سعد محمد مهدي غلام
الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 14:09
المحور:
الادب والفن
*تذكّرتُ مَنْ يبكي عليَّ فلم أجدْ
سوى السيفِ والرمح الرُّدينيِّ باكيا
وأشقرَ محبوكاً يجرُّ عِنانه
إلى الماء لم يترك له الموتُ ساقيا*
"مالك بن الريب"
خب
1/
أتَحمِلُني قَدَمي أم أنا أحمِلُها؟
موجوعَةٌ قَدَمي، وكُلِّي أنا وَجَعُ
سِربُ الحياةِ أراهُ يُطفِئُ رُوحَنا
ويَنيخُ في أعماقِنا ما لهُ شَبَعُ
هَبَّ الرجاءُ، وفي فؤادي غُصَّةٌ
حَتّى السّرابُ بنَظرَتي صارَ يَنقشِعُ
رج
2/
هَبَّ الرّحيلُ، فما لنفسيَ مُتّكأٌ
إلّا الظُّلومةُ حيثُ يستوحِشُ القمرُ
أمضي وأحملُ في جَناحي لَوعتي
وأُقبِّلُ الجُرحَ الذي فَتحَ القَدَرُ
يا مَن تُشاطِرُني حُزونَتيَ التي
تَسقي العيونَ، ورغمَها تبقى تَنهَمِرُ
إني أُجاري في الحياةِ شُجونَها،
والقلبُ مَنفىً حيثُ لا يُرتجى الوَطَرُ
لكنّني، وإنِ استباحتني الظُّنى،
ما زلتُ أَحلُمُ أن يُشِعَّ لنا السّحَرُ
ما زلتُ أزرَعُ في المَفازةِ حُلمَنا،
وأُسابِقُ الأيامَ والصّبحَ الذي هَجَرُوا
إنّي، وإن طالَ المسيرُ بوَحشتي،
أستَلُّ مِن جُرحي أمانِيَّ تَزدَهِرُ
لم تَنثَنِ روحي وإن عصَفَ الأسى،
والقلبُ مَشرَعُهُ الرّياحُ وما انكَسَرُوا
رج
3/
يا لارا، أحلامُنا ضلَّتْ بنا،
والعُمرُ من فَرطِ المشقَّةِ قد هَرِمْ
أشتاقُ لو عادَ الزمانُ لوصلِنا،
لكنني، أَعلمْ، وقلبي قد عَلِمْ
س
4/
يا لارا، أنتِ الوطنُ الذي
فُقِدتْ خُطاهُ، واغتالهُ في الليلِ طوفانُ الغُزاةِ
بغدادُ، يا أُمّاهُ، حبُّكِ خَنجَرٌ
في الصدرِ يُزهِرُ أنتي، وأنتِ رَفاتي
كلُّ المنافي في دماكِ شهادةٌ،
والدّمعُ أعلنَ صمتَنا في المأساةِ
فتساقطتْ أحلامُنا في خَطوِهمْ،
وتكوّمتْ في الدينِ أشباحُ النجاةِ
رج
5/
قد أشرَعَ الدهرُ السهامَ بخَصرِنا،
وتشابكتْ في القدمينِ أشواكُ السّفرِ
ناديتُ لارا، وانتظرتُ ظلالَها،
فجَرَتْ بنا الأبدانُ تحتَ الكَدَرِ
رج
6/
هل تعلمينَ يا لارا أنَّنا،
شَهِدْنا الليالي تُشعلُ القلبَ بالرّدى؟
وأطفأ الحُلمُ اليتيمُ نُجومَنا،
وصارَ يجرحُنا الرّحيلُ بلا هُدى
بغدادُ، يا لارا، وفاؤُنا هَزيلٌ،
والدّربُ يَنبُضُ في الجُروحِ بلا صدى
هل يرجعُ الزّهرُ الذي ذبُلتْ رُباهُ؟
أم يَنهضُ التاريخُ يَسبقُ من عَدا؟
سر
7/
بغدادُ، يا لارا، غروبُكِ أرجحُ الأحزانِ في صدري،
وحُلمي ما دانَا
#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟