أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - 3//الدِكّاكُ أَرائِكَ المَنامْ والسَّماءُ تَقطُرُ ياقوتا















المزيد.....



3//الدِكّاكُ أَرائِكَ المَنامْ والسَّماءُ تَقطُرُ ياقوتا


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 13:52
المحور: الادب والفن
    


دراسة نقدية وإجرائية لقصيدة: "حَيُّ ابنِ سكران" بين السيميائيات ونظرية التلقي
الفصل الثاني: الإجراء التحليلي للقصيدة
القسم الأول: التحليل السيميائي-التلقّوي لأربعة مقاطع (الأول إلى الرابع )
تور/ المقطع الأول
نص المقطع:
في مساءٍ
موغلٍ
بنَوباتِ
الحُزن
يَسْتَشيطُ أَلَماً
على حافة
المَأساة
مُسْتَفزّاً
يُقامرُ بهِ
جنون الريح
يتلوّى
على دَكّةِ
العذابات
يُناجي
وجيبَ خيباتِهِ
المُتلاحقة
التحليل السيميائي:
1-الرمزية المركزية للمساء والحزن:
"مساءٍ موغلٍ بنوبات الحزن" يُشكّل عتبة دلالية قوية، ترمز إلى حالة من الغربة الوجودية والاغتراب النفسي للشخصية المركزية. يضع هذا الافتتاح القارئ في أفق توقّع نفسي مُثقل، مبني على الموروث العربي الذي يُحمّل الليل والمساء دلالات الحزن والانكسار.
استخدام صفة "موغلٍ" يُعمّق شعور الغرق في المشاعر السلبية، ويشير إلى عجز الذات أمام قوة الواقع الصادم وإكراهاته القدرية.
2- التكرار والإيقاع الداخلي:
التوزيع البصري للمسافات والسطور المتقطعة يخلق إحساسًا بالتمدد والانهيار، كأن النص ذاته "يتلوى" مع حالة الشخصية. هذا التشكيل البصري وإن كان مرتبطًا بجماليات ما بعد الحداثة فقد وُظّف هنا لأهداف دلالية عميقة، للتعبير عن الضياع، التوهان، والذهول الوجودي.
3- الخيط الرمزي للريح والعذابات:
"جنون الريح" و"دكة العذابات" يُكثّفان الصورة الرمزية للاضطراب النفسي والقسري. الريح هنا ليست عنصرًا طبيعيًا فحسب، بل قوة خارجية تمثل المتغيرات القهرية في حياة الشخصية.
يمكن أيضًا تفسير "جنون الريح" كاستعارة لهيجان الواقع المتقلب وغير المتوقع، بينما "دكة العذابات" المشتقة من "دكة غسيل الموتى" تشير إلى جسامة العذاب وقسوته، وكأن الشخصية تُعرض على مذبح المعاناة.
البعد الجمالي والفلسفي:
1- المسافة الجمالية Aesthetic Distance:
النص يخلق توازنًا دقيقًا بين الانغماس العاطفي والتباعد النقدي. القارئ يُشارك في الألم، لكنه لا يغرق فيه بل يحتفظ بمسافة تأملية تسمح له بإنتاج المعنى. هذه المسافة ليست انفصامًا، بل جدلية حاكمة بين النص والحياة، بين الشعور والتأويل.
2- الأسلوبية والتصوير الفني:
التراكيب القصيرة المتدرجة، وانزلاق النص في عبارات مثل "يتلوّى على دَكّة العذابات"، يعكس محاولة الشاعر تحطيم استاتيكية النص، وخلق ديناميكية شعرية متجددة. هذا ليس تشكيلًا جماليًا فحسب، بل تعبير دلالي عن التشتت والانفصام الذهني للذات السكرى.
3- البعد الوجودي والاغترابي:
عبارة "يُناجي وجيب خيباته المتلاحقة" تضيف بُعدًا وجدانيًا عميقًا فالخيبات ليست أحداثًا عابرة، بل تراكم تاريخي نفسي يعيشه "حي ابن سكران"، الكائن البشري الباحث عن ذاته والمصدوم من وجوده الأنطولوجي. هنا، يلتقي النص مع مشروع "حي بن يقظان" الفلسفي، لكن بمنظور عصري: إنسان يقظ لكنه مكسور، عارف لكنه عاجز.
فعل القراءة Reading Act:
القارئ لا يظل متفرجًا؛ بل يُصبح شريكًا في بناء الحالة النفسية ل"حي ابن سكران". الفراغات النصية مثل "على حافة المأساة"، "يتلوّى على دكة العذابات" تحفّزه على التفاعل وإنتاج المعنى. هذا ما يجعل المقطع حيويًا ومفتوحًا على احتمالات تأويلية لا تنضب.
وفقًا لإيزر، فإن "القارئ الضمني" هنا مدعو لملء هذه الفراغات، وإعادة تركيب المعاناة كتجربة شخصية مما يُجدد النص مع كل قراءة.
تور/ المقطع الثاني
نص المقطع:
ينتظرهُ
على أسرّةِ
الفَقْد
يَمْتَحنُ
لُهاثَ الطريق
يُسائل
طواحين الأرق
ما لهذهِ الدروبُ
باكية تُشير
إلى الهاوية
وشراهةُ اليَباس
تَذبح
رقص المواسم
التحليل السيميائي:
1-رمزية الفقد والمسارات:
"أسرّة الفقد" تشير إلى الاستسلام للإحباط كحالة دائمة الفقد هنا ليس حدثًا، بل مكان نفسي يسكنه الكائن. أما "الدروب الباكية" المُشيرة إلى "الهاوية"، فتعكس حتمية المصاعب وانحدار الأمل، مع إيحاءات بصرية وصوتية تُعمّق شعور القارئ بالضياع والقلق الوجودي.
2- العنف الرمزي للطبيعة:
"وشراهة اليَباس تذبح رقص المواسم" صورة قوية تحوّل الطبيعة إلى كيان عدواني يشارك في تفكيك الانسجام. هنا، يتجسد الصراع بين الحياة (الرقص، المواسم) والموت (اليَباس، الذبح)، وبين الفرد ومجتمعه، وبين الحاضر وأشباح الماضي.
3- الاستفهام التأملي:
السؤال "ما لهذه الدروب؟" ليس استفهامًا بلاغيًا فحسب، بل آلية تنشيطية للقارئ يدفعه للبحث عن معنى، ويخلق حالة من التفاعل الذهني والوجداني. هذا يتماشى تمامًا مع فلسفة التلقي عند ياوس وإيزر، حيث يُنتج المعنى عبر التفاعل، لا عبر الإملاء.
البعد الجمالي والفلسفي:
1- التصوير الصوتي والإيقاعي:
تتابع الجمل القصيرة والمتدرجة يعكس انكسارًا إيقاعيًا موازٍ للانكسار النفسي. هذا الإيقاع يخلق توترًا محببًا يدفع القارئ للمتابعة، ويمنحه متعة الاكتشاف مع كل سطر.
2. المسافة الجمالية Aesthetic Distance:
النص يوازن بين الجذب العاطفي والانفصال التأملي، ما يسمح للقارئ بتقييم الصور دون الانصهار الكامل فيها مع استمرار التفاعل التأويلي (الهيرمينوطيقي) الذي يُنتج معانٍ متناسلة.
3-الخيال البصري والرمزي:
صور مثل "رقص المواسم" تُضفي بُعدًا تصويريًا مغايرًا فتتحول الطبيعة إلى كيان ديناميكي يُحاكي تقلبات النفس البشرية، مما يوسع أفق التأويل، ويعزز التراسل المجازي بين الداخل والخارج.
فعل القراءة Reading Act:
القارئ يُشارك في استكمال الصور الرمزية والخيالية يُعيد بناء "طواحين الأرق" كآليات لإنتاج الألم، و"رقص المواسم" كحلم مسلوب. النص المفتوح على احتمالات متعددة يُتيح إنتاج معانٍ متجددة، ويعكس فعالية القراءة كحوار بين النص والمتلقي تمامًا كما تصوره إيزر: "النص لا يكتمل إلا بفعل القارئ".
تور/ المقطع الثالث
نص المقطع:
ينتظرُ ...
ساعيَ البريد
رُبّما
يحملُ رسالةً
لكنّ الكُوّة
مُغلقة
والسُعاةُ
لم يأتوا بعد
الريح
منحوسة المرور
تقتلع فسائل
المُنى
كلّما أومأَ لها
بالتريّث
كي يراه
غَرّبَتْ سفنها
وغادرت موانيه
العطشى
التحليل السيميائي:
1- رمزية الانتظار والفقد:
"ينتظر ساعي البريد" و"الكوة مغلقة" رمزان محوريان للخيبة والفقد الوجودي. النص يستخدمهما لتجسيد الإحباط النفسي والاجتماعي، وإظهار معاناة الفرد أمام غياب "الرسائل" أو "العلامات" التي تمنح الأمل في واقع محتدم.
2- الريح كعنصر فاعل:
"الريح منحوسة المرور تقتلع فسائل المُنى" تصوير للطبيعة (أو الظروف) كقوى خارجة عن الإرادة، تعمل على تعطيل آمال الفرد. هذا يعكس فلسفة الاغتراب والقهر في النصوص الحداثية وما بعدها.
3- الرمزية الحركية:
"غرّبت سفنها وغادرت موانيه العطشى" صورة بصرية قوية للحركة المفقودة، والمكان المنبوذ. تزيد من شعور القارئ بالتيه والعزلة، وزعزعة الثقة بأي خلاص ممكن.
البعد الجمالي والفلسفي:
التصوير الفني والإيقاع الداخلي:
استخدام التكرار والفراغات بين الكلمات يخلق إيقاعًا متقطعًا يعكس اضطراب النفس وانتظارها الطويل تعبير عن ترقب البشر لحركة الزمن، دون جدوى.
2- المسافة الجمالية (Aesthetic Distance :
النص يحافظ على تباعد بين تجربة القراءة والانغماس العاطفي، ما يسمح للقارئ بتقدير الصور الرمزية مع المشاركة التفاعلية في خلق المعنى.
3- الخيال البصري:
صور مثل "تقتلع فسائل المُنى" و"موانيه العطشى" توفر مشهدًا بصريًا غنيًا فالمُنى هنا شجرة اقتلعت جذورها، ومصيرها المحتوم: انقطاع الأمل. أما الموانئ، فهي أماكن الرجاء التي صارت عطشى فلا ماء ولا وصول.
فعل القراءة Reading Act:
الفراغات النصية مثل غياب ساعي البريد، وإغلاق الكوة تحفّز القارئ على ملء المعنى الضمني، وفقًا لنظرية التلقي. القارئ يُنتج تأويله الخاص: هل الرسالة هي خلاص؟ حب؟ ثورة؟ إله؟ وهذا التعدد هو جوهر النص المفتوح.
كما يقول إيزر: "الفجوة ليست نقصًا، بل دعوة للقارئ كي يملأها".
تور/ المقطع الرابع
نص المقطع:
مَن يُوقظ
غَفوة المَجاهيل؟
يكتب...
مرسال الوجع
ل (حيِّ ابنِ سكران )
آه يا(حيَّ )....
أيها المتأمّل
في قَعر
الوَحشة
المَنبوذ
في فنجان
الوحدة
المُثخن
بطعنات
الأقارب
الأباعد
المُمتحن
بجَوْرِ المأساة
تَحترقُ المَسافات
شَغَفاً
الدروب
أكلتنا خُطى
وأنتَ بعيد
تَتضوّر قهراً
التحليل السيميائي:
1- الوحدة والغربة:
"فنجان الوحدة" رمز دقيق للعزلة المتمركزة في أشياء يومية صغيرة. الشخصية هنا مُمتحنة بجور المأساة ، ما يربط بين الفقد النفسي والاجتماعي، ويعكس تقاطع التجربة الذاتية مع السياق العام حالة إنسانية عامة في زمن الضياع.
2- الكتابة كفعل مقاومة:
"يكتب مرسال الوجع" إشارة إلى الكتابة كوسيلة لتسجيل المعاناة ومقاومة النسيان. الوجع هنا استجابة لحدث يفوق القدرة على التحمل والكتابة محاولة لتحويله إلى أثر.
3- العلاقات الاجتماعية المؤلمة:
"بطعنات الأقارب والأباعد" كشف لواقع اجتماعي وسياسي: الخيانة لا تأتي من العدو فقط، بل من القريب والبعيد معًا. هنا، يتحول "حي ابن سكران" من كائن فردي إلى رمز لوطن وطن يهيم وسط الضياع، فاقد الهوية، بلا غد.
البعد الجمالي والفلسفي
1- الإيقاع الداخلي:
الجمل القصيرة والفواصل الموزعة تعكس انكسار النفس، وتوجه القارئ للشعور بالضغط النفسي وهي ظاهرة متكررة في القصيدة، وليست تشكيلية فقط، بل دلالية.
2- المسافة الجمالية Aesthetic Distance :
النص يوازن بين الانغماس في العاطفة والتأمل النقدي، ما يتيح للقارئ استكشاف أبعاد الرمزية والتأويل دون ضياع.
3- الخيال البصري واللغوي:
صور مثل "تحترق المسافات شغفًا" و"الدروب أكلتنا خُطى" تشيؤ للإنسان، وأنسنة للمجردات. فالمسافات تشتعل، والدروب تأكل بينما الإنسان يذبل. عالم مقلوب، يعكس استلاب الذات.
فعل القراءة Reading Act:
القارئ يُصبح شريكًا في إحياء النص يملأ فراغ من يوقظ غفوة المجهول؟، ويجيب عن لماذا طعن الأقارب؟. النص المفتوح يسمح له بإنتاج معانٍ متعددة، وفقًا لمرجعيته الثقافية والوجدانية تمامًا كما شرحه أمبرتو إيكو: "النص لا يُقرأ، بل يُعاش".
وهنا، يتحقق الزواج المثالي بين السيمياء والتلقي: العلامات تُثير، والفجوات تُحرّك، والقارئ يُنتج.
خاتمة :
وهكذا، يُظهر التحليل أن قصيدة "حي بن سكران" لا تُقرأ كنص شعري تقليدي، بل كنسيج دلالي مفتوح، يعتمد على شبكة معقدة من العلامات (الريح، الكوة، الفنجان، الطريق...)، وفجوات نصية استراتيجية (الانتظار، الغياب، السؤال المفتوح...)، تُجبر القارئ على المشاركة في إنتاج المعنى. وهذا ما يجعل النص مشروعًا وجوديًا متكاملًا لا يصف الألم فقط، بل يُشرك القارئ في تجربته، ويُجبره على مواجهة أسئلة المصير والهوية والغياب تمامًا كما يفعل "حي بن يقظان" في رحلته الفلسفية، لكن بقلب مكسور، وعقل سكران، وروح عطشى.
القسم الثاني: التحليل السيميائي-التلقّوي الأربعة اللاحقة ( الخامس إلى الثامن)
تور/ المقطع الخامس
نص المقطع:
في عَراء الوقت
يتناسلون
مواكبَ تَمرُّ
وأنا جالسٌ
عند مُفترق الطرق
علّني أراكَ
ولَو في المَنام
كل الذين مرّوا
أَوْدَعتُهم
رسائلي إليكَ
مَرَّ الوقت
عَقيماً
وما زلتُ أنتظر
الوقت يَأكلُني
يأكل
عصافير الأمل
اتّسعَ الوقت
صار مدى
من ضَجيج
يَلتهمُ ذاكرتي
التي يَلْهو بها
النِسيان
سَجين أنا
في رِئة
المَنفى
أَعِدُّ مَطارق
الوجع
أَغوصُ
في بئر
صراخ النَدم
حاسراً أترقّب
والناس سُكارى
التحليل السيميائي:
1- رمزية الوقت والانكسار:
"في عَراء الوقت يتناسلون مواكب تمرُّ" و"الوقت يأكلني" تعبيرات تُجسد الزمن كقوة فاعلة، لا كإطار خامل. الزمن هنا مفترس، يلتهم الأمل "عصافير الأمل"، ويجعل التجربة الإنسانية عقيمة في إشارة وجودية قوية إلى العبثية، تُذكّر بمارسيل بروست في "الزمن المفقود"، لكن بمنظور مأساوي: لا استعادة للماضي، ولا أمل في المستقبل.
2- الذكريات والفقد:
"أودعتُهم رسائلي إليك" فعل رمزي عميق: الذكريات ليست مجرد ماضٍ، بل رسائل غير مُسلّمة، أمانات معلقة في الهواء. النص هنا حافل بالرمزية العاطفية، حيث يصبح الحنين وسيلة للاتصال بمن غاب أو بمن لم يكن أصلاً.
3- السجن النفسي والمعنوي:
"سجين أنا في رئة المنفى" صورة قوية تدمج بين الجسد والمكان: المنفى ليس خارجيًا فقط، بل داخلي، يُختنق به كما يُختنق بالهواء. الغربة هنا ثلاثية:
أ- غربة عن الوطن.
ب- غربة بين الأهل.
ج - غربة عن الذات وهي الأقسى.
البعد الجمالي والفلسفي:
1- الإيقاع الداخلي:
التقطيع البصري والفراغات بين الكلمات ("يأكل / عصافير الأمل") يخلق إيقاعًا متقطعًا كأنه نبض متعب، أو نفس مقطوع يعكس تفتت الذات وفقدان السيطرة على الزمن.
2- المسافة الجمالية Aesthetic Distance :
النص يخلق توازنًا دقيقًا بين الانغماس العاطفي والتباعد التأملي. القارئ يُشارك في الألم، لكنه لا يغرق فيه بل يحتفظ بمسافة تسمح له بإعادة تركيب المعنى وتأويله.
3- الخيال البصري واللغوي:
صور مثل "أغوص في بئر صراخ الندم" و"عصافير الأمل" تنقل الإحساس بالانكسار النفسي، وتُوسّع الرمزي. العصافير كائنات هشة لا تهاجر ترمز إلى أن الأمل سجين الذات، لا يمكنه الوجود خارجها.
فعل القراءة Reading Act:
الفراغات النصية مثل "علّني أراك ولو في المنام" تُحفّز القارئ على ملء الغياب: من هو "أنت"؟ هل هو حبيب؟ وطن؟ إله؟ فكرة؟
وفقًا لإيزر، فإن هذه الفجوات ليست نقصًا، بل دعوة للقارئ كي يُصبح شريكًا في إنتاج المعنى مما يجعل النص مفتوحًا، متجددًا، وغير قابل للإغلاق.
تور/ المقطع السادس
نص المقطع:
تلك العجوز
الشَعْثاء
تُشعلُ البخور
في جوف الصمت
تَندبُ
شَتات الحظوظ
الضائعة
في زَحمة التِيه
وتَلعنُ
مَوتَ ضمير
السُلالات
التحليل السيميائي:
1- رمزية العجوز والبخور-:
العجوز رمز للذاكرة الجماعية، أو للحكمة المُهمَلة. البخور طقس تذكاري، يُعيد ربط الحاضر بالماضي. أما "جوف الصمت" فيعكس عقم التواصل مع الزمن الحاضر، وكأن التاريخ يصرخ، لكن لا أحد يسمع.
2- الضياع والشتات:
"شتات الحظوظ الضائعة في زحمة التيه" تعبير يتجاوز الفرد إلى الجماعة. "حي ابن سكران" هنا ليس حالة فردية، بل ظاهرة اجتماعية: مجتمع يعيش في تيه جماعي، يندب حظوظه وهو السبب في ضياعها.
3- موت الضمير والسُلالات:
العبارة تحمل بعدًا أخلاقيًا-تاريخيًا: انحلال القيم عبر الأجيال. "السلالات" لا تشير إلى العائلات فقط، بل إلى الأنساق الثقافية والفكرية التي ورثت الخيانة والصمت في إشارة إلى تراكم الخطيئة التاريخية.
البعد الجمالي والفلسفي:
1- الإيقاع الداخلي:
الجمل القصيرة المتقطعة ("تندب / شتات الحظوظ / الضائعة") تعكس التوتر النفسي، وتدعم الإحساس بالضياع وهي أيضًا آلية لدفع القارئ لملء الفجوات.
2- المسافة الجمالية Aesthetic Distance :
النص يمنح القارئ مساحة للتأمل دون الانصهار العاطفي ما يسمح له بإعادة تركيب الرموز وفق خلفيته الثقافية، دون أن "يُختطف" من قبل النص.
3- الخيال البصري واللغوي:
صور مثل "جوف الصمت" و"شتات الحظوظ" تخلق فسيفساء رمزية يمكن للقارئ إعادة تركيبها وفق أفق توقعه وهو ما يجعل النص لعبة تأويلية مفتوحة.
فعل القراءة Reading Act
القارئ الضمني هنا مدعو لتأويل "العجوز" هل هي الأمة؟ التاريخ؟ الضمير الجمعي؟ و"موت الضمير" هل هو انهيار أخلاقي؟ سياسي؟ وجودي؟
هذا التعدد في التأويل هو جوهر القراءة التفاعلية عند إيزر: النص لا يُقرأ، بل يُعاش، ويُعاد إنتاجه مع كل قارئ.
تور/ المقطع السابع
نص المقطع:
رأيت ذلك الكفيف
الذي يتوكأ
على القصيد
منهوكاً
أهذا بشار بن برد
إمام الشعراء
المُولّدين؟
أبومعاذ هذا
يُطاردُهُ
جَلّاد أرعن
بسوط التجهيل
كلما نَضجَ
الفكر
اتّهمناهُ
بالزَنْدَقَة
عازمون
على غَلقِ
نوافذ الأمل
كي ينتحر
نديم الفرح
ويَتسمّم
نَسغ البشارات
لا نُطيق العَيش
في الهواء الطلق
نُقدّس
جُدران الخَرافة
نَدَّخر
مَتاريس التَلوّث
خوفاً من
هَمس البَياض
التحليل السيميائي:
1- رمزية الكفيف والشاعر:
الكفيف الذي "يتوكأ على القصيد" رمز قوي: البصر الجسدي مفقود، لكن البصيرة الشعرية حاضرة. الشعر هنا عكاز الوجود، وربما خلاصه الوحيد.
الإشارة إلى "بشار بن برد" و"أبو معاذ" تناص ذكي، يربط النص بإرث المثقف المضطهد الشاعر الذي يُعاقب لأنه يرى ما لا يُرى.
2. -القمع الفكري والسياسي-:
"جلّاد أرعن بسوط التجهيل" صورة مركبة: الجلاد لا يعاقب بالسيف، بل بالجهل في إشارة إلى أن أخطر أنواع القمع هو قمع الفكر.
"كلما نضج الفكر اتهمناه بالزندقة" جملة تاريخية وجودية: المجتمع يُعدم الفكر عندما يزهر.
3- الضياع الاجتماعي والفردي:
النص يعكس صراع الفرد مع المجموع حيث تُقدّس "جدران الخرافة" وتُخزن "متاريس التلوث" خوفًا من "همس البياض" أي من نقاء الفكر وشفافيته. هنا، يتحول الخوف من الحرية إلى عقيدة.
البعد الجمالي والفلسفي
1. الإيقاع الداخلي:
التقطيع الحاد ("ينتحر / نديم الفرح") يخلق إحساسًا بالاختناق كأن الكلمات نفسها تُعاقب.
2- المسافة الجمالية (Aesthetic Distance):
النص يترك مساحة للقارئ ليتساءل: من هو الجلاد اليوم؟ من هو بشار؟ ما هي "نوافذ الأمل" التي أُغلقت؟ دون أن يُملي عليه إجابة.
3- الخيال البصري واللغوي:
صور مثل "همس البياض" تضفي بُعدًا روحيًا: البياض ليس فراغًا، بل حضورًا نقيًا يُخيف أولئك الذين اعتادوا الظلام.
فعل القراءة Reading Act :
القارئ يُصبح وسيطًا بين النص وتاريخه يربط بين بشار بن برد والحاضر، بين "الزندقة" بالأمس و"التطرف الفكري" اليوم.
كما يقول إيكو: "النص الجيد لا يُجيب، بل يُسائل" وهذا النص يُسائل القارئ: هل أنت من يُغلق النوافذ؟ أم من يحاول فتحها؟
تور/ المقطع الثامن
نص المقطع:
كلما أينع الثمر
طاف الديار
غبش الرحيل
لقد ملأنا
قلب (عليٍّ)
قَيْحاً
وقطعنا
رأس الشمس
في كربلاء
أَرَأَيْتُم ....
كيف
نخون العهود
نقاتل
ضحكة الضوء
نتقن
صناعة
الشرِّ
ونقتل أنفسنا
لِئلّا
نَكون
التحليل السيميائي:
1- رمزية الثمر والديار:
"كلما أينع الثمر طاف الديار غبش الرحيل" تركيب شعري مدهش: الإنجاز يُولد الهجرة، والنضج يُولد الفقد. الحياة هنا عابرة، والثمرة لا تُقطف ، تُسرق بالرحيل.
2- الرمزية الدينية والتاريخية**:
"قطعنا رأس الشمس في كربلاء" تحوير عميق: علي (أو الحسين) ليس مجرد شخصية تاريخية، بل "شمس" مصدر الضوء والنور. قطع رأسه = قطع النور في إشارة إلى أن المجتمع يقتل نوره بيديه.
كربلاء هنا ليست حدثًا، بل مربع فكري مفتوح يمكن للقارئ أن يزرع فيه أي ظلم حديث.
3-الخيانة والصراع الداخلي:
"نقتل أنفسنا لئلا نكون" جملة وجودية مروعة: الهوية تُذبح طواعية، لأن الوجود مؤلم أكثر من العدم. هنا، يلتقي النص مع نيتشه وسارتر: نحن نختار عبوديتنا لأن الحرية مخيفة.
البعد الجمالي والفلسفي:
1- الإيقاع الداخلي:
التكرار ("نخون... نقاتل... نتقن... نقتل") يخلق إيقاعًا طقسيًا كأنه لائحة اتهام، أو صلاة مقلوبة.
2- المسافة الجمالية Aesthetic Distance :
النص يمنح القارئ فسحة لل"كاثارسيس" التطهير العاطفي لكنه لا يسمح له بالهروب من المسؤولية: "أرأيتم كيف..." السؤال موجه إليك أنت، أيها القارئ.

3- الخيال البصري واللغوي:
"ضحكة الضوء" صورة شعرية فريدة: الضوء لا يُرى فقط، بل يُسمع ويُضحك ثم يُقاتل. هذا التشييع للضوء يعكس عمق المأساة.
فعل القراءة Reading Act
القارئ هنا مُدان ومُحاكَم: "أرأيتم كيف نخون..." النص لا يصف، بل يُشهّر.
وفقاً لإيزر، فإن القارئ الضمني في هذا المقطع هو من يملك وعيًا تاريخيًا وأخلاقيًا وإلا فلن يتحمل وزر السؤال.
النص مبني ليُقرأ مرات عديدة لأنه يُجدد اتهامه مع كل قراءة.
خاتمة:
في هذه المقاطع الأربعة، ينتقل النص من الاغتراب الفردي إلى الخيانة الجماعية، ومن الألم الشخصي إلى الجريمة التاريخية. "حي ابن سكران" لم يعد مجرد كائن يتألم بل صار ضميرًا يُسائل، ومرآة تُظهر أننا نحن من قطعنا رأس الشمس، وملأنا قلب علي قيحًا، واتّهمنا الفكر بالزندقة.
السيمياء اتهامًا هنا، وليست وصفًا.
والتلقي محاكمة ،وليس تفسيرًا.
والقارئ وفقًا لإيزر ليس متفرجًا، بل شريكًا في الجريمة... أو في التوبة.
التحليل السيميائي-التلقّوي للمقطعين (التاسع والعاشر)
تور/ المقطع التاسع
نص المقطع:
العواصف
تَبتلع
ابتسامة الضُحى
تَسْتَبيح
إشراقة النهار
ليس هناك
سوى
نَعيق البوم
في أُفق
سُدُم البلادة
أَبحثُ عنهُ
في طرقات
الحَيرة
أُنادي...
لا شيء غير
مُكاء الصَدى
كُلَّما
أَمعنتُ النظر
في دروب
المساء
احترقتُ خائباً
مُفلسَ اليَقين
اه واه ...يا (حيَّ ابنِ سَكران)
التَوْق
يَحترق ظَمأ
وليس هنالك
مِن خبر
هأنذا
أُفَتِّش
في جيوب
الوقت
عن السِرِّ
المَفقود
والمشاوير
تُهرول
عَمياءَ
في بَلاهَة
الدُروب
تَصرخ مجنونة
في مَدائن الآه
كُلّما علّلتُ نفسي...
بخيرٍ آت
أرتدُّ وطَرفي
حَسير
ينفخُ
في قاحله
السَراب
التحليل السيميائي:
1- رمزية العواصف والنهار:
"العواصف تبتلع ابتسامة الضحى" صورة قوية تُحوّل الطبيعة إلى كيان عدواني، يلتهم حتى لحظات الأمل الأولى في اليوم. "تستبيح إشراقة النهار" تعبير يحمل دلالة أخلاقية: ليس فقط التدمير، بل الانتهاك. النهار رمز الأمل والوضوح يُنتهك، في إشارة إلى عالم مقلوب، حيث يسود الظلام حتى في وضح النهار.
2- الضياع والتأمل:
"نعيق البوم" رمز مألوف للشؤم، لكنه هنا يُوظّف في "أفق سدم البلادة" أي في فضاء من الغباوة واللامبالاة الجمعية. أما "مكاء الصدى" فهو تجسيد للفراغ: الصوت يعود إليك، لكن لا أحد يسمعك. البحث في "طرقات الحيرة" ليس جغرافيًا، بل وجودي: ذات تائه في متاهات المعنى.
3- التفاعل مع الزمن والمكان:
"أفتّش في جيوب الوقت عن السر المفقود" صورة شعرية مدهشة: الزمن ليس خطًا، بل جسد يُفتش. والسر المفقود ربما هو الذات، أو الأمل، أو الغفران. أما "المشاوير العمياء" فهي تجسيد للجهد العقيم: الحركة دون هدف، والصراخ ("في مدائن الآه") دون مجيب.
البعد الجمالي والفلسفي:
1- الإيقاع الداخلي:
التقطيع البصري ("تَصرخ مجنونة / في مَدائن الآه") يخلق إيقاعًا متقطعًا كأنه أنفاس متعبة، أو صرخات مكتومة. هذا التشكيل ليس شكليًا، بل دلالي: يعكس حالة الذهول والضياع التي يرمز إليها النص ب"السكر".
2- المسافة الجمالية Aesthetic Distance :
النص يخلق توازنًا بين الجذب العاطفي والتباعد التأملي. القارئ يُشارك في اليأس، لكنه لا يغرق فيه هو يحتفظ بمسافة تسمح له بإعادة تركيب المعنى وتأويله وفق خلفيته.
3- الخيال البصري واللغوي:
صور مثل "ينفخ في قاحله السراب" تدمج بين اليأس والعبث: ما فائدة أن تُنفخ روحًا في سراب؟ ما فائدة الأمل في عالم لا يُنتج إلا خيبات؟ هذه الصورة تختزل تجربة "حي ابن سكران" كاملة: إنسان يحاول، يئس، لكنه لا يتوقف عن المحاولة لأنه لا يعرف كيف يتوقف.
فعل القراءة Reading Act
القارئ هنا مدعو لملء فراغات كثيرة:
أ- من هو "هو" الذي يُبحث عنه؟
ب- ما هو "السر المفقود"؟
ج- لماذا "المشاوير عمياء"؟
وفقًا لإيزر، فإن هذه الفجوات ليست نقصًا، بل دعوة للقارئ كي يُصبح شريكًا في إنتاج المعنى مما يجعل النص مفتوحًا، متجددًا، وغير قابل للإغلاق.
القارئ لا يقرأ النص هو يُعايشه، ويُعيد كتابته من داخل تجربته.
تور/ المقطع العاشر
نص المقطع:
في جُزر التِيه
تَستبدُّ بي
أنياب الوحدة
تَطحنُني
رَحى الوحشة
شراسة الزمن
الموبوء
تَجهز عليَّ ...
على ما تَبقّى
من حُلمي
المُستلب
أنام على
شَفرة الأنين
كلّ الذين يمرّون
يَرتدون
صَفيح الخُذلان
هم دُمى
مِن طَنين
يَعبَث بهِمْ...
زمن هارب
وَحدي
أَنتحب دَماً
والفراغ
يمسح دمعي
بمنديله الإسفلتي
التحليل السيميائي:
1- رمزية التيه والوحدة:
"جزر التيه" ليست أماكن، بل حالات: عزلة اختيارية أحيانًا، كرفض للعالم. "أنياب الوحدة" تشيؤ للألم: الوحدة ليست شعورًا، بل وحش يفترسك.
"رحى الوحشة" صورة قوية: الوحشة ليست ثابتة، بل تدور، تطحن، لا تتوقف.
"الزمن الموبوء" ليس زمنًا طبيعيًا، بل زمن مريض، يحمل فيروس الخيبة في إشارة إلى أن المصيبة ليست في الحدث، بل في استمراره وتكراره.
2- الإنسان كدمية:
"يرتدون صفيح الخذلان" صورة مركبة: الخذلان ليس عاطفيًا فقط، بل معدني بارد، لا يُخترق. والدمى "من طنين" أي أنهم يتحركون بصوت فارغ، بلا معنى.
"يلعب بهم زمن هارب" الزمن هنا ليس قاتلًا فحسب، بل هاربًا من مسؤوليته في إشارة إلى عبثية التاريخ.
3- التفاعل مع الفقد:
"أنام على شفرة الأنين" تجسيد للألم كحالة دائمة: حتى النوم ملاذ البشر يتحول إلى جرح.
"الفراغ يمسح دمعي بمنديله الإسفلتي" صورة سوريالية قوية: الفراغ ليس غيابًا، بل كيان فاعل بارد، قاسٍ، لا يُشفق. الإسفلت مادة الطرق يرمز إلى قسوة العالم المادي.
البعد الجمالي والفلسفي:
1- الإيقاع الداخلي:
التجزئة الحادة "تَطحنُني / رَحى الوحشة" تخلق إحساسًا بالسحق كأن الكلمات نفسها تُطحن. هذا الإيقاع يعكس حالة "الشرود" لكنه شرود واعٍ، مقصود، وليس هروبًا.
2- المسافة الجمالية Aesthetic Distance :
النص يمنح القارئ مساحة للتأمل دون الانصهار العاطفي ما يسمح له بإعادة تركيب الرموز وفق خلفيته الثقافية، دون أن "يُختطف" من قبل النص.
3- الخيال البصري واللغوي:
صور مثل "أنتحب دمًا" و"منديل الفراغ الإسفلتي" تدمج بين الجسد والعالم: الألم يتحول إلى دم مادي، والفراغ يتحول إلى كيان يمسح دموعك بقسوة الطريق. هذه الصور لا تُوصف بل تُعاش.
فعل القراءة Reading Act:
القارئ هنا لا يُشفق على "حي ابن سكران" وإنما يُصبحه.
"أنياب الوحدة" هل هي من المجتمع؟ من الذات؟ من التاريخ؟
"الدمى من طنين" هل هم الناس من حولك؟ أم أنت أيضًا منهم؟
هذه الأسئلة لا تُجاب بل تُطرح، وتُجدد مع كل قراءة.
كما يقول إيزر: "النص لا يكتمل إلا بفعل القارئ" وهنا، يكتمل النص عندما يعترف القارئ بأنه ربما أحد "الدمى".
خاتمة
في هذين المقطعين، يصل "حي ابن سكران" إلى قمة عزلته لكنها عزلة واعية، مُنتجة.
العواصف تبتلع الضحى، والفراغ يمسح الدموع بالإسفلت لكنه لا يتوقف عن السؤال، عن البحث، عن النداء.
هذا ليس يأسًا هو تمرد.
ليس انهزامًا هي شهادة.
والقارئ وفقًا لإيزر ليس مشاهدًا لهذا المشهد هو شريكًا فيه.
لأنه عندما يقرأ "ينفخ في قاحله السراب" فهو لا يقرأ كلمات...
بل يقرأ نفسه.
القسم الرابع
المقطعين الحادي عشر والثاني مع الخاتمة العامة لتورات/ المقاطع
تور/ المقطع الحادي عشر
نص المقطع:
في هذه الغابة
المُكتَظَّة
بالعويل
بالمقابر
المهدور
دم ساكنيها
المُسوّرة
بمشاجب الموت
الصراع على أشدّهُ
بين الذئاب والأفاعي
والعسلان
حين يَفتكُ
أحد المتصارعين
بغَريمهِ
ويُسقطهُ أرضاً
يَتركهُ مطروحا
لا يُجهز عليه
لا رأفة به
سوى استمرار
لعبة الخوف
بذكاء
وحده ابن آوى
يراقب المشهد
وينتهز الفرصة
ليكون
هو السَيّد الحصري
التحليل السيميائي:
1- رمزية الغابة والموت:
"الغابة المكتظة بالعويل والمقابر" ليست غابة طبيعية، بل فضاء رمزي للعالم المعاصر: عالم يعج بالموت المُعلن "المقابر" والموت المسكوت عنه "المهدور دم ساكنيها".
"المُسوّرة بمشاجب الموت" صورة قوية: الموت هنا ليس حدثًا، بل بنية جدار يُحيط بالحياة، مُعلّق عليه أدوات القتل كأنها ملابس تُعلّق يوميًا.
هذا التصوير يعكس تحول المدينة إلى غابة حيث تُلغى الإنسانية، ويُستدعى قانون الغاب: البقاء للأقوى، لا للأصلح.
2- الصراع والبقاء-:
الصراع بين "الذئاب والأفاعي والعسلان" مثلث رمزي:
أ- الذئاب: القوة العنيفة المباشرة.
ب- الأفاعي: الخديعة والغدر.
ج- العسلان: ربما القوة "النبيلة" التي تُهزم دائمًا.
المشهد لا يُنهي الصراع بانتصار، بل بـ"ترك العدو مطروحًا" لا قتل نهائي، بل إبقاء على الجرح مفتوحًا، لاستمرار "لعبة الخوف".
أما "ابن آوى" فهو الذكاء الماكر، الذي لا يخوض المعركة، بل ينتظر لحظة الانهيار ليحصد النتيجة في إشارة إلى القوى التي تستفيد من صراع الآخرين دون أن تُلوّث يديها.
3- اللعب بالقدر والخوف:
"استمرار لعبة الخوف" العبارة تحمل بعدًا نفسيًا وسياسيًا: الخوف ليس وسيلة للسيطرة فحسب، بل غاية في ذاته. النظام هنا لا يريد استقرارًا ، يريد استمرار الرعب، لأنه الضامن الوحيد لبقائه.
البعد الجمالي والفلسفي:
1- الإيقاع الداخلي:
التقطيع البصري ("حين يَفتكُ / أحد المتصارعين / بغريمه") يخلق إيقاعًا دراميًا كأنه مشهد سينمائي يُعرض بتقطيع سريع. هذا الإيقاع يعزز شعور التوتر والترقب، ويجعل القارئ يعيش اللحظة كشاهد لا كمتفرج.
2- المسافة الجمالية Aesthetic Distance :
النص يمنح القارئ مساحة للتأمل دون الانصهار في الرعب ما يسمح له بإعادة تركيب الرموز وفق خلفيته. هذه المسافة ليست فصلًا، بل جسرًا بين العاطفة والعقل بين الصدمة والتحليل.
3- الخيال البصري واللغوي:
صور مثل "مشاجب الموت" و"ابن آوى يراقب المشهد" تخلق مسرحًا بصريًا مكثفًا: الموت مُنظّم، مُعلّق، جاهز للاستخدام. والابن آوى ليس مجرد حيوان، بل رمز للعقل الماكر الذي يحوّل الفوضى إلى فرصة.
هذه الصور لا تُقرأ بل تُشاهد، وتُسمع، وتُعاش.
فعل القراءة Reading Act :
القارئ هنا مدعو لتأويل الرموز وفق سياقه:
أ- من هم "الذئاب" اليوم؟
ب- من هم "الأفاعي"؟
ج- من هو "ابن آوى" في عالمنا؟
وفقًا لإيزر، فإن هذه الفجوات ليست نقصًا، بل دعوة للقارئ كي يُصبح شريكًا في إنتاج المعنى مما يجعل النص مفتوحًا، متجددًا، وغير قابل للإغلاق.
القارئ لا يقرأ النص بل يُعيد تمثيله في عالمه الخاص.
إحالة للقارئ:
أ-ثمة ربط لهذا المقطع بفكرة الهيج emony عند غرامشي حيث لا يسود النظام بالقمع فقط، بل بإدارة الصراعات وإبقاءها دائرة، حتى لا يتحد الضحايا.
ب-و يمكن ربط "ابن آوى" بفكرة "السيميورجي" عند باختين الكائن الذي يراقب، ينتظر، ويحصد دون أن يُلوّث يديه وهو نموذج القوة في عصر ما بعد الحداثة: قوة غير مرئية، لكنها مهيمنة.
تور/ المقطع الثاني عشر
نص المقطع:
حينما اكتملت
اللَوحة
خَيّم هنالك
السُكون
وغادر
قطار العمر
المَحطّات
نعم يا (ابنَ سَكران)
غادر القطار
المَحطّات
كل الذين عرفتهم
رحلوا
ما زلت أنتظر
علّك تعود يوماً
راجعاً من سَفر
بعيد
حدّثنا....
هل رَأَيتهُ
في جُزر العَجائب؟
هناك في( الواق واق )
هل التَقَيْتَ (حَيَّ ابنِ يَقظان)
وأنتَ تركض
عارياً
بلا وطن؟
هل عَثرتَ عليه
يشرب حليب الأمان
مِن ثَدي الظَبية
المُفجوعة؟
هل رأيتَ (آسال)
يتعبّد هناك
في قلب جَزيرة المَنايا؟
هل رَأيتَهُما يُصارعان
قلق الاغتراب
كما حدّثنا عنهما
ابن طُفَيل؟
قُلْ ما عندَكَ يا (بنَ سَكران)
لقد فاقَت عَجائبُنا
غَرائبَ
كلّ الأزمنة
وعِندَ المَساء
رأيتُ
رفيقاً لي
في جَفن
المِحنة
قالَ لي
وهو يَحزم
حَقائبهُ
مُغادراً:
لاعودة لي
حتى يرحل
بائعو الوطن
هل تُرافقُني
في رِحلتي القَسريّة؟
أجبتهُ
وأنا أجثو
مُقبّلاً ثَراه:
لا رحيل لي
أدمنتُ
صبر الانتظار
في تخوم
الهزائم
النكبات
وهذا المدى
المُخضّب
بِدَم الصباح
لا بُدّ للعاشقين
أن ينتظروا
سَنا فَجر
إشراقة أمل
مَخاض وِلادة
وما زلتُ
أُصَلّي
عند مسلّة
الوقت
علّ الغيث
يهطل
ويرحل
أرق الجَفاف
التحليل السيميائي:
1- رمزية الرحيل والغياب:
"غادر القطار المحطات" صورة نهائية للقطار كرمز للحياة التي لا تنتظر أحدًا. القطار لا يعود، والمحطات تُهجَر في إشارة إلى أن الفرص، الأحبة، اللحظات كلها تمر ولا تعود.
"كل الذين عرفتهم رحلوا" ليس حزنًا فقط، بل إعلان عن عزلة كاملة: الذات وحيدة في مواجهة الزمن.
أما "حي بن يقظان" و"آسال" و"جزيرة الواق واق" فهي رموز تناصية تُعيد طرح السؤال الفلسفي الأبدي: أين الحقيقة؟ أين الأمان؟ أين الوطن الداخلي؟
"حليب الأمان من ثدي الظبية المفجوعة" صورة شعرية مدهشة: حتى الأمان هنا مُرّ، لأنه يأتي من كائن مفجوع كأن الطمأنينة نفسها مصابة بالحزن.
2- المسافة بين الرائي والمخاطب:
السؤال المتكرر: "هل رأيته؟ هل عثرت عليه؟ هل رأيتَهما؟" ليس استفهامًا، بل صرخة. القارئ/المتلقي يعيش شعور الانتظار والتساؤل عن الغائب في تجسيد حي لمفهوم "الفجوة النصية" عند إيزر: النص لا يجيب، بل يُجبر القارئ على أن يجيب نيابة عنه.
3- العلاقات الإنسانية والاغتراب:
الحوار مع "الرفيق" الذي يغادر "حتى يرحل بائعو الوطن" يعكس أن الرحيل ليس خيارًا، بل شرطًا. أما الجواب: "لا رحيل لي أدمنت صبر الانتظار" فهو تمرد وجودي: البقاء هنا، في "تخوم الهزائم"، ليس ضعفًا، بل اختيارًا لأن الانتظار نفسه أصبح هوية.
البعد الجمالي والفلسفي:
1- الإيقاع الداخلي والنص المفتوح:
التجزئة البصرية "هل رأيته؟ / هناك في الواق واق / هل التقى..." تخلق إيقاعًا صلاتيًا كأنه دعاء أو استحضار. هذا الإيقاع يفتح أفق التلقي، ويسمح للقارئ بأن يُدخل تجربته الخاصة في كل سؤال.
2- الخيال البصري واللغوي:
صور مثل "مسلّة الوقت" تحوّل الزمن إلى معبد، والانتظار إلى طقس.
"أرق الجفاف" تجسيد للعطش كحالة نفسية دائمة.
هذه الصور لا تُقرأ بل تُصلّى، تُعانى، تُعاش.
3- المسافة الجمالية Aesthetic Distance :
النص يخلق توازنًا بين الألم والأمل - بين "دم الصباح" و"سنا فجر". القارئ لا يغرق في اليأس، ولا يهرب إلى التفاؤل بل يسكن في الفجوة بينهما، حيث يُنتج المعنى.
فعل القراءة Reading Act :
القارئ هنا لا يُفسّر بل يُجسّد.
كل سؤال "هل رأيته؟" هو مرآة: هل/ أنت/ رأيته؟ هل /أنت/ التقيتَ حي بن يقظان؟ هل /أنت/ عثرتَ على أمان؟
وفقًا لإيكو، فإن "النص المفتوح" لا يُغلق أبدًا وهذا النص مبني على الأسئلة، لا على الإجابات.
القارئ يُصبح كاتبًا ثانيًا يُعيد كتابة النص كل مرة يقرأه.
الخاتمة العامة
قصيدة "حي ابن سكران" ليست نصًا شعريًا فحسب، بل مشروعًا وجوديًا متكاملًا يجمع بين الرمزية، الصراع النفسي، والتحليل الاجتماعي، ويُشرك القارئ في صناعة المعنى من خلال شبكة معقدة من العلامات والفجوات والتناصات.
أبرز ما توصلت إليه الدراسة:
1- الصراع والاغتراب:
تجسّدت التجربة الإنسانية في الصراع بين القوى المختلفة الطبيعية، الاجتماعية، النفسية كما ظهر في الرموز الحيوانية "الذئاب، الأفاعي، ابن آوى" والرمزية "الغابة، القطار، الكوة" لتعكس صعوبة البقاء والحفاظ على الذات في عالم يأكل أحلامه.
2- رمزية الشخصيات:
شخصيات مثل "حي ابن سكران"، "حي بن يقظان"، و"آسال" ليست أسماء، بل مفاهيم: الغربة، البحث عن الأمان، الوعي الفلسفي، الانهيار الميتافيزيقي. القارئ يُشارك في تأويلها وفق أفق توقعه وتجربته فيتحول النص إلى مرآة تتعدد انعكاساتها.
3- -الانتظار والإنتاجية القرائية:
الانتظار "ما زلت أنتظر" ليس موقفًا سلبيًا، بل فعل مقاومة. وهو يرمز إلى أهمية "أفق التوقع" و"المسافة الجمالية" حيث يصبح القارئ شريكًا نشطًا في إنتاج المعنى، وليس مجرد متلقٍّ سلبي.
4- البعد السيميائي والجمالي:
النص غني بالصور البصرية واللغوية مسلّة الوقت، أرق الجفاف، الغابة المكتظة بالعويل التي تخلق إيقاعًا داخليًا متدرجًا، يعكس الترقب، الألم، والتحديات النفسية والاجتماعية. كل صورة طبقة دلالية وكل قراءة تُنتج طبقة جديدة.
5- التفاعل بين النص والقارئ:
القصيدة تجسّد نظرية التفاعل القرائي Reading Act حيث يُشارك القارئ في إعادة إنتاج النص، تحليل الرموز، وتوسيع أفق الفهم بما يتجاوز الخطاب السطحي. النص لا يُقرأ بل يُعاش، ويُعاد إنتاجه مع كل قارئ.
6- الاستمرارية والتعددية:
النص يُظهر تعددية المعاني والقراءات، ويكسر استاتيكية النص التقليدية، مع الحفاظ على الترابط الجدلي بين رموزه وشخصياته ورمزيته العامة. كل قراءة حتى للقارئ نفسه تُنتج نصًا جديدًا.
7- القيمة الفكرية والجمالية:
القصيدة تمثل نموذجًا ناجحًا للربط بين البعد النفسي، الفلسفي، الاجتماعي، والجمالي حيث يمكن دمج التحليل النفسي، التأويلي، التفكيكي، السوسيولوجي، الفينومينولوجي، والسيميائي مع الحفاظ على الشاعرية والبلاغة.
إنها نص يُقرأ بعقل القارئ، وقلب الشاعر، وذاكرة التاريخ.

المراجع وهوامش الفصل الثاني
1.رولان بارت، مقدمة في التحليل البنيوي للنص الأدبي، ترجمة: أحمد صبحي منصور، بيروت: دار الثقافة، 1997.
(لتأصيل مقاصد النصوص الحداثية وربط القارئ بالمؤلف في إطار النظرية البنيوية وما بعد البنيوية.)
2. ميشيل فوكو، الخطاب والسياق، ترجمة: يوسف زيدان، القاهرة: دار النهضة العربية، 2001.
(لإبراز السياقات الثقافية والاجتماعية المؤثرة في التلقي.)
3. هانس روبرت ياوس، نظرية التلقي: أفق التوقع والمسافة الجمالية، ترجمة: عبد اللطيف عبد الله، بيروت: دار المشرق، 2005.
(المرجع الأساسي لمفهوم أفق التوقع ودور القارئ.)
4. فولفغانغ إيزر، تفاعلات القراءة: الفجوات والقارئ الضمني، ترجمة: سامي العيطة، بيروت: دار الفارابي، 2003.
(لتحليل آلية ملء الفجوات وإنتاج المعنى.)
5. أمبرتو إيكو، نظرية الإشارة والسيميائية، ترجمة: خليل حنا، بيروت: دار الساقي، 2002.
(لدور القارئ في التأويل والسيميولوجيا التفاعلية.)
6. تزفيتان تودوروف، الشكل والسرد، ترجمة: يوسف داود، القاهرة: دار النهضة العربية، 1998.
(لتحليل العلاقة بين البنية السردية وأفق التلقي.)
7. ستانلي فيش، نظرية القارئ، ترجمة: محمد حسن عبد الله، القاهرة: دار الفكر العربي، 2004.
(لإبراز دور "مجتمعات التأويل" في إنتاج المعنى.)
8. ميشيل ريفاتير، التلقي الخلاق وتأويل النص، ترجمة: عادل صادق، بغداد: دار المدى، 2007.
(لتأصيل فكرة القراءة كفعل إبداعي.)
9. رولان بارت، متعة النص، ترجمة: خالد محمد خالد، القاهرة: دار الشروق، 1999.
(لتحليل العلاقة بين المتعة والتأويل والقارئ.)
10. فردريك جيمسون، الأسلوبية والنقد الثقافي، ترجمة: سامر عطية، بيروت: دار الفارابي، 2006.
(لربط الأسلوبية بالسياق الثقافي والسياسي.)
11. يوسف زيدان، النص وقراءاته: مدخل إلى السيميائية، القاهرة: دار الشروق، 2001.
(لتحليل الطبقات الدلالية
النصية.)
12. جوناثان كالير، التلقي والفراغات في النص الأدبي، ترجمة: ريم عبد الله، بغداد: دار المدى، 2008.
(لتعزيز فهم العلاقة بين أفق التوقع والنص.)
13. جون س. بارثيس، الخطاب والممارسة، ترجمة: نبيل صبري، القاهرة: دار النهضة العربية، 2003.
(لتحليل الفعل القرائي والفعالية الإنتاجية للنص.)
14. أحمد عبد الله، الشعرية والسيميائية في النصوص الحديثة، بغداد: دار المدى، 2010.
(لدعم الجانب الجمالي والبلاغي للنص.)



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (المدينة التي تأكل خيالها)
- 2//الدِكّاكُ أَرائِكَ المَنامْ والسَّماءُ تَقطُرُ ياقوتا
- (على تخوم الشَّمال ومَراتِع الخُزامى: نَزْوة)
- 1//الدِكّاكُ أَرائِكَ المَنامْ والسَّماءُ تَقطُرُ ياقوتا
- (سيميولوجيا الأهواء وتجلياتها في قصيدة -أنثى الرمّان وآلهة ا ...
- (هَلْ مُمْكِنٌ؟)
- (قبسات من وجهها في الليل المتحرك:تواقيع شوارِد سماء رصاصية)
- (مجازُ الانطفاءِ العظيم)
- (وقفة تفكيكية/ثقافية لقصيدة -أنثى الرمّان في رؤيا آلهة الطوف ...
- (وطنٌ نُنشِّقُهُ كمِسْكِ الجِراحِ)
- (وَجْدٌ عَلى جَناحِ نُورس)
- (صَليلُ الذَّاكِرةِ:جَدَلُ الأَجْفانِ الحافيةِ)
- ( مع جُذورُ الحَيْرةِ في مَرافئِ الرَّماد ،حارَتْ إِليَّ وأَ ...
- (رُهابُ الزَّهرةِ: تَراسيمُ الكادابول)
- (بَناتُ الأَفْكارِ – رَقيم)
- (شِباكٌ في العَتْمَة:الشَّيْخُ وَالبَحْرُ)
- (تاجُ بَلقيسَ وَفَسْقيَّةُ المَرْجان)
- (على تخوم الشَّمال ومَراتِع الخُزامى:نَزْوة)
- (مَرْثِيةُ آيْلان – كُورانُ الرَّمادِ)
- الأنوثة المبدعة بين الزمن والرمز: قراءة سيميائية في قصيدتي - ...


المزيد.....




- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
- المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن ...
- فنانون وشخصيات عامة يطالبون فرنسا وبلجيكا بتوفير حماية دبلوم ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية.. -بين أو بين-... حين يلتقي ال ...
- إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية
- صناعة النفاق الثقافي في فكر ماركس وروسو
- بين شبرا والمطار
- العجيلي... الكاتب الذي جعل من الحياة كتاباً
- في مهرجان سياسي لنجم سينمائي.. تدافع في الهند يخلف عشرات الض ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - 3//الدِكّاكُ أَرائِكَ المَنامْ والسَّماءُ تَقطُرُ ياقوتا