أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (قِيَام نَوافِل) (تَهَيُّؤات)














المزيد.....

(قِيَام نَوافِل) (تَهَيُّؤات)


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 04:49
المحور: الادب والفن
    


عَلَمُ المَحَجَّةِ بَيِّنٌ لِمُريدِهِ … وَأَرى القُلوبَ عَنِ المَحَجَّةِ في عَمى
أبو العتاهية"
[1]
اِنكَسرْ ظِلِّي وَمالَ عَنِ الحَنينِ القَديمِ،
أَتُراهُ العُمْرُ يَمْضي أَمْ يَذُوبُ الضَّوْءُ في الزَّوالِ؟
أَقَمْتُ عِندَ أَبْراجِ الحُلْمِ أَسْكَرُ بِالذِّكْرَياتِ،
لاحَتْ زُحوفُ الهَمْسِ مِنْ ثُقوبِ الأُمْنياتِ،
أَوْقَعْتني المَرايا في مَتاهاتٍ قَاحِلاتِ.

خُذيني كَما أَنا،
ضُمِّيني في باحَةِ العَيْنيْنِ، إِنْ تَزَاوَرتِ الشَّمْسُ، فَلْيُسْدَلِ السِّتارُ؛
يَكْفيني ما بِهِما مِنْ قَطْرٍ-ما أَزالُ أَعْرِفُهُ:
أَنَّهُ الانْسِكابُ.
[2]
أَثْخَنْتِ جُرْحَ فُؤادي المُتْعبا،
والأَشْباحُ تَلُوحُ سَرْبًا هُرَّبا.
والآمالُ صِرْنَ سَرابًا شاحِبًا،
كَالشَّمْسِ في أُفُقٍ كَسيرٍ غَرَّبا.

لَسْتُ اَنتظِرُ القِطارَ العاتيا،
قَدْ غَادرُوا، والموْقِفُ المُترَبَّبا.
والمَكانُ لِعناكِبٍ وخَفافِشٍ،
والبُومِ، والغِرْبانِ حَلَّتْ مَرْكَبا.

يا قَارُورةً-بَلْ بَلُورةً مَسْحُورةً-
يا قَارِئةَ البَخْتِ-صَهْ… واقْتَرِبا.
لي سَقْفُ لَيْلٍ في عُيُونِكِ مُقْمِرٌ،
قَمرُ الأَهْوارِ أَوْلى أَنْ يَقْترِبا.
اِفْتَرْشي رَمْشَكِ حَصيرًا مُشْعِلًا،
ولْيَحْترِقْ قَصبُ الطَّريقِ تَلهُّبا.
سَأَنامُ مِلْءَ جُفُونِ قَلْبي هَادِئًا،
لا تُوقِظيني-أَغْلِقي الشُّبَّاكَ واحْتَجبا.
هِيقي اللُّهاثَ، وكُفِّي العِطْرَ عَنِّي،
واسْكُتْ-فَصمْتُكِ يَسْتَبي طِيبًا عَذبا.
[3]
دَعيني… أُسافِرُ فِي صَمْتِ رُوحي،
وفي لَفْظةٍ مِنْ صَدى الصَّمْتِ أَسْكُنْ.
هُنَالِكَ… ظِلّاتُنا تَئِنُّ شَظايا،
ويَشْربُ جِدارٌ عَرقْنا المُدْهِنْ.

أَنا الشَّارِبُ-المَشْرُوبُ صَبًّا-هَوًى،
ومِثْلي بِكُلِّ الحَانِ يَسْتَمْكنْ.
أُجَرِّبُ لَيْلي وأَهْجُو زَماني،
وَأَرْكبُ ظِلًّا على خَشبٍ يُمْتطى ويُفنْ.
[4]
لِمنْ تُقَرَّعُ-قُلْ-هَذِهِ الأَجْراسُ؟
لِلضِّباعِ، لِلأَوْجاعِ، لِلإِفْلاسِ.
لِلنَّسيكِ-قَدْ أَضلَّتْهُ مَوْمِسٌ-
في طُرُوقٍ ذَابَ فِيها الكَاسُ.

قِلْعةٌ كَانَتْ ثُغُورًا، ثُمَّ مَا
بَقيتْ-قَدْ دَرَسَتْ-وانْدَاسا.
هَا هُنَا-لا نَفَسٌ-لا إِهَابَ لَنا،
غَيْرُ صَوْتٍ يَسْكُنُ الأَنْفاسا.
[5]
لمنْزِلِنا-والقوْمُ غَيْرُ مُقيمِ-
رُسُومٌ، ولا زُوَّارُهُ بِقَديمِ.
هيَ الحانةُ البَيْنيَّةُ الطُّرُقاتِ-ما
أَتَاها سِوى الأَشْقياءِ اليَتيمِ.

مَضى الغِفارِيُّ" في الرَّبَذاتِ وَحْدهُ،
ولَمْ تَحْلُلِ الصَّدَقَاتُ يَوْمَ الحميمِ.
وطُرْقٌ كَحدِّ السَّيْفِ، رِقٌّ مَتينُهُ،
وكُوَّةُ فَجْرٍ-غَيْرُ ذِي تَرْميمِ.

تُدكُّ جَماجِمُنا النُّجُومُ-وَإِنَّنا
لَدى الظَّنِّ -في ظَنِّ المَلائِكِ-جِيمِ.
وَيَمْضي الزَّمانُ، وَ الزّيَيْتُونُ" بَارٌ،
وَبَرْدُ تَمُّوزَ على التَّفْكِيرِ يَميمِ.
[6]
يا عَقِيلةَ الأَمْسِ-قَدْ وَلَّى ومَا رَجَعا،
كَبِّري لِلَّهِ-لا تَذْبحي قَلَعا.
لا تُقيمي مَناحاتٍ على جَسدِي،
فَالميِّتُ -الصَّلْواتُ-لَنْ تَمْنحِ الدَّفعا.
[7]
دَعِيني -بِالصَّمْتِ -أَبْكي هَائِمًا وَجِعا،
لا تُوقِظيني مِنْ سُبَاتٍ أَتْعبا.
كُلُّ الَّذي أَمْلِكُ افْتَدَيْتُ بِهِ،
في جُرْعةٍ مَرَّتْ كَطَيْفٍ أَشْربا.

لَيْتَ سُقْرَاطَ" ابْتقى لي كَأْسهُ-
ثُمالَةً-لاتَّقيْتُ المُنْتهَى وتَغَرَّبا.
غَابَ القِطارُ-تَبدَّدَ الرُّكْبُ-اِنْطوى،
وَلَمْ يَبِقَ -غَيْرُ دُمُوعيَ-السَّكْبا.
[8]
يَمْشي المُشَيِّعُ حَوْلَ نَعْشٍ صَامِتٍ،
قَارٍئٌ يُرَتِّلُ-ثُمَّ مُلَقِّنُ.
ذَبُلتْ جَناتٌ، وَانْحنى نَخْلُ الرُّبى،
والخَريفُ في الأَرْضِ الحَزِينةِ مُكْمنُ.



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( فقط اِبْتَعدِي ...!)
- (وَجهٌ يَنحَني عَلى غَيمٍ يَشربُ الضَّوء:رَصيفُ رَحيقِ شَفتي ...
- (ظلالُ الطوفان: رِهانٌ)
- (حين يُفتي القاضي مرتين: زوال الحياد القضائي ومخالفة النظام ...
- (على قِمَّةِ العُزلة: رَواتِبُ صَلاةِ اعتِكاف)
- (غَرِيقُ الهَوَى)
- (حين يُجرَح القانون: كيف تُستخدم -الشكليات- لتمرير الظلم في ...
- (حين يُجتهد في مورد النص: أزمة القضاء العراقي بين غياب المسا ...
- (بِرَوْثِ المَعْجَمِ أَرْهَصُ) (هَذَيانُ عِشْقٍ يَقْتاتُ مِن ...
- ( الشَّاعِرُ: صَيْرُورةُ فَرَاشةِ كَاليمَا)
- (إضاءة نقدية على قصيدة -انتظار- للشاعر شلال عنوز)
- (أطيافُ الخراب في مرآةِ الكابوس:شَفَقٌ أَخْضَرُ)
- (الأنوثة المبدعة بين الزمن والرمز: قراءة سيميائية في قصيدتي ...
- (المَنْفى)
- (مراثي زَمانٍ يُبشِّرُ بالخُذلان)
- (بين ازدواجية الخطاب وتكميم الأصوات: القضاء العراقي في مرآة ...
- (حين ينتقد القضاة بعضهم علنًا: قراءة في أزمة الخطاب القضائي ...
- (مراجعة سيميائية عامة لقصيدة الشاعرة بشرى البستاني: [أنثى ال ...
- (رَهْبَةُ القُرْبِ وَفَزَعُ الغِياب) (مُناجاةٌ بين قيثارةٍ ر ...
- (عن الحنين الذي لا يهدأ: جَذْبَة )


المزيد.....




- -أنجز حرٌّ ما وعد-.. العهد في وجدان العربي القديم بين ميثاق ...
- إلغاء مهرجان الأفلام اليهودية في السويد بعد رفض دور العرض اس ...
- بعد فوزه بجائزتين مرموقتين.. فيلم -صوت هند رجب- مرشح للفوز ب ...
- حكمة الصين في وجه الصلف الأميركي.. ما الذي ينتظر آرثر سي شاع ...
- الأنثى البريئة
- هل يمكن للآلة أن تصبح مؤرخاً بديلاً عن الإنسان؟
- حلم مؤجل
- المثقف بين الصراع والعزلة.. قراءة نفسية اجتماعية في -متنزه ا ...
- أفلام قد ترفع معدل الذكاء.. كيف تدربك السينما على التفكير بع ...
- باسم خندقجي: كيف نكتب نصا أدبيا كونيا ضد الإستعمار الإسرائيل ...


المزيد.....

- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- پیپی أم الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (قِيَام نَوافِل) (تَهَيُّؤات)