أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - محمد رضا عباس - قصرBiltmore في بابل العراق














المزيد.....

قصرBiltmore في بابل العراق


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8474 - 2025 / 9 / 23 - 18:14
المحور: السياحة والرحلات
    


قصر Biltmore ليس في بابل وانما في مدينة Asheville التابعة الى ولاية North Carlinaالامريكية . ولكن من الممكن ان يكون لنا قصر منيف مثل Biltmore في الحلة أيضا , بعد ان شاهدت مجمع قصور صدام حسين المذهل في المدينة . لم ازرها ولكن شاهدتها على اليوتيوب عن طريق فلم مصور قامت بتصويره احدى السيدات الانكليزيات قبل أيام قليلة . القصر فخم بكل معنى الكلمة ويؤكد عظمة ذوق وقدرة المعمار العراقي في البناء , وعلى قدرة الرسامين والخطاطين العراقيون . شيء يبهر العقول على الرغم من كثرة التخريب الذي أصابه على يد بعض الجهلة من الناس بعد التغيير . القصر فخم جدا , ويبدوا ان أبو عدي , صدام حسين , أراد ان ينافس قصور وقلاع ملوك ونبلاء أوروبا , وربح المنافسة. ولكن ملوك ونبلاء اوروبا بنوا قلاعهم وقصورهم للعيش فيها واستقبال ذويهم و اصدقائهم , فيما ان صدام حسين قد خسر الدنيا والاخرة . لم يسكن في هذا القصور وانما اتخذها مكان للراحة والاستجمام ليوم او يومين في العام الواحد , حيث من المعروف كانت لديه الهوس في بناء القصور والتي بلغت خمسة عشر قصرا وزعت على محافظات العراق. صفة أخرى لصدام حسين وهي عدم شهرته بالالتقاء بالأصدقاء و أعضاء حكومته الكبار و القيادات الحزبية الرفيعة , لأنه كان يتخوف من القريب والبعيد , وهكذا عاش منفردا ينظر الى جميع من حوله أعداء لا يطمئن لهم , بل أصبحت قصوره ثكنات عسكرية لا يمكن لاحد التقرب الى الشوارع التي تحيط بها . اما قضية ان قصور صدام حسين كانت قصور الشعب , فأنها كانت تمثيلية مضحكة لعبها عندما بدء الاعلام الأمريكي يصوب الضوء على حياة الرفاهية التي كان يعيشها صدام بالوقت الذي كان أطفال العراق يموتون بسبب غياب ادوية بسيطة . لا احد كان يحلم التقرب من قصوره التي كلفت الخزينة العراقية المال الكثير . قصر الحلة وحده كلف خزينة الدولة العراقية 15 مليون دولار , وهو مبلغ ضخم في وقت كان راتب الموظف الشهري لا يتجاوز الثلاث دولارات .
صدام ذهب , ولكن قصوره ما زالت باقية , فهل يجوز للحكومة العراقية اهمالها ؟ الجواب هو لا . قصور صدام حسين يجب ان ترجع لها الحياة , وليس فقط الحياة وانما التمدد والازدهار . هذه القصور كنوز فنية عظيمة ويجب معالجة ما تخرب منها وثم تشغيلها لتكون مكانا حضاريا و موردا ماليا إضافيا للدولة العراقية . هناك عدد من الطرق لجعل قصور صدام حسين مصدر ثقافة ودخل للدولة العراقية , فبالإمكان تحويل بعضها الى متاحف للفن الحديث او متحف فرعي للأثار او دور للحفلات او مجرد معلم سياحي يقضي العراقيون وقتا جميلا بين حدائقه , و استذكار الماضي الاليم.
فكرة تحويل قصر صدام حسين في الحلة الى موقع سياحي جاءت بعد زيارتي الى قصر Biltmore العائد الى عائلة George Vanderbilt في Asheville من ولاية North Carlina الامريكية. بدء بناء القصر عام 1889 وبعد ستة سنوات , فتح القصر الى الأصدقاء والعائلة في ليلة عيد الميلاد عام 1895 . القصر بني على ارض مساحتها 175 الف قدم مربع و يضم 250 غرفة , 35 غرفة نوم و 43 حمام , و65 مدفئة خشبية . ضم البيت تحف و رسوم نادرة واثاث فاخر تقارب 92 الف قطعة و تحيط البيت او القصر حديقة مساحتها 75 فدان . توفي Vanderbilt فجأة وترك الجمل وما حمل الى زوجته وابنته الوحيدة . انتقلت ملكية القصر من جيل الى اخر وانتقلت ادارته من العائلة الى افراد من العائلة ومن غير العائلة , ولكن شيء واحد لم يتغير وهو صيانة هذا المعلم السياحي ورغبت الناس لزيارته , بعد ان توسعت خدماته ليشمل فنادق من الدرجة الأولى ومطاعم فاخرة و مجامع سكنية , ومعامل تصنيع النبيذ من أشجار العنب المحيطة بالقصر. قيمة الملك والتي كانت في الأصل 6 ملايين دولار ارتفعت لتصل الى 5.2 مليار دولار عام 2025. الدخل السنوي للمشروع وصل الى 250 مليون دولار , اغلبها من بيع بطاقات الدخول والتي تبلغ أسعارها ما بين 60 و 75 دولار للفرد الواحد . استقبل المعلم ما يقارب المليون زائر في العام الماضي , ويعمل فيه ما يقرب 2000 عامل من كافة الاختصاصات.
هناك اكثر من سبب لتحويل قصور صدام حسين المنتشرة في العراق من مواقع غافية وغير منتجة الى مواقع تزين مدن تواجدها . السبب الأول هو حماية الاعمال الفنية لهذه القصور , حيث فيها رسوم تسجل فيها الحقب التاريخية التي مرت بالعراق وان حمايتها انما حماية الأسماء العظيمة التي قامت بإنجازها . ابداعات الرسام العراقي يجب ان تكشف الى العالم. ثانيا , المواطن العراقي يعاني خلو مدنه من المواقع الترفيهية , وان هذه القصور تسد بعض الحاجات , حيث ان اغلبها تقع قرب نهر دجلة او الفرات . ثالثا, تتحمل الدولة الان تكاليف حمايتها من اللصوص و المخربين ولكن تحويلها الى معالم سياحية سينقل الصورة من خسارة الى ربح . حتى وان كان الدخول لها مجانا , فأنها ستخلق سوقا رائجا للفنادق والمطاعم و ومحلات الهدايا , واعمال متعددة أخرى. رابعا , ان هذه القصور سوف توفر فرص عمل مرتبطة بها مثل عمال الصيانة , عمال الحدائق , الرسامين , وحراس .خامسا , ان زيارة قصور صدام ستكون شاهدا على الفجوة الكبيرة بين حياة الحاكم والمحكوم . ففي الوقت الذي اضطر المواطن العراقي لبيع شبابيك داره وابوب غرفه من اجل توفير الطعام والدواء لعائلته كانت القيادة السياسية تنعم بكل ما توفره الحياة من ملذات ومتع سادسا , ان العناية بهذه القصور يعطي اطباعا للقريب والبعيد ان هذه القصور تمثل حقبة زمنية قد ذهبت وان العراقيون يفتحون صفحة جديدة مفعمة بمستقبل زاهرا .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتبين ان العراق ليس عربيا !
- شكرا سيد قرداحي
- ارجوك لا تلطم الخدود .. العراق بخير
- من قتل الشيخ عبد الستار سلمان القرغولي ؟
- عملية - يوم الحساب- رسالة إسرائيلية وقحة - لكل الشرق الأوسط-
- اطمئن وارتاح .. حكومة السوداني سوف لن تسقط
- أيها العراقيون : الانتخابات اداة وحدة وليس فرقه
- هل ان من مصلحة العراق حل الحشد الشعبي ؟
- على اهل لبنان العودة الى أبناء الجنوب وليس العكس
- العراق ولبنان .. النفط مقابل الخدمات
- في السليمانية .. شجار بين أبناء العم بالأسلحة الثقيلة
- تجاهل مريب لقضية مقبرة -الخسفة- العراقية من قبل مراكز التواص ...
- لا بواكي على أطفال غزة
- قالوا وقالوا في عملية تجويع غزة
- الى الطبقة المثقفة من أصحاب القلم .. بعد التحية عتاب
- مجزرة جامع الخطوة في البصرة
- انتفاضة خان النص .. اول انتفاضة شعبية ضد نظام صدام حسين
- العراق يجب ان يخاف من حرب نهروان لا صفين
- سلام في الشرق الأوسط وفق الشروط الإسرائيلية
- الاتفاق التجاري الأمريكي – الأوروبي .. اتفاق ام تبعية ؟


المزيد.....




- مطالبات بوقف حرب غزة ورفض لـ-هيمنة شريعة الغاب-، ومشاورات مس ...
- غروسي يتحدث عن وضع نووي إيران وماكرون يلتقي بزشكيان اليوم
- سماع أصوات -انفجارات- قرب سفن تابعة لـ-قافلة الصمود- أثناء م ...
- روسيا تتقدم شرق أوكرانيا ومجلس الأمن يناقش الحرب بينهما
- السودان: الفاشر تحت حصار مميت تفرضه قوات الدعم السريع
- محللون: ترامب يحاول توريط العرب عسكريا في غزة مقابل وقف الحر ...
- -مسار الأحداث- يبحث ما الذي سيناقشه ترامب مع القادة العرب وا ...
- شهيد ومصابون برصاص المستوطنين وجيش الاحتلال بالضفة
- عاجل | الإسعاف والطوارئ: 7 شهداء وعشرات الإصابات في قصف إسرا ...
- الشرع: نجاح أي اتفاق مع إسرائيل يمهد لتعميم السلام بالمنطقة ...


المزيد.....

- قلعة الكهف / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - محمد رضا عباس - قصرBiltmore في بابل العراق