حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8437 - 2025 / 8 / 17 - 00:33
المحور:
القضية الفلسطينية
لم يعد العدوان الصهيوني–الأمريكي يكتفي بالقوة العسكرية وحدها، فبعد أن عجزت حاملات الطائرات وأقمار التجسس وجيوش المرتزقة من عصابات الصهاينة، بطائراتهم ودباباتهم، عن كسر إرادة المقاومة. اليوم يتجه هذا العدو إلى أسلوب جديد وهو استخدام أدوات محلية عميلة ومنبطحة؛ من أمثال حزب القوات اللبنانية الفاشي، إلى منسقي رام الله الأمنيين، وصولاً إلى بعض الأبواق السياسية والإعلامية العربية والمصرية التي تردد خطاب العدو.
فى محاولة لتحقيق الغاية الواضحة المتمثلة فى نزع سلاح المقاومة، ذلك السلاح الذي يشكل الحاجز الحقيقي أمام أحلام "إسرائيل الكبرى"، ويمنع جيوش محور الشر العالمي من تحقيق النصر النهائي، ويبدد أوهام نتنياهو الذي أعلنها صراحة دون مواربة.
إن أي صوت يردد مطالب نزع سلاح المقاومة في غزة أو لبنان أو اليمن، إنما يصطف موضوعياً مع العدو، ويكشف عن خيانة صريحة وعداء مباشر للأمة. فذلك السلاح ليس مجرد بنادق وصواريخ، بل هو درع استراتيجي يحمي الأمن القومي العربي عموماً، والمصري خصوصاً.و هو السهم الذي يطعن العدو في خاصرته، ويستنزف طاقاته، ويعرقل مساعيه للانقضاض على أراضينا، ويؤخر تنفيذ مخططاته الإجرامية ضد مصر والمنطقة كلها.
أن المقاومة قد لا تحقق اليوم أية معجزات، وقد لا تحرر القدس او الأقصى ، فهذا أمر يدركه كل عاقل في ظل انكشاف الأمة وتخاذل الأنظمة. لكن جوهر المقاومة لا يتمثل فقط فى تحقيق نصر العسكري واضح بل فى الإصرار على الصمود، ورفض الاستسلام، والدفاع عن القيم النبيلة التي تتعرض للانتهاك.
و إذا كان المقاوم شقيقاً لنا في الدم والأرض والمصير، يرفع راياتنا ، ويدفع عنا – ولو دون قصد – أخطاراً وجودية تهدد مصر ذاتها ؟
فإن الوقوف مع المقاومة ودعم وجودها واستمرارها ، لم يعد خياراً سياسياً فحسب ، بل بات واجبا وطنيا وقوميا وأخلاقيا،
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟