أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (وطنٌ نُنشِّقُهُ كمِسْكِ الجِراحِ)














المزيد.....

(وطنٌ نُنشِّقُهُ كمِسْكِ الجِراحِ)


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 15:05
المحور: الادب والفن
    


(نَشيدُ المنفيِّينَ فَوقَ مَرايا الطُّوب
ليس رِثاءً ولا نشيدَ حَنينٍ، بل تعاويذُ وبُخورٌ،
تَنقُشُه أَنفاسُ المُهمَّشينَ في فجرٍ صادِقٍ، حينَ لا يكونُ الفجرُ إِلّا وعدًا...)

1/
وطنٌ نُنشِّقُهُ كمِسْكِ الجُرْحِ،
نَغْزِلُهُ عَلى وَتَرِ الدُّموعِ،
ونكْتُبُ الآهاتِ في سَفْرِ الغُبارْ.
وطنٌ إِذا سقطَ الكِبارُ،
تَلقَّفتْهُ كُفوفُ أَطْفالِ النَّهارْ.

(أَفَلتْ سَنواتُ التُّفَّاحِ،
تَبْكيها دفاتِرُ قِطافِ المواسِمِ،
ضَياعُها... جُرودٌ لا تَعكِسُ
إِلّا شَفقَ اليبابِ، والغُروبَ، والأَشجارَ،
دونَ عَناوينَ.

أَخاديدُ الرَّمادِ... في مَجاري المَمالِكِ)
2/
نَحياكَ، حَتّى إِنْ هَرِمْنا، نَستوي جُرحًا،
ويُنْبِتُ في الرَّمادِ دَمُ الجُذورْ.
ما زالَ فينا لحنُكَ المُتكسِّرُ الوجدِ،
الَّذي لمْ يبْتهِلْهُ الغاصِبونْ.

(دَِجلةُ المبْقورةُ التَّاريخِ،
خافِرةُ الدُّموعِ، حافيةُ الصَّوتِ،
دَسَّتْ بجيبِ خاطِرِها خِلَّها،
أَنزوتْ ببئرِ "هاروتَ"،
أَيَرْوي أُحفورُ مَجراها عَطشَ البساتينِ؟)
3/
نَطْوي نَوارَكَ في دفاتِرِ أَعمارِنا،
ونُهدْهِدُ الأَيّامَ كيْ تنمو عليكْ.
نَمحُو المدى بعُيونِنا،
ونُعيدُ للبحرِ المُعلَّقِ في دِمانا
بَعضَ ماءٍ مِن يديكْ.

(ضلَّلني مَكرُ ظِلِّ الصَّدى،
رَجيعُ الأَمْسِ في الرُّوحِ،
ضاعَ صَوتي أَنينًا خلفَ قَضبانِ لسانِ الصَّوّانِ،
فضِعْتُ في براريها.)
4/
ما هَجَرْنا وطنًا، لكِنَّنا
هُجِرْنا مِن عَمائِمِ فتنةٍ،
ومِنَ الغُزاةِ، ومِنْ غُصونِ البغيِ في حقلِ السَّكينةِ،
حينَ جاعَ الحُلمُ وانكَسرَ الرَّجاءْ.

(باحتْ مَصابيحُ بغدادَ صمتَ جُروحِها،
عوتْ نواصيها،
لا عابِرَ سبيلٍ يَرحمُ عُريَ أَشباحِ حيطانِها،
ولا جُدرانَ تُصانُ بسِترِ ما فيها.)
5/
يا موطِنَ الأَسماءِ، كَمْ وجعٍ تسلَّلَ مِنْ جِراحِكَ
نَحْو أَعراسِ الطُّفولةِ؟
كَمْ شَهيدًا خَطَّ وجهَ الشَّمسِ في ظِلِّ الخُطى؟
كَمْ بذْرةً ماتتْ، وفيكَ تَنفَّستْ أَلفُ البُذورْ؟

(شَغبتْ شَوارِبُ العُمرِ،
حَفَّها موسُ عينِ يَعقوبَ*،
لمّا فارقتْ يُوسُفَها... فَضحتْ،
وخطَّ شيبُ زمانٍ صبرًا،
والعُثُّ... لمّا أَكلَ المِنسأَةَ!)
6/
سنعودُ، مهما قَطَّعَ البُعدُ السِّنينَ،
ومهما شاختِ الأَجسادُ،
يبْقى القلبُ نَخلتَنا،
ونبقى فوقَ هذِهِ الأَرضِ،
نَنسُجُ مِن رُؤاكَ ملامِحَ الأَحرارِ،
حينَ يُزاحُ عن عينيكَ سُخامُ اللَّيلِ،
ينبُتُ في الدّموعِ... ضياءْ.

(رُوشَةُ الحمراءِ، سبّورةُ الرِّيحِ،
تُسجِّلُ أَحلامَ مَن ماتَ في بيروتَ،
أَوْ في البحرِ...)
7/
يا وطني، إِنّا حملناكَ في الحنايا،
لا نُقايضُكَ الرُّؤى،
لا نبيعُكَ في مَزادِ الصَّمتِ
للجلّادِ أَوْ سادِنِ الضَّلالْ،
فيكَ ابْتدأْنا، والنِّهايةُ فيكَ –
لوْ هامَتْ خُطانا نَحو تيهِ المُستحيلْ.

كودا

يا وطنًا، مِن طِينِهِ نَحيا،
ومِنْ جُرحِ السِّنينِ نُضيءْ،
نَمشي إِليكَ،
وفي العُيونِ مَراياكَ العتيقةُ تستفيقْ،
وفي روزنةِ الرُّوحِ الصَّغيرةِ،
حيثُ تُخبَّأُ الشُّموعُ،
نكتِمُ النَّشيدْ.



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (وَجْدٌ عَلى جَناحِ نُورس)
- (صَليلُ الذَّاكِرةِ:جَدَلُ الأَجْفانِ الحافيةِ)
- ( مع جُذورُ الحَيْرةِ في مَرافئِ الرَّماد ،حارَتْ إِليَّ وأَ ...
- (رُهابُ الزَّهرةِ: تَراسيمُ الكادابول)
- (بَناتُ الأَفْكارِ – رَقيم)
- (شِباكٌ في العَتْمَة:الشَّيْخُ وَالبَحْرُ)
- (تاجُ بَلقيسَ وَفَسْقيَّةُ المَرْجان)
- (على تخوم الشَّمال ومَراتِع الخُزامى:نَزْوة)
- (مَرْثِيةُ آيْلان – كُورانُ الرَّمادِ)
- الأنوثة المبدعة بين الزمن والرمز: قراءة سيميائية في قصيدتي - ...
- (قِيَام نَوافِل) (تَهَيُّؤات)
- ( فقط اِبْتَعدِي ...!)
- (وَجهٌ يَنحَني عَلى غَيمٍ يَشربُ الضَّوء:رَصيفُ رَحيقِ شَفتي ...
- (ظلالُ الطوفان: رِهانٌ)
- (حين يُفتي القاضي مرتين: زوال الحياد القضائي ومخالفة النظام ...
- (على قِمَّةِ العُزلة: رَواتِبُ صَلاةِ اعتِكاف)
- (غَرِيقُ الهَوَى)
- (حين يُجرَح القانون: كيف تُستخدم -الشكليات- لتمرير الظلم في ...
- (حين يُجتهد في مورد النص: أزمة القضاء العراقي بين غياب المسا ...
- (بِرَوْثِ المَعْجَمِ أَرْهَصُ) (هَذَيانُ عِشْقٍ يَقْتاتُ مِن ...


المزيد.....




- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي
- -ما تَبقّى- .. معرض فردي للفنان عادل عابدين
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (وطنٌ نُنشِّقُهُ كمِسْكِ الجِراحِ)