حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 08:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحن نكتب بضمير حي، لا تحكمنا الحسابات الضيقة، ولا يُضللنا العمى الإيديولوجي أو العصبيات الطائفية. بوصلتنا الأخلاقية والسياسية تظل ثابتة، لا تنحرف عن قضايا الأمة العادلة، وتشير دومًا إلى العدو الحقيقي: الكيان الصهيوني، ومن يقف خلفه من داعمين، عربًا كانوا أو عجمًا.
العدوان الصهيوني الأخير على مواقع الجيش السوري في محافظة السويداء، وسقوط عدد من الجنود تحت القصف المباشر، يكشف مرة أخرى – وبما لا يدع مجالًا للالتباس – من هو العدو الحقيقي للأرض وللشعب في سوريا، مهما حاولت بعض الأطراف التلاعب بالحقائق وتشويش البوصلة.
لقد آن الأوان أن نتجاوز حالة العمى السياسي، والاصطفافات الفئوية المقيتة، والمزايدات الخطابية الجوفاء. آن لنا أن نضع حدًا لإعادة إنتاج خطاب الاستسلام والتبعية، ذلك الخطاب الذي يُبرر القتل ويُجمّل الخيانة، بينما تتساقط دماء الجنود السوريين على يد الاحتلال الصهيوني، وبمشاركة أو تواطؤ بعض من أبناء الطائفة الدرزية، ممن تورطوا في التحريض والقتل، سواء في الجنوب السوري أو في غزة المحاصرة.
على الدولة السورية، إذا كانت جادة في حماية سيادتها وكرامة جيشها، أن تُنهي فورًا أي تعاون أمني أو سياسي مع الولايات المتحدة وأذرعها الغربية. كما يجب إعلان محافظة السويداء منطقة عمليات عسكرية مفتوحة، وإعادة ترتيب الأولويات على قاعدة المواجهة، لا المساومة.
وفي السياق ذاته، لم يعد من المقبول استمرار القطيعة أو البرود في العلاقات الاستراتيجية مع الحليفين الإيراني والروسي، فقد تجاوز الأمر البعد التكتيكي إلى ضرورة وجودية لحماية ما تبقى من توازن وردع في وجه هذا التغول الصهيوني.
أما الموقف التركي، فلا يمكن وصفه سوى بالمتخاذل والمخزى. فلم تُسجّل أنقرة حتى الآن تصريحًا واحدًا بالإدانة أو التحذير، ناهيك عن التدخل المفترض، رغم أن المستهدفين في هذا العدوان هم جنود سبق أن نسقت معهم تركيا في ملفات أمنية وسياسية.
ونقول لبعض الأصوات في مصر: إن لم تستطيعوا قول الحق، فلا تباركوا الباطل. فالتدليس ولي الحقائق أو التواطؤ الإعلامي أو التبرير العاجز، هو سقوط أخلاقي قبل أن يكون سياسيًا.
إن العدو واضح، والدم المسفوك لا يكذب، ومن يخطئ البوصلة في هذه اللحظات ، يخون التاريخ والجغرافيا معًا.
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟