أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - التقييم المنحاز ،،














المزيد.....

التقييم المنحاز ،،


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8344 - 2025 / 5 / 16 - 21:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من غير المنطقي أو العادل أن نحاول تقييم تجارب سياسية لم تكتمل بعد، أو لا تزال في بداياتها الأولى. كما لا يصح أن يحتكر أحد صكوك الوطنية والقومية، فيوزعها على من يشاء ويمنعها عمّن يختلف معه فكريًا أو أيديولوجيًا، مدفوعًا بالتحيز أو الكراهية.
فوحدها النتائج المثبتة هي المعيار العادل للحكم على التجارب،
وعندما نرغب في تقييم زعيم سياسي، يجب أن ننظر إلى تجربته العملية بشكل تفصيلي، ونقيس نتائجها الواقعية. كما يمكننا عقد مقارنات بينه وبين زعماء آخرين، شرط أن يتم ذلك وفقًا لنفس المعايير والمقاييس الزمنية.

لذا نعتقد إن محاولات إصدار أحكام نهائية على تجربة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، ووصمه بالفشل أو العمالة أو الخيانة، ليست سوى محاولات متسرعة، غير علمية، بل وعبثية تحمل طابع التحيز والكراهية.

كذلك فإن المقارنة بين سوريا تحت حكم الشرع وسوريا تحت حكم بشار الأسد تعد مقارنة غير موضوعية في الوقت الحالي. فحكم حزب البعث وعائلة الأسد امتد لأكثر من خمسين عامًا، بينما لم تُكمل تجربة أحمد الشرع وهيئة تحرير الشام عامًا واحدًا بعد، ولا يمكن الحكم عليها لا بالنجاح ولا بالفشل قبل اكتمال عناصرها وزمنها الكافي.

أما تجربة حكم البعث والأسد، التي امتدت لنحو نصف قرن، فنتائجها واضحة ومؤلمة، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

تغوّل الأقليات الحاكمة من علويين وأكراد ودروز ومسيحيين، مقابل تهميش الأغلبية المسلمة، لدرجة أن بعض هذه الأقليات (الأكراد والدروز) استعانوا لاحقًا بالقوات الأمريكية والإسرائيلية لحماية أنفسهم بعد سقوط نظام الأسد، دون أدنى خجل.

اندلاع حرب أهلية مدمّرة، التهمت البلاد والعباد، وأدخلت سوريا في نفق دموي طويل.

الاستعانة بالأجنبي لقمع الشعب السوري، مما أدى إلى إذلال الدولة السورية وإحياء حقبة الاحتلال الأجنبي، حتى بات بشار الأسد نفسه مهدد الكرامة داخل وطنه.

فقدان هضبة الجولان المحتلة، وعدم استعادة شبر واحد من الأراضي السورية التي احتُلت في عام 1967.

تشريد الشعب السوري، وتحويله إلى لاجئين في أصقاع الأرض. فبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، فإن أكثر من 6.8 مليون سوري اضطروا إلى مغادرة البلاد حتى عام 2024، إضافة إلى 6.7 مليون نازح داخلي، ليصل إجمالي عدد المهجّرين إلى أكثر من 13.5 مليون إنسان — أي أكثر من نصف عدد سكان سوريا قبل الحرب.

وفي مفارقة مأساوية، خرج أحد القوميين المصريين المعروفين بتقديسهم لنظام البعث، مطالبًا بطرد اللاجئين السوريين من مصر، واصفًا إياهم بأنهم "تهديد للأمن القومي المصري"! أي أن نظام بشار لم يكتفِ بتشريد شعبه، بل لاحقهم في منافِيهم عبر وكلائه الأيديولوجيين.

وفى الختام وبناءً على تلك الوقائع والنتائج المثبتة، يمكن القول إن بشار الأسد، ونظام حكم البعث، والأقليات المتحالفة معه، و القوميون المتعاطفون معهم، تسببوا في كارثة وطنية وإنسانية شاملة لسوريا الحبيبة.
كما يمكن التأكيد على أنه لا يجوز تقييم تجربة أحمد الشرع في هذه المرحلة، لأن المدة الزمنية القصيرة لم تسمح بعد بظهور نتائج يُمكن البناء عليها سواء في الحكم بالنجاح أو الإخفاق.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمارات وإسرائيل... والأهلي وبيراميدز والزمالك؟
- الوحدة الوطنية !!
- حقوق الطفل المصرى
- إقتصاد البوظة !!
- الإنفجار النووى من كشمير إلى غزة وكييف !؟
- ضيق الأفق !؟
- إكذوبة الهوية المصرية !؟
- إكذوبة التعويم والدعم !!
- إللى إختشوا، ماتوا !!
- إعادة نشر ،،،
- النصر المبين !؟
- فرنسا فى مصر !؟
- السلفية الإنبطاحية !!
- غباء، أم تآمر !؟
- أما آن الأوان للملمة الجراح ؟
- القول المعين فى فضح الأفاقين !
- عذراء الربيع ،،
- إتجاه البوصلة
- سقوط بغداد، وسقوط غزة
- توجهات الأحفاد ، وتراث الأجداد !!


المزيد.....




- خلفت عدة وفيات.. شاهد صواعق وأعاصير تضرب ولاية كنتاكي الأمري ...
- مقتل رجل أمن خلال مظاهرة في العاصمة الليبية، وأنباء عن استقا ...
- -غروك- يثير الجدل: هل تروّج أداة إيلون ماسك لرواية -الإبادة ...
- المحكمة العليا الأمريكية تجهض محاولة ترامب استئناف عمليات ال ...
- غزة سوريا.. ملفات على طاولة قمة بغداد وسط غياب معظم القادة
- الكرملين: لقاء بوتين وزيلينسكي ممكن فقط بعد التوصل إلى اتفاق ...
- مراسلنا: مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على غزة
- صورة تجمع رؤساء الوفود المشاركة بالقمة العربية في بغداد
- باستريكين يوعز بالتحقيق في وفاة طفل روسي بفندق في مصر
- روسيا.. ابتكار نموذج أولي لأول -حاملة طائرات- مسيرة تعمل بال ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - التقييم المنحاز ،،