أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - ارجوك لا تلطم الخدود .. العراق بخير















المزيد.....

ارجوك لا تلطم الخدود .. العراق بخير


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8468 - 2025 / 9 / 17 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك عراقيون لهم باع طويل في السياسة العراقية اصبحوا يستحقون الشفقة وهم يطلقون تصريحات عفى عليها الزمن او تصريحات غير واقعية و مشوشة , والسبب هو بعدهم عن الواقع العراقي او عدم الانفتاح على ما يكتبه الاخرون او فهم اللعبة الديمقراطية التي يمر بها العراق , حيث لا يمر يوما واحدا الا وتجد مقال او خبر عن العراق , واغلبها سلبي البعد . ولكن الجانب الإيجابي من هذه الاخبار والتعليقات والتي في اغلبها سالبة تعطي فكرة ان هناك بلد اسمه العراق وان هناك حكومة ووزراء وان هناك أحزاب يعملون , وجيش يحمي الحدود وموظف بذهب الى دائرته كل صباح . بكلام اخر ان هذه التعليقات تعطيك فكرة ان هناك حياة في العراق , وان النظام يضمن حرية التعبير , وهو موضوع غاب عن كثير من دول الجوار.
واذا كانت هناك إخفاقات حكومية , وسبحان الذي لا يخطا, او حالات لا توافق الجميع ,فهل يتطلب من رجل قد هرم ان يقف في برنامج سياسي حواري يبكي ويلطم الوجه امام انظار الملايين من البشر , عراقيين وغير عراقيين؟ هذا الشخص صور ان العراق سينتهي بعد أيام , مثلما فعلت مجلة التايم الامريكية الكسيفىة قبل سنوات , أيام داعش , حيث وضعت على غلافها خارطة العراق وهي تحترق . ولكن كان رد العراقيين هو القضاء على داعش عسكريا ورجوع العراق الى عافيته .
مثل هؤلاء وان كان خطابهم لا يشكل خطرا على المسيرة الوطنية في العراق , الا انهم يعطون الدعم المعنوي الى الثلة التي تحنق على التغيير وعلى المتضررين من النظام الديمقراطي التعددي , فيصبح ما يتحدثون به هؤلاء مصدرا لهم . فيقف احد المتضررين من النظام الجديد يردد ما يقوله هؤلاء , حتى وان لم يؤمن بما يقوله.
هل ان العراق بدون مشاكل ؟ وهل ان العالم بدون مشاكل ؟ الجواب على كلا السؤالين هما ان العراق والعالم يعومان في المشاكل , وليس هذا فقط , وانما يعومان وسط حيات و كواسج و تماسيح . عراقيا , العراق يعاني من قائمة كبيرة من المشاكل الداخلية . يكفي القول ان شجار بين أبناء حارة واحدة سقط فيها ضابطين من القوات الاتحادية وجرح خمسة منهم . هذه اقل المشاكل التي تجابه النظام الجديد , وهو كثرة السلاح بيد السكان . عالميا , الكل يعرف تعدي الكيان الصهيوني على أبناء فلسطين وكيف ان العالم انقسم على هذه المشكلة , الكل يعرف ما يدور بين الصين وكوريا الشمالية وروسيا من محور جديد قد يخل بالتوازن الدولي , والبنك الدولي يعرف جيدا حجم معاناة الدول المتقدمة صناعيا وغير المتقدمة صناعيا من مشاكل اقتصادية عميقة . بالحقيقة ان "ثورة" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أساسها المشاكل الاقتصادية , بعد ان أصبحت الولايات المتحدة اكبر مقترض للمال في العالم .
اذن ما يعانيه العراق الان من مشاكل انما هي جزء من مشاكل العالم . والحقيقة ان ما لدى العراق من موارد طبيعية وموقع يجعله محسودا من جميع القوى العالمية , وهو السبب في تنافس الكبار على احتواءه , وهي احد اكبر المشاكل التي تدور في العراق , وهي ما بين من يريد الانحياز الى الهيمنة الامريكية , وبين من يريد ان يكون العراق مستقلا ومحترما . وبالطبع ان هذا الخلاف يصبح مادة دسمة للمتحدثين من الطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي , ويصبح العراق كله تحت رحمة بلاغتهم الكلامية , والذي يسرق النوم من عين السامعين والمشاهدين .
لقد اخبرني احد معارفي ان سوق " الشورجة" وهو مركز تجارة العراق اصبح شبه ميت , وذلك بسبب قلق المواطن العراقي حول مصير العراق بعد سماعه بان دونالد ترامب يريد ان يوجه طائراته الحربية ضد مواقع عراقية تابعة للحشد الشعبي , وان إسرائيل تتحضر لضربة قاسية , وان العراق سوف لن يكون بمقدوره تصدير نفطه , وان الاكراد يستعدون الى الاستقلال , وان البيت الجديد للفلسطينيين ستكون محافظة الانبار , بعد اعلان استقلالها من العراق . هذه الاخبار تقلق كل من يحب العراق وكل من هو تواق ان يجد بلده قويا ومتحدا وهو يواكب الدول الأكثر رفاهية .
ولكن ماذا تقول لشخص اخر غير الذي بكى ولطم الخد وله تاريخ طويل في السياسة العراقية أيضا , وهو يصرح من على منصة X و يقول " خذوها من درويش .. العاصفة القادمة وان جالت و مالت و طافت في كل مكان وليس لها مثيل في الزمان , فهي عاصفة هائجة , مائجة , والعراق غايتها بمسلميه ومسيحيه وعربه وكرده وسنته وشيعته". هذا الحديث نشر على اغلب مواقع التواصل الاجتماعي .
لا افهم هل ان المتحدث كان يتعشى مع الرئيس ترامب وسمع حديثه ام كان معه في جلسة إفطار ؟ او مرتبط بجهاز المخابرات الامريكية , وما هذه المصيبة والتي لا ينجى منها لا مسيحي ولا مسلم ؟ هل هي قنبلة ذرية مثلا؟
اذا كان المتحدث يقصد احد أصحاب اللحى والذي يسوقون له الان , بانه سيكون جولاني العراق , فهذا لا يمكن في العراق. هناك جولاني واحد رحب به اهل الشام وسوف لن يقبل به اهل العراق. جولاني الشام له مليشيات من كل اصقاع العالم , وفي العراق هناك وزارة دفاع ابناءها من أبناء العراق ومنهم الكردي والعربي والمسيحي . الجولاني جاء بمساعدة دول معينة من اجل ربط الشام بالمشروع الإسرائيلي , وفي العراق نظام سياسي يقوده الدستور وراسات ثلاث يقودها رؤساء غير متهمين بالإرهاب. اما عن جيش هذا الملتحي فهو حسب ما يقوله الخبراء لا اكثر من 700 عنصرا وهو عدد ليس بمقدوره تحدي فوج عراقي واحد . جولاني العراق رجل هارب من وجه العدالة واذا غفرت له أمريكا فسوف لن يغفر له أبناء عمومته .
المتحدث لم يتحدث على مصيبة مكون واحد , وانما يتحدث عن مصيبة تقع على راس جميع المكونات العراقية , فهل يعني ان العراق سيكون هيروشيما الثانية؟ لا يوجد أي مناسبة تدعو استخدام القنبلة الذرية , ولا يوجد حديث عن غضب ترامب على العراق الى درجة انه يفكر بضربه بالقنبلة الذرية . وتذكر أيضا , لا يوجد نظام سياسي ينافس النظام الديمقراطي , فهل يعني ان ترامب يريد ان تسليم العراق الى صدام حسين بعد لملمة عظامه؟ غير ممكن وغير معقول.
ثم يطالب المتحدث العراقيين " الايمان بالله ورسوله والحصانة الوطنية الراسخة" . اني اصور هذا القول وكان هناك مريض مصاب بمرض عضال لا يقدر عليه طبيب , ولم يبقى له الا العودة الى الله ورسوله . العراق خرج من دائرة الخطر بعد داعش ولم يبقى له الا الصعود والتعافي , رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حصل رقم 51 من مجموع 200 قائد في العالم , وهو رقم يتمناه الكثير من قادة العالم . الاقتصاد الوطني بخير وان لم يكن الاحسن , الامن والأمان يتحدث عنه كل من زار العراق . ولا ادري هل ان المتحدث سيكون اكثر اطمئنانا لو اعلن العراق ترحيبه بالانفتاح على إسرائيل . المتحدث لم يصرح عن سبب تخوفه وما هو طبيعة "العاصفة" او مصدرها على الشيعة والسنة والمسلمين والمسيحيين و العرب والكرد , الامر الذي اعد مثل هذه التصريحات مجرد اشعار للمواطن العراقي بان صاحب التصريح ما زال على قيد الحياة وليس ميتا.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل الشيخ عبد الستار سلمان القرغولي ؟
- عملية - يوم الحساب- رسالة إسرائيلية وقحة - لكل الشرق الأوسط-
- اطمئن وارتاح .. حكومة السوداني سوف لن تسقط
- أيها العراقيون : الانتخابات اداة وحدة وليس فرقه
- هل ان من مصلحة العراق حل الحشد الشعبي ؟
- على اهل لبنان العودة الى أبناء الجنوب وليس العكس
- العراق ولبنان .. النفط مقابل الخدمات
- في السليمانية .. شجار بين أبناء العم بالأسلحة الثقيلة
- تجاهل مريب لقضية مقبرة -الخسفة- العراقية من قبل مراكز التواص ...
- لا بواكي على أطفال غزة
- قالوا وقالوا في عملية تجويع غزة
- الى الطبقة المثقفة من أصحاب القلم .. بعد التحية عتاب
- مجزرة جامع الخطوة في البصرة
- انتفاضة خان النص .. اول انتفاضة شعبية ضد نظام صدام حسين
- العراق يجب ان يخاف من حرب نهروان لا صفين
- سلام في الشرق الأوسط وفق الشروط الإسرائيلية
- الاتفاق التجاري الأمريكي – الأوروبي .. اتفاق ام تبعية ؟
- ما هي الديمقراطية الاستبدادية وهل ان العراق في خانتها ؟
- التعريفة الجمركية .. من الرابح ومن الخاسر منها ؟
- جذور حملة ترامب الضريبية على التجارة الخارجية


المزيد.....




- جوزيه مورينيو: ماذا نعرف عن -السبيشال وان- المرشح للعودة إلى ...
- غزة بعد 23 شهرًا من الحرب: نقص مواد النظافة يفاقم انتشار الأ ...
- في أول ظهور بعد الضربة.. قيادي في حماس يكشف تفاصيل الهجوم ال ...
- اختبار النوايا: برلين وباريس ولندن تضغط.. وطهران تعرض صفقة ن ...
- -الشعاع الحديدي-.. سلاح استراتيجي إسرائيلي جديد قريبا في الخ ...
- “مستشفى الموت” ليس استثناءً: أزمة الصحة العمومية مرآة لخيارا ...
- ليبيا: سفينة عمر المختار تستعد للالتحاق بالأسطول الدولي المت ...
- -زاباد 2025-... ما سر تواجد عسكريين أمريكيين في المناورات ال ...
- المغرب - إسبانيا: وزارة الدفاع الإسبانية تطلق عملية ردع ومرا ...
- المغرب : السجن 3 سنوات مع النفاذ للناشطة سعيدة العلمي


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - ارجوك لا تلطم الخدود .. العراق بخير