أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - طعن الشراكة !!














المزيد.....

طعن الشراكة !!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 10:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لست من أنصار الطائفية، بل أؤمن أن مصر ملك لجميع أبنائها دون استثناء، وأن تاريخ هذا الوطن صنعه المسلم والمسيحي جنباً إلى جنب. ومهما اختلفت مشاربنا وانتماءاتنا، فإن ما يجمعنا أكبر وأعمق، وأخطر ما يهدد وجودنا ليس الخلافات الداخلية، وإنما عدو واحد مشترك هو العدو الصهيوني. هذا العدو ليس خصماً عابراً، بل خطر وجودي، فهو يهددنا علنا باسرائيل الكبرى، لذا فالمواجهة معه ـ عاجلاً أم آجلاً ـ مواجهة صفرية، والانتصار فيها يمثل مصلحة وطنية وقومية وإنسانية في آن واحد.

لكن المؤلم أن هذه الحقيقة التي يفترض أن تكون بديهية، تجد من يشكك فيها أو يحاول تصويرها وكأنها محل خلاف جوهري بين المصريين. والمفجع أكثر أن يكتب مثقف مصري مثل الأستاذ مجدي خليل طرحاً يزعم فيه أن "غالبية الأقباط" ينظرون إلى إسرائيل وقضايا المنطقة بزاوية مغايرة تماماً لغالبية المسلمين، فيصور المجتمع وكأنه منقسم على نفسه، لا يلتقي على رؤية واحدة تجاه أخطر قضاياه المصيرية.

لقد قدّم الرجل قائمة من الانطباعات يزعم فيها أن المسلمين يؤيدون المقاومة ويرفضون إسرائيل، بينما الأقباط يميلون إلى عكس ذلك في معظم الملفات، من فلسطين إلى حزب الله وإيران والحوثيين وغيرها. خطورة هذا الطرح لا تكمن فقط في المضمون، بل في أسلوب التعميم المخلّ، الذي يصوّر ملايين المواطنين وكأنهم كتلة صماء تفكر بطريقة واحدة، بينما الواقع أكثر تنوعاً وتعقيداً.

كما أن مثل هذه الطروحات، حين تمر من دون تفنيد علمي ورصين، تهدد بترسيخ صورة زائفة عن المجتمع المصري، وكأن المسلم والقبطي يعيشان في عالمين متوازيين، لا يجمعهما سوى الجغرافيا. في حين أن الحقيقة التاريخية والسياسية تؤكد أن ما يوحّد المصريين أكبر بكثير مما يفرّقهم، وأن العدو الصهيوني لم يميّز يوماً بين دم مسلم ودم مسيحي في حروبه ومجازره، بل كان يستهدف الوطن كله.

ولو سلّمنا جدلاً بصحة بعض ما أورده هذا الخطاب، فذلك لا يعني إلا أننا أمام مشكلة تمس وعينا الجمعي وخطابنا الثقافي والإعلامي، لا أمام انقسام حتمي بين أبناء الوطن الواحد. والخطر الحقيقي هنا أن يُترك المجال مفتوحاً لتصورات تُضعف الثقة المتبادلة وتغذّي خطاب الشك والانقسام، بينما المطلوب هو العكس تماماً: بناء خطاب وطني جامع يعيد التأكيد أن قضية فلسطين والمواجهة مع إسرائيل ليست قضية طائفة دون أخرى، بل قضية وجود لوطن كامل وشعب واحد.

إن أخطر ما يمكن أن نصاب به هو أن نتحول إلى أسرى لروايات العدو، أو أن نعيد إنتاج خطابه بأيدينا. فالمعركة مع إسرائيل ليست صراعاً دينياً، بل مواجهة ضد مشروع استعماري توسعي يهدد الأرض والهوية والمستقبل. ومهما اختلفت الانتماءات الدينية، فإن الخطر واحد، والمصلحة واحدة، والمصير مشترك.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النصر البيروسى !!؟
- الإقتصاد والحرية
- نقطونا بسكاتكم !!
- تمهيد الأرض للعدو!؟
- للمرة المليون !
- من العروبة الناصرية،الى الاصطفاف الطائفى؟
- المسكوت عنه فى بر الشام!؟
- بين العثمانى والجولانى،ياقلبى لاتحزن!!
- فى بنجلاديش !!
- نزع السلاح !!
- عقدة صنع الله !!
- تقييم صفقة الغاز المصرية،،
- لا يسقط بالتقادم !
- أين جماعة أهل السنة فى لبنان!؟
- له خوار !!
- المعادلة الصعبة فى لبنان!؟
- نزع السلاح ،هو الحل
- ذكرى شهداء حفر قناة السويس!!
- شرف الخصومة !؟
- فليتعلم الفنانون العرب من فانيسا !!


المزيد.....




- بين الخلاف المحمود والمذموم.. كيف عالج الإسلام الاختلافات؟
- شاهد كيف استقبل مسيحيو سوريا افتتاح كنيسة القديسة آنا بإدلب ...
- السوداني يفتتح الجامع النوري والمئذنة الحدباء وسط مدينة المو ...
- أكسيوس: السفير الأمريكي للاحتلال يتبنى مصطلح -يهودا والسامرة ...
- ميغان تشوريتز.. النجمة اليهودية التي تحدت الصهيونية بجنوب أف ...
- محافظة القدس: إسرائيل تدمر آثارا إسلامية أسفل المسجد الأقصى ...
- محافظة القدس: إسرائيل تدمر آثارا إسلامية أسفل المسجد الأقصى ...
- فرنسا: نصب تذكاري للمحرقة اليهودية يتعرض للتشويه بعبارة -الح ...
- محافظة القدس: الاحتلال يدمّر آثارا إسلامية أموية أسفل المسجد ...
- حرس الثورة الاسلامية: اليمن سيوجّه ردّا قاسيا للصهاينة


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - طعن الشراكة !!