أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن مدبولى - الصدام الخفي !؟














المزيد.....

الصدام الخفي !؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8403 - 2025 / 7 / 14 - 10:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في الأسابيع الأخيرة، أثارت تصريحات متكررة من إعلاميين محسوبين على النظام تساؤلات لافتة، بعدما حذّروا بصياغات مباشرة وغير مباشرة من قرب وقوع "حدث كبير" قد يغيّر المشهد في مصر. اللافت أن هذه التصريحات لم تأتِ من شخصيات هامشية أو مجرد محللين مغمورين، بل من وجوه إعلامية لها صلات وثيقة بدوائر صناعة القرار، ما يمنحها ثقلًا غير محدود،
تزامن ذلك مع تحليلات صادرة عن بعض أعضاء "النخبة السياسية"، تحدثت صراحة عن احتمال اندلاع حرب إسرائيلية جديدة، لا تستهدف النظام المصري بقدر ما تستهدف أرض سيناء، في إطار مخططات تهدف إلى إعادة تشكيل الجغرافيا السكانية للمنطقة عبر توطين فلسطينيي غزة – وربما لاحقًا من الضفة والداخل – داخل الأراضي المصرية.
ورغم أن فكرة إعادة احتلال سيناء بالقوة تبدو حتى اللحظة مستبعدة عسكريًا، فإن التطورات الأخيرة لا تسمح بالاطمئنان الكامل، خاصة مع تصاعد وتيرة الأحداث المؤلمة في الداخل، والتي توحي بوجود نمط مقلق.
بدأت تلك السلسلة بحادث غامض أودى بحياة 19 فتاة شابة في ظروف لم تُكشف ملابساتها بالكامل، أعقبه تكرار حوادث القطارات بطريقة غير معتادة، ثم جاءت فاجعة احتراق سنترال رمسيس، التي شلت خدمات الاتصالات والربط الشبكي في مختلف أنحاء البلاد.
هذه الوقائع، إذا نُظر إليها مجتمعة، لا تبدو مجرد مصادفات معزولة، بل أقرب إلى "إشارات تحذيرية" أو مقدمات تنفيذية لما أُطلق عليه اسم "الحدث الكبير".
والمقلق أن تكون تلك الحوادث، في طبيعتها وتوقيتها، تعبيرًا عن نمط جديد من الهجمات، ليس بالضرورة أن يكون عسكريًا تقليديًا، بل يعتمد على أدوات الحرب الحديثة: التخريب الإلكتروني، والهجمات السيبرانية، واستهداف البنى التحتية الحيوية، وكلها أساليب يمكن تنفيذها دون الحاجة لإعلان حرب أو عبور جيوش.

وهذا السيناريو ليس خيالًا، فقد رأينا كيف اغتيل قادة في حزب الله والحرس الثوري الإيراني باستخدام طائرات مسيّرة وتقنيات عالية الدقة، دون أن تُطلق رصاصة واحدة. وقبل تلك الأحداث وقعت عدة حرائق غامضة فى منشآت حيوية فى طهران تشبه فى ما وقع أخيرا بسنترال رمسيس،
فتلك الأساليب القذرة أصبحت في عالم اليوم، أكثر فاعلية من الجيوش،

لكن يبقى سؤال هام جدا وهو لماذا تستهدف مصر فى الوقت الراهن !؟
الإجابة لا تتعلق بعداء مع النظام المصري، بل بما تمثله سيناء من موقع استراتيجي، وبالموقف المصري الصارم منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، حين أعلنت القاهرة بوضوح: لا لتوطين الفلسطينيين في سيناء. هذا الموقف، الذي يبدو أخلاقيًا وإنسانيًا من الخارج، مثّل صدمة صامتة لتل أبيب ولداعميها ممن كانوا يخططون لحل عملي سريع يتضمن تهجير سكان غزة إلى خارج القطاع، وتحديدًا إلى سيناء.
وإسرائيل تدرك أن الدخول في حرب مفتوحة مع مصر سيكلّفها الكثير، وقد لا يُفضي إلى النتائج المرجوة. لذلك يبدو انها تُرجّح كفة الضغط غير التقليدي، عبر إنهاك الدولة من الداخل، إشاعة الفوضى الوظيفية، استهداف مؤسسات حيوية، خلق شعور بالعجز العام، بحيث يصبح التخلي عن "أجزاء من سيناء" مجرد خيار واقعي لتجنّب الانهيار.
والهدف هنا ليس احتلالًا مباشرًا كما جرى في 1956 أو 1967، بل فرض أمر واقع جديد بوسائل ناعمة، متدرجة، تبدو داخلية المنشأ لكنها تُدار بأصابع خارجية. وهكذا، يتحول "الحدث الكبير" من تحذير غامض إلى مسار محسوب، لا يحتاج إلى حرب ليُفرض، بل يكفي أن تُنهك الدولة من الداخل، حتى تتنازل عن خياراتها دون قتال.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهو المتوقع !؟
- نزع السلاح ، فى سربرنيتسا !!
- الصمت الفلسطينى فى الداخل!؟
- هل سنترال رمسيس المحترق،مؤمن عليه ضد أخطار الحريق!؟
- دور نادى الزمالك فى مسرحية التغييب!
- إبراهيم باشا المصرى !
- إختزال الغضب ،،
- فى عاشوراء ،جريمة لاتسقط بالتقادم !!
- قانون الإيجار والاشتراكية البيروقراطية!!
- سقطة قناة الميادين !!
- شهيدات الفقر... من أطفيح إلى المنوفية: القهر لا يزال مستمرًا ...
- المؤامرة مستمرة !
- إصمتوا قليلا !!
- الإختراق الإسرائيلى لإيران ، بين التهويل والتفسير !
- إكذوبة الكمايتة !؟
- الأهلى المصرى فى مهمة قومية!؟
- مائة وخمسون ألف قتيل وجريح، لا تكفى !!
- عبد الناصر والبنا ،بين القداسة والشيطنة !!
- ثلاث حكايات من بيراميدز والإسماعيلي والمقاولون
- إزدواجية المعايير من الملاعب إلى المواقف المصيرية!!


المزيد.....




- قانون الإيجارات المعدل في مصر: تهديد صامت للسلم الاجتماعي وم ...
- محاولة جديدة لكسر الحصار.. سفينة مساعدات تبحر من صقيلية نحو ...
- العيد الوطني الفرنسي: استعراض عسكري تحت عنوان -المصداقية الع ...
- الهند: جمعيتان للطيارين ترفضان نتائج التحقيق في تحطم طائرة - ...
- كيف يبدو مخيم نور شمس بعد 6 أشهر من التوغل الإسرائيلي؟
- 6 أسئلة بشأن اشتباكات السويداء في سوريا
- أميركا قد ترحل مهاجرين إلى -بلدان ثالثة- بعد 6 ساعات من إخطا ...
- صفقة دفاعية ضخمة.. فيديو يعرض خوذة ميتا التي أثارت البنتاغون ...
- أصوات من غزة.. حرمان الأطفال من عامين دراسيين بسبب الحرب
- اشتباكات السويداء.. وزير الداخلية السوري يكشف -السبب والحل- ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن مدبولى - الصدام الخفي !؟