أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - إعتذار إبراهيم عيسى للمسيحيين العرب!!














المزيد.....

إعتذار إبراهيم عيسى للمسيحيين العرب!!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 21:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وسط هذا الخراب العربي الذي نعيشه، يخرج علينا إبراهيم عيسى بخطاب متشنّج، لا يخلو من نزعة عنصرية خبيثة ، يرفع فيه راية الاعتذار المزيّف لما يسمّيهم "المسيحيين العرب". خطاب يفيض بالتدليس والتلفيق، موجَّه في الحقيقة لعدّة جهات: العدو الأميركي ـ الأوروبي الصهيوني، والأقليات المسيحية العربية، ثم شريحة من الفاسدين والمتواطئين من المسلمين أنفسهم.
فيردّد عيسى بلا خجل السردية التي يتبنّاها اليمين المسيحي ـ الصهيوني الغربي ضد الإسلام والمسلمين، والتي يسوّغ بها ذلك اليمين الفاشي كافة الجرائم الإسرائيلية في غزة.
كما يحاول عيسى ترديد ترهات بعض العرب ممن يرفعون لواء "الديانة الإبراهيمية" الجديدة، في دعوة صريحة للتطبيع والتواطؤ.

والخطاب كله مبني على مغالطات. إذ يتباكى على "المسيحي العراقي" الذي تعاون مع الاحتلال الأميركي، وعمل خادمًا ومترجمًا لديه، وكأنَّ هذه الخيانة بطولة وطنية! موردا بالكذب ان ذلك المواطن العراقى المسيحى المسكين هاجر وفر من العراق عقب الغزو الاميركى ،نتيجة الاضطهاد الذى تعرض له على يد المسلمين الدواعش، كما أنه حاول إخفاء جرائم الغزو الأميركي ـ الأوروبي ضد كافة العراقيين خاصة المسلمين المقاومين ولم يخجل من ترديد دعايات ذلك الغزو، التي شيطنت المسلمين هناك عبر قصص مزعومة حول المذابح التي تعرض لها الأيزيديين والمسيحيين هناك ، متجاهلاً في الوقت ذاته أعمال القتل والابادة في ملجأ العامرية وغيره، وجرائم التعذيب والاغتصاب داخل سجن أبو غريب وخارجه. موردا فى الوقت نفسه احصائيات مغرضة حول تناقص اعداد الاقليات المسيحية هناك نتيجة لما تعرضوا له من تهجير قسرى على يد المسلمين !!

أما في سوريا، فقد حاول عيسى أن يصوّر الوضع هناك ويختصره في كونه حربًا دينية تقع ضد المسيحيين منذ خمسة عشر عامًا، انتهت بتولى الجولانى ، بينما الحقيقة الموثقة تؤكد أن الأقليات الحاكمة والمتحالفة (علويون ومسيحيون ودروز) هي التي احتكرت السلطة والسلاح، واستخدمتها لقمع السوريين المسلمين (السنة) عبر القتل والاغتصاب والاعتقال والتهجير. وحين دفع هذا القهر ببعض الضحايا نحو التطرّف، كان جزاؤهم براميل متفجرة وصواريخ كروز شاركت فيها كل القوى الدولية، من موسكو إلى لندن وباريس وواشنطن، تحت ذريعة "محاربة الإرهاب".

أما في لبنان، فقد غضّ عيسى الطرف عن الدور الكارثي الذي لعبته الميليشيات المسيحية في التحالف مع إسرائيل،وارتكابها للمجازر الواسعة بحق المسلمين والفلسطينيين؛ من تل الزعتر إلى صبرا وشاتيلا، وهي مذابح موثّقة وقعت برعاية صهيونية وبأيدٍ لبنانية مسيحية، تجاهلها عيسى ومرّ عليها مرور اللئام.

وفي فلسطين، يتباكى عيسى على "مظلومية" المسيحيين العرب، لكنه يتجاهل أن الرموز الوطنية المسيحية أمثال جورج حبش وكمال ناصر وكمال عدوان، لم يُخلفهم أحد حتى اليوم. فعلى الرغم من كل الأحداث التي تجتاح الضفة وغزة والأماكن المقدسة في فلسطين، فإننا لم نشهد حتى الآن شهيدًا مسيحيًا واحدًا في المعتقلات أو ساحات المواجهة، بينما المسلمون يُقتلون يوميًا في غزة والضفة. حتى استشهاد شيرين أبو عاقلة او قصف بعض المبانى المسيحية فى غزة فقد وقع بالصدفة، و قوبل بضجة عالمية واسعة ، نالت أكبر مما حظي به آلاف الضحايا الآخرين من المقاومين وغير المقاومين.
بل واختفت حتى الأنشطة السلمية المسيحية في مواجهة الاحتلال بكامل الاراضى المحتلة ، وإلا فأين هي المظاهرات المسيحية في بيت لحم، أو وقفات كنيسة المهد تضامنًا مع غزة والضفة، كما يحدث احيانا في المسجد الأقصى مثلًا؟!

حتى في مصر، تغافل عيسى عن خيانة "المعلم يعقوب" الذي تحالف مع الفرنسيين ضد بلده، وحاول تقديم صورة وردية عن "ملائكة" لا يخطئون. ثم إذا به ينتهي إلى التحذير من "تماهي الدولة في مصر مع القيم الإسلامية أو المحمدية"، مروّجًا في الوقت نفسه لفكرة الديانة الإبراهيمية التي ليست إلا بوابة للتطبيع ومسخ الهوية.

إن خطاب إبراهيم عيسى ليس مجرد رأي عابر، بل هو حلقة في سلسلة طويلة من التزوير والتضليل تخدم مشروعًا خطيرًا يستهدف وعي الأمة وهويتها. ومن هنا، فإن الرد الحقيقي لا يكون بتجاهله او تحسس ماورد به خجلا أو هلعا ، بل يكون بكشف زيف خطابه هذا، وربطه بالسرديات الصهيونية والغربية التي يريد تسويقها في ثوب "اعتذار تاريخي".



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمن القومى ،من يحميه؟
- ليست كل الثورات مقدسة،،
- كمال خليل ، الإشتراكى الزاهد ،،
- بيان القمة المتوقع !؟
- المناضل المصرى الشيوعى أحمد نبيل الهلالى
- الحزب الشيوعى النيبالى !!
- شنئان قوم !!
- العدو وحلفاؤه ،،
- احتلال سيناء !؟
- خميس والبقرى، شمس لاتغيب
- إفقار الغالبية الساحقة !!
- من أعلام الفن المقاوم: المطرب محمد حمام
- شفيع شلبى والتراث الشعبى
- قميص فلسطين ،
- النزوات الخاصة،والمسئوليات العامة !
- مقاتلوا التاميل !
- بيان يدعو إلى السلم !!
- طعن الشراكة !!
- النصر البيروسى !!؟
- الإقتصاد والحرية


المزيد.....




- فوق السلطة.. وزير فرنسي سابق: الإسلام الدين الأكثر اعتناقا و ...
- كل ما تريد معرفته عن دورة العاب التضامن الاسلامي واماكن إقام ...
- ترامب يشتم النائبة المسلمة إلهان عمر ويدعو لعزلها.. فما الأس ...
- إنتخابات الكنيسة السويدية الأحد - ممارسة ديمقراطية في مؤسسة ...
- عرض كتاب.. التهديدات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحي ...
- عرض كتاب.. التهديدات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحي ...
- نيويورك.. يهود يتظاهرون احتجاجا على مشاركة نتنياهو باجتماعات ...
- يهود يتظاهرون في نيويورك احتجاجا على مشاركة نتنياهو باجتماعا ...
- القمة العربية الإسلامية في الدوحة.. نجاح مرهون بمراجعة التحا ...
- التعليم كجبهة في الحرب الناعمة: بين الاستخراب الغربي وبناء ا ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - إعتذار إبراهيم عيسى للمسيحيين العرب!!