حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8423 - 2025 / 8 / 3 - 21:22
المحور:
عالم الرياضة
مع انطلاق النسخة الجديدة من "الدوري المصري لكرة القدم"، لا يجد المتابع نفسه أمام موسم رياضي جديد، بقدر ما يشعر أنه بصدد إعادة عرض باهت لمسرحية قديمة، حفظنا فصولها عن ظهر قلب. فالمحصلة – كما بات واضحًا للجميع – محسومة سلفًا، والنتائج مسيسة، والتوجهات مرسومة بدقة في كواليس لا تمت بصلة للملاعب أو للروح الرياضية.
الرياضة، التي من المفترض أن تكون مساحة للتنافس الشريف، والتحفيز الجماهيري، وتحقيق العدالة في الأداء والنتائج، تحولت في مصر إلى وسيلة دعائية لنظام سياسي وأمني يعبث بالمشهد الرياضي كما يعبث بغيره، فيغيب مبدأ تكافؤ الفرص، وتُخنق الأندية المعارضة أو "غير المرغوب فيها"، ويُفرَض نادٍ واحد كصورة رمزية لـ"الدولة"، وكأن الوطن لا يتسع إلا لشعار واحد وفريق واحد.
المؤلم حقًا، أن بعض مشجعي الزمالك والأهلي – رغم نواياهم الطيبة وحماسهم الصادق – يتحولون، دون أن يدروا، إلى أدوات ترويج لهذا النظام الرياضي المختل. حين يتفاعلون مع المباريات وكأنها نزيهة، ويحتفلون بالأهداف والبطولات وكأنها لم تُفصّل سلفًا، فهم يشاركون دون قصد في تزوير الوعي، وتزيين واقع زائف، وتثبيت لعبة مفخخة لا رابح حقيقي فيها سوى من يُمسك بالخيوط من خارج المستطيل الأخضر.
إن المشاركة في هذه "المهزلة" – ولو كانت من باب الحماسة أو الانتماء – ليست بريئة، لأنها تساهم في تغييب الوعي الجماهيري، وتعطي شرعية موهومة لمنظومة رياضية مختطفة، لا تؤمن بالعدالة ولا بالمنافسة، بل تسعى لتطويع كل شيء لخدمة السلطة، حتى كرة القدم!
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟