أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن مدبولى - قانون الإيجار والاشتراكية البيروقراطية!!














المزيد.....

قانون الإيجار والاشتراكية البيروقراطية!!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8391 - 2025 / 7 / 2 - 21:56
المحور: المجتمع المدني
    


بمناسبة الحديث المتجدد عن تعديل قوانين الإيجار القديمة للمساكن، وعن الاشتراكية والعدالة الاجتماعية، وقرب ذكرى موسم الدفاع الأعمى عن ثورة يوليو، أجد نفسي مضطرًا هذه المرة للحديث عن قصة شخصية تخص والدايّ – عليهما رحمة الله تعالى – رغم أنني عادة لا أحبذ استدعاء سير الأهل على منصات التواصل، ولا أرى فائدة من بث مشاعر الحنين أو الفخر الأسري على العلن. لكن ما سأرويه هنا ليس حنينًا ولا فخرًا، بل شهادة مرتبطة صميمًا بما يُسمى "العدالة الاجتماعية" في عهد حكم الإتحاد الإشتراكى ،،
فقد كان والدي مجرد عامل زراعي بالأجر اليومي، لا يملك أرضًا زراعية، لا إرثًا ولا منحة من قانون الإصلاح الزراعي. و هو ممن يفترض أن ثورة يوليو قامت لإنصافه هو وأمثاله من البسطاء.
لكن الحقيقة أن السيد الوالد عاش حياته كلها فى كبد وعناء، يُدبّر بصعوبة قوت يومنا، ويُدّخر بالكاد ما يواجه به طوارئ الزمن.
ولكن مع ذلك، ومن عبقرية المصريين الفقراء، أن والداى – بالتعاون والتدبير – نجحا في توفير مقدم لقطعة أرض مساحتها نحو 80 مترًا في مدينة بولاق الدكرور، مع تقسيط بقية الثمن. ثم بدأنا في بناء منزل صغير يضم العائلة كلها الوالد والوالدة، نحن الأبناء، جدتي، عمّتي، وابن عمتي. وبعد عناءٍ طويل تحقق الحلم، وسكنا في الطابق الأول.

لكن والدتي – وكانت ذات عقل راجح وبُعد نظر – خططت لاستثمار الطابق الثاني بتأجيره، تحسّبًا لأي طارئ قد يصيب والدي، الذي لا معاش له ولا تأمين ولا حماية من الدولة الاشتراكية التي لم ترَ في العمالة غير المنتظمة شيئًا يستحق الضمان والحياة الكريمة .

وبالفعل، بُني الطابق الثاني، وجاء مستأجر حكومي محترم، واتفق على أجر شهري قدره جنيهان، ومضت الأمور كما نأمل. ثم فجأة، لجأ المستأجر إلى ما كان يُسمى وقتها "لجنة تقدير الإيجارات"، فحضر السادة "الخبراء"، وخفضوا القيمة إلى أقل من جنيه شهريًا!

علم والدي أنه يمكنه الطعن على هذا التقدير، فتوجه لتقديم طلب. وحين جاء موعد المقابلة مع "سيادة الخبير"، اصطحبني الوالد معه – وكنت وقتها في الصف الثاني الابتدائي. كما اعتمد والدي في توقيت ذهابنا لمقابلة السيد الخبير الحكومى على مواعيد القطارات التي تمر بجوار سكك بولاق الدكرور، فوصلنا متأخرين قليلًا. وهناك، استقبلنا البيه الاشتراكي بالتهكم والاحتقار، ووبخ والدي علنًا، كأنه إقطاعي! مع أن مظهر والدي وملابسه وبطاقته العائلية تشير بوضوح إلى كونه عاملًا بسيطًا، لا صاحب عقارات ولا مقاولًا جشعًا.

ثم أمر البيه الاشتراكي والدي باستئجار سيارة أجرة للذهاب إلى المنزل لإعادة المعاينة، ورغم أن والدي هو الذى سيدفع ثمن التاكسي، فإن السيد "الخبير" أمرني أنا – الطفل الصغير – أن أعود للبيت على قدمي لأن التاكسي "لا يسع الجميع"، وكأنني كنت عبئًا على العدالة!

وبعد كل هذا الإذلال، تم رفض الطعن، وأُجبر والدي على تقاضي أقل من جنيه شهريًا كإيجار. ودون أن يكلف أحد نفسه بدراسة الموضوع بشكل أعمق وأشمل وأكثر حيادية ،
وبالطبع كان من الممكن أن تستمر تلك القيمة الايجارية إلى أبد الآبدين بسبب القوانين القهرية التى تطبق العدالة الاجتماعية بطرق لاتراعى ابسط قواعد وأسس العدالة والنزاهة !؟

ومن الجدير بالذكر أننا أثناء بناء الشقة المستأجرة، وكما هو معتاد في مناطقنا الشعبية، وُضعناالرمال والأسمنت أمام المنزل مؤقتا . لكننا فوجئنا باستدعاء من قسم الشرطة وهناك، هُددونا بإيداعنا في الحبس بسبب "تراكم مواد البناء" في الشارع! وأُجبرونا على دفع غرامة كانت حينها تعادل أجرة سنة كاملة للشقة،
كما أتذكر أيضا أن مندوبى الضرائب العقارية ( العوايد) كانوا يضعون تقديرات جزافية ينبغى سدادها سنويا من البرجوازى والدى العامل البسيط مالك العقار حرصا على تذويب الفوارق بين الطبقات !؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقطة قناة الميادين !!
- شهيدات الفقر... من أطفيح إلى المنوفية: القهر لا يزال مستمرًا ...
- المؤامرة مستمرة !
- إصمتوا قليلا !!
- الإختراق الإسرائيلى لإيران ، بين التهويل والتفسير !
- إكذوبة الكمايتة !؟
- الأهلى المصرى فى مهمة قومية!؟
- مائة وخمسون ألف قتيل وجريح، لا تكفى !!
- عبد الناصر والبنا ،بين القداسة والشيطنة !!
- ثلاث حكايات من بيراميدز والإسماعيلي والمقاولون
- إزدواجية المعايير من الملاعب إلى المواقف المصيرية!!
- التقييم المنحاز ،،
- الإمارات وإسرائيل... والأهلي وبيراميدز والزمالك؟
- الوحدة الوطنية !!
- حقوق الطفل المصرى
- إقتصاد البوظة !!
- الإنفجار النووى من كشمير إلى غزة وكييف !؟
- ضيق الأفق !؟
- إكذوبة الهوية المصرية !؟
- إكذوبة التعويم والدعم !!


المزيد.....




- ندوة إيرانية تفضح ازدواجية معايير حقوق الإنسان الأميركية
- إثيوبيا تعلن اعتقال عشرات المشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولة
- الأمم المتحدة: مقتل 875 فلسطينيا قرب مواقع المساعدات بغزة
- اعتقال رجل عصابات بارز في العراق
- ايران تدين حملة اعتقال المواطنين الإيرانيين المقيمين في أمري ...
- -الأونروا-: طفلا من كل 10 أطفال بغزة يخضعون للفحص يعاني من س ...
- الاحتلال يشن حملة اقتحامات واعتقالات واسعة بالضفة الغربية
- الاحتلال يستهدف خيام النازحين ومواقع توزيع المساعدات!
- قوات الأمن السورية متهمة بإعدام 21 مدنيًا درزيًا في السويداء ...
- شهداء بقصف إسرائيلي واسع على غزة يتركز على مناطق إيواء الناز ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن مدبولى - قانون الإيجار والاشتراكية البيروقراطية!!