أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (مراجعة سيميائية عامة لقصيدة الشاعرة بشرى البستاني: [أنثى الرمّان في رؤيا آلهة الطوفان])















المزيد.....



(مراجعة سيميائية عامة لقصيدة الشاعرة بشرى البستاني: [أنثى الرمّان في رؤيا آلهة الطوفان])


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


أولًا/
إن المقاربة السيميائية لقصيدة البستاني هي مهمة محفوفة بالتهيب فلكيما نستكشف كيفية تداخل الرموز والمعاني ودورها في كيمياء إنتاج النص يتوجب امتلاك ناصية التعرف على الرموز وتتبع توظيفاتها داخل البنية النسقية للعمل الإشاري بكل حمولاته السيميائية واشتغالاتها، والشاعرة متمكنة من تشغيل عال لتلك المكنات العلاماتية في القصيدة لمنحها تراكم دلالي غير محدد بالكشف الظاهري من المتلقي في القراءة الأولى ولا حتى الثانية ،ربما بالثالثة يبدء بتلمس تشابك الإشارات وأبعادها الدلالية القريبة والبعيدة... والمعنى للفظ "السيما" هنا في الدرس القصيدي ينصرف خارج محددات المعنى القرآني الذي ورد فيه بمعنى العلامة ست مرات ..فالعلامة وظيفة حيوية للتفكير والتعبير البشري فالكون والحياة العامة مشغولة كليا بنسيج علاماتي يبعث دواله الإشارية ذات الأبعاد المتشاكلة والمتباينة "غريماسيًا" في الوقت عينه. المطر علامة خصب ونماء وهو إشارة لسيل جارف وطوفان مهلك ولم يعد النص الجديد كما في قصيدة البستاني ينطوي على أبعاد إيقونية تتكاثر كما في النصوص السابقة للشعراء فما عاد الدال يشبه المدلول بل أضحى ذاته عدد متكاثر من شظايا دوالية وجميعها لا تشبه مداليلها فلا مكان للإيقونية هنا لمن يتحرى فهم صوى المعاني داخل القصيدة ولو اتخذ من بعض العلامات إيقوانات فسيسقط خارج مدار المعنى فكيف به وهو بحاجة لأدراك معنى المعنى ،في هذه العجالة لابد لي من التنويه على أنني اتناول عموم القصيدة أجزاء منها من منظورين أثنين تصورات "دي سوسر" والتي كان معني بحياة العلامة داخل الوسط الاجتماعي ويحملها "سيميائيًا" باعتبارها جزء من وظيفة الإشارة اجتماعيًا،ومع هذا التصور اتبع فكرة" بيرس" الذي يأخذ بالوظيفة المنطقية للعلامة واعتبرها: دستورا شكلانيًا للإشارات كما يقول ، "دانيال تشاندلر" في "أسس السيميائية"..
كما أود الإشارة إلى أنني أزواج في تحليلي بين الفهم "السوسري" باعتبار ما يقوم هو منتجات رؤيا "سيمولوجية" ترتبط عضويًا وجدليًا بالحياة الاجتماعية .. دون أن يشكل ذلك تعجيزًا لي عن أدراك مدارات حركة العلامة ضمن بانورامية شاملة لكل العلوم والحياة الكونية عبر الترابط المنطقي ،والرياضي بعلموية نافذة وفق فهم" بيرس" "السيميائي" وهنا اتحرى وجود الدلالة التقريرية والإيحائية "همسليفيًا" دون إهمال البعد الخرافي لحركة الدلالة أيديولوجيًا في النظام اللغوي أو في النظام الأدبي .إيلاء تدفق القصيدة نصيًا أعول عليه باعتبار النص نظام العلامات فرحت أنقب بالمعنى الإشاري للعلامة "سوسريًا" تارة ومهتمًا بكلية الإحاطة الجدلية ليس الاجتماعية وحسب بل الكونية بكل ترتبطاتها كذلك وفق ما يطلق عليه" بيرس" البانيروسكوبية
Paneroscopie
والتي عبر عنها "عبد اللطيف محفوظ" في" أليات إنتاج النص" بأنها "وصف ما كما هو أمام العقل الواعي ،وفق مايبدو مختلف أنواع الوعي "..
لذلك ولسعة مجال حركة الدول وانزلاق الطبقات للمعاني وزئبقية التراكم الدلالي في مثل هذه النصوص فإن التأويل آلية ألزامية الإتباع ..
وعلى وجه العموم ( محاولة أن تستقريء هذه العلامة من خلال النظرة التأويلية التي تتأسس على أن النص في مجمله علامة أو مجموعة من العلامات التي تتعانق ونتشابك مع بعضها لتبرز الرؤية القارة في أعماق النص وذلك أمر يتحقق من خلال الأدوات التي يستخدمها المبدع في نصه " كما :قال موسى ربايعة في أليات التأويل السيميائي..

ثانيًا/
عتبة العنوان:
"أنثى الرمّان في رؤيا آلهة الطوفان"
حمولات العتبة الدلالية كثيفة متناسلة متشعبة مترابطة جدليًا ،من حيث العلاقة بين الأنوثة، الطبيعة /الرمان، والأحداث الكونية /لطوفان، مما يخلق ارتباطًا بين الرمزية الفردية، والكونية. ويمنح المتلقي متعة متابعة حركة الرموز في لجج مقاصدها والمرامي المضمرة للشاعرة ..
القصيدة كيان بنيوية سيمولوجي يجسد المرأة والطبيعة والخصوبة، ولكن أيضًا التحدي والحزن. هذه العلائق المتشابكة ترسم خارطة الولوج لفهم القصيدة عبر فهم الفهم ..
وتجسد القصيدة تداخلًا بين الإنسان والطبيعة والماورائيات. "أنثى الرمان" تُمثّل الخصوبة والأنوثة والجمال، لكنها أيضًا رمز للمعاناة والصراع. أما "آلهة الطوفان"، فهي رمز للكارثة وإعادة البناء والتجدد، مما يعكس مواجهة بين الحياة والموت والتدمير والإبداع.
وهو حقيقة كل واقعة أو رمز كوني ازدواجية وحمل الكنه ونقيضه فرديًا وجماعيًا إنسانيًا وكونيًا..الانصهار حد التفتت والفناء والتشكل والانقباض حد البتلور وصراع السيولة والصلابة في نمطين الكينونة . التنافر والتجاذب في آن وكلا الطرفين يعملان لحظيًا معا بتشابك كمومي معجز ...
علاقة أنثى الرمان بالمكان والزمان
- القصيدة تربط أنثى الرمان بالجغرافيا (دجلة) والزمن (ماضي العراق وحاضره). هذا الربط يظهر كيف أن الإنسان والطبيعة يتشاركان في تجربة الكوارث والأمل.
- الصورة البصرية التي تنقلها أنثى الرمان تجسد العلاقة بين الجمال الداخلي والخارجي وبين التأثيرات الطبيعية والاجتماعية.
- العلاقة بين "آلهة الطوفان" وأنثى الرمان:
- التحدي والانسجام:
أنثى الرمان تواجه قوة "آلهة الطوفان"، لكنهما في حالة انسجام وصراع في آنٍ واحد. هذا يُبرز كيف أن الطبيعة البشرية (أنثى الرمان) تسعى لمقاومة قوى الدمار بينما تبحث عن مكانها في إعادة البناء.
- الدورة الأبدية:
"آلهة الطوفان" ترمز للدورة الأبدية للخلق والهدم، بينما أنثى الرمان تعبر عن استمرارية الحياة كجزء من هذه الدورة.

ثالثًا/
الشخصيات والرموز:
- الكلمات كرموز: "الكلمة"، "دجلة"، "الرمان"، ... كلها تحمل طبقات متعددة من المعاني.
يقود تشكيل المعاني طبقاتيًا إلى ايعاز خفي للمتلقي لفتح أفق توقعه ليستقبل ظهور طبقات فهم متجددة كلما اوغل في النص قراءة وكلما أعاد القراءة مرات عدة ...
-الكلمة:
اشتباك المعاني وتقاطع المداليل سيمولوجيا:
1. مع المعنى القرآني والسياق المعجمي لها مكانتها الرمزية من البعد الإنجيلي وهي حضور كياني كلي الإنسان والكرامة والخلق والتحدي والوجود والماهية....

2. العلاقة الجدلية بين الكلمة والزمن:

- الشاعرة تبرز الزمن كقوة غير محتواة، بينما الكلمة تظهر كأداة الإنسان الوحيدة لمواجهته. هذه العلاقة بين الزمني واللغوي تكشف عن فلسفة النص حول السيطرة على الزمن من خلال الإبداع الأدبي والشعري.
- الزمن في القصيدة يبدو كخطر دائم (الطوفان، الموت)، لكن الكلمة تمنح الأمل لإعادة بناء ما تهدم.

3. الكلمة كنافذة للتجدد
- الجملة: "الكلمة وحدها غلالة الزمن" تُبرز التوتر بين القوة المطلقة للزمن وبين قدرة الكلمة على أن تبقى خالدة في الذاكرة.
- الكلمة هنا أداة للمقاومة: عبر القصيدة، يتم استخدام اللغة والشعر كطريقة لإحياء التجارب المفقودة والشخصيات التاريخية، مما يجعل الكلمة رمزًا للتحرر وإعادة الإحياء.

4. الكلمة كمقاومة للصمت
- عندما يقول النص: "الكلمة التي تأبى الانصياع لحوار مقطوع"، يشير إلى أن الكلمة هي العنصر النشط الذي يتحدى العدم والصمت. إنها ترفض الخضوع للفناء، بل تبني حوارًا مستمرًا مع العالم.
- صعود الكلمة عبر نص كهذا يعكس بوضوح أن التعبير عن الذات هو جوهر التغلب على الصمت القسري الذي يفرضه الزمن والمآسي.

5. الكلمة والزمن في سياق الهوية الثقافية
- عبر الإشارات إلى أعلام مثل "جاك دريدا" و"هايدجر"، تضيف القصيدة بعدًا فكريًا للكلمة؛ حيث تصبح اللغة ليست فقط أداة للهوية الثقافية، بل وسيلة لاستيعاب الماضي والتعامل مع الحاضر والتطلع إلى المستقبل.
- النص يُبرز أهمية الكلمة كمحفز لتأريخ الهوية والمآسي الثقافية (مثل العلاقة بدجلة والطوفان).

6. رمزية الانصهار بين الكلمة والزمن
- استخدام الشاعر للكلمة "كُن" يربطها بعملية الخلق الكونية، حيث تتجاوز الكلمة حدود الزمن لتصبح عنصرًا أبديًا. هنا، تعكس العلاقة بين الكلمة والزمن قدرة النص الشعري على العيش خارج حدود الزمن

- أنثى الرمان:
صورة المرأة التي تواجه الكوارث الطبيعية والإنسانية. روحها تمثل طاقة الحياة والحب، بينما معاناتها تجسد التضحية والقدرة على التحمل.
و تبدو كأنها تتحدى الطوفان، مما يجعلها رمزًا للمقاومة والقدرة على التجدد رغم كل العوائق.

- دجلة:
يرمز إلى الأرض والحياة والتاريخ، وفي نفس الوقت، إلى الألم والخسارة.
وهو رمز للعراقة والحضارة، ولكنه يعكس أيضًا الانكسار، وربما الإشارة إلى الوضع المتغير للعراق بعد الأحوال البغيض.

- الطيار الأمريكي كرمز للعنف والسطوة الغاشمة والاحتلال:
يقدم بعدًا سياسيًا وتاريخيًا للقصيدة وحضورًا دلاليًا موثرًا في تطور النص ، مما يفتح مجالًا لتأويل العلاقة بين الفرد والقوى الكبرى ومسار الاحتلال وتداعياته وعواقبه ...
- هذه الشخصية تمثل القوة الدخيلة التي تؤثر على حياة أنثى الرمان ودجلة. الشاعر يستخدمها لتسليط الضوء على الخسائر التي تسببها القوى الخارجية.
- تناقض المشاعر:بينما الطيار يبتهج بالقوة التدميرية، أنثى الرمان تظهر ملامح الحزن والضعف، مما يعكس صراعًا بين العنف والحزن.
الدلالة تستحضر مفهوم الظلم والعنف، مما يُضفي على النص بعدًا اجتماعيًا وأوسع من ظاهر تأويل سطح العلامة الرمزية.
- علاقة أنثى الرمان بدجلة
- التجسيد الرمزي:
دجلة يمثل الطبيعة والجغرافيا التاريخية للعراق، وأنثى الرمان تجسد الإنسان، المرأة، وارتباطها بهذه الأرض. هذا الربط يعبر عن علاقة لا تنفصل بين الهوية والجغرافيا.
- التأثير المتبادل:
دجلة يتفاعل مع أنثى الرمان بشكل حيوي؛ ففي لحظات الانكسار يرمز إلى الحزن والجراح، ولكنه أيضًا يشكل وعدًا بالخلاص والاستمرارية.

-"آلهة الطوفان" ودلالتها كرمز كوني:
- الطوفان هنا ليس مجرد حدث كارثي، بل يمثل قوة التجدد التي تعمل على تدمير القديم لإفساح المجال للجديد. وجود "آلهة الطوفان" يعزز فكرة الصراع بين الإنسان والقوى الكونية.
- الطوفان في الميثولوجيا والأديان غالبًا ما يكون رمزًا للتدمير والتطهير؛ في القصيدة، "آلهة الطوفان" تجسد القوة الكونية العليا التي تتحكم في الدورة الوجودية للحياة والموت.
والطوفان رمز للهجمة التهديمية والتغير القاسي والعنيف وتحطيم البني المجتمعية والأسرية وتخريب كيان الهوية الوطنية .

الطوفان رمز لحدث دلالي
- الطوفان ليس مجرد رمز للدمار؛ بل هو أيضًا فرصة للتجدد والنهوض. القصيدة تعكس كيف أن الكوارث الكبرى تحمل في طياتها بذور حياة جديدة، تمامًا كما يعقب الشتاء موسم الربيع.

- أنثى الرمان كرمز مقاوم:رغم الكارثة، تظل أنثى الرمان شاهدة على التجديد، مما يجعلها رمزًا للأمل والقدرة على الصمود.
- الطابع الأنثوي: تسميتها بـ"آلهة" تضفي طابعًا أنثويًا على القوة الكونية، مما يعكس العلاقة بين الطبيعة (الأنوثة) والكون في خلق وإعادة تشكيل الوجود.

القوة العاطفية في العلاقة بين الرموز:

- الصور التي تتكرر عن الانكسار والتجدد توضح القوة العاطفية للنص؛ أنثى الرمان ليست فقط رمزًا، بل كيانًا حيًا ينبض بالحب، الألم، والتحدي.
- الشاعر يقدمها كمرآة للحالة الإنسانية، مما يجعلها مركزًا رمزيًا يجذب كل الرموز الأخرى.
الخلاصة: العلاقات بين الشخصيات والرموز تجعل القصيدة متشابكة بشكل فلسفي وإنساني، حيث تعمل كل شخصية ورمز على تشكيل معنى النص وتعميقه.
رمزية العناصر الكونية الأخرى:
- دجلة كرمز للمكان: دجلة، كأنهار الطوفان، يربط الماضي بالحاضر. ارتباطه بالطوفان في القصيدة يجعل منه رمزًا للهوية التاريخية والأنثروبولوجية التي لا تنفصل عن المعاناة الإنسانية.
-الألوان والضوء: إشارات القصيدة للألوان مثل الأحمر (الدم/الحياة) والأخضر (التجدد) والنور (الأمل) تجعل الطوفان جزءًا من التحول الذي يُعيد ترتيب الرمزية الكونية.
رابعًا/
الإشارات الثقافية والفنية:

الإشارة إلى رموز فنية مثل "ماتيس" و"تشايكوفسكي" و"كاندانسكي" تفتح مجالًا للتداخل بين الفن والشعر.
- "دريدا"، "باختين"، و"هايدجر" يبرزون أهمية الفكر الفلسفي في النص وصراع الأيديولوجيات، وهو تعبيرات عابرة للبعد الشخصي ،تبغي الشاعرة التنويه عنه للفت انتباه المتلقي إلى جسامة التطورات الوطنية والكونية على مختلف الصعد ومنها الفكري والعقائدي وبذلك تفتح للقاريء أحد مفاتيح إدراك حركية البنية ودلالتها السيميائية...

خامسًا/
الثيمات والرسائل:
القصيدة تتحدث عن الانكسار والحياة والموت، الخيانة والوعي، الحزن الداخلي والخلاص.
- هناك تداخل بين الشخصية الفردية وبين الكوارث الكبرى والرمزية الوجودية، مما يجعلها نصًا غنيًا بالتفسيرات العلاماتية ذات الأصول الانطولوجية والابتعاد الأبستمولوجية في ذات الوقت...
- النص يعكس صراعًا بين الخلاص والخيانة، بين الحياة والموت، وبين الحب والفقدان.
- استكشاف العلاقة بين الكلمة والزمن يجعل النص رحلة فلسفية، حيث تصبح الكلمة وسيلة لبناء الزمن وتحطيمه.

سادسًا/
الدلالات اللغوية والسيميائية والأسلوبية:
اللغة في القصيدة ثرية ومتعددة الطبقات:
- استخدام الألوان: الأخضر والأحمر والأبيض تشير إلى مراحل مختلفة من المشاعر والأحداث وهو ترميز للرابط الزمكاني والتداخل المشاعري ودوره في تخليق كوائن النص ودينامياتها ..
- الحركات والأفعال: الرقص، الصعود والهبوط، الانغماس والغرق، كل ذلك يرمز إلى دورة الحياة والتحول، فالشاعرة تقصدت بوعي شاعري إيصال شفرة تشير إلى تراكم الوقائع وتضافرها في صنع الأحداث الدائبة التشكل مادامت الحياة قائمة على مستوى الفرد والجنس البشري ..
هناك تناقض بين الحركات الديناميكية مثل "الرقص" و"الطيران" مع الحركات الانكسارية مثل "السقوط" و"الاحتضار".
- التكرار: استخدام "دجلة" بشكل متكرر يعكس مركزية المكان والهوية في النص.

سابعًا/
الإيقاعات الفنية والفكرية
- الإشارة إلى أعلام مثل "ماتيس" و"تشايكوفسكي" و"هايدجر" تخلق اتصالًا بين الفن والفلسفة والشعر، مما يزيد من عمق النص.
- الموسيقى والفن في النص تضفي حركة وديناميكية، حيث تصير القصيدة كأنها مشهد سينمائي مليء بالتفاصيل والانفعالات.

ثامنًا/
البعد الوجودي والسياسي:
القصيدة تحتوي على إشارات إلى الخيانة والحروب والطوفان كأحداث تغييرية. هذه الأحداث ترتبط بالعالم الداخلي للشاعر، مما يجعل النص انعكاسًا للذات والوطن والتاريخ.

تاسعًا/
الأثر العاطفي
القصيدة ليست مجرد نص أدبي؛ إنها تجربة عاطفية وإنسانية مليئة بالحزن والتحدي والجمال. القارئ يشعر بالانجراف في تفاصيلها، مما يعمّق العلاقة مع النص ويخلق تفاعلا منتجًا في تمكينة من تخليق تصورات شاعرية توسع أفاق القصيدة وتستلهم عمقها الشاسع .

عاشرًا/
ثنائيات القصيدة :
القصيدة حافلة الثنائيات الضدية :
الحياة والموت :
1. الحياة كطاقة متجددة:
- الرمان، كفاكهة، يرتبط تقليديًا بالخصوبة والجمال والطبيعة المتدفقة. عبر استخدام "أنثى الرمان"، يصوّر الشاعر قوة الحياة والجاذبية، كما يُبرز صورة المرأة كرمز للحياة والابتكار.
- روحها التي "تشتعل كشجرة ميلاد" تُشير إلى وهج الحياة المتجدد حتى في مواجهة الكوارث، مما يُبرز القوة والجمال الذي ينبثق من الألم.

2. الموت كحقيقة لا مفر منها:
- القصيدة تصف لحظات الانطفاء والانكسار؛ حيث تذبل الكفّان وتحتضر أنثى الرمان تحت تأثير الحروب والظلم (مثل الطيار الأمريكي)، مما يعكس حتمية الزوال والموت في دورة الحياة.
- ذكر الطوفان يعزّز فكرة الدمار الشامل، ولكنه يفتح الباب أمام التجدد؛ الموت هو جزء لا يتجزأ من الحياة وإعادة البناء
3. العلاقة بين الخصوبة والزوال:
- التناقض بين الصورة الخصبة للرمان وبين زوالها التدريجي يُظهر أن الموت ليس نهاية بل تحول. زوال "أنثى الرمان" لا يُلغي وجودها، بل يجعلها جزءًا من سياق أكبر يعيد تشكيل الطبيعة والإنسانية.

4. الحياة والموت كتجربة إنسانية:
- أنثى الرمان تحمل الألم والحزن بطريقة تبرز إنسانيتها؛ هذا يجعل موتها ليس فقط فقدانًا، بل تجربة تحفر في ذاكرة المكان والزمان.
- مشهد الرمان في دجلة يشير إلى ارتباط الحياة والموت بالجغرافيا والهوية، مما يُضفي على الصورة بعدًا وجدانيًا عميقًا.

5. التناقض بين الحياة والموت:
- الرمانة كرمز تحمل بذور الحياة بداخلها، لكنها في ذات الوقت تحمل دلالة على الموت، من حيث ارتباطها بالسقوط والانحلال. هذا التناقض يمثل فلسفة الوجود؛ حيث كل دورة حياة تنتهي بالموت، وكل موت يحمل إمكانية الخلق الجديد.
- الشاعرة تستخدم "أنثى الرمان" لتجسيد هذه الثنائية بطريقة تجعلها رمزًا للزوال والتجدّد.

6. الزمن والخلود:
- الرمانة تحمل صلة مع الزمن؛ فهي تنضج، تزدهر، ثم تذبل وتتحلل. هذا التتابع يعكس فلسفة عن الطبيعة الدورية للزمن والوجود. الأنثى ترتبط بالرمان كمصدر للحياة الممتدة، لكن أيضًا كحامل للزوال الذي لا مفر منه.
- في مقابل الزمن الفاني، الرمانة كرمز تحمل بعدًا كونيًا يتجاوز الوقت، مما يجعلها نموذجًا للخلود في الذكرى والرؤيا.

7. الطبيعة الإنسانية والكونية
- "أنثى الرمان" ليست مجرد صورة للمرأة، بل تجسيد للإنسان كجزء من الطبيعة، يتفاعل معها ويعاني منها. الرمانة هنا تأخذ بعدًا فلسفيًا يشير إلى العلاقة بين الكائن البشري والكون: حيث الإنسان جزء من دورة حياة كبرى يحكمها الموت والتجدّد.
- الرمانة تحمل جوهرًا روحانيًا يعبر عن البحث عن معنى الوجود وسط الفوضى والكوارث.

8. الفقد والخلاص
- الرمانة، في رمزيتها، تتحدث عن فقدان الروح، لكنها أيضًا مفتاح للخلاص. الأنثى تحمل الرمان كأنها تُظهر إمكانية التحرر من القيود عبر مواجهة الموت والخيانة بشجاعة، مما يعكس بعدًا فلسفيًا عن الإرادة الإنسانية.

حادي عشر/
الجمال والألم:
- استخدام الرمانة كعنصر جمالي يعكس فلسفة التداخل بين الجمال والألم؛ فهي ثمرة جميلة وشهية، لكنها تحمل دلالة على المعاناة والانكسار. هذا يجعل الرمانة رمزًا للحياة المعقدة التي تحتوي الخير والشر، الفرح والحزن.
الخلاصة: أنثى الرمان ليست مجرد رمز أدبي؛ إنها تعكس فلسفة وجودية تحاول فك ألغاز الحياة والموت والخلود والتجدد. من خلال الرمانة، يبدو الشاعر وكأنه يعرض منظوره عن الإنسان كمشارك في تجربة كونية أبدية مليئة بالتناقضات.

1. الخصوبة والتجدّد:
- الرمانة ترمز إلى الطبيعة الخصبة التي تحمل بذور الحياة والتكاثر. هذه الدلالة واضحة من ارتباطها بالأنثى، التي تعكس مفهوم الولادة والخلق.
- وجود الرمانة كعنصر مستمر في النص يشير إلى استمرارية الحياة رغم كل الظروف والمعاناة.
2. القوة والجمال
- وصف الرمانة يأتي بتفاصيل تشير إلى الجمال والإشراق، مما يجعلها رمزًا لقوة المرأة وقدرتها على تجاوز الأزمات.
- جمال الرمانة يمتزج بالقوة التي تستمدها من الطبيعة، فتظهر كرمز للأنوثة المدهشة والمقاومة.

3. الحزن والانكسار
- الرمانة ليست فقط رمزًا للحياة بل تحمل في طياتها دلالة الانكسار؛ فهي حاضرة في سياق يشوبه الألم والخسارة.فهي في قشرتها جمع متآلف متحالف رغم الفواصل من لحم الداخل تبقى التواصل عبر الأواصر انساق تشمل وحدة بنية جامعة شاملة لعموم حباتها ..وما أن تنفرط حتى تتبدد الوحدة وتنكسر الروابط وتتشظى لبنات لحم الفصل والربط البنيوي الداخل فيعطينا ذلك تصورا عن أهمية وقيمة الشمل المؤطر التي يحيط ويحتضن الجمع ويمنع تشتته وانفراطه .فكم كانت موفقة هذه الشاعرة الأريبة واللماحة والدقيقة في اختيار رموزها إلى مستوى حذق الجراح الماهر في استخدام مشرطه الرهيف الحد والقاطع...الخ
- ارتباطها بالموت والطوفان يجعلها مجازًا للتضحيات والصراعات التي تواجهها الأنثى.

4. الطبيعة الإنسانية
- الرمانة تتفاعل مع محيطها الكوني لتصبح صورة للإنسان المغمور بالحزن والأمل، ما يجعلها تعكس حالة الإنسان بشكل عام.
- وجودها في النص ككيان حي يشعر ويعاني يعبر عن التداخل بين الفرد والطبيعة.

5. العلاقة مع الأرض
- الرمانة تربط الأنثى بدجلة والطبيعة الجغرافية للعراق، مما يبرز أبعاد الهوية الثقافية والانتماء للوطن.
- هذا الرابط يعزز فكرة أن الرمانة هي امتداد للأرض، تحمل معاناة التاريخ والطبيعة.

6. رمزية الألوان والضوء
- اللون الأحمر الذي يرتبط بالرمان عادة يحمل دلالات الحياة، الحب، والتضحية، ولكنه في نفس الوقت يرتبط بالدم والمأساة، مما يكرس التناقض بين الجمال والألم.
- الصور التي تحتوي على "الإضاءة" مثل "شجرة الميلاد" تعكس الأمل والتجدد وسط الظلام، ما يشير إلى رمزية الضوء كوسيلة للتغلب على الظلم والفناء.

7. الكوارث والتجدد
- الرمانة هنا تحيا وتزدهر في وسط الدمار الذي يرمز له الطوفان. الطوفان ليس مجرد كارثة بل فرصة للتطهير وإعادة البناء. أنثى الرمان ترمز إلى قوة الإنسان والطبيعة في البقاء والصمود رغم كل الكوارث.
- تفاعل الرمانة مع "آلهة الطوفان" يعكس كيف يمكن للطبيعة والإنسانية أن تتحديا القوى الكبرى لتعيد بناء الهوية والوجود.

8. التناقضات الوجودية
- تكرار التناقض بين الحياة والموت، الفرح والحزن، الداخل والخارج، يعكس فلسفة عن طبيعة الوجود الإنساني المعقدة، حيث لا يمكن الفصل بين الجمال والمعاناة.
- أنثى الرمان هي تشبيه للإنسانية التي تبحث عن معنى وسط هذا التعقيد، مما يجعلها مرآة للتجربة الإنسانية.

9. البُعد السياسي والاجتماعي
- الإشارات إلى "الطيار الأمريكي" و"الطوفان" تربط الرمانة بواقع اجتماعي وسياسي، حيث تصبح رمزًا للوطن أو الهوية التي تعاني من الاحتلال أو الظلم.
- التداخل بين الرمانة ودجلة يُبرز علاقة الشخصية بالأرض والوطن، مما يجعل الرمانة رمزًا للأرض ذات الجذور العميقة.

10. العلاقة بين الإنسان والطبيعة
- أنثى الرمان تعكس الإنسان كجزء من الطبيعة، ولكنها أيضًا تظهر كيف يمكن للطبيعة أن تكون مصدرًا للأمل والمعاناة على حد سواء.
- وجود الرمانة داخل سياق الحديث عن دجلة والطبيعة العراقية يُبرز حب الشاعر للمكان وصراع الهوية والوجود فيه.
الخلاصة الموسعة:أنثى الرمان ليست مجرد رمز أو استعارة بل هي كيان حي يتحرك عبر النص، يحمل مزيجًا من المشاعر والرموز التي تعكس جدلية الوجود الإنساني وعلاقته بالعالم المحيط به. إنها تجسد الحياة في كافة أبعادها؛ بدايةً من لحظات الجمال والتجدد، وصولاً إلى الانكسار والانبعاث.

ثاني عشر/
تحليل الصور الشعرية:
القصيدة مليئة بالصور الشعرية التي تعتمد على التكثيف والتشبيه والاستعارة، مما يعكس مشاعر غنية وتجارب إنسانية عميقة. لنستعرض بعض الصور الملفتة:

1. "روحها في كل ليلة أراها تشتعل كشجرة ميلاد":
- هذه الصورة تجمع بين الحميمية والقداسة؛ شجرة الميلاد ترتبط بالفرح والتجدد، ولكن الإشارة إلى "اشتعالها" يحمل دلالة التضحية وربما الألم.

2. "الرمانة تحتضر وتذبل كفّاها":
- تُمثّل هذه الصورة الطبيعة المؤنثة في لحظة انكسار، مما يعكس مشاعر الحزن والمأساة والانصهار بين الطبيعة والإنسان.

3. "تدخل الحدائق صالة أسى":
- تحويل الحدائق من فضاء الجمال إلى صالة للألم يعبر عن رؤية شعرية تجمع بين تناقضات المشهد الإنساني والطبيعي.

4. "دجلة يتطير من غروب يحتويها":
- هذه الصورة تعكس الطابع الأسطوري لدجلة كرمز يحمل الهوية الجغرافية والمعاناة التاريخية.

5. "الكلمة شجرة الكينونة":
- صورة فلسفية تعطي اللغة بعدًا رمزيًا كقوة إبداعية خالقة مرتبطة بالوجود والتاريخ.

ثالث عشر /
البُعد الثقافي المتداخل:
القصيدة غنية بالإشارات الثقافية والفنية التي تفتح الأفق لتفسير متعدد الطبقات:

1. الإشارات إلى الشخصيات الفكرية:
- ذكر "جاك دريدا"، "باختين"، و"هايدجر" يعكس تداخل الفكر الفلسفي مع النص، حيث تصبح الكلمة في القصيدة حقلًا للتجربة والنقد.

2. التأثير الفني:
- الإشارة إلى "ماتيس"، "كاندانسكي"، و"تشايكوفسكي" تمثل التداخل بين الفنون المختلفة كالرسم والموسيقى والشعر. هذا المزج يعزز البعد الجمالي للنص.

3. البُعد التاريخي والجغرافي:
- من خلال ذكر دجلة كرمز، والإشارة إلى الطيار الأمريكي، يعكس النص العلاقة بين الفرد والوطن في سياق الحروب والاحتلال.

4. التأثير الديني والروحي:
- استعمال الرموز الدينية مثل "المعجزة"، و"الطوفان"، يعبر عن صراع الإنسان مع القوى الروحية والقدرية.

5. اللغة كعنصر رمزي:
- استخدام الكلمة كعنصر جوهري يشير إلى السلطة الكامنة في اللغة كمصدر للخلق والهدم، مما يضيف بُعدًا فلسفيًا عميقًا.

الخلاصة: الصور الشعرية والرموز الثقافية في هذه القصيدة تتشابك لتخلق عالمًا يعكس تناقضات التجربة الإنسانية والطبيعة الكونية. إنها قصيدة تجعل من الجمال وسيلة للتأمل في الألم والمصير.
والرمانة في القصيدة ليست مجرد عنصر رمزي بسيط، بل هي صورة متكاملة تجمع بين جمال الحياة وقسوة الفقد، وبين الطبيعة والإنسان. إنها دعوة للتأمل في دورة الحياة والموت وفي قدرة الإنسان على مواجهة المصير.كما هي درس في نظرية البنية التكوينة للنص وفهم آلية تفكيكه ..

الخلاصة: في هذه القصيدة، الكلمة هي المحور الذي يدور حوله كل شيء، أداة الإنسان للخلق، والاحتفاظ بالذاكرة، ومعالجة جراح الزمن. بينما تبدو قوة الزمن كقيد دائم، تقدم الكلمة فضاءً للتحرر، والتحول، والمقاومة.

لاستكمال مقاربتنا السيميائية لهذا النص الكبير والثري
لا ستكشف جانبًا آخر من النص، كدور اللون أو الموسيقى،

1. اللون كوسيلة تعبير عن المشاعر والحالات
الألوان في القصيدة ليست فقط تفاصيل بلاغية، بل أدوات ترسم المشاعر وتحكي الحكاية بطريقة رمزية:

- الأحمر: رمز الحياة والموت
- اللون الأحمر في "الرمانة" يُجسد الحياة والطاقة، ولكنه يرمز أيضًا إلى الدم والخسارة. هذا التناقض يبرز العلاقة المعقدة بين الفرح والألم.
- الأحمر يشير إلى التضحيات التي تقدمها أنثى الرمان في معركة الحياة، سواء كإنسانة أو كوطن يعاني.

-الأخضر: الأمل والخصوبة
- إشارة "الثوب الأخضر" الذي وُعدت به الأنثى تحمل دلالة خصوبة وتجدد، لكنها تكشف عن خيانة أملها عندما لم يتحقق.
- الأخضر هنا يشكل وعدًا لم يتحقق، مما يبرز صراع التوقعات والواقع.

- الأبيض: النقاء والموت
- "الحُلَّة البيضاء" التي أُلقيت بها أنثى الرمان تشير إلى النقاء، لكنها في سياق القصيدة تعكس فناءً وإهدارًا للجمال والروح.

2. الموسيقى كعنصر ديناميكي داخل النص
الموسيقى في القصيدة تُستخدم لتوليد حركة داخل النص، مما يجعل القارئ يشعر بالإيقاع الداخلي للحياة والمشاعر:

- تشايكوفسكي وبارود أحاسيسه
- الإشارة إلى تشايكوفسكي وشمسه التي "تهرب بغصة" تعكس تناقض الموسيقى بين الفرح والحزن، مما يتماهى مع طبيعة النص.
- الموسيقى هنا ليست مجرد إشارة جمالية، بل هي تعبير عن الانفعالات والصراعات الداخلية للشخصيات.

- الأغاني والرقصات: حياة رغم الألم
- تصوير الرقص المجنون في القصيدة يعكس محاولة الأنثى إيجاد طاقة للحياة رغم الكوارث والدمار. الرقص والموسيقى يمثلان هنا تمردًا على الموت.

3. العلاقة بين اللون والموسيقى والرمزية الكونية
- اللون والموسيقى يُكملان بعضهما البعض في إظهار تناقضات الحياة: بينما يشير اللون إلى الحالة النفسية والوجدانية، تعمل الموسيقى كعنصر يعبر عن الحركة والصراع.
- مثلما تتداخل ألوان الطبيعة مع المشاهد، تخلق الموسيقى أفقًا جديدًا من الأمل والحركة.

4. التأثير الثقافي والفني
- الإشارات إلى موسيقيين عالميين مثل "تشايكوفسكي" وفنانين كـ "ماتيس" تعكس كيف يشكل اللون والموسيقى جزءًا من الإرث الثقافي العالمي، مما يثري النص ويجعله متجذرًا في سياق إنساني شامل.
- هذه الإحالات تُبرز قدرة القصيدة على بناء تفاعل مع الفنون المختلفة، لتتجاوز حدود الكلمات إلى تجربة حسية شاملة.

الخلاصة:
اللون والموسيقى في هذه القصيدة يلعبان دورًا جوهريًا كعناصر رمزية وإبداعية. يُعبران عن حالات شعورية متناقضة، ويضعان القارئ في قلب التوتر بين الجمال والانكسار. استخدام الشاعر لهما يمنح النص عمقًا إضافيًا ويجعله تجربة تنبض بالحياة.

تأثير البُعد الثقافي والفني في تشكيل النص؟

1. الأبعاد الثقافية: تداخل المحلي والعالمي
- الجغرافيا والهوية الثقافية: من خلال دجلة، والطبيعة العراقية، والسياق الجغرافي الذي يدمج الأرض بالتاريخ، تمثل القصيدة تجربة محلية أصيلة تعكس معاناة الهوية الوطنية في ظل التحديات.
- الانفتاح على العالمي: وجود إشارات ثقافية وفكرية مثل "جاك دريدا"، "باختين"، "ماتيس"، و"تشايكوفسكي" يجعل النص ذا بعد عالمي، حيث يتخطى الحدود المحلية ليصبح جزءًا من الحوار الثقافي الإنساني الأوسع.

2. البُعد الفني: تمازج الفنون
- الرسم والفنون البصرية: إشارات مثل "ماتيس" و"كاندانسكي" و"جواد سليم" تعكس ارتباط النص بالفن التشكيلي، حيث يستلهم الشاعر ديناميكية الصور البصرية ليخلق عوالم حية في مخيلة القارئ.
- الموسيقى: ذكر "تشايكوفسكي" يشير إلى الطابع الموسيقي للقصيدة، حيث تعمل الموسيقى كمحفز شعوري ينقل الأحاسيس من خلال الإيقاع المتغير للنص.

3. التراث الفلسفي والفكري
- الإحالة إلى "دريدا" و"باختين" تشير إلى تناول فلسفي للنص. الشاعر يطرح تساؤلات حول اللغة والهويات المتعددة، وينخرط في جدل حول المعنى وطرق إعادة صياغة الواقع.
- "هايدجر" والإشارة إلى "تاريخ الكلمة" تفتح المجال للتفكير في العلاقة بين اللغة والوجود، مما يُبرز النص كنص فلسفي عميق يبحث عن المعنى وسط الفوضى.

4. التأثيرات الروحية والأسطورية
- الطوفان، بما يحمله من دلالات دينية وأساطير كونية، يعطي النص بُعدًا رمزيًا عميقًا، حيث يمثل الرمز للتجديد والبداية الجديدة.
- الإشارات الروحية مثل "المعجزة" و"الخلاص" تعكس صراع الإنسان مع القدر والقوى الغيبية.

5. الشعر كجسر بين الثقافات
- القصيدة تمزج بين التراث الشعري العربي (دجلة، الطوفان، الرمان) وبين الإرث الفني والفكري الغربي، مما يجعلها نصًا متعدد الطبقات يعبر عن تجربة إنسانية شاملة.
- استخدام الرمز واللغة الشعرية يعكس أهمية الكلمة كأداة تربط بين الثقافات المختلفة، مما يجعل النص يتجاوز الانعزال الثقافي.

الخلاصة:
البُعد الثقافي والفني في القصيدة يعكس شخصية نص متعدد الثقافات والجذور، حيث تمتزج التجربة المحلية بالإنسانية العالمية. الشاعر ينسج هذه الإشارات لتشكيل عالم شعري يجمع بين الفلسفة، الفن، الجغرافيا، والموسيقى.

العلاقة بين الرمز والأسطورة:

1. الطوفان كرمز أسطوري
- الطوفان، سواء في الميثولوجيا القديمة أو الديانات السماوية، يمثل دائمًا لحظة كارثية تُعيد تشكيل العالم. في القصيدة، "آلهة الطوفان" تحمل هذا البعد الأسطوري، حيث تقود عملية التدمير لإفساح المجال للتجدد.
- الطوفان يظهر كتجسيد للقوى الكونية الكبرى التي لا يستطيع الإنسان مقاومتها، مما يعكس هشاشة الفرد أمام القوى الطبيعية.

2. دجلة كرمز محلي وأسطوري
- دجلة في القصيدة يتجاوز كونه نهرًا جغرافيًا ليصبح رمزًا حضاريًا وأسطوريًا للعراق. وجوده في النص يعكس صلة بين الماضي والحاضر، وبين الإنسان والطبيعة، ليتحول إلى عنصر يتداخل مع الطوفان في دوره كتجدد وخسارة.
- الرمزية القوية لدجلة تتماشى مع أساطير الأنهار التي تكون غالبًا محورًا للحضارات الكبرى.

3. أنثى الرمان ككيان ميثولوجي
- أنثى الرمان لا تظهر كشخصية عادية، بل ترتدي دورًا ميثولوجيًا يضعها في قلب الأحداث الكونية. هي تمثل الأنوثة في بعدها الكوني: الجمال، الخصوبة، التضحية، والمواجهة.
- ارتباطها بالطوفان يجعلها جزءًا من الأسطورة: هي الضحية والمخلّص، المنكوبة والناجية.

4. اللغة كعنصر أسطوري
- الكلمة التي تتكرر في النص مثل "شجرة الكينونة" و"كُن" تحمل أبعادًا أسطورية ودينية تعود إلى فكرة الخلق. الكلمة هنا تتحول إلى قوة أسطورية تُجسّد التجديد والبناء، تمامًا كما في القصص الميثولوجية حيث الكلمة الإلهية تؤسس للوجود.

5. العناصر الأسطورية والوجود الإنساني
- النص يدمج بين القصة الفردية لأنثى الرمان وبين الميثولوجيات الكونية ليجعل الإنسان جزءًا من حكاية أوسع. الطوفان وأنثى الرمان ودجلة جميعها تشكل أساطير حديثة تعكس التحديات التي تواجه الهوية والوجود.

الخلاصة:
القصيدة تستعير الرمز والأسطورة لبناء نص مليء بالدلالات العميقة التي تتجاوز الحدود الشخصية والجغرافية إلى عالم يمتد بين الإنسان والطبيعة والكون. النص يعيد تعريف الأسطورة لتكون وسيلة لفهم المأساة الإنسانية وإمكانية النهوض من جديد.

الجوانب الأسطورية في النص والكيفية التي يتم فيها إحياء هذه الرموز:

1. الأساطير كمصدر للإلهام في نصوص ما بعد الحداثة
- نصوص ما بعد الحداثة تستلهم أساطير بلاد الرافدين مثل جلجامش، الطوفان، عشتار، وتموز لتعكس ثيمات الإنسانية والصراع والخلود.
- تتسم هذه النصوص بإعادة صياغة الأساطير بحيث تتداخل مع قضايا الحاضر مثل الهوية، الاحتلال، والتحولات الاجتماعية وقد لا تظهر هذه الرموز والأساطير على سطح النص ولكن التسبير للنص تكشف غوص عميق لها في الطبقات التحتية للمعاني .

2. الرمزية في الأساطير ودلالاتها الشعرية
- الطوفان:يوظف كرمز للدمار والتجدد، مما يعكس صراع الإنسان مع الكوارث والأمل في النهوض مجددًا.
- جلجامش: يمثل البحث عن المعنى والخلود، وهو ثيمة محورية تتكرر في نصوص ما بعد الحداثة التي تتناول مفهوم الوجود الفاني.
- عشتار وتموز:الثنائي يعبر عن دورة الحياة والموت، الحب والخسارة، مما ينسجم مع رؤية ما بعد الحداثة للعلاقات الإنسانية المعقدة.

3. البُعد الفلسفي والأسطوري
- نصوص ما بعد الحداثة تستفيد من الأساطير كوسيلة لفهم الإنسان وسط التحديات الكونية والاجتماعية.
- يظهر ذلك في طريقة استخدام أساطير بلاد الرافدين لتفسير التجارب الإنسانية عبر الزمن مثل الحب، الفقدان، الأمل، والتمرد.

4. إعادة تشكيل الأساطير
- أحد سمات ما بعد الحداثة هو التفكيك وإعادة البناء. يتم إعادة تشكيل الأساطير لتناسب القضايا الحديثة، حيث تصبح شخصيات مثل جلجامش وعشتار تعبر عن الأزمات المعاصرة مثل الهوية الوطنية، الغربة، والحروب.
- النصوص تستخدم الأساطير كشكل من أشكال المقاومة الثقافية، حيث تتحدث عن الماضي لتؤكد أهمية الحاضر والمستقبل.

5. الرمزية الشعرية في اللغة
- النصوص تستفيد من الرموز الأسطورية في خلق صور شعرية غنية، مثل تحويل الطوفان إلى أداة للتطهير"Catharsis النفسي والجغرافي.
- اللغة في نصوص ما بعد الحداثة تعمل على بث حياة جديدة في الأساطير، مما يجعلها حاضرة في القضايا اليومية.

6. الهوية الثقافية وأساطير بلاد الرافدين
- الأساطير تلعب دورًا مهمًا في بناء هوية ثقافية للأدب، حيث تصبح رموزًا لحضارة غنية تعرضت للتحديات.
- دمج الأساطير بالنصوص يجعل القارئ يشعر بالتاريخ والعمق الثقافي، ويؤكد على الجذور العميقة للأدب في بلاد الرافدين.

الخلاصة: أساطير بلاد الرافدين تقدم فرصة لنصوص ما بعد الحداثة للتعبير عن القضايا الإنسانية بشكل أوسع وعمق رمزي أكبر. عبر إعادة صياغتها بشكل معاصر، تصبح هذه الأساطير وسيلة للربط بين الماضي والحاضر، ولإظهار التحديات التي تواجه الإنسان عبر الزمن.

جلجامش في شعر ما بعد الحداثة الذين استخدموا هذه الرموز،

1. جلجامش كرمز للبحث الوجودي
- نصوص ما بعد الحداثة تستلهم من جلجامش بحثه عن الخلود ومواجهة فكرة الموت، مما يعكس الصراع الإنساني مع الزمن والوجود الفاني.
- شخصية جلجامش تُستخدم لطرح أسئلة فلسفية حول معنى الحياة، القوة، الصداقة، والفقدان، وهي أسئلة رئيسية في الأدب ما بعد الحداثي.

2. العلاقة مع الطبيعة والكون
- أسطورة جلجامش، وخاصة العلاقة مع الطبيعة (غابة الأرز، الطوفان)، تجد صدىً في نصوص ما بعد الحداثة التي تُعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والبيئة.
- هذه النصوص تُبرز أهمية الأسطورة في فهم الإنسان كجزء من نظام كوني أكبر.

3. الصداقة كموضوع مركزي
- علاقة جلجامش بإنكيدو تقدم نموذجًا إنسانيًا يُستثمر في نصوص ما بعد الحداثة، حيث تُعيد هذه النصوص النظر في أهمية العلاقات الإنسانية في مواجهة العزلة والاغتراب.
- التفاعل بينهما يصبح مصدرًا لاستكشاف الحب والخسارة والتغيير في سياق معاصر.

4. الطوفان وإعادة البناء
- الطوفان في جلجامش يُستخدم كنقطة مرجعية في نصوص ما بعد الحداثة للتعبير عن الدمار وإعادة البناء، مما يعكس فكرة التحول والولادة من جديد.
- هذه الصورة تُربط بالكوارث السياسية والاجتماعية، مثل الحروب والاحتلال، مما يجعل الأسطورة أداة لفهم التحولات الثقافية.

5. الرمزية والشعر
- نصوص ما بعد الحداثة تستفيد من رمزية جلجامش (البطل، الرحلة، البحث) لتقديم صور شعرية تعكس التجربة الإنسانية.
- إعادة صياغة رحلته يتم دمجها مع موضوعات حديثة مثل الهوية، الاستقلال، والتمرد، مما يُعيد إحياء الأسطورة بطريقة مبتكرة.

6. التحدي الفلسفي
- جلجامش يمثل الإنسان الذي يسعى لتجاوز محدوديته، مما يجعل النصوص تستفيد من صراعه مع الموت لتقديم قراءات وجودية حول القوة والعجز.

7. الهوية الثقافية
- نصوص ما بعد الحداثة، خاصة في سياق بلاد الرافدين، تستخدم جلجامش كرمز للجذور الثقافية، مما يؤكد أهمية التاريخ والأسطورة في تشكيل الهوية الأدبية المعاصرة.


رموز سيموثقافية تكميلية مضمرة في القصيدة
تكتظ القصيدة بالمضمرات النسقية والقصدية غير المقصودة ومنها عدد كبير من الرموز السيمولوجية يمكن للباحث المتعمق الاستدلال عليها بين تضاعيف القصيدة وهي لا حصر لها فوجود الألهة البابلية وظهور الطوفان وكثافة حضور دجلة وشقيقه الفرات ينسحب إلى تحري اختفاء العشرات بل المئات من الرموز التي أثارها موجودة في النص عبر العلامات السيمية وابرزها :

جلجامش أنكيدو ورموز أخرى مستشرية في شعر ما بعد الحداثة ظاهرة أو مضمرة،

1. جلجامش كرمز للبحث الوجودي
- نصوص ما بعد الحداثة تستلهم من جلجامش بحثه عن الخلود ومواجهة فكرة الموت، مما يعكس الصراع الإنساني مع الزمن والوجود الفاني.
- شخصية جلجامش تُستخدم لطرح أسئلة فلسفية حول معنى الحياة، القوة، الصداقة، والفقدان، وهي أسئلة رئيسية في الأدب ما بعد الحداثي.

2. العلاقة مع الطبيعة والكون
- أسطورة جلجامش، وخاصة العلاقة مع الطبيعة (غابة الأرز، الطوفان)، تجد صدىً في نصوص ما بعد الحداثة التي تُعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والبيئة.
- هذه النصوص تُبرز أهمية الأسطورة في فهم الإنسان كجزء من نظام كوني أكبر.

3. الصداقة كموضوع مركزي
- علاقة جلجامش بإنكيدو تقدم نموذجًا إنسانيًا يُستثمر في نصوص ما بعد الحداثة، حيث تُعيد هذه النصوص النظر في أهمية العلاقات الإنسانية في مواجهة العزلة والاغتراب.
- التفاعل بينهما يصبح مصدرًا لاستكشاف الحب والخسارة والتغيير في سياق معاصر.

4. الطوفان وإعادة البناء
- الطوفان في جلجامش يُستخدم كنقطة مرجعية في نصوص ما بعد الحداثة للتعبير عن الدمار وإعادة البناء، مما يعكس فكرة التحول والولادة من جديد.
- هذه الصورة تُربط بالكوارث السياسية والاجتماعية، مثل الحروب والاحتلال، مما يجعل الأسطورة أداة لفهم التحولات الثقافية.

5. الرمزية والشعر
- نصوص ما بعد الحداثة تستفيد من رمزية جلجامش (البطل، الرحلة، البحث) لتقديم صور شعرية تعكس التجربة الإنسانية.
- إعادة صياغة رحلته يتم دمجها مع موضوعات حديثة مثل الهوية، الاستقلال، والتمرد، مما يُعيد إحياء الأسطورة بطريقة مبتكرة.

6. التحدي الفلسفي
- جلجامش يمثل الإنسان الذي يسعى لتجاوز محدوديته، مما يجعل النصوص تستفيد من صراعه مع الموت لتقديم قراءات وجودية حول القوة والعجز.

7. الهوية الثقافية
- نصوص ما بعد الحداثة، خاصة في سياق بلاد الرافدين، تستخدم جلجامش كرمز للجذور الثقافية، مما يؤكد أهمية التاريخ والأسطورة في تشكيل الهوية الأدبية المعاصرة.
الخلاصة السيمو ثقافية :
جلجامش،شخصيته ورحلته الأسطورية، وهو لا يزال حيًا في نصوص ما بعد الحداثة، حيث يتم تطويع رموزه لخلق نصوص تتفاعل مع القضايا الفلسفية والثقافية الحديثة. حتى لو لم يظهر على سطوح النص

الخلود والعشبة وسرقتها وفقدانها إلى الأبد:

التعرض لهذه الثيمة في أي قصيدة هو مرور بثيمات لها علائق دلالية بموضوعة الموت والحياة والعشبة والصداقة وإنكيدو والغربة عشتار والثور السماوي وصاحبة الحانة .....الخ وكلكامش الشخص الذي يواجه حقيقته كإنسان فاني بعد رحلة شاقة تتخللها رموز سيميائية لا حصر لها ولكننا في هذا العبور العجول سنأخذ رموز مضمرة نعتقد بصماتها العلاماتية متشربة في القصيدة .

موت إنكيدو :
- الرمزية:إنكيدو، الصديق والمرافق الأوفى، يمثل الجانب الإنساني في حياة جلجامش. موته هو نقطة تحول كبيرة في الملحمة.
- الدلالة الفلسفية: موت إنكيدو يُبرز هشاشة العلاقات الإنسانية والمصير الحتمي الذي يواجهه الجميع. من خلال فقده، يختبر جلجامش معنى الحزن العميق والضعف الشخصي.
- التأثير العاطفي: موته هو المحفز الأساسي الذي يدفع جلجامش للبحث عن الخلود، مما يكشف أن الرغبة في التغلب على الموت تنبع من الحب والخوف من فقد الأحبة.
دور سيدوري صاحبة الحانة كرمز سيميولوجي مضمر:
- الرمزية: سيدوري، صاحبة الحانة التي تقابل جلجامش خلال رحلته، تقدم له نصيحة تمثل الحكمة والواقعية.
- الدلالة الفلسفية:رسالتها لجلجامش بأن يتقبل حياته كما هي وأن يستمتع بما يقدمه الحاضر بدلاً من ملاحقة المستحيل تعكس فلسفة الواقعية والقبول.
- البعد الإنساني: سيدوري لا تظهر كقوة معارضة بل كشخصية متزنة تدعو للتوازن بين الطموح والاستمتاع بالحياة. نصيحتها تساهم في توجيه جلجامش نحو التصالح مع مصيره.
التكامل بين العناصر الثلاثة:
- الخسارة والتعلم:
فقدان العشبة وموت إنكيدو يعملان على تحويل جلجامش من شخصية تسعى وراء القوة المطلقة إلى شخصية أكثر نضجًا، قادرة على إدراك معنى الفناء.
- الحكمة والاستسلام: سيدوري( صاحبة الحانة وهي من الرموز السيميائية المضمرة في القصيدة ) تمثل التوازن والحكمة، حيث تقدم منظورًا جديدًا لحياة جلجامش، بعيدًا عن السعي وراء الخلود المادي.
- الرسالة النهائية: الملحمة دخولها القصيدة تعكس أن الخلود الحقيقي لا يكمن في تجاوز الموت، بل في ترك أثر لا ينسى وفي الاحتفاء باللحظات الحية.


القصيدة
<أنثى الرمّان في رؤيا آلهة الطوفان>

((كَتَمتْ هوًى قد لَجَّ في أَشجانِها
وَحَشَتْ حَشَاها من لَظَى نِيرانِها
فَتشقَّقتْ من حُبِّها عَن حَبِّها
وَجْداً وقَد أَبدَى خَفَا كِتمانِها))
"ابن الجباس الد مياطي"

(1)

رُوحُها في كُلِّ لَيْلَةٍ،
أَرَاهَا تَشْتَعِلُ كَشَجَرَةِ مِيلادٍ تَحَوَّلَتْ غَضًا… وَأُبْصِرُكُمَا مَعًا…
أَنْتِ، وَالطَّيَّارُ الأَمْرِيكِيُّ الَّذِي أَحْرَقَهَا ذَاتَ ظُلْمٍ:
هُوَ مُبْتَهِجٌ بِأَلْسِنَةِ اللهَبِ،
بَيْنَمَا تَذْبُلُ كَفَّاكِ مُنْكفِئَةً بِإِشْعَالِ الحَرِيقِ.
--------
---------
أَظَلَّهَا بِغَيْمَةٍ وَرْدِيَّةٍ،
وَأَدَارَ حَوْلَهَا الأَنْهَارَ…
فَرَشَ لَهَا الأَضْوَاءَ، وَالأَلْوَانَ فَضَاءَ رَقْصَةٍ مَجْنُونَةٍ،
لَكِنَّهُ هَرَبَ قَبْلَ اكْتِشَافِهَا:
أَنَّهُ بِلا سَاعِدَيْنِ.
------------
------------
------------
وَعَدَهَا بِثَوْبٍ أَخْضَرَ،
وَنُزْهَةٍ نَهْرِيَّةٍ،
لَكِنَّهُ جَرَّهَا مِنْ يَدِهَا،
وَقَذَفَهَا بِحُلَّةٍ بَيْضَاءَ فِي رَابِيَةٍ.

************

كَانَ مُنْهَمِكًا بِتَصْفِيَةِ البَلابِلِ فِي غُصُونِ أَشْجَارِهِ،
وَكَانَتِ الطَّلْقَةُ الأَخِيرَةُ مِنْ نَصِيبِهَا…
كَانَتْ، وَهِيَ تَحْتَضِرُ،
يُعَذِّبُهَا حُزْنٌ غَامِضٌ فِي عَيْنَيْهِ.
.........
.........
قَالَ لَهَا: إِنَّهُمَا فِي هُدْنَةٍ…
ابْتَسَمَتْ فِي دَاخِلِهَا،
فَهُوَ لا يَعْرِفُ أَنَّهَا لَمْ تَخُضْ حَرْبًا قَطُّ،
وَلِذَلِكَ تَقَوَّسَ قَلْبُهَا فِي رِحْلَةِ الرُّمَّانِ.

(2)

هُوَ لا يَعْرِفُ أَمْكِنَةَ نُشُوزِهَا،
إِنَّهَا مُنْهَمِكَةٌ بِهَدِيلِ اليَنَابِيعِ،
وَشَجَى الرَّنْدِ، وَالمَيْسِ، وَالعَرَارِ،
وَمَأْخُوذَةٌ بِخُطُوطِ "مَاتِيس"،
وَأَحْصِنَةِ "كَنْدَانْسْكِي" بِأَجْنِحَتِهَا الهَائِمَةِ فِي أَرُوقَةِ السَّمَاءِ.
-----------
----------------
مَهْوُوسةٌ : بِتَبَارِيحِ"تْشَايْكُوفْسْكِي"،
وَشَمْسِهِ الهَارِبَةِ بِغُصَّةٍ مَجْهُولَةٍ،
وَنَازِفَةٌ فِي تَنْقِيطَاتِ حُزْنِ
"جُورْجْ سِيُورَا"،
وَمُرَبَّعَاتِ "جَوَادِ سَلِيم"،
وَأَجِنَّةِ بَرَاعَتِهِ الَّتِي انْتُزِعَتْ فِي ظِلِّ شَجَرٍ عَاقِرٍ،
وَهُمْ يُشْعِلُونَ لَيْلَهَا:
بَاشْتِبَاكِ الوَجْدِ،
وَالوَجَعِ،
وَالحُمَّى،
حَيْثُ تَدْخُلُ الحَدَائِقُ صَالَةَ:
أَسَاهَا كَيْ تَضُمِّدَهَا بِجُرُوحِ القَدَّاحِ، وَحُنُوِّ المَلَاذَاتِ.
--------------
----------
---------
مِيلُودِي، مِيلُودِي، مِيلُودِي
فِي غَفْوَةِ الرُّمَّانِ بِظِلِّ نَخْلَةٍ عَلَى سَاعِدِ شَطِّ العَرَبِ…
..............

هَلْ بَقِيَ لِلْعَرَبِ شَطٌّ، يَا سَيِّدَتِي…؟

....................
............
......

فِي انْدِغَامِ الفُرَاتِ بِدِجْلَةَ فِي لَحْظَةٍ كَوْنِيَّةٍ،
عَلَى خَاصِرَةِ الجُرْحِ،
لَحْظَةٌ تَفْتَحُ ذِرَاعَيْهَا لِمَطْلَعِ خَلاَصٍ لا يَخْلُصُ،
وَرُسُلٌ تَخُونُ،
وَأَرُوقَةٌ مُعْتِمَةٌ…
................
................
................

دِجْلَةُ يَتَطَيَّرُ مِنْ غُرُوبٍ يَحْتَوِيهَا،
يَضُمُّ شَجَرًا دَامِيًا يَلُوبُ فِي ضَوْءِ عَيْنَيْهَا،
يَتَفَقَّدُ عَوْزَهَا المَسَائِيَّ؟!،
لِنَشْوَةٍ تَرْتَدِي رَقْصَةَ نُجُومِهَا،
وَهِيَ تَتَسَاقَطُ عَطْشَى!
حَوْلَ غِزْلاَنٍ عَارِمَةٍ بِفَوْضَى المَتَاهَاتِ،
وَأَجْنِحَةِ فَرَاشَاتٍ تَبْحَثُ عَنْ جَحِيمٍ
يَنْتَشِلُ عُرْيَهَا مِنْ حُفَرِ الجَلِيدِ،
وَوِدْيَانِ المَنَافِي،
وَأَجْنِحَةِ رَاقِصَاتِ "دُوجَا"
الصَّاعِدَاتِ لِلسَّمَاءِ فِي شَهْقَةٍ بَالِيَةٍ
مِنْ مَرْحَلَةِ السَّوَادِ،
فِي غَسَقِ "المَعَرِّي وَتِيسَّان"،
المُخَضَّبِ بِدَمِ "السَّهْرَوَرْدِي" المَغْدُورِ بِضَرْبَةِ حُبٍّ.
**********
**********
**********
(3)
مُرٌّ وَجَعُ الغُيُومِ الهَائِمَةِ:
فِي لُؤْلُؤَةِ رُوحِهَا…
دِجْلَةُ خَيْمَةٌ،
دِجْلَةُ قِنْدِيلٌ،
دِجْلَةُ جَمْرَةٌ،
دِجْلَةُ نَخِيلٌ،
وَتَلَاوِينُ رَبِيعِ المَوْصِلِ،
دِجْلَةُ شَهْقَةُ "أَبِي الخَصِيبِ"،
وَلَوَاعِجُ "ابْنِ الفَارِضِ"،
وَإِشَارَاتُ "التَّوْحِيدِيِّ"،
وَزِنَّارٌ بَغْدَادِيٌّ...
---------
------
تَتَّسِعُ ثُقُوبُ الرُّوحِ أَكْبَرَ فَأَكْبَرْ،
تَبْتَعِدُ السَّماءُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرْ،
تَبْتَعِدُ عَنْ مِسَلَّةِ الجُرُوحِ نائِيَةً بِأَجْنِحَةِ العَطَشْ،
وَمُنْتَشِلَةً سُفُنَ الحُلْمِ مِنْ أَكُفِّ الرِّيَاحْ.
----------
----------

تَمْتَدُّ الفَضَاءَاتُ أَبْعَدَ فَأَبْعَدْ،
وَتَنْثَالُ التَّرَاتِيلُ...
دِجْلَةُ مَشْهَدُ حُبٍّ خَجُولٍ،
دِجْلَةُ أُرْجُوَانٌ،
دِجْلَةُ انْفِتَاحُ التُّفَّاحِ عَلَى بَهَاءِ السَّمَاءِ،
دِجْلَةُ حَيْرَةُ المَرَايَا،
وَلَوْعَةُ الصُّدُورِ
لِاقْتِحَامِ المَحْظُورِ.
-----------
-----------
دِجْلَةُ يَنْتَزِعُهَا مِنْ شِبَاكِ الوَحْشَةِ
لِيُخَبِّئَهَا فِي زَهْرَةِ رُمَّانْ،
وَزَهْرَةُ الرُّمَّانِ مَلَاذِي،
فَنَائِي هِيَ،
وَقَبْرِي، وَحَشْرِي، وَضَالَّتِي،
إِنْ قَبِلَتْنِي فَحَسْبِي...

-------------
-------------
-------------

(4)
مَذْهُولَةٌ شَجَرَةُ الرُّمَّانِ
عَنْ عِطْرِهَا بِوَجْدِهَا،
وَعَنْ فِتْنَتِهَا بِحُزْنِهَا،
وَمُنْهَمِكَةٌ بِتَغَيِّيَاتِ "سِيزَان"، وَإِشْرَاقَاتِ "الجُنَيْد"،
وَلَوَاعِجِ "الحَلَّاج".
............
............

كَانَ يَشْبِكُ سَاعِدَيْهِ فَجْرًا عَلَى صَدْرِهِ لِيُصَلِّي، فَقَطَعُوهُمَا.

---------
---------

سَأَلَتْنِي أُمِّي،
وَخُضْرَةُ عَيْنَيْهَا مَخْضُبَةٌ بِالدُّمُوعِ: لِمَاذَا بَكَيْت؟
وَلَمْ أَجِدْ مَنْ يَمْسَحُ الدُّمُوعَ.

----------
------
----

مَلْتَاعَةٌ
بِتَأْوِيلِيَّةِ "غَنِي حَكَمَت"، وَ"رَافِعِ النَّاصِرِي"، وَ"رَاكان دبْدُوب"،
وَمُوَجَّعَةٌ بِفَضَائَاتِ "الرَّحَّال"، وَهُوَ يَخْتَارُ فَرْدُوسَهُ
تَحْتَ قُبَّعَةٍ مَجْهُولَةٍ
ظِلٌّ هَائِمٌ فِي أَرْوِقَةِ السَّمَاءِ،
لِأَنَّ النُّجُومَ طَوَّقَتْ قَامَتَهُ:
بِبِنَايَاتٍ مَاسَحَتْهَا الأَبَدِيَّةُ.

-----------
-----------
(5)
مُتَأَرْجِحَةٌ!!
عَلَى سَلَامِ حُلْمٍ فِي رَحْلَةٍ "سِيزِيفِيَّةٍ"
بَيْنَ "مُنِيفٍ" وَ"جَبْرَا"، وَمَقْتُولَةٌ بِلوَاعِجِ "هَايْدِن" وَأَنِينِ "عُمَرِ خَيْرَت"، وَهُمَا يَحُوْلَانِ الْحُزْنَ
لِسَلاَمٍ، وَأَجْنِحَةٍ مِنْ عَبِيرٍ.

-----------
-----------
-----------

دِجْلَةُ شَجَرَةِ لُوزٍ
تَخْتَبِئُ فِي ظِلِّهَا الشَّقَائِقُ،
تَسْقَى بِكُؤُوسٍ مُتَرَاعَةٍ
مِنْ أُوْرَادِ "ابْنِ عَرَبِي" وَ"أَبِي يَزِيد"،
لَكِنَّهَا تَظَلُّ تَلُوبُ بِبِناءَاتِ حُزْنٍ يَغُورُ فِي لَيْلِكَ أَسَاها.

-------------
---------
-----

دِجْلَةُ هَديلٍ سَنْبُلَةٍ عَطْشَى،
وَوَجع الهَديل...
دِجْلَةُ لَيْلَةِ سَفَرْجَلٍّ،
شُرَفٌ، وَأَرْوِقَةٌ، وَشَنَاشِيلٌ، وَإِشَارَاتٌ تَرْقِي،
تَطْلُبُ الْكُلَّ،
وَتَرْفُضُ شِتَاتَ الأَجْزَاءِ،

----------
----------

دِجْلَةُ شَرَّاقةُ اللهِ
تَطَالِبُ،
وَتَأْبَى الوُقُوفَ عَلَى بَابِ الرَّجَاءِ.

-----
-----

دِجْلَةُ بَيْتِ الوُجُودِ قَالَ لَهَا:
مَرْفَأٌ أَنَا، وَمُطْلَعٌ، وَمَرَادٌ،
وَوَقْفَةٌ إِنْ وَقَفْتِهَا نَجَوْتِ.
لكِنَّ دِجْلَةَ شَرَّاقةٌ مِنَ اللهِ
تَأْبَى الوُقُوفَ عَلَى بَابِ الرَّجَاءِ

*********
******
***

(6)

سَأَلْتُهُ: كَيْفَ؟ وَسُلْطَةُ "الكَاف"
طَاغوتٌ يَجْتَاحُ الْمَلَكُوتَ.

--------
----

قَالَ:
لِأَنِّي زَيْتُ السِّرَاجِ،
وَعَسَلُ سُورَةِ المَائِدَةِ،
وَغُرْبَةُ التِّينِ،
وَجَمْرُ زَيْتُونَةٍ
لَمْ تَبْخلْ بِنُورِهَا...

-----
-----
------
صَدِّقِينِي،
شَهَامَةُ المَنْفَى أَنَا،

قَالَ لَهَا،
وَلُوعَةُ الأَسْئِلَةِ، وَلَهْفَةُ الصَّيَّادِينَ.

--------
------------
----------------

وَالْتَّهْلِكَةُ نَجَاةٌ مَعِي إِنْ دَخَلْتِهَا...
فَتَحَتِ الحُصُونُ أَبْوَابَهَا،
وَاشْتَعَلَتِ الأَنْهَارُ،
وَفَارَ التَّنُّورُ.
................
................

لَكِنَّهُ كَانَ مَذْعُورًا بلَبْلاب
يَلِفُّ عُنُقَهُ،
وَلِذَٰلِكَ لَمْ تَصْدِقْ.
---------
---------

سَأَلهَا بِأَسَى الأَطْفَالِ: لِمَاذَا...؟

---------
---------

(7)
كَيْفَ تُحْرِقُ المَعْرِفَةُ المَحَبَّةَ،
وَمِنْ "البِسْطاميِّ" كَيْفَ تُحْيِيها...

..........
--------

وَالْجَنَّةُ جَنَّتانِ:
جَنَّةُ النَّعِيمِ، وَجَنَّةُ المَعْرِفَةِ،
أَمَّا جَنَّةُ النَّعِيمِ فَزائِلَةٌ،
وَخالِدَةٌ جِنانُ المَعْرِفَةِ "يا مُرِيدُ".

------------
------------
------------

وَلِذَلِكَ ظَلَّتْ تَسْكُنُ مَعْرِفَةً
لا تُعْطِي الرِّيحَ أَعِنَّتَها،
حِينَ هَرَبَتْ مِنَ السَّاكِنِ،
وَصادَقَتِ الرِّياحَ...
كَيْ يَظَلَّ تَمُّوزُ العَظِيمُ راعِيها.
...............
...............
...............
قالَتْ لَهُ ذاتَ عَذابٍ:
سَأَذْهَبُ إِلى الجَنَّةِ بِدُونِكَ،
وَعادَتْ أَصابِعُ اللَّبْلابِ.

(8)

لكنَّ المَشْهَدَ لَنْ يَنْتَهِي عِنْدَ عُرُوجِهِ الكَتُومِ،
فَأَلْسِنَةُ اللَّهَبِ ظَلَّتْ تُرَاوِدُ أَصَابِعَ حَزَنِهِ النَّحِيلِ
المُتَخَفِّي فِي نَبِيذِ مِحْنَتِهَا،
وَالعَارِمِ بِعِطْرِ لَيْلٍ يَرْتَدِيهَا.

**********
**********

لَا وَصِيَّةَ تُهْدِيهَا إِلَيْهِ
غَيْرَ الدُّخُولِ فِي زَهْرَةِ رُمَّانٍ، وَأَنْ يَتَلَفَّتَ دَوْمًا
لِيوقَن أُنْ ثُمَةَ شَيْءٍ يَتَوَهَّجُ فِي العَتْمَةِ، وَلِذَلِكَ تَعَلَّمْتُ
أَلَّا أُصَدِّقَ مَنْ قَالَ لَهَا: غَادِرِي،
لَمْ يَعُدْ فِي الوَرْدَةِ رَحِيقٌ.

-----------
------------

دِجْلَةُ الهَادِي إِلَى صِرَاطِ الحُبِّ،
دِجْلَةُ الزُّلالِ كَحَرِيرِهَا المُوصِلِ،
دِجْلَةُ المُشْتَعِلَةُ أَمْوَاجُهَا
بِزَنَابِقِ الرَّحْمَةِ.
دِجْلَةُ يَتَحَوَّلُ عَلَى حِينِ غِرَّةٍ لِزَوْبَعَةٍ مِنْ نَارٍ،
تَتَصَاعَدُ أَمْوَاجُهَا مَرَاجِلُ مِنْ لَهَبٍ،
تَتَضَوَّرُ أَسْمَاكُهَا،
وَتَضِيعُ بِالأَضْدَادِ.

-----------
-----------

دِجْلَةُ شَوْكِ البَرَارِي،
صَهِيلِ الجَحِيمِ فِي لَيْلٍ أَخْرَسِ،
دِجْلَةُ بِشَرَاسَةٍ يَبْتَلِعُ قُرْصَ الشَّمْسِ،
يَكْسِرُ قَنَادِيلَ الزَّوَارِقِ
المُرْتَمِيَةِ فِي أَحْضَانِهِ،
يَغْتَصِبُ بَدْرَ نَيْسَانَ مِنْ جَلَالِ بَهَائِهِ،
يَضْحَكُ مِنَ الكَلِمَاتِ المُعْجِزَاتِ،
يُطْلِقُهَا مُلَوَّنَةً
كَعَصَافِيرِ الجَنَّةِ،
ثُمَّ يَرْمِيهَا بِالحِجَارَةِ.

-----------
-----------

يَنْتَزِعُ النُّجُومَ مِنْ أَفْلَاكِهَا،
يُشَظِّيْهَا بِأَصَابِعِهِ "جَاك دِرِيدَا"،
حَيْثُ تَنْدَحِرُ اليَنَابِيعُ،
يَبْحَثُ عَنِ الثَّغَرَاتِ لِيُفَجِّرَهَا،
سَاخِرًا مِنْ حِوَارِيَّةِ "بَاخْتِين"،
وَنَوَافِذِ "جَادَامِير"،
وَمِنْ عُنْفُوَانِ "هَيْدِجَر"، وَهُوَ يُتَوِّجُ الكَلِمَةَ تَارِيخًا لِلْوُجُودِ.

...........
...........

الكَلِمَةُ: تَارِيخٌ كُنْ،
الكَلِمَةُ: شَجَرَةُ الكَيْنُونَةِ.

.............
.............
بِكَلِمَةٍ، وَكَلِمَةٍ، وَأُخْرَى
مُزَخْرَفَةً عَلَى وَرَقَةِ "ابْنِ نُوفَلَ" وَ"القِدِّيسِ أُوغُسْطِين"،
وَمَفْتُونَةً بِمُمَارَسَةِ "هُولْدَرْلِين":

"مَا يَبْقَى يُؤَسِّسُهُ الشُّعَرَاءُ".

-------
-------

(9)

لا زَمَنٌ يَحْتَوِي
عُرْيَ الجُوعِ والعَطَشْ،
لا زَمَنٌ يَحْتَوِينِي،
والجُوعُ والعَطَشْ،
قُدْسُ الأقْدَاسِ إذْ نَحْتَوِيهِمَا،
تَسْقُطُ المِحَنُ في كَفِّي خَلاصْ.

-------------
--------

لا زَمَنٌ يَحْتَوِي امْرَأَةً مَارِدَةْ،
تَشْتَعِلُ وَتَنْهَضُ،
يَصْطَادُهَا دِجْلَةُ،
وَيَرْمِيهَا في القَاعِ،
وَتَنْهَضُ.
..............
..............

لا زَمَنٌ يَحْتَوِينِي،
أَنَا: مَنْ يَحْتَوِي الزَّمَنْ،
وَعَنْجَهِيَّةَ جَبْرُوتِهِ:
أَنَا.
----------
.............

أَنَا: مَنْ تَلِفُهُ بِأَنَامِلِ القَلَمِ،
وَسَطْوَةِ الظِّلَالِ،
وَشَهْقَةِ الرُّوحِ،
وَبِصِدْقِ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ هِيَ: كُنْ.

.........
..............

حَيْثُ تَنْهَضُ لُغَتِي
بَاذِخَةً مِنْ جُذُورِ الصَّحَارَى،
وَمُعَرَّشَةً في مَشَاتِلِ الكَلامِ،
بَاذِخَةً تُدَارِي بِحُنُوهَا ارْتِبَاكَ
أَصَابِعِ اللَّبْلاَبِ.
-------------
-------------

وَالكَلِمَةُ وَحْدَهَا غَلَالَةُ الزَّمَنِ،
مِطْرَقَتُهُ الَّتِي تَلْعَبُ بِهِ إِذْ تَشَاءُ،
الكَلِمَةُ الَّتِي تَعْرِفُ
حُدُودَ الفَصْلِ بَيْنَ المُغَامَرَةِ وَالمُقَامَرَةِ،
وَالوَصْلَ بَيْنَ الجُرْحِ وَالسِّكِّينِ.

............
.......
وَتَأْبَى
الانْصِيَاعَ لِحِوَارٍ مَقْطُوعٍ،
يَكْسِرُهَا "دُرِيدَا" بِالاخْتِلَافِ،
يُرْدِيهَا قَتِيلَةَ الإِرْجَاءِ،
وَرَهِينَةَ نِسْيَانٍ
لَا يُؤْمِنُ بِرُهَانِ المُهَادَنَةِ
بِلَا أَثَرٍ هَذِهِ المَرَّةْ.
-------
-----------

وَكَأَنَّهَا مَا كَانَتْ
أَوَّلَ الضِّيَاءِ فَوْقَ عَتَامَةِ الغَمْرِ
قَبْلَ أَنْ نَبْتَكِرَ
حُزْنَ الشَّقَائِقِ، وَجُرْحَ الشِّيحِ،
وَخِيَانَةَ البَنَفْسَجِ،
وَقَبْلَ حُلُولِ يَأْسِ اليَاسَمِينِ.


(10)

الكَلِمَةُ الَّتِي يَشْرُقُ بِنُورِهَا
شَجَرُ الكَوْنِ،
وَيَهْفُو بِهَا ٱلْمَوْجُ شَاهِقًا مِنْ سَاحِلٍ لِآخَرِ
تَسْكُرُ بِهَا ٱلسَّتَائِرُ،
وَتُقْفِلُ عَلَيْهَا ٱلرُّوحُ شَغَافَهَا، وَتَلُوبُ ٱلْمَرَاكِبُ،
وَتَرْتَبِكُ ٱلشَّوَاعِرُ/الشَّاراتُ:

أ، حَاءٌ، بَاءٌ،
كَافٌ

حُرُوفٌ لَا تَأْتَلِفُ...


(11)

لَيْسَ فِي شُرْفَةِ اَلاِخْتِلَافِ حَسَبُ، بَلْ فِي صَلِيلِ اَلتَّنَاقُضِ.
تَصْطَرِعُ بَيْنَ فَتْحِ اَلكَافِ وَكَسْرِهَا، وَاَلْكَسْرُ أَقْوَى،
فَقَدْ جَرَّ اَلْأَمَلُ، وَالْأَلَمُ،
وَمَا حَاوَلُهُمَا،
وَجَرَّنَا فِي اَلغَاوِينَ.

------------
-------------

كَسَّرْتُّنَا اَلكَسْرَةَ فِي مِخَاضِ اَلتَّشْكِيلِ حَيْثُ لَا ضَمَّةَ تُؤْوِينَا.
وَتِلْكَ اَلحُرُوفُ...
قُدْسُ اَلاَقدَاسِ.
صَارَتْ كُرَةً تَتَدَحْرَجُ عَلَى سُلَّمٍ يَصِلُ عَذَابَنَا بَارِدَانِ اَلحَقِيقَةِ، وَحَيْثُ لَا حَقِيقَةَ إِلَّا مَعَكَ.

------------
------------

يَلْوِي عُنُقَ الغِزْلاَنِ، دَِجْلَةُ،
يَرْمِيها فِي غَيَاهِبِ جَحِيمِهِ
يَجْزُ ضِفَائِرَ اَلْأَرْضِ اَلتَّيِّ أَرْهَقَهَا اَلطُّوفَانُ،
يَهْدِمُ مَنَائِرَها، يَقْذِفُهَا فِي مَرَاجِلِ زِئْبَقِيَّةٍ
يَقْتَلِعُ شَجَرَ اَلحِلْمِ،
يُشْعِلُ حَدَائِقَ اَلحِكْمَةِ،
يَسْحَقُ بِالزُّوبَعَةِ:
بَرَاءَةُ اَلْوَرْدِ اَلْنَّاعِمِ عَلَى اَلضَِّفَّتَيْنِ...

........
----------

(12)

سُورَةُ "اَلقَارِعَةِ" تَلَاحِقُنِي لَا ضَوْءَ فَوْقَ زَنْدِي
لَا غَلَائِلُ وَرْدٍ تَلِفُ نِدَاءَ رُوحِي لَا نَشِيدَ فِي اَلْأَعَالِي
قَلَائِدُ الليْلِ تَنْفَرِطُ
أَهِيَ اَلنُّجُومُ قَلَائِدُ اَّلَّيْلِ أَمْ أَقْرَاطُهُ؟
أَمْ غَصُونُ اَلحِكْمَةِ اَلْمَصْلُوبَةِ عَلَى اَلشَّناشِيلِ؟
لَا قَمْحَ فِي خَوَابِي اَلاَشْتَاءِ، وَاَلبَحْرُ وَحِيدٌ فِي اَلَّيْلِ، وَمُنْكَفِئٌ بَيْنَ الخُلْجَانِ.
....
...........

لَكِنَّ الصَّخْرَةَ بِجَلَالِ تَغَادُرِ مَرْسَاهَا بَاذِخَةٌ،
وَعَصِيَّةٌ عَلَى اَلسَّكُوتِ،
وَلِذَلِكَ ظَلَّتْ تَرُوي لِلْيَالِي اَلاَشْتَاءِ أَسْرَارَ شَجَرِ اَالرُّمَّانِ.

...
..........
..............

(13)


آه... أَمُوتُ،

لَكِنَّ لَا غُرَابَ يُوَارِينِي لَا أَحَدٌ،
لَا أَحَدٌ.
........
.....

(14)

وَأَسْأَلُكَ،
مَا لِلْخِيَانَاتِ مُوَلِّعَةٌ بِالْهُجَاءِ؟ وَمَا لِي مُعَرَّضَةٌ عَنْ هُجَائِهَا
مَا دَامَتْ تَمْنَحُنَا كُلَّ هَذَا اَلْوَعْيِ اَلفَادِحِ بِاَلْخَسَارَاتِ؟

(15)

عَلَّلِينِي إِذَنْ،
أَيَّتِهَا الرُّؤَى الطَّالِعَةُ مِنْصَمِّيمِ الخَطِيئَةِ،
عَلَّلِينِي..
وَكُونِي رُؤُوفَةً بِخِيباتِهِمْ مَا دامَ الخُلْدُ لَكِ،
وَلِيَ المَجْدُ،
وَدَعِينِي أَتَقَاسَمُ مَعَكِ العَذَابَ، وَكَوَاهِلَ الإِصْطِبَارِ،
وَدَقَّةَ الأَسْبَابِ.
...........
عَلَّلِينِي...
فَمَجْدُ المِيلَادِ لِي...أَنَا مَرْيَمُ السِّرِّ،
وَلَهُمْ الخَطِيئَةُ.
لَا أَحْتَاجُ مَنْ يُوَاسِينِي
مَا دَامَتِ المُعْجِزَةُ مِلْءَ دَمِي،
وَبَيْنَ ذِرَاعَيَّ
وَفِي دَمِهِ،
وَعَلَى شَفَتَيْهِ بِلَابِلُ تَحْتَضِرُ.


(16)

قُلْتُ لَهُ:
لَمْ أَمُتْ لِأَنَّهُ رَحَلَ،
فَرَحِيلُهُ عُقُوبَةٌ شَرَاسَةُ الرُّمَّانِ فِي لَيْلَةٍ مَوْحِشَةٍ،
بَلْ لِأَنَّ الأَلْوَانَ، وَالأَضْوَاءَ غَابَتْ، وَمَالَ غَيْمٌ لَعُوبٌ؛ وَوَعَدَ بِعَنْبٍ، وَأَفْلَاكٍ جَدِيدَةٍ،
وَبِقَمَرٍ يَلُوحُ بِمَنَادِيلِ خَضْرٍ
فِي لَيْلٍ دَاكِنٍ...
.......
----------

(17)

رَحِيلُهُ كَانَ عُقُوبَةً اِنْتِظَارٍ لِوَزِّ المَنَى فِي شَرَفَةٍ مَسَاءِ جَامِحٍ.
............
----

(18)


قُلْتُ لَهُ: اَبْتِكَرْنِي،
كُنْ غُصُونًا لِمَهَارَةٍ وَحَشَتِي
فَقَالَ: رَتِّبِينِي
لَكِنَّ الرَّعْبَ اَبْتَكَرَهُ قَبْلَ شُرُوقِ المِيَاهِ،
وَلَمْ أُعْجِبْ لِأَنَّ الغَابَةَ كَانَتْ تَتَّسِعُ لِلْأَضْدَادِ
فَدَخَلَ... وَلَمْ يَعُدْ.

...........
...........
....

(19)

وَدَجْلَة، دَجْلَة...
...........
دَجْلَةٌ لَيْسَ سَاعِدًا حَرِيرِيًّا يَخَاصِرُ وَجْدَ البَسَاتِينِ دَجْلَةٌ هَاوِيَةٌ تَعْتَلِي زُبَدَ العَذَابِ،
وَتَتَفَرَّجُ عَلَى خَرَابِ المَدِينَةِ. فِي الأَصِيلِ يُعَاوِدُ الاِخْتِنَاقَ بِأَصَابِعِ اللُّبْلَابِ،
يَذُوِي،
وَيَهْبِطُ لِقَاعِهِ المَوْجِ، تَنْطَفِئُ نِيرَانُهُ، وَيَغِيبُ.
------......-------


يَتْرُكُ عَلَى الضَِّفَّةِ أَرْدِيَةً تَفُوحُ بِعَطْرِ دَمِي...



(20)
"شَانِيلُ"
يَا أَجْنِحَةٌ تَطْلِقُ رِسَالَاتٍ،
وَغَلاَئِلَ،
وَمَنَادِيلَ،
لِمَاذَا يَرْحَلُ هُوَ،
وَتَرْتَضِينَ الْمَسْأَلَةَ؟

(21)
ذَكرِيّه إِذَنْ...

فَمَا بَيْنَ شَهْقَةٍ، وَرَقْصَةٍ
تَنَهَضُ الْمُدُنُ مَرَّةً أُخْرَى مُكَلَّلَةً بِأَقْوَاسِ قِزْحٍ
مَا بَعْدَ الطُّوفَانِ
تَنْتَظِرُ فِي ظِلِّ رُمَّانَةٍ جَدِيدَةٍ أَغْصَانٌ زَلَالٌ طَالِعٌ
مِنْ عُرُوقِ دِجْلَةَ الْجَدِيدَ...

(22)
وَحَيْثُ لَا إِخْلَاصٌ... إِلَّا بِالشِّعْرِ
هَا أَنْذَا..
فِي ظِلِّ رُمَّانَةٍ
تَحْصِي عِنَاقِيدَهَا الشَّاهِدَةَ عَلَى رُؤْيَا الطُّوفَانِ...
لَا أَنْثَنِي،
وَلَا أَبْتَكِرُ ثَانِيَةً
إِلَّا إِذَا امْتَدَّ دِجْلَةٌ فِي دَمِي،
وَسَقَىٰ خَطَايَا الْخَائِنِينَ
مَاءٌ يَجْرِي،
وَلَا يَعُودُ... وَالْخَطِيئَةُ قَدَرِي
أَحْمِلُهَا كَوُشْمٍ عَلَى خَاصِرَةِ الْغِيَابِ، وَأَعْلِقُهَا قَلَادَةً
تَلْمَعُ فِي أَعْنَاقِ آلِهَةٍ حِينَا يَشْهَقُ الرُّمَّانُ، وَتَزْهَرُ النُّبُوءَةُ...
مِنْ قَلْبِ الْحَطَامِ.



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (رَهْبَةُ القُرْبِ وَفَزَعُ الغِياب) (مُناجاةٌ بين قيثارةٍ ر ...
- (عن الحنين الذي لا يهدأ: جَذْبَة )
- (مُنْفَرِدُ التَّقْسِيمِ)
- (على قنطرةٍ من لهبٍ وظِلّ: وَاسِني بِالسُّهى)
- (رَهِينَةُ النَّيَاسِمِ) (اتِّبَاعًا لأَثَرِ الغِيَابِ المُق ...
- (تَلَّةُ لَوزٍ مُرٍّ) (مرثيّةُ العشقِ المصلوبِ على هودجِ الخ ...
- (نَشِيدُ العِنْدَلِيبِ وَشَجَرَةُ التِّينِ)
- - هدر دم خور عبد الله بتدخل القضاء العادي في القضاء الدستوري ...
- تحليل قانوني دستوري لمقال : -أمواج خور عبد الله بين قرارين م ...
- /(سُوبَاطُ النِّسْيَانِ: نَامُوسُ الصُّقُورِ) ديون شعري
- (ثُلاثيّة الإدراك، الصمت، الصدى: قراءة سيميوطيقية فلسفية – ج ...
- (لا عزاء: تمثّلات الزمن والوجع في الشعر الوجودي) (تشريح الذا ...
- (بورنو… في مُحْرَابِ الغياب ) (نصٌّ عن المحراب حين يُفتَح من ...
- (نُبُوءَةُ الزَّفِيرِ فِي كَفِّ العَابِرِ)
- (نَسِيجٌ عَلَى نَوْلِ الفَقْد)
- (أزمة القضاء في العراق: بين الاجتهاد الخارج عن النص وغياب ال ...
- (حَرْفٌ:جُفولُ الكينونةِ)
- ( المَخْدَعُ أَمِينٌ..... حُلِّي إزارَكِ... )
- (قَنادِيلُ الغِيَابِ العَاشُورَائي : سُرَّةُ النَّارِ في جسد ...
- (دراسة عملياتية جيواستراتيجية)


المزيد.....




- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟
- -كأنه فيلم خيال علمي-: ولادة طفل من جنين مجمد منذ 30 عاماً
- قمر عبد الرحمن لـ -منتدى البيادر للشعر والأدب-: حرب الوجود ا ...
- -الشاطر- فيلم أكشن مصري بهوية أميركية


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (مراجعة سيميائية عامة لقصيدة الشاعرة بشرى البستاني: [أنثى الرمّان في رؤيا آلهة الطوفان])