أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - منافع رفع البسطات من شوارع العراق ليس صفرا














المزيد.....

منافع رفع البسطات من شوارع العراق ليس صفرا


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 08:40
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


اعداد البسطات وعربات الدفع أصبحت تتضخم في شوارع مدن العراق الكبرى الى درجة ان بعض شوارعها قد أغلقت امام سير السيارات . ليس هذا فحسب وانما امتدت تجاوزات المواطنون لتشمل إضافة الأرصفة الى البيت لاستعمالها حديقة إضافية او كراج لسيارته او مخزن , بناء دور على أراضي الدولة دون اذن ودون اعتبار الى خطط المدينة , فيما استولت جماعة أخرى على الشوارع العامة القريبة من المراكز التجارية واستخدامها مكان لوقوف السيارات وبأجرة , وكان هذه الجماعة قد اشترت الشارع او استأجرته من الدولة العراقية.
شنو الفائدة تبني جسور و تفلش بسطات الناس الفقراء , عبارة سمعتها من احد أصحاب البسطات التي رفعت من احد شوارع بغداد مؤخرا وهو يشكي الحال الى احد مراسلي وكالة إخبارية عراقية , وهو يخاطب رئيس الوزراء بانه مشغولا ببناء الجسور والشوارع التي افتقدتها مدن العراق منذ فترة طويلة , و بنفس الوقت قام بإزالة البسطات التي أصبحت تشوه مناظر المدن . لقد كان الشارع الممتد من باب الدروازة الى مرقد الشريف الرضي في الكاظمية في بغداد يعد من اجمل شوارع الكاظمية من حيث طراز البناء والتنظيم . هذا الشارع اغلق امام السيارات من قبل أصحاب البسطات واصبح مرور حتى شخص واحد صعبا, وهو امر قد يؤدي الى ازهاق عدد كبير من الأرواح في حالة نشوب حريق فيه .
وهل اتاك حديث شارع الرشيد , فخر بغداد و تاريخها , ذلك الشارع الذي يمتد من شارع الميدان الى السعدون او الى ساحة التحرير . هذا الشارع كان واحدا من اهم الشوارع التجارية وبنفس الوقت من اهم المعالم السياحية للعراقيين وغير العراقيين . نظيف , خالي من البسطات , رصيف خالي من الحفر , ومحلات تجارية راقية قريبة من تنظيم المحلات التجارية في لندن . هذا الشارع تحول من شارع للقاء الاحبة الى سوق هرج , حيث استولت البسطات على الشارع , بينما استولى أصحاب المحلات الارصفة , وقفل الشارع بوجه السيارات . واما هذه الفوضى ترك أصحاب الملك ابنيتهم الى تقادم والانهيار , ولم ينقذها من محنتها الا السيد محمد شياع السوداني الذي امر بإعادة تأهيل الشارع وعودته بصورة اجمل من الماضي. لقد احب الشارع أهل بغداد واحبوه , و كان يوم إعادة افتتاحه يوم فرح وبهجة وفعاليات ثقافية إعادة للشارع مجده.
في مدينة الثورة من بغداد , البسطات أغلقت الشوارع العامة فيها وأصبحت الدرجات الهوائية والبخارية وسيلة التنقل بين احياء المدينة , وأصبحت تشكل عائقا امام حالات الطوارئ . الحكومة أعطت إنذارا برفع البسطات ومن لم يستمع الى القرار الحكومي كان " الوحش الأصفر" في انتظاره , في إشارة الى البلدوزر الأصفر. رفعت البسطات وفتحت شوارع المدينة بعد تأهيلها وعادة المدينة الى حلتها الجميلة.
لم يكن قرار رفع التجاوزات و البسطات من على الممتلكات العامة سهلا ميسورا , بدون تفاهمات سياسية و الا من غير المعقول ان ترفع عشرات الالاف من البسطات دون لعلة الرصاص , حيث من المعلوم ان اهل البسطات لهم من يحمي ظهورهم من شيوخ عشائر ورجال دين وسياسيون و موظفي دولة كبار.
هل من الانصاف رفع البسطات بالوقت الذي تشكل البسطات الدخل اليومي الوحيد لبعض من أصحابها ؟ او كما قال مواطن لمراسل احد القنوات العراقية بان الحكومة مشغولة ببناء الجسور و في نفس الوقت تخرب بسطات الفقراء. في مثل هذه الحالة بكل تأكيد هناك رابح وخاسر . الرابح هو المجتمع العراقي على شكل شوارع منظمة ونظيفة وامينة , فيما ان الخاسر هو صاحب البسطة . ولكن خسارة صاحب البسطة لا تساوي ربح المجتمع , أي ان مجموع الربح والخسارة ليس صفرا , وانما منفعة إزالة البسطات تفوق خسارة أصحابها .
ما هي طرق تعويض اهل البسطات لكي يندمجوا في الاقتصاد الوطني؟
أولا , توفير مواقع جديدة لهؤلاء المواطنين , حيث كما ذكرنا ان البعض منهم , البسطة هي مصدر رزقه الوحيد .
ثانيا , توفير قروض ميسرة طويلة الأمد لأصحاب البسطات مع وعد الاعفاء في حالة نجاح مشاريعهم .
ثالثا , لا توجد مدينة كبيرة في دولة أوروبية او اسيوية وحتى في أمريكا بدون بسطات . البسطات أداة لتجميل المدن وجذب السائحين . سوف تجد البسطات في المناطق السياحية , ولكنها منظمة بقانون . أي لا يستطع شرطي او مسؤول حكومي التحرش بهم . في العراق مناطق سياحية كثيرة ومن الممكن توفير نماذج متحضرة لهذه الاكشاك وبأعداد محددة وأماكن محددة.
رابعا , تشجيع الشباب من اهل البسطات بالالتحاق بالمعاهد المهنية للتعلم فن النجارة , الحدادة , تصليح السيارات, صيانة الأجهزة الكهربائية , توصيل الماء الصالح للشرب وعشرات أخرى من المهن , العراق في حاجة شديدة لها . المتخرج من هذه المعاهد سوف لن يجد صعوبة في العثور على عمل مجزي يفوق ما كان يكسبه من البسطة في وسط الثورة العمرانية التي يشهدها العراق في الوقت الحاضر والتي سوف تستمر الى الأربعين سنة القادمة . بمعنى ان هناك ضمانة استمرار عمل اصحاب الحرف الى بعد ان يزوج ابناءه . لقد لاحظت ان هناك شحة كبيرة لأصحاب الحرف في العراق وهو احد الأسباب الذي أدت بتفضيل شراء بيت جاهز وليس بناء بيت.
هناك من يقول ان السيد محمد شياع السوداني قد عرض وظيفته للخطر بعد قرار رفع التجاوزات , حيث من ترفع بسطته سوف لن يعطي صوته الى السيد السوداني وانما سيعطي صوته الى من يعارض السوداني . ربما هذا صحيح , حيث ان الساسة في الدول الديمقراطية يشرعون قوانين ترضي الناخب قبل الانتخابات , مثل تخفيض الضرائب , بناء شوارع وجسور , دعم القطاع الصناعي والزراعي , ويتجنبون أي قرار يغضب الناخب . ولكن ما قام به السوداني من انجاز رفع التجاوزات انما يفيد الاقتصاد الوطني والمجتمع عموما , حيث ان المصلحة العامة يجب ان تكون فوق أي اعتبار , وان فاز السيد السوداني في الانتخابات القادمة , فان فوزه يعد انتصارا لقرارته , وان لم يربح الانتخابات فان اسمه سيبقى خالدا في ذاكرة العراقيين بانه كان " رجل بناء ".



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشاركة في الانتخابات العراقية القادمة حق يجب ان لا يختطف
- قصرBiltmore في بابل العراق
- وتبين ان العراق ليس عربيا !
- شكرا سيد قرداحي
- ارجوك لا تلطم الخدود .. العراق بخير
- من قتل الشيخ عبد الستار سلمان القرغولي ؟
- عملية - يوم الحساب- رسالة إسرائيلية وقحة - لكل الشرق الأوسط-
- اطمئن وارتاح .. حكومة السوداني سوف لن تسقط
- أيها العراقيون : الانتخابات اداة وحدة وليس فرقه
- هل ان من مصلحة العراق حل الحشد الشعبي ؟
- على اهل لبنان العودة الى أبناء الجنوب وليس العكس
- العراق ولبنان .. النفط مقابل الخدمات
- في السليمانية .. شجار بين أبناء العم بالأسلحة الثقيلة
- تجاهل مريب لقضية مقبرة -الخسفة- العراقية من قبل مراكز التواص ...
- لا بواكي على أطفال غزة
- قالوا وقالوا في عملية تجويع غزة
- الى الطبقة المثقفة من أصحاب القلم .. بعد التحية عتاب
- مجزرة جامع الخطوة في البصرة
- انتفاضة خان النص .. اول انتفاضة شعبية ضد نظام صدام حسين
- العراق يجب ان يخاف من حرب نهروان لا صفين


المزيد.....




- من الرباعية الدولية إلى السلام الاقتصادي.. لماذا اختير بلير ...
- ماذا تعرف عن السودان الذي يُطعم الآخرين ويجوَّع أهله؟
- نائب الخارجية الايرانية ينفي نبأ تجميد أصول البنك المركزي ال ...
- خبير دولي: صفقة بغداد – أربيل لتصدير النفط خطوة أولى نحو تكا ...
- السيولة والجودة والتركيز.. تعرف على خلطة النجاح السريع
- إنفاق عسكري متزايد يعمّق العجز ويكشف هشاشة الاقتصاد الإسرائي ...
- الصين تتوعد برد -ضروري- بعد توسيع أميركا قائمتها السوداء للص ...
- سندات المغرب ترتفع بعد ترقيته لدرجة مرموقة من ستاندرد آند بو ...
- الذهب يواصل الصعود.. مختص يوضح مكاسب العراق ومخاطره في ظل ال ...
- فقاعة ارتفاع الشيكل وتحذير من الأسوأ حال فشل وقف حرب غزة


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - منافع رفع البسطات من شوارع العراق ليس صفرا