أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (أطيافُ الخراب في مرآةِ الكابوس:شَفَقٌ أَخْضَرُ)














المزيد.....

(أطيافُ الخراب في مرآةِ الكابوس:شَفَقٌ أَخْضَرُ)


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 04:47
المحور: الادب والفن
    


شَرِبَتْ خَفَافِيشُ العَتَمَةِ، رُوحَ القَنادِيلِ...
أَمْسَى الوَطَنُ مَقْبَرَةً،
عُشَّاقُهُ...؟ شُهَدَاءُ!!

مَهُولٌ كَابُوسُهُ،
يَنْدُبُ حَظَّهُ،
(أَبُو الهَوْلِ) تَعَثَّرَ...
تَقْتَفِيهِ مَلَامَةُ الرَّحِيلِ، حِكْمَةٌ،
مُحَمَّلِينَ بِالتَّوَابِيتِ الأَبَنُوسِيَّةِ...
سَرَادِقَاتٌ، بَاغُودَاتٌ، أَغْوَارُ كُهُوفٍ، مَغَارَاتٍ...
صَدًى يَخْتَمِرُ فِي دَبِقِ أَوْقَاتٍ عَصِيبَةٍ،
يُرَدِّدُهُ صَفِيرُ حَنْجَرَةٍ مَثْقُوبَةٍ.

تَتَعَكَّزُ النَّعِيبَ،
غُرَابٌ مُنْكَسِرٌ لِمَوْتِ رَفِيقَتِهِ،
دَمَعَاتُ نَحِيبٍ، شَاهِدَةُ الفِرْعَوْنِ الأَخِيرِ...

اِنْزِعْ نَفْسَكَ،
قَبْلَ أَنْ يُدْرِجَكَ الكَهَنَةُ فِي قِمَاطِ النَّاوُوسِ،
مُومِيَاءَ مُحَنَّطَةَ الوَجْهِ،
تَرْنِيمَةً مَجْرُوحَةً،
حَاسِرَةً،
جَدِيلَتُهَا مُضَفَّرَةٌ بِعُرُوقِ العَوْسَجِ...

المَدَى يَتَمَطَّى سَرَابًا، شَرِبَ غَابَةَ الزَّمَنِ،
اِشْتَعَلَتْ صُوَّةُ الدَّرْبِ،
خَرَّ نَجْمٌ فِي سُجُودِهِ لِمَجَرَّةٍ ضَائِعَةٍ،
رَسَمَتْ خُطُوطَ الأُفُقِ، سَدِيمَ أَثِيرِ البَوَاخِرِ التَّايتَنِيكِيَّةِ،
خَلْفَهَا، غَرِقَتِ الشَّمْسُ فِي مَنَافِي الثَّلَّاجَاتِ...

النَّوَارِسُ، تَبْحَثُ عَنْ نَيَاسِمَ،
أَسْرَابُ البَجَعِ المُغَادِرِ،
لِتَعُودَ لِلأَعْشَاشِ المَائِيَّةِ،
الَّتِي تَطُوفُ الفَرَاغَ،
مُفَخَّخَةً... حَطَّتْ حَوْصَلَتُهَا، مَمْلُوءَةً يَاقُوتًا،
تَحْتَضِنُ السَّمَاءُ عَصَافِيرَ الغَابَةِ السَّوْدَاءِ...

يَسْتَجْدِي البَحْرُ بَحَّارَتَهُ،
ذِرَاعَ عَاشِقٍ لِتَغْمُرَ أَمْوَاجُهُ الفَنَارَ، بِالعِنَاقِ العَاتِي،
يُوَزِّعُ تَمَائِمَ، وَسَكَاكِينَ، وَأَصْدَافًا، وَأَطَالِسَ، وَمُعْجَمًا، وَطِينًا...
مَنْ يَسْمَعْ فِي التِّيهِ صَوْتَ أَصْحَابِ الرَّسِّ؟

وَفِي غَرَقِ العَلَامَاتِ، تَمْتَشِقُ
مَوْجَةُ خَلْجَانٍ مُضْطَرِبَةٍ،
أَسْمَاءُ غَرْقَى أَرْصِفَةِ المَوَانِئِ العَائِمَةِ،
عَلَى الرِّمَالِ المُتَحَرِّكَةِ لِدَانْكَرْنَكْ،
كَاهِلُ المَنَائِرِ الصَّلْعَاءِ، يُكَلِّلُهَا دُخَانُ احْتِرَاقِ الفَرَاغِ...

شَاسِعَةٌ... المَدَى يُعْجِزُ البَصَرَ،
تَعْوِي الرِّيحُ،
لا جِدَارَ يَوْقِفُ تَدَحْرُجَهَا مِنَ الهَاوِيَةِ لِسَحِيقِ البُعْدِ،
حَيْثُ غَابَ السَّرَابُ...

الزَّنْزَانَةُ بَارِدَةٌ،
يَشْعُرُ الزَّمَنُ بِالوَلَعِ،
نَوْبَةُ صَدًى،
عُوَاءٌ يَتَجَوَّلُ فِي الأَرْجَاءِ النَّائِيَةِ،
وَحْشَةٌ...
يَرَاكَ، وَأَنْتَ تَبْحَثُ فِي السَّقْفِ عَنْهُ، فَلا تَجِدُهُ...

المِفْتَاحُ يَرْتَبِكُ بَيْنَ أُصْبُعِكَ،
لا بَابَ هُنَاكَ،
الهَاوِيَةُ لا تَسْكُنُهَا الأَشْجَارُ،
لَيْسَ ثَمَّةَ حَفِيفٌ،
وَلا شَيْءَ، سِوَى العُوَاءِ، وَدَقَّاتِ القَلْبِ، وَاللهَاثِ العَارِي...
يَتَسَلَّقُ سُلَّمَ المَنَائِرِ، لِيَتَعَلَّقَ بِدَوَائِرِ الدُّخَانِ،
القِمَّةُ صَلْعَاءُ،
يَنْزَلِقُ لِلْقَاعِ،
وَيَبْقَى صَوْتُهُ، هُنَاكَ فِي الأَعْلَى...
هَرَمُ الجِدَارِ، الَّذِي شَطَبَ العُمْرَ عَلَيْهِ،
فَانْفَرَطَتْ خَرَزَاتُ دَمْعٍ، فِي جَيْبِكَ الذَّابِلِ،
وَخَشْيَتِي أَنْ يَكُونَ، مَثْقُوبًا.

إضاءة تحليلية لفتح أفق القراءة :

اشتغل النص على بناء مشهدي كثيف، مزج الواقعي بالأسطوري في فضاء هيمنت عليه رؤى الخراب وخلجات الغياب. تتداخل صور الموت والبحر والكهوف والسرادقات في بنية سوريالية، حيث يتحول الوطن إلى مقبرة عشقية ، ويغدو العاشق مومياء تتعكز النعيب. العنوان "أطياف الخراب في مرآة الكابوس" يوجّه القراءة نحو إدراك النص بوصفه مرثية كونية، تتماهى فيها الأطياف مع الدمار مع مرآى الخراب ، وتتعانق فيها الرموز الحضارية (أبو الهول، الفرعون، ..) مع استدعاءات الطبيعة والبحر في جدلية موت/ غياب وحضور / حياة ، تنعكس في مرآة ذات تعيش على حافة الانهيار الو شيك .

سرد صوري

1. صور الظلام والموت
خفافيش العتمة – روح القناديل – مقبرة عشاقه – نعوش أبنوسية – مومياء محنطة الوجه – النعيب – غراب منكسر.

2. صور الرمز الحضاري
أبو الهول – الكهنة – الناووس – الفرعون الأخير – البواغودات – الموانئ – دانكرنك.

3. صور البحر والملاحة
البحر – الفنار – النوارس – أسراب البجع – الموج – الخلجان – البواخر التايتنيكية – الموانئ العائمة.

4. صور الطبيعة الغائبة أو المشوهة
غياب الأشجار – انعدام الحفيف – الغابة السوداء – سراب غابة الزمن – أعشاش مائية مفخخة.

5. صور الانهيار والانحدار
تدحرج من الهاوية – انزلاق للقاع – سقوط النجم – هرم الجدار – انفراط الخرزات.

6. صور السجن والعزلة
الزنزانة الباردة – البحث عن المفتاح – لا باب هناك – اللهاث العاري – العواء في الأرجاء النائية.

الخلاصة:
النص مبني على تراكب من طبقات ثلاث :

1. مكانية: فضاءات مغلقة (زنزانة، كهف، ناووس) أو مفتوحة على خراب (بحر، موانئ، صحراء سرابية).


2. رمزية: رموز حضارية وأسطورية كبرى تربط الماضي بالحاضر في سياق انهيار كوني.


3. شعورية: انكسار الذات، شعور التيه، واستبطان العدم.



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الأنوثة المبدعة بين الزمن والرمز: قراءة سيميائية في قصيدتي ...
- (المَنْفى)
- (مراثي زَمانٍ يُبشِّرُ بالخُذلان)
- (بين ازدواجية الخطاب وتكميم الأصوات: القضاء العراقي في مرآة ...
- (حين ينتقد القضاة بعضهم علنًا: قراءة في أزمة الخطاب القضائي ...
- (مراجعة سيميائية عامة لقصيدة الشاعرة بشرى البستاني: [أنثى ال ...
- (رَهْبَةُ القُرْبِ وَفَزَعُ الغِياب) (مُناجاةٌ بين قيثارةٍ ر ...
- (عن الحنين الذي لا يهدأ: جَذْبَة )
- (مُنْفَرِدُ التَّقْسِيمِ)
- (على قنطرةٍ من لهبٍ وظِلّ: وَاسِني بِالسُّهى)
- (رَهِينَةُ النَّيَاسِمِ) (اتِّبَاعًا لأَثَرِ الغِيَابِ المُق ...
- (تَلَّةُ لَوزٍ مُرٍّ) (مرثيّةُ العشقِ المصلوبِ على هودجِ الخ ...
- (نَشِيدُ العِنْدَلِيبِ وَشَجَرَةُ التِّينِ)
- - هدر دم خور عبد الله بتدخل القضاء العادي في القضاء الدستوري ...
- تحليل قانوني دستوري لمقال : -أمواج خور عبد الله بين قرارين م ...
- /(سُوبَاطُ النِّسْيَانِ: نَامُوسُ الصُّقُورِ) ديون شعري
- (ثُلاثيّة الإدراك، الصمت، الصدى: قراءة سيميوطيقية فلسفية – ج ...
- (لا عزاء: تمثّلات الزمن والوجع في الشعر الوجودي) (تشريح الذا ...
- (بورنو… في مُحْرَابِ الغياب ) (نصٌّ عن المحراب حين يُفتَح من ...
- (نُبُوءَةُ الزَّفِيرِ فِي كَفِّ العَابِرِ)


المزيد.....




- سعيد يقطين: أمريكا توجه دفة الإبادة والتطهير العرقي بدعمها ل ...
- افتتاح مهرجان هولندا السينمائي بفيلم -ناجي العلي- وأفلام عن ...
- -شومان- تستعيد أمجد ناصر: أنا هنا في لغتكم
- افتتاح مهرجان هولندا السينمائي بفيلم -ناجي العلي- وأفلام عن ...
- سطو -سينمائي- بكاليفورنيا.. عصابة تستخدم فؤوسا لسرقة محل مجو ...
- فيلم -ني تشا 2-.. الأسطورة الصينية تعيد تجديد نفسها بالرسوم ...
- تعاطف واسع مع غزة بمهرجان سان سباستيان السينمائي وتنديد بالح ...
- -ضع روحك على يدك وامشي-: فيلم يحكي عن حياة ومقتل الصحفية فاط ...
- رصدته الكاميرا.. سائق سيارة مسروقة يهرب من الشرطة ويقفز على ...
- برتولت بريشت وفضيحة أدبية كادت أن تُنسى


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (أطيافُ الخراب في مرآةِ الكابوس:شَفَقٌ أَخْضَرُ)