أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسن مدبولى - من كتالونيا الى السويداء،،














المزيد.....

من كتالونيا الى السويداء،،


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8490 - 2025 / 10 / 9 - 00:40
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


عقب أعلان مدريد اعترافها الرسمي بدولة فلسطين في مايو 2024، وماتلاه من اجراءات عقابية شديدة ضد اسرائيل شملت منعا لتصدير السلاح وغيره،وكذلك ايقاف استيراد السلع منها،وادانة اعمال الابادة التى يرتكبها الجيش الصهيونى فى غزة، ارتجّت الساحة السياسية بين مؤيدٍ يرى في الموقف الإسباني انتصارًا للعدالة، وغاضبٍ في تل أبيب يعتبر تلك المواقف الاسبانية خيانةً غير مسبوقة. وسرعان ما ظهرت في الإعلام الإسرائيلي أصواتٌ تدعو إلى “الردّ بالمثل” عبر دعم النزعات الانفصالية في إقليمي كتالونيا والباسك.
لكن الردّ من اسبانيا كان درسًا في النضج السياسي: فلم تُرفع أعلام إسرائيل فى كتالونيا أو الباسك، ولم تُستثمر اللحظة في المزايدة أو الاستقواء بالخارج، بل صدر عن الإقليمين موقفٌ موحّد يؤكد أن تقرير المصير شأنٌ وطني داخلي لا يُقايَض في سوق السياسة الدولية.

ذلك الموقف الهادئ العاقل يعكس ثقة الأوروبيين في مؤسساتهم وشرعية خياراتهم، ويضع أمامنا مرآة معاكسة حادّة، حيث لا تزال بعض الأقليات العربية تبحث عن خلاصٍها في الخارج بدل أن تصنعه من الداخل بالوعي وتنمية القدرة على التفاوض،

ففي سوريا، مثلاً، شهدت الطائفة الدرزية تحوّلًا لافتًا،بعد الاطاحة بنظام بشار الأسد، فقد برزت أصوات تدعو صراحة إلى إنشاء إقليم مستقل في السويداء والمطالبة بحماية دولية، بل وذهبت بعض المجموعات إلى توجيه الشكر لإسرائيل على “اهتمامها” بالدروز، ورفعت العلم الصهيونى في ساحات المدينةفي سابقة غير معهودة في التاريخ السياسي للطائفة.
ورغم رفض رموز درزية أخرى لهذه الدعوات وتمسكهم بوحدة سوريا، فإن المشهد يكشف انقسامًا داخليًا عميقًا ويعبّر عن فقدان الثقة بين الدولة ومكوّناتها، حيث يتحوّل الخوف من التهميش إلى نزعة انفصالية تتغذّى من الإحباط واليأس الموهوم ،

كذلك اختار الأكراد فى العراق وسورية طريقًا مغايرًا. فمنذ 2003 وبالتزامن مع الغزو الأميركى لبغداد ، انتهز الأكراد الفرصة وسارعوا باقامة إقليمًا يشبه الدولة فى العراق ، وهو اقليم يتمتّع باستقلال فعلى وعلاقات اقتصادية وأمنية مع قوى إقليمية ودولية، من بينها إسرائيل. وقد اقيم هذا المسار على مشروع انعزالى يستغل ضعف المركز ويتماهى مع سلطة الاحتلال ،
وعلى هدي أكراد العراق، تحالف أكراد سورية مع الصهاينة والامريكان،واقاموا كيانا مشبوها فى شرق سورية يعملون من خلاله خدما للامريكان ووكلاء لهم ،

بينما في مصر، يقدّم الأقباط نموذجًا مختلفًا تمامًا: أقلية تاريخية ذات جذور عميقة في المجتمع، لكنها سياسيًا تبنّت نهج الحذر والاستقرار. فبعد ثورة يناير، انحازت الكنيسة إلى جانب النظام السياسى خشية صعود الإسلاميين وانهيار الأمن، ومنذ ذلك الوقت رَسَّخت علاقتها بالسلطة باعتبارها ضمانة للحماية، ولو كان الثمن عزلة سياسية وتراجعًا في المشاركة العامة.
لكن في المهجر برزت أصواتٌ قبطية تدعو إلى علاقات علنية وودّية مع إسرائيل، وتعتبرها أقرب “حضاريًا” من المسلمين العرب، دون أن تُدان تلك المواقف كنسيًا أو مدنيًا. ورغم أنّ هذه الأصوات لا تمثّل الأقباط جميعًا، فإنها تعبّر عن ميلٍ متزايد لدى بعض النخب إلى البحث عن “مظلّة خارجية” تعوّض هشاشة المشاركة الوطنية — وصمت الداخل عنها أقرب إلى القبول الضمني منها إلى الرفض.

إذن في المشهد الإسباني، وعت الأقليات أن شرعيتها تُبنى من الداخل لا من الخارج. أمّا في المشرق، فما تزال الأقليات تتأرجح بين خوفين: خوفٍ من السلطة وخوفٍ من الأغلبية، وكلاهما يدفعها إلى خيارات مكلفة أخلاقيًا ووطنياً.
.
إنّ الفارق بين كل من دروز السويداء وأكراد قسد والبرزانى، وبين كل من انفصاليي الباسك وكتالونيا، ليس في اللغة ولا في الدين، بل في الإحساس بالسيادة.
فالكتالوني والباسكى يرى نفسه جزءًا من دولةٍ يمكنه أن يختلف معها دون أن يخاف منها، أما الأقلوي الشرقي فيرى في كل اختلاف مهما كان ضئيلا تهديدًا لوجوده ذاته.
ومن هنا، فما لم تنجح دولنا في بناء عقدٍ اجتماعي جديد يستدعى الحسم وفى الوقت ذاته يساوي بين الجميع في الحقوق والواجبات، فسيبقى الخارج هو “الملاذ الموهوم” لكل من يشعر -ولو بالخطأ- أنه مواطن ناقص الحماية.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطبيع القسرى !!
- الجنرال النحيف !!
- الدوجماتية !!
- الواقع والكرامة والإذعان !
- التطهير القادم !؟
- المغرب على حافة الهاوية
- أستنساخ النزع !!
- إحتلال العقل المصرى!؟
- جدلية غزة والزمالك ،،
- ذكرى المشير طنطاوى
- من الأولى بالعداء !؟
- الفلسفة والبوابين !!
- حلفاء اسرائيل بالمنطقة!؟
- الحساسيات المصرية !!
- محور الهزيمة الماسخ ،،
- الحرب على ايران مرة أخرى!
- الإعتراف بدولة فلسطين !؟
- ماقبل الطوفان ،،
- فى ذكرى تفجيرات البيجر،،
- الناصريون فى مصر،،


المزيد.....




- بعد دعوة السيسي.. أول تصريح لترامب بشأن إمكانية زيارة الشرق ...
- قصف مستشفى في الفاشر.. عشرات القتلى والجرحى ونكبة إنسانية تت ...
- اختطاف أطفال وقتل معلمة: سوريا تغرق في دوامة انفلات أمني
- ألمانيا: نجاة عمدة هيرديكه من الموت والسلطات تشتبه في ابنتها ...
- ما نعرفه عن الرهائن المحتجزين في غزة
- روسيا: زخم لقاء بوتين وترمب تبدد ونعرف كيف نتعامل مع -توماهو ...
- وصول 200 عنصر من الحرس الوطني إلى مقربة من شيكاغو
- رئيس تايوان يغازل ترمب بجائزة نوبل للسلام
- توقيف 8 عاملين بمنظمة إنسانية بينهم 3 أوروبيين في بوركينا فا ...
- إثيوبيا في رسالة إلى غوتيريش: إريتريا تستعد للحرب


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسن مدبولى - من كتالونيا الى السويداء،،