حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8483 - 2025 / 10 / 2 - 21:58
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
المغرب اليوم يقف على حافة الانفجار. جيل كامل خرج يطالب بحقه في التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل، ويحتج على إنفاق المليارات على ملاعب كأس العالم وكرة القدم، فيُقابَل بالهراوات والغاز والرصاص، وبالزنازين والمشانق الأمنية. هكذا تُصنع الكارثة وتُدفَع البلاد دفعًا نحو مصير أسود، من أجل إدامة نموذج حكم عائلي متسلط تجاوزه الزمن، وضمان نفوذ طبقي لشريحة فاسدة تستفيد من استمرار النظام، وحماية مصالح استعمارية وصهيونية متحالفة مع قوى الفساد الداخلي.
لقد أثبتت تجارب سوريا وليبيا واليمن والسودان، أن العنف السلطوي الرسمي هو الشرارة الأولى للحروب الأهلية، وأنه يولّد انفجارًا لا يقف عند حدود الاحتجاج، بل ينتهي إلى كيانات فاشلة، منقسمة، متناحرة، تتآكلها الصراعات ويعصف بها تدخل القوى الخارجية. والمغرب يسير اليوم في الطريق ذاته: سلطة تصم آذانها عن مطالب الناس، شعب فقد ثقته في وعودها بعد تجاربه المريرة السابقة ، وشباب يرى في السلمية مجرد فخ لاستمرار إذلاله فى بلاده .
إن من يزرع القمع لا يحصد إلا الفوضى، ومن يطلق الرصاص على مطالب الكرامة يفتح أبواب الدماء. والمسؤولية واضحة وضوح الشمس، وعلى السلطة وحدها أن تختار، إما إصلاح جذري وشامل الآن، أو انتحار جماعي مؤكد، فلا تقتلوا الأمل من أجل مصالحكم وفسادكم، ثم تبحثون عن شماعة الإرهاب والمؤامرات الخارجية لتبرير ما أقترفتموه من خراب !
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟