أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - ( الشَّاعِرُ: صَيْرُورةُ فَرَاشةِ كَاليمَا)














المزيد.....

( الشَّاعِرُ: صَيْرُورةُ فَرَاشةِ كَاليمَا)


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8436 - 2025 / 8 / 16 - 04:49
المحور: الادب والفن
    


في مُخَيِّسِ وهْمِ غَابةِ الزَّمنِ،
عَجُوزٌ هَسَّ قَلْبُها،

عَوَّرْتَها عَنِ الحُلْمِ
غَقْغَقاتُ أَشْتيَةِ البلُّوطِ.

قَالتْ: لا أَخافُ الموْتَ هَسَّهْ،
لَكنَّني أَشْفِقُ عَلى الأَغْصانِ
وشُمُوعِ اللهِ.

خَسأَ الصَّوْتُ
بَعْدَ أَنْ ارْتَدى الصَّدى
حَليجَ النِّسْيانِ.

خَافتْ أَنْ تَعْرِفَ،
أَوْغفَ قَلْبُها فُقَّاعةً،
تَفَرْقَعتْ،

فَكَنَستْ أَوْراقَ غَسَقِ
قَيْقبِ الدِّيجُورِ.

حَلَّقتْ كمَرْكَبِ قَشٍّ
يَمْخُرُ ريشَ الدُّخانِ،
تَنَاوشتْهَا بَيْنَ الصُّدْفةِ وَالصُّدْفةِ
خَيالاتُ وَطْءِ الفَراغِ.

ومَا انْفكَّتْ فَرَاشةُ الكَاليمَا
رَسْمَ وَرقةٍ مَهيضةٍ،
تَطيرُ في زِنْزَانةِ الزَّمنِ المُسْتَطيرِ،
مُبَدِّدةً قُزَحَ الخَطيرِ،

خَيَّسَها بَلُّوطُ الوَقْتِ
الَّذي لا يَخيسُ،
وَرَّثتْ أَيْتامَ الشَّغفِ
نَظيرَ رَمادِ عُمْرِهَا الشَّظِفِ.

مُقْتَبسًا بَائِدًا خَاطِرُها:
الأَرْضُ وَرْدَةُ الكَوْنِ
سَرَّتْها كَاليمَا المُسْتَطيرُ .


تَخَفَّتْ كَاليمَا كَالْوَرَقَةِ المَيْتَةِ،
لِتَحْيَا بِوَهْمِ الخَفَاءِ،
وَأَخْفَتْ عُرُوقَهَا فِي عُرُوقِ الغَابَةِ،
كَأَنَّهَا نَبْضٌ أَخِيرٌ يَتَجَدَّدُ.

حَلَّقتْ كمَرْكَبِ قَشٍّ
يَمْخُرُ ريشَ الدُّخانِ،
تَنَاوشتْهَا بَيْنَ الصُّدْفةِ وَالصُّدْفةِ
خَيالاتُ وَطْءِ الفَراغِ.

لَمْ تَكُنْ فَرَاشَةً وَحْدَهَا،
بَلْ صُورَةُ الشَّاعِرِ،
يَتَلَفَّعُ بِقِناعِ الغِيَابِ،
لِيَصُونَ مِنْ جُوعِ الزَّمنِ
قَليلًا مِنْ أَلْوانِ الحَقيقَة.



هامش

1-كاليما (Kallima paralekta): فراشة آسيوية عُرفت بقدرتها الفائقة على التمويه عبر محاكاة أوراق الشجر اليابسة بكل تفاصيلها الدقيقة، من العروق إلى البقع اللونية. جمعها لأول مرة عالم الطبيعيات ألفريد راسل والاس في القرن التاسع عشر، وأصبحت نموذجًا حيًّا لنظرية داروين في الارتقاء الطبيعي. يرى بعض العلماء أنّ هذا التشابه نتج عن تطور تدريجي طويل، فيما افترض آخرون أنّه حدث طفرة مفاجئة عُرفت بالوحش المتأمِّل. في النص الشعري، تتحوّل كاليما إلى رمز للهشاشة والتحوّل والاختفاء من أجل البقاء.
2-الخلفية العلمية
لفراشات كاليما : تُعرف بقدرتها المدهشة على التشبه بأوراق الشجر الميتة.

بدأت الملاحظات عليها منذ القرن التاسع عشر، حيث جمعها ألفريد راسل والاس وربط تطورها بـ نظرية داروين في الانتقاء الطبيعي.

جناحاها يُحاكيان الورقة اليابسة بكامل تفاصيلها: العروق، التعرجات، البقع الصفراء.

هناك تفسيران لتطورها:
أ. تطور تدريجي (الداروينيون).
ب. قفزة مفاجئة كما افترض ريتشارد جولدشميدت (نظرية الوحش المتأمل).


3-البعد الرمزي للشعر

كاليما ليست مجرد فراشة، بل كائن يذوب في قناع الطبيعة: يختفي ليحيا، يموت شكلاً ليبقى جوهرًا.

التشبه بورقة ميتة يحيل إلى جدلية الحياة والموت، الحضور والغياب، الكائن والعدم.

في النص : "فراشة الكاليما… تطير في زنزانة الزمن المستطير:، يمكن قراءته كتعبير عن الاغتراب في قناع البقاء.

الفراشة هنا رمز للشاعر نفسه: يتخفى بين الرماد والبلوط، بين وهم الغابة وضغط الزمن، لكنه في التخفي ذاته يحافظ على شعلة المعنى.



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (إضاءة نقدية على قصيدة -انتظار- للشاعر شلال عنوز)
- (أطيافُ الخراب في مرآةِ الكابوس:شَفَقٌ أَخْضَرُ)
- (الأنوثة المبدعة بين الزمن والرمز: قراءة سيميائية في قصيدتي ...
- (المَنْفى)
- (مراثي زَمانٍ يُبشِّرُ بالخُذلان)
- (بين ازدواجية الخطاب وتكميم الأصوات: القضاء العراقي في مرآة ...
- (حين ينتقد القضاة بعضهم علنًا: قراءة في أزمة الخطاب القضائي ...
- (مراجعة سيميائية عامة لقصيدة الشاعرة بشرى البستاني: [أنثى ال ...
- (رَهْبَةُ القُرْبِ وَفَزَعُ الغِياب) (مُناجاةٌ بين قيثارةٍ ر ...
- (عن الحنين الذي لا يهدأ: جَذْبَة )
- (مُنْفَرِدُ التَّقْسِيمِ)
- (على قنطرةٍ من لهبٍ وظِلّ: وَاسِني بِالسُّهى)
- (رَهِينَةُ النَّيَاسِمِ) (اتِّبَاعًا لأَثَرِ الغِيَابِ المُق ...
- (تَلَّةُ لَوزٍ مُرٍّ) (مرثيّةُ العشقِ المصلوبِ على هودجِ الخ ...
- (نَشِيدُ العِنْدَلِيبِ وَشَجَرَةُ التِّينِ)
- - هدر دم خور عبد الله بتدخل القضاء العادي في القضاء الدستوري ...
- تحليل قانوني دستوري لمقال : -أمواج خور عبد الله بين قرارين م ...
- /(سُوبَاطُ النِّسْيَانِ: نَامُوسُ الصُّقُورِ) ديون شعري
- (ثُلاثيّة الإدراك، الصمت، الصدى: قراءة سيميوطيقية فلسفية – ج ...
- (لا عزاء: تمثّلات الزمن والوجع في الشعر الوجودي) (تشريح الذا ...


المزيد.....




- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - ( الشَّاعِرُ: صَيْرُورةُ فَرَاشةِ كَاليمَا)