أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن مدبولى - شهيدات الفقر... من أطفيح إلى المنوفية: القهر لا يزال مستمرًا!














المزيد.....

شهيدات الفقر... من أطفيح إلى المنوفية: القهر لا يزال مستمرًا!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8387 - 2025 / 6 / 28 - 08:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في أبريل عام 2007، كتبتُ هنا على الحوار المتمدن مقالا عن مأساة شهدتها قرية أطفيح بمحافظة الجيزة، حيث إستشهدت أكثر من ست عشرة طالبة من مدرسة أطفيح الثانوية التجارية، دهسًا تحت عجلات شاحنة نقل، اصطدمت بالسيارة( ربع نقل) التى كن يستقلنها والتى كانت تُستَخدم أيضا فى نقل المواشي فى أحيان كثيرة !
يومها، لم يكن الحادث مجرد رقم جديد في قائمة طويلة من حوادث الطرق؛ كان صرخة مدوية لواقع مرير تعيشه بنات مصر من الطبقات الفقيرة، ونداءًا لإنقاذ ما تبقى من كرامةٍ في وطنٍ يطحن أبناءه وبناته تحت رحى الفقر والإهمال.
واليوم، وبعد أكثر من ثمانية عشر عامًا، يتكرر المشهد — بنفس التفاصيل، بنفس الألم، بنفس الصمت الرسمي — ولكن في محافظة المنوفية، حيث لقيت عدد من الفتيات العاملات باليومية مصرعهن في حادث سير مأساوي، أثناء عودتهن من العمل بأجر يومي لا يتجاوز مائة وثلاثون جنيهًا، في سيارة نقل محمّلة بالبشر كأنهم بضاعة.

ومن أطفيح إلى البرانية، لا شيء تغير. نفس الشوارع، نفس المركبات البدائية، نفس استهتار الدولة بحياة الفقراء، ونفس التواطؤ الصامت من "نشطاء" حقوق المرأة الذين لا يظهرون إلا في حفلات الندوات الفاخرة، ولا يتحرك لهم ساكن حين تسقط بنات الفقراء دهسًا في تراب الوطن.
إن ما حدث ليس قضاءً وقدرًا، بل نتيجة طبيعيةلمدارس بعيدة من دون مواصلات آدمية، ولورشٍ ومصانع تستغل الفتيات القاصرات بأجور مهينة( الحادث تكرر فى الاعوام الماضية ) فالحكومة عاجزة عن تنظيم النقل الريفي بشكل آدمى يتناسب مع شعارات ( حياة كريمة ومطرب كاريوكى الثورجى )

في حادث أطفيح، علمنا أن السيارة التي كانت تنقل الطالبات صباحًا إلى المدرسة، كانت تنقل الماشية مساءً، دون حتى غسلها! وفي حادث المنوفية، لا فرق كبير: شاحنة ربع نقل، تكدّست فيها الأجساد الطاهرة، وغابت عنها أبسط معايير السلامة. ثم نتلقى النبأ في سطرٍ باهت: "مصرع 8 عاملات في حادث سير"... وتمضي الحياة!
إن الطريق من أطفيح إلى البرانية، ومن 2007 إلى 2025، محفوف بالدم، والدروس المهدورة، والمستقبل المقتول. سنوات مرّت، ومئات الفتيات رحلن، ولا أحد يحاسب أحدًا، ولا أحد يجرؤ على وضع سؤال واضح: من يتبنّى الدفاع عن شهيدات الفقر في مصر؟

هل تذكرون حملات تحرير المرأة التي تتغنى بمناهضة ختان الإناث وحق المرأة في خلع الحجاب؟ أين أنتنّ من بنات يُدهسن تحت عجلات الجوع؟ أين أصواتكنّ حين تكون الضحية فتاة لم تعرف من "التمكين" إلا كلمة على بوستر مشروع ممول أجنبيًا؟

إن المرأة المصرية التي تستحق الدفاع عنها ليست صورة في مؤتمر، بل تلك التي تستيقظ مع الفجر لتطعم إخوتها، وتعود مع الغروب جثة هامدة في سيارة لا تليق إلا بالحيوانات.
إن شهيدات الـمائة وثلاثون جنيهًا، وشهيدات أطفيح قبلهن ، وما بينهما من حوادث مأساوية طالت فقيرات مسحوقات، لاتعتبر مجرد حوادث طرق. لكن الامر يتعلق بنظام اجتماعي واقتصادي فاسد، يُدجّن الفقر، ويُطبع مع الإهمال، ويُفجّعنا ثم يُطالبنا بالصمت!



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤامرة مستمرة !
- إصمتوا قليلا !!
- الإختراق الإسرائيلى لإيران ، بين التهويل والتفسير !
- إكذوبة الكمايتة !؟
- الأهلى المصرى فى مهمة قومية!؟
- مائة وخمسون ألف قتيل وجريح، لا تكفى !!
- عبد الناصر والبنا ،بين القداسة والشيطنة !!
- ثلاث حكايات من بيراميدز والإسماعيلي والمقاولون
- إزدواجية المعايير من الملاعب إلى المواقف المصيرية!!
- التقييم المنحاز ،،
- الإمارات وإسرائيل... والأهلي وبيراميدز والزمالك؟
- الوحدة الوطنية !!
- حقوق الطفل المصرى
- إقتصاد البوظة !!
- الإنفجار النووى من كشمير إلى غزة وكييف !؟
- ضيق الأفق !؟
- إكذوبة الهوية المصرية !؟
- إكذوبة التعويم والدعم !!
- إللى إختشوا، ماتوا !!
- إعادة نشر ،،،


المزيد.....




- فرصة ذهبية لكل امرأة.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...
- “شغال” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بادري بالتسجيل” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- “خدلك راتب شهري” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- هيني سرور: -المرأة هي التي تدفع أكبر ثمن في الحروب..-
- نحو انتكاسة خطيرة لحقوق المرأة في تونس: تعديل مجلة الأحوال ا ...
- قبل الأوان … قتل العاملات بين تواطؤ الدولة واستغلال السوق


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن مدبولى - شهيدات الفقر... من أطفيح إلى المنوفية: القهر لا يزال مستمرًا!