أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - الإدانات الغربية ،، وفقا لنوع الآلهة !!














المزيد.....

الإدانات الغربية ،، وفقا لنوع الآلهة !!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8409 - 2025 / 7 / 20 - 01:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في صباح السابع عشر من يوليو 2025، استهدف الاحتلال الصهيوني كنيسة "العائلة المقدسة" (Holy Family Catholic Church) في مدينة غزة، رغم أنها كانت تؤوي أسرًا آمنة من نيران الحرب،وكانت تضم أطفالًا ومسنين ومهجرين.حيث أسفر القصف عن مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة نحو عشرة آخرين، بينهم القس جبرائيل رومانيللي.

وعلى الفور، انهالت الإدانات السياسية والدينية من الغرب. فقد عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني عن إدانتهم الشديدة للهجوم، كما أصدر البابا ليو الرابع عشر بيانًا غاضبًا يصف فيه القصف بأنه جريمة مروعة. كذلك اعتبر الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، البطريرك اللاتيني" للقدس" أن ما حدث يمثل "اعتداءا مباشرا على الكنيسة" داعيًا إلى تحقيق دولي عاجل.
أما البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك الروم الأرثوذكس، فقد زار موقع الكنيسة بصحبة بيتسابالا، وأدانا معا الحدث بلهجة صارمة.

وعلى الصعيد الإسلامي، أصدرت منظمة التعاون الإسلامي بيانًا يدين الهجوم، فيما عبّرت وزارة الخارجية السعودية عن استنكارها الشديد، ووصفت استهداف المدنيين وأماكن العبادة بأنه "انتهاك صارخ" يستوجب تحركًا حازمًا من مجلس الأمن. كما أصدر كل من مفتي الديار المصرية ووزير الأوقاف بيانات مشابهة.

لكن مؤسسة الأزهر الشريف في مصر التزمت الصمت حتى اللحظة، ولم تُصدر أي تعليق حول الحادث، في موقف قد يبدو محيّرًا للوهلة الأولى، لكنه يصبح مفهومًا عند النظر إلى الصورة الكاملة.
ففي غزة ذاتها، دمّر الاحتلال الصهيوني خلال عدوانه أكثر من 1244 مسجدًا تدميرًا كليًا أو جزئيًا، أي أنه قصف كل المساجد في القطاع تقريبًا، بما في ذلك المساجد التاريخية العريقة. وعلى رأسها المسجد العمري الكبير (Great Omari Mosque)، أقدم وأكبر مساجد غزة، والذي يعود تاريخه إلى أكثر من 1400 عام. حيث سوّيت جدرانه بالأرض، ولم يتبقَ منه سوى المئذنة المملوكية التي أصيبت هي الأخرى بأضرار جسيمة. كذلك تضرر مسجد السيد هاشم (Sayed al-Hashim Mosque) في المدينة القديمة، وهو من المساجد ذات القيمة الدينية والتاريخية النادرة جرّاء غارات متتالية فى أكتوبر 2023.

ورغم هذا التدمير الهائل للمقدسات الإسلامية، لم يصدر عن الفاتيكان، ولا عن الكنائس الأرثوذكسية أو الإنجيلية أو أي مؤسسة دينية مسيحية في الشرق و الغرب، بيان إدانة واحد، ولو شكلي، يشير إلى هذا العدوان الصارخ على المساجد وقتل المصلين واللاجئين داخلها.
إن هذا التباين الصارخ في ردود الفعل، وهذه الازدواجية الفاضحة في ميزان القيم، يطرح سؤالًا وجوديًا: هل أصبحت الإدانات في عالم اليوم تُوزّع حسب نوع الديانة، لا حسب فداحة الجريمة؟ وهل قيمة الإنسان والمكان ترتبط بنوع "الإله" الذي يُعبَد فيه؟!

إن الموقف الغربي لا يحرج فقط المؤسسات الدينية الإسلامية، بل يعرّي خطاب "الضمير الإنساني العالمي" الذي لم يعد يرى ولا يسمع، إلا حين تُستهدف كنيسة، لا مسجدًا. وكأن الآلهة – في عرفهم – ليست سواسية، ولا يستحق الجميع العدالة والرحمة نفسها!



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل راعية القومية العربية !!
- نكتب بضميرنا وحده ،
- شيطنة التغيير فى سورية !!
- على هامش المقتلة فى السويداء!؟
- الصدام الخفي !؟
- ماهو المتوقع !؟
- نزع السلاح ، فى سربرنيتسا !!
- الصمت الفلسطينى فى الداخل!؟
- هل سنترال رمسيس المحترق،مؤمن عليه ضد أخطار الحريق!؟
- دور نادى الزمالك فى مسرحية التغييب!
- إبراهيم باشا المصرى !
- إختزال الغضب ،،
- فى عاشوراء ،جريمة لاتسقط بالتقادم !!
- قانون الإيجار والاشتراكية البيروقراطية!!
- سقطة قناة الميادين !!
- شهيدات الفقر... من أطفيح إلى المنوفية: القهر لا يزال مستمرًا ...
- المؤامرة مستمرة !
- إصمتوا قليلا !!
- الإختراق الإسرائيلى لإيران ، بين التهويل والتفسير !
- إكذوبة الكمايتة !؟


المزيد.....




- قاليباف: على الحكومات الإسلامية الوقوف بوجه الكيان الصهيوني ...
- السلطات السورية تعلن وقف القتال وروبيو يطالبها بمنع تنظيم -ا ...
- لأول مرة بالتاريخ الحديث.. عاصمة إسلامية على وشك الجفاف
- المسجد الإبراهيمي.. صمود في وجه محاولات التهويد
- الرئاسة الروحية للدروز في سوريا تطالب بفرض حماية دولية مباشر ...
- الفاتيكان يشكّك في تصريحات الاحتلال بشأن الهجوم على كنيسة في ...
- مليونية حاشدة للجماعة الإسلامية ببنغلاديش وقادتها يوجهون مطا ...
- وزير الإعلام السوري: بيان الطائفة الدرزية تضمن دعوة لتهجير ا ...
- إسرائيل تتهم الشرع بـ-تأييد الجهاديين- و-تحميل الضحايا مسؤول ...
- “ثبتها الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - الإدانات الغربية ،، وفقا لنوع الآلهة !!