التطبيع ...
- ترامب يوقّع أمراً بتحويل “وزارة الدفاع” إلى “وزارة الحرب” به ...
- البنجاب تواجه أسوأ فيضانات منذ عقود مع استمرار هطول الأمطار ...
- الجامعة العربية: لا تعايش في المنطقة مع احتلال إسرائيل لأراض ...
- الاحتلال ينفّذ عمليات نسف ضخمة بمدينة غزة
- إصلاح قانون الانتخابات في المغرب يواجه رهانات وتحديات
- إسرائيل توسع عمليات غزة.. ومنطقة إنسانية في خان يونس


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - أيها العراقيون : الانتخابات اداة وحدة وليس فرقه