أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن مدبولى - الإختراق الإسرائيلى لإيران ، بين التهويل والتفسير !














المزيد.....

الإختراق الإسرائيلى لإيران ، بين التهويل والتفسير !


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 09:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الاختراق الصهيوني لإيران،
تهويل مقصود أم وقائع قابلة للتفسير؟

يحاول بعض المحللين، بسوء نية أو عن جهل، تضخيم امكانات الكيان الصهيوني الأمنية، والتهويل من قدرته على اختراق النظم العربية والإسلامية، وخاصة بعد الضربة الأخيرة التي استهدفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأسفرت عن استشهاد عدد من كبار قادة الحرس الثوري والجيش، إلى جانب علماء في البرنامج النووي.
وقد استغل هؤلاء تلك الحادثة ليصوروا أن الأجهزة الأمنية الإيرانية مخترقة بالكامل، وأن عملاء الموساد منتشرون داخل المؤسسات الإيرانية، بل ذهبوا إلى حد الادعاء بأن هناك الكثيرين من العاملين بالمواقع الحساسة يعملون لصالح العدو، متهمين المنظومة الأمنية الإيرانية بالضعف، ومشيدين في المقابل بما وصفوه بـ"النجاح المذهل" للعمليات الإسرائيلية.
لكن هذه السردية، برغم شيوعها، تبدو انتقائية وخبيثة في طابعها، إذ تركز فقط على النتائج دون تحليل الأدوات أو السياقات، وتغفل المتغيرات التكنولوجية والعوامل الاستخباراتية العالمية التي تشكل خلفية تلك العمليات، كما تهدف -على الأرجح- إلى ضرب الثقة الشعبية في المؤسسات الإيرانية وتشويه صورة النظام المقاوم.

ما الذي حدث بالفعل؟

العملية الأخيرة لم تكن معقدة بالشكل الذي يصوره البعض. فالمؤشرات ترجّح أن الهجوم نُفّذ من داخل إيران باستخدام طائرات مسيّرة، استهدفت مواقع إقامة عدد من القادة والعلماء. وكان تحديد مواقع هؤلاء الأشخاص مرهونًا باستخدامهم اليومي لتطبيقات الاتصال، مثل "واتساب"، أو غيره من التطبيقات التي تتضمن أنظمة تتبع، وقد يكون قد تم اختراقها إما بواسطة برمجيات تجسسية مثل "بيجاسوس"، أو عبر تواطؤ بعض الشركات العالمية المصنعة لأجهزة الاتصالات التى يستخدمها هؤلاء القادة والعلماء،
ويُرجح أن الموساد لم يعمل منفردًا، بل حظي بدعم لوجستي وتقني من أجهزة استخبارات أوروبية، وربما يابانية أو كورية جنوبية، وفقًا لبعض التقارير. إذ أصبحت تكنولوجيا تتبع الهواتف وأجهزة الاتصالات الذكية أداة أساسية في عمليات التصنيف والرصد والاستهداف.

دور وكالة الطاقة الذرية !

وفى هذا السياق لا يمكن أبدا تجاهل الدور الذي تلعبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية،و التي تمتلك كافة البيانات حول العلماء النوويين الإيرانيين، ومواقع منشآتهم، وتفاصيل عملهم. وقد سبق أن اتهمتها طهران بتسريب معلومات حساسة إلى أطراف معادية، وهو ما قد يوضح بدقة كيف استطاع العدو الوصول إلى أسماء ومواقع شخصيات غير عسكرية، ولا تظهر في العلن.

أدوات التنفيذ:

على الرغم من أهمية توافر المعلومات التقنية، إلا أن التنفيذ على الأرض لا يمكن أن يتم دون عنصر بشري. وكانت بعض التقديرات تشير إلى أن العناصر المنفّذة قد تكون عناصر أجنبية مدربة تسللت عبر الحدود مع دول مثل العراق، أو أذربيجان، أو أفغانستان.
أو عناصر من جماعات معارضة للنظام الإيراني، مثل منظمة "مجاهدي خلق" (جماعة مسعود رجوي)، التي لها سجل طويل في التعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية.
لكن توجد تصريحات وتقارير أخرى تؤكد أن ما حدث بالفعل هو قيام شبكة من أشخاص ينتمون للأقلية البهائية الإيرانية، بالتعاون مع بعض الوافدين والعمال الهنود والأجانب بتنفيذ عمليات القصف باستخدام الطائرات المسيرة، فيما يشبه محاولة انقلاب كانت تستهدف قتل كل أركان النظام فى وقت واحد بمن فيهم المرشد الأعلى ورئيس الجمهورية وكافة الوزراء والمسئولين السياسيين ،

خلاصة:
الحديث عن "اختراق شامل" للمؤسسات الإيرانية هو مبالغة متعمدة لا تخلو من أهداف سياسية ونفسية. فما جرى هو عملية استخباراتية معقدة لكنها مفهومة، تجمع بين التكنولوجيا الحديثة، والتعاون الدولي، والتخطيط الميداني الذى يعتمد على قصور نظر وضحالة تفكير المنتمين لبعض الأقليات بالمنطقة،
والاختراق الأمني، إن حصل، لا يعني انهيارًا داخليًا، بل هو أحد مخرجات حرب مفتوحة تجري منذ سنوات، يستدعي مزيدًا من اليقظة ودراسة أوجه القصور ، دون الانجرار إلى جلد الذات أو ترديد دعايات العدو.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إكذوبة الكمايتة !؟
- الأهلى المصرى فى مهمة قومية!؟
- مائة وخمسون ألف قتيل وجريح، لا تكفى !!
- عبد الناصر والبنا ،بين القداسة والشيطنة !!
- ثلاث حكايات من بيراميدز والإسماعيلي والمقاولون
- إزدواجية المعايير من الملاعب إلى المواقف المصيرية!!
- التقييم المنحاز ،،
- الإمارات وإسرائيل... والأهلي وبيراميدز والزمالك؟
- الوحدة الوطنية !!
- حقوق الطفل المصرى
- إقتصاد البوظة !!
- الإنفجار النووى من كشمير إلى غزة وكييف !؟
- ضيق الأفق !؟
- إكذوبة الهوية المصرية !؟
- إكذوبة التعويم والدعم !!
- إللى إختشوا، ماتوا !!
- إعادة نشر ،،،
- النصر المبين !؟
- فرنسا فى مصر !؟
- السلفية الإنبطاحية !!


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن مدبولى - الإختراق الإسرائيلى لإيران ، بين التهويل والتفسير !